خاتمة

وكما كان في أول القرن التاسع عشر خير إيران فاتحدت ولاياتها وأتيح لها ملوكٌ أقوياء واطمأنت نفوس الإيرانيين إلى الدولة الجديدة وأخذوا يعملون على إسعاد البلاد ويُسيِّرونها نحو المجد والخير فإن نهاية هذا القرن كانت وبالًا على إيران؛ إذ فقد القاجاريون ما كان لهم من قوة وقدرة على الحكم فعملوا على صيانة مراكزهم أكثر مما عملوا على صيانة البلاد نفسها من المستعمرين، وتطلع الناس إلى من يخلصهم من الشر الذي يهددهم شر تهديد. وفي الوقت الذي كانوا ينادون فيه بالحرية وبالمشاركة في الحكم؛ مما أدى إلى منحهم الدستور في أوائل القرن العشرين، كانوا يحسُّون بالحاجة إلى رجلٍ من طرازٍ آخر يحول دون الاستعمار ويدفع الغزاة عن إيران ويُعيد إلى البلاد هيبتها ووحدتها. وقد فاض أدب هذه الفترة بهذه المعاني كلها فترى الشيباني يسخط على القاجاريين١ وينقم عليهم سياستهم ويتمنى زوال دولتهم، وأحمد روحي وميرزا أغا خان الكرماني يطالبان بالإصلاح في شدة وعنف وقد قُتلا عام ١٨٩٦م، وقد قال الأخير قبيل قتله يستعيذ بالله أن تسقط إيران في يد الغزاة، فهو لا يريد أن يرى اليوم الأسود الذي تقع فيه هذه العروس في يد الشبان الروس أو الإنجليز. وكانت هذه الأفكار مقدمة لأدب القرن العشرين.
١  اختلف الكتَّاب في معنى كلمة قاجار وبالتالي في رسمها وقد آثرنا الرأي القائل باشتقاقها من المصدر التركي قاجمق ومعناه العدو.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤