المفاجأة … والنهاية

ولكن عندما فتح رجال العصابة الباب، لم يدخل الأطفال الأربعة والكلب «زنجر» كما توقع «تختخ»، ولكنه سمع صوت المفتش «سامي» يقول: ارفعوا أيديكم جميعًا، فالمنزل محاصرٌ برجال البوليس!

كاد قلب «تختخ» يقع من الفرحة؛ فقد وصل المفتش «سامي» في موعده. لقد قرأ الأولاد الأذكياء الرسالة السرية، واتصلوا بالمفتش «سامي».

وهذا ما حدث فعلًا، فقد استطاع الأصدقاء الاتصال بالمفتش «سامي» في الوقت المناسب، ولم يكد يسمع ما حدث، حتى أحضر قواتٍ كبيرةً من رجال الشرطة وأحاط القصر بهم.

أغلق رجال العصابة باب القصر بسرعة، وأخذوا يصعدون السلالم كالمجانين، وانتهز «تختخ» هذه الفرصة، وأسرع إلى الباب السري، وخرج منه، وعلى ضوء الكشافات القوية، التي أطلقها رجال البوليس لإضاءة كل شيء حول القصر … شاهد المفتش «سامي» ولدًا غريب الهيئة يجري إليه ويحتضنه.

قال المفتش «سامي» في استغرابٍ: من أنت؟

وردَّ «تختخ» ضاحكًا: أنا «تختخ»!

وفي هذه اللحظة حضر الأصدقاء الأربعة والكلب «زنجر»، وأحاط الجميع ﺑ «تختخ» الذي أخذ يخلع أدوات التنكر أمام المفتش، الذي بدت عليه الدهشة الشديدة، عندما وجد أن الولد الغريب الشكل، القذر الثياب، لم يكن سوى صديقه الذكي «تختخ».

وفي كلماتٍ سريعة، وصف «تختخ» رجال العصابة للمفتش، الذي قال في لهجةٍ خطرة: هؤلاء هم أعضاء عصابة «الأشباح السوداء»؛ إنهم أخطر اللصوص، وهم يلبسون ملابس سوداء، ويدهنون وجوههم بالسواد عندما يسطون على البيوت، فلا يراهم أحد؛ لهذا أطلقنا عليهم اسم «الأشباح السوداء».

طلب المفتش «سامي» من الأصدقاء الابتعاد عن القصر قليلًا قائلًا: إنهم لن يستسلموا ببساطة، وأخشى أن يطلقوا النيران فتصابوا …

وقف الأصدقاء بعيدًا يشاهدون ما يحدث، وأخذ المفتش «سامي» يتحدث إلى العصابة من ميكروفون كان يحمله قائلًا: اخرجوا جميعًا … إن المنزل محاصرٌ برجال الشرطة، وليست هناك فرصة للهرب.

لم يرد رجال العصابة ولم يخرج أحد، فأمر المفتش «سامي» رجاله باقتحام القصر، ودخل رجال الشرطة وهم يحملون المدافع الرشاشة، وسمع الأصدقاء صوت معركة تدور في الداخل، ولم تمضِ عشر دقائق، حتى كان أفراد العصابة يخرجون مستسلمين.

كان «تختخ» قد رأى ثلاثةً منهم، أما الرابع فلم يكن قد رآه من قبل، وكان هذا الرابع هو الشبح!

أشار «تختخ» إليه قائلًا للأصدقاء: هل ترون هذا الرجل … الأسود ذا العين الواحدة؟

قالوا جميعًا في نفسٍ واحد: نعم!

قال تختخ: إنه هو الشبح، فقد رآه «عاطف» في الظلام كما رأيته، ولم يكن يبدو منه سوى عينه الواحدة البيضاء في الظلام لأنه أسود تمامًا، وهكذا ظنناه شبحًا.

وفجأة تذكر «تختخ» شيئًا، فأسرع إلى المفتش «سامي» قائلًا:

هناك عضوٌ خامس في العصابة، لقد اصطدم بي في الظلام، وحبسته في غرفة بالدور الثاني.

ردَّ رئيس العصابة في ضيق: ليس هناك خامس ولا سادس، إننا أربعةٌ فقط.

تختخ: إنني متأكد يا حضرة المفتش!

طلب المفتش ثلاثة رجال من الشرطة، وأخذوا معهم «تختخ» والأصدقاء، وأضاءوا أنوار القصر ودخلوا، وأمام الغرفة التي كان بها الرجل الخامس. وقف «تختخ»، وأدخل المفتاح في الباب وفتح، فاندفع شخصٌ من الغرفة … وتحت الأضواء شاهد جميع الواقفين الشاويش «فرقع»، وقد علته الأتربة ينظر إليهم في دهشةٍ وانزعاج.

أخذ الجميع ينظرون إليه في دهشةٍ في حين ارتفع صوته قائلًا: يا حضرة المفتش … هؤلاء الأولاد … إنني … ولكن … كيف؟

ورد المفتش مبتسمًا: لا تزعج نفسك يا حضرة الشاويش، لقد انتهى كل شيء.

وبعد دقائق من نهاية المغامرة، وعلى مائدةٍ أنيقة جلس المفتش «سامي» في منزل «عاطف»، وقد أحاط به المغامرون الخمسة والكلب «زنجر»، يشربون الشاي ويتحدثون عن أغرب مغامرة، وأخطر لغز حلَّه المغامرون الخمسة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤