حوار مع الشاويش!

قال «محب»: هناك نوعٌ رابع نسيته يا «تختخ» من لصوص السيارات، إنهم اللصوص الذين يسرقون سيارة؛ ليستخدموها في عمليةٍ غير قانونيةٍ … ثم تشغيلها فترة لحسابهم … أو للقيام بسرقة، أو نقْل مسروقات بها … أليس ذلك صحيحًا؟

تختخ: نعم … معك حق … لقد نسيت!

تدخَّل الشاويش في الحديث الذي سمع طرفًا منه وقال: هل توصلتُم إلى شيء؟

محب: لا يا شاويش … مجرد استنتاجات.

الشاويش: ما هي؟

محب: إننا كنا نتحدَّث عن أنواع لصوص السيارات.

الشاويش: هناك أنواع كثيرة من هؤلاء اللصوص.

تختخ: لقد حصرنا أربعة أنواع!

الشاويش: ربما كانوا أكثر!

تختخ: المهم يا شاويش … ماذا وصلت إليه أنت؟

الشاويش: لا شيء تقريبًا … إنهم لصوصٌ مهَرة … لم يتركوا أي أثرٍ خلفهم.

تختخ: وما هي أنواع السيارات المسروقة؟

الشاويش: إنها كلها من السيارات الكبيرة.

تختخ: هذه ظاهرةٌ ملفتةٌ للنظر … ألم تجدوا سيارة واحدة من هذه السيارات؟

الشاويش: عثرنا على ثلاث سيارات حتى الآن.

تختخ: عظيم … ألم تكن هناك أيُّ أدلة تقود للبحث عن اللصوص؟

والشاويش: أبدًا … لا بصمات … ولا شهود … ولا آثار.

تختخ: شيء عجيب!

الشاويش: عجيب جدًّا!

كانت «لوزة» قد أحضرت الشاي للشاويش … وبعد هذه المناقشة الهادئة، أخذ مزاجُه يصفو ويتحسن … وأحسَّ المغامرون أنه من الممكن الاستفادة من معلوماته …

فقال «عاطف»: وماذا تظن أنت شخصيًّا يا حضرة الشاويش؟

الشاويش: إن فرقة مكافَحة سرقة السيارات، وهي تضم ضباطًا من أذكى الضباط … وعندهم وسائل كثيرة للبحث والتحرِّي لم تصل إلى شيءٍ … فماذا سأفعل أنا؟

كان مع الشاويش كل الحق فيما قال … ماذا سيفعل وحده أمام هذه الظاهرة الإجرامية … سرقة ست سيارات من الحجم الكبير …

هكذا فكَّر المغامرون الخمسة …

وقال الشاويش فجأة: إحدى السيارات كانت سيارة نقْل!

التفت إليه المغامرون بانتباه …

وقالت «نوسة»: سيارة نقل … إنَّ هذا يحدد نوع اللصوص!

لوزة: ماذا تقصدين يا «نوسة»؟

نوسة: إنهم يستخدمون السيارات في السرقة … فليس هناك لصٌّ يَسرق سيارة نقل للتنزه بها!

تختخ: هذا احتمالٌ كبير.

والتفت «محب» إلى الشاويش قائلًا: متى سُرقت السيارة النقل؟

الشاويش: منذ خمسة أيام … سُرقت في الليل، حيث كان سائقها قد ذهب لزيارة صديق له حوالي الساعة الواحدة صباحًا.

تختخ: إنها ليسَت سرقة بالمصادفة … إنَّ اللصوص كانوا يتبعونه، ومتى وجدتم السيارة؟

الشاويش: وجدها نفس السائق في الصباح قريبًا جدًّا من منزله!

تختخ: هذا يعني أن العصابة استخدمتها في عملية ما ليلًا ثم تركتها.

الشاويش: هذا ما قاله ضباط مكافحة سرقة السيارات!

تختخ: ألم تقع سرقات في نفس الليلة؟

الشاويش: حدث هذا.

تختخ: إذن هناك أدلةٌ!

الشاويش: إن رجال المكافحة ربطوا بين سرقة السيارة، وبين سرقة كمية ضخمةٍ من مواسير الرصاص والنحاس من مخزن إحدى الهيئات الحكومية، وقد وجدوا آثار السيارة في نفس المكان، وقد استجوبوا عشرات الشهود، ولكنَّ أحدًا لم يستطع تذكُّر هذه السيارة، ومن الذي كان يقودها.

تختخ: شيءٌ مدهشٌ … إنهم بالطبع ليسوا عصابة من الأشباح.

ضرب الشاويش جبهته بيدِه كأنه تذكَّر شيئًا هامًّا. وقال: لقد ذكَّرتني بشيء … إن أحد شهود حادث سرقة السيارة النقل قال إنه شاهد شبحًا!

التفت المغامرون الخمسة إلى الشاويش باهتمامٍ فمضى يقول: نعم … قال إنه شاهد شبحًا … ولكنَّ أحدًا بالطبع لم يُصدِّقه.

قال «تختخ»: وماذا كانت أوصاف ذلك الشبح؟

الشاويش: لا أذكُر بالضبط … ولكنه قال إنه كان يسير بجوار السيارة النقل، وكانت تقف في بُقعةٍ مظلمةٍ … فوقع منه شيءٌ أخذ يَبحث عنه … وتحت السيارة شاهد كتلةً سوداء تتحرَّك تُشبه شبحًا … وفزع الرجل … فقد كان المكان مُظلمًا، وأسرع يَجري وقد نسيَ ما ضاع منه … وعندما حضر في الصباح لإعادة البحث عَلِم بأن السيارة التي شاهد تحتها الشبح قد سُرقت … وكان رجال مكافحة سرقة السيارات يُعاينون مكان الحادث … وقد قال لهم ما شاهد … وبالطبع فإنَّ أحدًا لم يَلتفت إليه، فقد ظنُّوه معتوهًا … ولكن كلمة «توفيق» عن الأشباح أعادت كلمات الرجل إلى رأسه.

لوزة: إذن فنحن نبحث عن أشباح!

كان الشاويش قد انتهى من شرب الشاي … فلم ينتظر لحظةً أخرى ووقف … ثم سار في خطواتٍ واسعة خارجًا … وساد الصمت بعد خروجه لحظات ثم …

قال «محب»: لقد حصلنا على بعض المعلومات المفيدة من الشاويش؛ فقد أصبحنا على يقينٍ من أن عصابة الأشباح هذه تسرق السيارات؛ لتقوم بعمليات سرقةٍ بها، ثم تتركها … ولعلَّ مما يؤكد ذلك أن السيارات التي تسرقها العصابة كلها من السيارات الكبيرة … حيث يمكن نقل المسروقات بها … ثم هناك حادث سرقة السيارة النقل … إن هذه السرقة تؤكد النظرية.

عاطف: وماذا استفدنا من ذلك؟

لوزة: إنَّ أية معلومات مفيدة طبعًا لنا.

عاطف: هل سنبيع هذه المعلومات؟

لوزة: إنك لا تكفُّ عن السخرية … ماذا تريدنا أن نفعل؟

عاطف: نقوم بالبحث في كل مكانٍ حول المعادي … لقد سَرقت العصابة سيارة عم «محب» … والمهم هو العثور عليها.

تختخ: إنَّ الاستنتاجات التي حصلنا عليها تُؤكِّد أننا سنَجد السيارة … بعد يوم أو أكثر في مكانٍ ما … دون أن يَنقصها شيءٌ … وهذا في ذاته مكسبٌ كبير.

محب: لماذا لا نتَّصل بالمفتش «سامي»؟! إنَّ سرقة سيارة عمي سببٌ قويٌّ للاتصال …

وافق المغامرون على الاتصال بمُفتش المباحث الكبير، وهكذا قام «تختخ» بإدارة رقم المفتش … وسرعان ما كان المفتش يرد عليه، وتبادَلا التحيات المُعتادة …

قال «تختخ»: إننا نأسف لإضاعة وقتك في موضوع بسيط … ولكن من المُهم بالنسبة لنا أن نقوم بدور ما فيه.

المفتش: يُسعدني بالطبع أن أؤدي لكم أيَّ خدمة.

تختخ: لقد سرق اللصوص أمس ليلًا سيارة عم «محب».

المفتش: عم صديقكم «محب»!

تختخ: نعم.

المفتش: لقد تعدَّدت حوادث سرقة السيارات في المدة الأخيرة، وهناك عددٌ من أكفأ الضباط يُتابع هذه الظاهِرة … وإنْ كانوا للأسف لم يصلُوا إلى شيءٍ حتى الآن!

تختخ: إننا نُريد أكبر كمية من المعلومات … فقد نستطيع المساهَمة بشيءٍ!

المفتش: لقد أرسلوا لي ملفَّ السرقات الأخيرة … وقد وجدنا بعض الملامح المُشتركة بين مختلف السرقات … هل معك ورقة وقلم؟

طلب «تختخ» ورقة وقلم بسرعةٍ، ثم قال: إنَّني على استعدادٍ.

المفتش:
  • أولًا: جميع السيارات المسروقة ذات حجمٍ كبير.
  • ثانيًا: هناك فاصلٌ زمنيٌّ بين كل حادثٍ وآخر، أقلُّه خمسة أيام، وأكثره أسبوع.
  • ثالثًا: وقعَت كل السرقات بين الساعة الواحدة والثالثة صباحًا!
  • رابعًا: تركَّزت الحوادث في دائرة قسم حلوان.
  • خامسًا: كانت جميع السيارات بعد العثور عليها كاملة الأجزاء.
  • سادسًا: لوحظ عدم وجود أيِّ أدلة أو بصمات تكشف عن الجُناة، وبرغم التحريات الواسعة والجهود التي بُذلت لمُتابعة عدد كبير من لصوص السيارات المفرج عنهم حديثًا، فلم تتوصَّل أجهزة البحث إلى معلومات مفيدة.
  • سابعًا: وقوع سرقات كبيرة بعد كل سرقة سيارة.

تختخ: وحكاية الشبح؟

المفتش: أيُّ شبحٍ؟!

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤