المدرسة الأهلية

في حفلتها السنوية
دَعِينِي مِنَ الجِيدِ وَالمِعْصَمِ
وَلَحْظٍ سَلَلْتِ فَلَمْ تَرْحَمِي
وَلَا تَذْكُرِي لِي رِمَاحَ القُدُودِ
وَوَرْدَ الخُدُودِ وَدُرَّ الفَمِ
هُوَ الحُسْنُ فِي العَقْلِ قَبْلَ المُحَيَّا
فَحَلِّي حَدِيثَكِ ثُمَّ ابْسِمِي
وَمِنْ خُلُقٍ نَاعِمٍ فَالْبَسِي
حَرِيرًا عَلَى الجَسَدِ الأَنْعَمِ
وَلَا تَأْمَنِي نَضْرَةً فِي الخُدُودِ
إِذَا هِيَ لِلْقَلْبِ لَمْ تَنْتَمِي
وَحَسْبُكِ يَا هِنْدُ رُوحٌ تَرِفُّ
مِنَ الطُّهْرِ فِي ثَوْبِهَا المُعْلَمِ

•••

فَتَاةَ بِلَادِي دَعَانِي الوَفَا
فَجِئْتُ إِلَيْكِ بَقَلْبٍ ظَمِي
أُرَدِّدُ ذِكْرَكِ فِي خَاطِرِي
وَأَنْشُدُ رُوحَكِ فِي الأَنْجُمِ
وَأَصْبُو لِرُبْعٍ عَلَيْكِ حَنَا
يُغَذِّيكِ مِنْ رُوحِهِ وَالدَّمِ
رَضَعْتِ بِهِ العِلْمَ مِلْءَ الجِنَانِ
فَحَانَ لَكِ اليَوْمَ أَنْ تُفْطَمِي
وَكُلُّ فِطَامٍ لَهُ مَوْسِمٌ
وَهَائَنَذَا جِئْتُ فِي المَوْسِمِ
أَذُوقُ بِكِ الأَدَبَ المُسْتَطَابَ
وَأَرْشُفُ مِنْ كَأْسِكِ المُفْعَمِ
وَأُنْشِدُ يَا لَيْلُ فِيكَ النَّعِيمُ
فَبِاللَّهِ يَا صُبْحُ لَا تَهْجُمِ
وَلَوْلَاكِ لَمْ يَحْلُ لِي مِنْبَرٌ
وَلَا كُنْتُ بِالشَّاعِرِ المُلْهَمِ
تَبَلَّجَ ثَغْرُكِ عَنْ دُرِّهِ
فَأَوْمَضَ فِي فِكْرِيَ المُظْلِمِ
نَظَمْتُ لِعِيدِكِ مِنْهُ العُقُودَ
وَكَمْ مَرَّ عِيدٌ وَلَمْ أَنْظُمِ
أَلَا يَا حَمَائِمَ وَادِي الجَمِيلِ
جَمِيلٌ بِوَادِيكِ أَنْ تَنْعَمِي
عَلَيْهِ تَعَلَّمْتِ أَنْ تَخْفُقِي
وَمِنْهُ تَعَوَّدْتِ أَنْ تَحْلُمِي
وَعُشُّكِ فِيهِ فَلَا تُوحِشِيهِ
بِهَجْرٍ طَوِيلِ المَدَى مُؤْلِمِ
تَزَوَّدْتِ مِنْهُ كَرِيمَ المُنَى
فَعِيشِي بِذِكْرٍ لَهُ أَكْرَمِ
وَطِيرِي عَلَى ضَوْئِهِ فِي الحَيَاةِ
وَعُودِي إِلَى ظِلِّهِ فَاحْتَمِي
وَمِنْ حُبِّهِ فَخُذِي جُرْعَةً
لِحُبِّ بِلَادِكِ تُرْوِي الظَّمِي
فَكُلُّ دُرُوسِكِ لَيْسَتْ تُفِيدُ
إِذَا هِيَ بِالحُبِّ لَمْ تُخْتَمِ

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤