تصدير الطبعة الثانية

مرحبًا بك في الطبعة الثانية من هذا الكتاب. إذا لم تكن قد قرأتَ الطبعة الأولى من قبلُ أو لم تقرأها منذ فترة، فدعني أبدأ بتفسير السبب وراء اختياري لعنوان «التدريس المُتمركِز حول المُتعلِّم»؛ هناك مجموعة متنوعة من المصطلحات المستخدَمة لوصف هذه الأساليب في التدريس، مثل: «الأسلوب المُتمركِز حول التَّعلُّم»، أو «التَّعلُّم المُتمركِز حول الطالب»، أو «التدريس المُتمركِز حول الطالب»، أو بكل بساطة «الأسلوب المُتمركِز حول الطالب»؛ باعتباره عادةً نقيضًا ﻟ «الأسلوب المُتمركِز حول المعلم».

أظنُّ أن من المُهم التركيز على المتعلمين؛ أي الطلاب. ولكن حين يُدمَج «الطالب» في الوصْف، فعادةً ما يَنتهي بنا المطاف إلى مناقشاتٍ حامية حول اعتبار الطلاب بمنزلة عملاء، وهل ينبغي للتربويين أن يُحاولوا كسب رضاهم، وهل الطالب/العميل دومًا على حق، وهل التعليم مُنتَج، وإن لم يكن كذلك، فما الذي تشتريه الأموال المخصَّصة للتعليم؟ لهذه المناقشات ميزة وينبغي إثارتها، إلا أنها ليست الموضوع الذي يدور حوله التدريس المُتمركِز حول المتعلم؛ فيجب أن يظلَّ التركيز مُنصبًّا على المتعلمين ونوعية الاستراتيجيات التعليمية التي تدعم جهودهم المبذولة في سبيل التَّعلُّم.

إذَن، لماذا لا نستخدم التصنيف «المُتمركِز حول التعلُّم»؟ والإجابة هي أن التَّعلُّم فكرة تجريدية، وليس كلمةً تُوجِّهنا مباشرةً نحو معناها؛ فأعضاء هيئات التدريس يَنتمون إلى ثقافةٍ قائمة على الأفكار النظرية والتجريدية. وفي خِضم التركيز على عملية التَّعلُّم، من المُرجَّح أن نجد أنفسنا نُناقش التَّعلُّم بشكلٍ أفضل وباستفاضةٍ على مستوًى تجريديٍّ إلى حدٍّ ما. لسنا بحاجةٍ إلى ربط عملية التَّعلُّم بطريقة التدريس عبر إطارٍ مفاهيمي جذَّاب من الناحية الفكرية، وإنما نحن بحاجةٍ إلى سياساتٍ وممارساتٍ تعليمية تُؤثِّر مباشرةً في قدْر التعليم الذي يتلقاه الطلاب ومدى جودته. والتسمية التي نُطلقها على شيءٍ ما ستُرشدنا إلى الطريقة التي نُفكِّر بها حيال هذا الشيء؛ إذَن، فتسمية الشيء أمرٌ مهم، وتسمية هذا الأسلوب بالتدريس المُتمركِز حول المتعلم تُبقي تركيزنا مُنصبًّا على ما تدور حوله هذه الطريقة المتبعة في التدريس.

(١) أهم ما يُميز الطبعة الثانية عن سابقتها

ما الذي يجعل هذه الطبعة أفضل؟ ثَمَّةَ مجموعة متنوعة من الأمور تجعل هذه الطبعة أفضل من سابقتها، بدايةً من المناقشات الأكثر دقةً ووضوحًا. تُعزى بعض التغييرات إلى حقيقة أن الدفاع عن أسلوب التدريس الواسع الانتشار القائم على إلقاء المحاضرات يَزداد صعوبة، ويوجد المَزيد من الأبحاث العلمية التي تؤكِّد أن هذا الأسلوب في التدريس يُشجِّع على التَّعلُّم السطحي، بالإضافة إلى عدم القدرة على حفظ ما تمَّ تعلُّمه وتطبيقه على أرض الواقع. وتوجد أدلة مُتزايدة تُفيد بأن أساليب التدريس المُتمركِز حول المتعلم تُولِّد نوعًا مختلفًا من التَّعلُّم، وتُنمِّي مهارات التَّعلُّم، وتدفع الطلاب نحو الاستقلالية والاعتماد على النفس كمتعلمين.

وهذه الطبعة أكثر فاعليةً من سابقتها؛ لأنها تتضمَّن مساحةً أكبر من القاعدة المعرفية المبنية على التجربة، وتلك الإضافة هي نتاج حواراتي المستمرة مع أعضاء هيئات التدريس بخصوص أساليب التدريس المُتمركِز حول المتعلم: كيف يستعينون بهذه الأساليب؟ وما الذي يَحدث حين يفعلون ذلك؟ وما المشكلات المعلقة التي تنشأ جرَّاء ذلك؟ وما التوصيات التي يُمكنهم تقديمها للآخرين؟ وقد عمَّقتْ آراؤهم وتجارِبهم فهمي للتدريس المُتمركِز حول المتعلم. كما أن التحسينات التي أُجريت على القاعدة المعرفية المبنية على التجرِبة هي نِتاج عدد غزير مِن المقالات التربوية التي تُشير إلى تصميم أساليب التدريس المُتمركِز حول المتعلم واستخداماتها وتقييماتها. ويَستخدم أعضاء هيئات التدريس هذه الطُّرق عبر نطاق التخصصات الدراسية في مُختلِف أنواع المؤسسات التربوية التي تُدرس لمُختلِف أنواع الطلاب.

إنني أعتقد أن هذه الطبعة أكثر فاعليةً من سابقتها لأنها تتناول بمزيدٍ من الحماس ما لم يتغيَّر منذ نشر الطبعة الأولى عام ٢٠٠٢، ومع الأسف يتضمَّن ذلك كل شيءٍ تقريبًا استهدفت الطبعة الأولى تغييره. والأدلة الواردة في الفصل الثاني — الذي يتناول الأبحاث — وفي الفصول الخمسة التي تتناول التغييرات الأساسية، تُؤكِّد على أنه بالرغم من انتشار استخدام أساليب التدريس المُتمركِز حول المتعلم على نطاقٍ أوسع، فإن عملية التدريس لا تزال في أغلبها متمركزة حول المُعلم، ولا يزال أعضاء هيئات التدريس يتخذون أغلب القرارات التعليمية نيابةً عن الطلاب، ولا يزال المحتوى محور تركيز عالم التدريس، ولا يزال المعلمون يؤدُّون عددًا كبيرًا للغاية من المهام التعليمية التي ينبغي أن يُؤدِّيَها الطلاب بأنفسهم، ولا يزال الطلاب لا يتلقَّون تشجيعًا دوريًّا لتقييم أعمالهم أو أعمال أقرانهم (وهو أمر يختلف عن وضع التقديرات الدراسية لهذه الأعمال).

هذه هي الصورة الشاملة المأخوذة عن بُعد للتدريس في مجال التعليم العالي. وبنظرةٍ أقرب، ثَمَّةَ علامات تدل على حدوث تغيير. لقد صار «التمركُز حول المتعلم» شيئًا تسعى وراءه المؤسسات التعليمية؛ أي إنه صار صيحةً سائدةً في الوقت الحالي، وما يصاحب ذلك من مدحٍ وذم. ومع استمرار الحديث عن «التمركز حول المتعلم»، يَسمع المزيد من الناس عن هذا النوع من التدريس، وبعد تفكيرٍ عميق يُجرِّبون بعضًا من أساليبه، وهذا يُحسَب في جانب المباركات. أما في جانب اللعنات لهذا «الرَّواج»، فواحدةٌ منها تشتمل على التعريف الفضفاض الناتج عن انتشار استخدام المصطلح. وعند هذه النقطة، يقترب وصْف «المُتمركِز حول المتعلم» من الترادُف مع «التَّعلُّم النَّشِط»، وينطبق تقريبًا على أي استراتيجية تُشرك الطلاب في عملية التعليم ويأتي فيها ذِكر التَّعلُّم. أرى أن هذه الطبعة أكثر فاعليةً من سابقتها لأنها تسعى لاستعادة وضوح التعريفات وإحراز التقدُّم في هذا الصدد. وللتدريس المُتمركِز حول المتعلم خصائص تجعله متفردًا وتُميِّزه عن التَّعلُّم النَّشِط وغيره من أشكال المشاركة الطلابية في العملية التعليمية.

لقد استمتعتُ بمراجعة محتوى هذا الكتاب وإعادة كتابته والتفكير فيه أكثر مما كنتُ أتوقع. ومن المثير ملاحظة تطوُّر توجُّه معين نحو عملية التدريس بطُرقٍ تجعله أكثر واقعيةً وقابلية للتطبيق من الناحية الفكرية. كما أن من المُرضي أن نُلاحظ القدر الذي تعلمناه، ومن الصعب أن نُدرك القدر الذي لا نزال نجهله ونحتاج إلى تعلُّمه.

(٢) نظرة عامة على المحتوى

السبيل الأمثل لاستعراض التفاصيل الخاصة بما هو جديد في هذه الطبعة من الكتاب هو إلقاء نظرة عامة على الفصول القادمة؛ فالمحتوى الوارد في الفصلَين الأول والثاني من الطبعة الثانية لهذا الكتاب مأخوذ من الفصل الأول الخاص بالطبعة الأولى. وفي هذه الطبعة يحتوي الفصل الأول على قصة الكيفية التي صرتُ بها مُعلِّمةً تتَّبع أسلوب التدريس المُتمركِز حول المتعلم، ووصْفٍ للمنبع الذي نشأتْ منه هذه الأفكار والأساس الذي ترتكز عليه.

يُعد الفصل الثاني فصلًا جديدًا بالأساس؛ حيث يُقدِّم عيِّنة من الأبحاث التي أُجريت على موضوع أساليب التدريس المُتمركِز حول المتعلم والأبحاث ذات الصلة به. لقد أُجريت كمية كبيرة من الأبحاث منذ عام ٢٠٠٢، ويَستعرض الفصل عيِّنة مما أُحرز في هذا الصدد، ولكنه لا يَستعرض جميع الأبحاث المنشورة استعراضًا شاملًا. وكما نُوقش في الفصل، فإنَّ الاستعراض الشامل لهذه القاعدة العريضة من الأبحاث المنشورة يطرح تحدياتٍ لوجستيةً مهولة. لقد أُجريت أبحاث على أساليب التدريس المُتمركِز حول المتعلم عبر نطاقٍ واسع من التخصصات الدراسية. إنَّ تعقُّب أثر كل شيءٍ لهو مُهمة شاقَّة وصعبة رغم توافُر تقنيات البحث، ويُعد دمج النتائج ومقارنتها على القدر نفسه من الصعوبة أيضًا. يختلف الباحثون في تعريف أساليب التدريس المُتمركِز حول المتعلم؛ حيث إنَّ بعضهم لا يستخدم أي مصطلحاتٍ لوصف المعالجات التي قد يصفها معظم الناس بأنها متمركزة حول المتعلم؛ فهم يَختبرون الفرضيات باستخدام العديد من الأساليب المنهجية، ويشتمل عملهم على تحليلاتٍ نوعية وكمية. والأبحاث التي أُجريت على التدريس المُتمركِز حول المتعلم ليست ذات نسقٍ منهجيٍّ مُتسلسل؛ حيث تقود مجموعة واحدة من النتائج إلى المجموعة التالية من الأسئلة المتعلقة بالبحث. ويبدو الفصل الثاني أشبه ببساطٍ منسوج من أقمشةٍ متنوعة النقوش ومختلفة الألوان أكثر من كونه بساطًا ذا نسقٍ وشكلٍ معيَّن. غير أنني أظنُّ أن معظم القُراء سيَجدُون أن عيِّنة الأبحاث التي يستعرضها الفصل تُشكِّل مجموعةً رائعة من الأدلة. وكان انتشار الأبحاث الجديدة ومجموعة النتائج المثيرة التي خلصت إليها هذه الأبحاث هو ما أقنعني في النهاية بإعداد الطبعة الثانية.

وإن كان لي أن أختار الفصل الذي أودُّ أن يقرأه المهتمون بالتدريس المُتمركِز حول المتعلم، فسيكون ذلك هو الفصل الثاني؛ فلأعضاء هيئات التدريس تاريخٌ طويل في تجنُّب الأبحاث التعليمية، وهم يواصلون تجنُّبهم هذا للأبحاث عن طريق عدم قراءة الدراسات التربوية الكثيرة للغاية، القائمة على التخصصات الدراسية التي أنتجتْها الأبحاث الخاصة بأساليب التدريس. وهذا الأمر يُعرقِل نجاحهم ويضرُّ بممارسات التدريس. فما نقوم به داخل قاعة الدراسة يُمكن التحقُّق منه (بل وربما تبريره) عن طريق التحليلات النوعية والكمية؛ ومِن ثَمَّ تُضيف الأبحاث مصداقيةً لما تمَّ التأكيد على كونه «أفضل الممارسات المهنية». إن معرفة ما نعرفه بشأن التدريس المُتمركِز حول المتعلم في هذه الحالة تُؤكِّد ما نقترحه وتُعظِّم من شأن ما نفعله.

يبقى لُبُّ الكتاب على حاله كما كان في الطبعة الأولى؛ حيث يحتوي الجزء الثاني على الفصول التي تتناول خمسة تغييرات أساسية لتطبيقها. وهذه هي جوانب ممارستي لمهنة التدريس التي تغيَّرتْ عندما تحولتْ من الأسلوب المُوجَّه نحو المعلم إلى الأسلوب المُتمركِز حول المُتعلِّم. ولقد استخدم أشخاص آخرون هذه الطريقة لترتيب التغيرات المُتمركِزة حول المتعلم، وأنا أستعين بها بصفةٍ دورية عندما أتحدَّث عن التدريس المُتمركِز حول المتعلم، ويبدو أن هذا النسق يؤتي ثماره؛ ولذا حافظت عليه.

كل فصلٍ من هذه الفصول رُوجع مراجعةً دقيقةً. في بداية كل فصلٍ أناقش ما تغيَّر وما لم يتغيَّر منذ عام ٢٠٠٢. وبكل أسف، فإنَّ معظم التوجُّهات التي أعاقت إحداث التغيرات المُتمركِزة حول المتعلم لا تزال سائدةً إلى الآن. فما تغيَّر هو عدد الاستراتيجيات والفروض والأنشطة والأساليب الجديدة التي يستعين بها المعلمون في تطبيق التغييرات التي ناقشتها في هذه الفصول. وينتهي كل فصلٍ بقسمٍ عن «مشكلات التطبيق»، وتحتوي هذه الأقسام على بعض المحتويات الواردة في الفصل التاسع من الطبعة الأولى، بالإضافة إلى أفكارٍ ومعلوماتٍ جديدة.

ينتهي هذا الكتاب بفصلٍ عن المقاومة (تلك المقاومة التي يُظهرها الطلاب، والتي يُعبِّر عنها الزملاء)، وبفصلٍ آخر أكثر تفصيلًا عن المشكلات التطويرية المتعلقة بالتصميم العام للأنشطة وتَسلسُلها، والفروض التي ترفع مستوى المتعلم بطريقةٍ منهجية ومُخطَّطٍ لها. ويَقترح الفصل مواضع جيدة لبدء تَحوُّل الطلاب من متعلمين سلبيين يعتمدون على الغير إلى متعلمين مستقلين يُجيدون التوجيه الذاتي. كما يُناقِش الفصل المشكلات التطويرية التي يُواجهها أعضاء هيئات التدريس.

ولا تحتوي هذه الطبعة على فصلٍ يتناول وسائل «إنجاح طرق التدريس المُتمركِز حول المتعلم»؛ حيث أُدمج بعضٌ من ذلك المُحتوى في القسم المُعنوَن ﺑ «مشكلات التطبيق» الوارد في كل فصلٍ من فصول الجزء الثاني. منذ عام ٢٠٠٢، ألَّفتُ كتابًا (وايمر، ٢٠١٠) في موضوع التطوير المستمر للمُدرِّسين الجامعيين ورفع كفاءاتهم، وجزءٌ كبير من محتوى ذلك الكتاب يُناقش عملية تطبيق التغييرات التعليمية. ويتسم أسلوب تناول هذه الموضوعات في الكتاب الجديد بقدرٍ أكبر من الشمولية والتوثيق الجيد مقارنةً بما جاء في الطبعة السابقة.

بقيتْ معظم الملاحق على حالها في الطبعة الجديدة. لقد نُشر خمسون بالمائة من المراجع المُدرَجة في نهاية الكتاب منذ صدور الطبعة الأولى، وأتمنَّى أن تحثَّ الأجزاء المهمة المأخوذة من هذه المراجع، والتي أدمجتُها في هذا الكتاب، القُراءَ على الرجوع إلى هذه المصادر الممتازة.

ملحوظة أخيرة: لقد راجعتُ هذه الطبعة بعد تقاعُدي من العمل على عكس الطبعة الأولى التي ألَّفتُها بينما كنتُ أُدرِّس بالفعل للطلاب الجامعيين. وفي رأيي، ما زلتُ أمارس مهنة التدريس، وإن كان ذلك عن طريق عملي المتواصل مع أعضاء هيئات التدريس، وليس التدريس الفعلي للطلاب الجامعيين.

(٣) جمهور القُراء

كما هي الحال مع الطبعة الأولى، هذا الكتاب مُوجَّه لأعضاء هيئات التدريس، ومع ذلك فإنه لا يقتصر على المعلمين الذين تحوَّلوا إلى اتباع طُرق التدريس المُتمركِز حول المتعلم؛ فهو كتاب مُوجَّه أيضًا لأعضاء هيئات التدريس الذين يظنون أن أفكار التدريس المُتمركِز حول المتعلم قد تكون مثيرةً للاهتمام، إلا أن لديهم أسئلةً ومخاوف. هل هذه الطرق المتَّبَعة في التدريس تحتفظ بمعايير ذات مستوًى عالٍ وتتسم بالتشدُّد الفكري؟ هل هي طُرق تدريس تُدلِّل الطلاب وتُشجِّع لديهم الشعور بالاستحقاق بما يخلُّ بمنظومة العمل في المنشأة التعليمية؟ هل هذه الطريقة في التدريس تَنتقص من دور المعلمين وأهميتهم؟ يُقدِّم هذا الكتاب إجاباتٍ عن هذه الأسئلة؛ فهو كتاب مُوجَّه للمهتمِّين بالاطلاع على هذه الأساليب التعليمية؛ بل إنه مُوجَّه كذلك لمن قد يعتقدون أنهم غير مهتمين بالتدريس المُتمركِز حول المتعلم، وإنما مهتمون بالطلاب؛ أي بموضوعات مثل سلبية الطلاب وافتقارهم إلى الحافز وعدم اهتمامهم بالتعليم. وهو كتاب مُوجَّه للمعلمين الذين يتساءلون عن احتمالية وجود طُرق أفضل لربط الطلاب بفعالية التَّعلُّم ومُتعته.

وعلى الرغم من ذلك، لا أظن أن معظم القراء سيكون لديهم اهتمام بالموضوع. سيُجرِّب كثيرٌ منهم بعضًا من هذه الأساليب وهم يقرءون الكتاب من أجل دفع مستوى ممارستهم المهنية إلى الأمام. ولقد حاولت الاستجابة لهذا الجمهور عن طريق إدراج العديد من الفروض والأنشطة والأساليب في هذه الطبعة. إذا كنتَ قد قرأتَ الطبعة الأولى من هذا الكتاب وتتساءل عما إذا كانت الطبعة الثانية تَستحقُّ الوقتَ المستغرَق في قراءتها، فبالطبع لن تكون المؤلِّفة شخصًا جديرًا للرد على هذا التساؤل. ومع ذلك، سأقول إن هدفي كان تأليف نسخةٍ ثانية مُنقَّحة بشدة؛ أي نسخة تستحق القراءة ثانيةً.

سيتضمَّن جمهور القُراء المُهتمين بهذا الموضوع بعض المبتدئين؛ وهي مرحلة مرَرْنا بها جميعًا من قبل. إن هذا الكتاب مُوجَّه للمُبتدئين أيضًا؛ فهو يُقدِّم قدرًا كبيرًا من تَجارِب المبتدئين الآخرين — يمكنك التَّعلُّم منا ومن أخطائنا كذلك — ويُقدِّم نصيحةً للبدء في تطبيق أسلوب التدريس المُتمركِز حول المتعلم، بما في ذلك التعريف باستراتيجياتٍ وفروضٍ وأنشطةٍ محدَّدة، باعتبارها نقاط انطلاقٍ جيدة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤