معركة في السماء!

كان «خالد» و«قيس» محاصرَين بعدد كبير من الحراس وقد أوشكَا على الانكشاف بعد نفاد ذخيرتَيهما … ولكن انقطاع النور عن المكان حماهما في قلب الظلام. فراحَا يزحفان مبتعدين، وقد ساد الاضطراب الحراس بعد انفجار محطة الكهرباء …

وانطلق الشيطانان إلى مكان الالتقاء … فتقابلَا مع «إلهام» و«زبيدة» عند ممر الهبوط الذي كان يبعد عنهما بأكثر من كيلومتر.

وصل «عثمان» و«أحمد» إلى ممرِّ الهبوط لاهثين … فشاهدَا الطائرةَ الشبحَ وطائرتهما وقد تأهبت للانطلاق … وفي الحال اندفع الاثنان كلٌّ منهما باتجاه إحدى الطائرتين … فقفز «أحمد» نحو طائرة الشياطين، وفتح بابها … وقبل أن ينتبهَ طيارُها كانت يدُ «أحمد» تجذبه بعنف خارج الطائرة. وفي اللحظة الأخيرة كانت الطائرة تنطلقُ فيها بسرعة فوق الممر، أما «عثمان» فما كاد يصل إلى أبواب الطائرة الشبح ويفتحها … حتى فوجئ بضربة قوية من الداخل ألقَت به إلى خارج الطائرة.

كانت ضربةً من «جونز» الذي كان يقود الطائرة الشبح بنفسه … وانطلقَت الطائرة الشَّبح في الفضاء وخلفها طائرة الشياطين … وقد شاهد «أحمد» ما حدث ﻟ «عثمان».

سقط «عثمان» متألمًا على الأرض … واندفع إليه بقيةُ الشياطين لاهثين … وسألَته «إلهام»: ماذا حدث يا «عثمان»؟

أجابها «عثمان»: لقد تمكَّن هذا اللَّعين «جونز» من الانطلاق بالطائرة الشبح.

خالد: وأين «أحمد»؟

عثمان: لقد تمكن من ركوب طائرتنا وانطلق خلف الطائرة الشبح.

قيس: لقد صار هو أملَنا الأخير … وأرجو أن يتمكَّن من نسف الطائرة الشبح فوق المحيط.

زبيدة: دعونا نستغل وجودنا فوق هذه الجزيرة بنسفها وتدميرها … حتى لا يستخدمَها أحدٌ في الشرِّ مرةً أخرى … فإذا عاد «أحمد» من مهمته سالمًا فسنغادر هذه الجزيرة الملعونة معه، أما إذا لم يتمكن من العودة فسنكون قد قمنا بواجبنا، وسنلاقي أيَّ مصير هنا ونحن راضون. وانطلق الشياطين الأربعة إلى مخزن ذخيرة قريب … وبعد معركة قصيرة مع حُرَّاسِه تمكنوا من دخوله واستولوا على عدد كبير من القنابل اليدوية والحارقة … وانطلق الشياطين الأربعة في كلِّ أرجاء الجزيرة ينسفون مبانيَها وتجهيزاتِها … فتحوَّلَت الجزيرة إلى كتلة من اللهب، واندفع حراسها يهربون في كلِّ اتجاهٍ صارخين من النيران التي أحاطَت بهم من كلِّ اتجاه …

وفي السماء كانت تجري معركة أخرى … فقد كانت الطائرة الشبح تنطلق بأقصى سرعتها محاولةً الهرب والاختفاء عن عينَي «أحمد» … ولكنه انطلق بطائرته خلفها في مطاردة مميتة، وكان أكثر ما يضايق «أحمد» الظلام الذي يعمُّ السماء … والطائرة الشبح السوداء تبدو وكأنها قطعةٌ من الظلام.

واقترب «أحمد» من الطائرة الشبح إلى أقصى حدٍّ وأطلق صاروخًا تجاهها … ولكنها تمكَّنَت من المناورة وتحاشيه … ثم أطلقَت صاروخًا نحو طائرة «أحمد» فأسقط صندوقًا حراريًّا اصطدم به الصاروخ وفجَّره … واقترب «أحمد» من الطائرة الشبح بقدرٍ يُتيح له القدرة على الهرب أو المناورة … ثم أطلق صاروخه الثاني.

وانطلق الصاروخ إلى هدفه … ودوَّى انفجارٌ هائلٌ … وتحوَّلَت الطائرة الشبح إلى شظايا محترقة سقطَت في قلب المحيط. واندفع «أحمد» بطائرته عائدًا إلى الجزيرة … فشاهدها وقد تحوَّلَت إلى كتلةٍ من اللهب … وشاهد مجموعةً كبيرةً من الحراس تُحاصر الشياطين بالقرب من الشاطئ ويُطلقون عليهم قنابلهم ورصاصهم …

اندفع «أحمد» إلى شاطئ الجزيرة. وما إن شاهد الشياطين الخمسة طائرةَ «أحمد» حتى أدركوا ما سيفعله … فألقَوا بأنفسهم في قلب الماء … في الوقت الذي انطلق فيه صاروخ من الطائرة واصطدم بالأرض، فانفجر في وجوه الحرس الذين تساقطوا قتلى وجرحى …

واندفع الشياطين إلى ممرِّ الهبوط الذي اندفعَت نحوه طائرتهم التي هدَّأَت سرعتَها، وفتح «أحمد» باب الطائرة فقفز الشياطين داخلها … وانطلقَت الطائرة فوق الممرِّ بأقصى سرعتها وارتفعَت في الجو … في اللحظة التي انفجر فيها ممرُّ الهبوط وتحوَّل إلى كتلةٍ من اللهب.

حلَّقَت طائرة الشياطين فوق الجزيرة المشتعلة والشياطين يُلقون عليها نظرة أخيرة …

قال «عثمان»: لقد لاقَى هؤلاء المجرمون سكان هذه الجزيرة عقابَهم الذي يستحقونه وتحطَّمَت طائرتهم وهذا الخائن «جونز» أيضًا وصارَت آبارُ بترولنا في أمانٍ.

إلهام: ولكن الرءوس الكبيرة التي موَّلَت هذه العملية الإجرامية لم تُصَب بضررٍ.

أحمد: قد نتمكن من الوصول إليها يومًا ما … ووقتَها لن يكون مصيرُها أفضلَ من مصير مَن كانت نهايتهم فوق هذه الجزيرة.

انطلقَت طائرة الشياطين عائدةً إلى مقرها السِّري … و«إلهام» تتلقَّى رسالةً من رقم «صفر» بالتهنئة بعملهم الرائع.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤