حماة القديمة

ذكرنا — فيما سبق — أن حماة كانت قسمين: قسم في محلة باب الجسر، وقسم في المدينة. نظرًا لارتفاع المدينة عن باب الجسر كانت تُسمى القسم الأعلى وسوقها السوق الأعلى وكذا جامعها كان يُسمى الجامع الأعلى، وكانت مُسوَّرة بسور من الحجر الأبيض عظيم يمتد إلى تل العريصة، وله أبواب عديدة منها باب النصر، وباب المغار، وباب النهر، وباب العميان، وباب الغربي، وباب القبلي. وكان لمحلة باب الجسر سور يحيط بها من جهة والعاصي يحيط بها من الجهة الأخرى، وعَلَى العاصي الجسر الكبير له باب من جهة الشمال الغربي وباب آخر في مبدأَه من جهة القبلة، ولسورها أبواب منها باب تدمُر، وباب النقفي، وباب حمص. قال ياقوت الحموي: يحيط بحماة سور محكم، وبظاهر السور حاضر كبير جدًّا فيه أسواق كثيرة، وجامع مفرد مشرف على نهرها المعروف بالعاصي.

وقال ابن جبير: وموضع هذه المدينة في وهدة١ من الأرض عريضة مستطيلة كأنها خندق عميق، يرتفع لها جانبان إحداهما كالجبل المُطل،٢ والمدينة متصلة بسفح ذلك الجبل. والقلعة في الجانب الآخر في ربوة منقطعة مستديرة قد تولى نحتها الزمان وحصل لها بحصانتها من كل عدو الأمان. والمدينة السفلى٣ تحت القلعة متصلة بالجانب الذي يصب النهر عليه. وكلتا المدينتين صغيرتان، وسور المدينة العليا يمتد عَلَى رأس جانبها العالي الجبلي ويطيف بها. وللمدينة السفلى سور يحدق بها من ثلاثة جوانبها لأن جانبها المتصل بالنهر لا يحتاج إلى سور. وعَلَى النهر جسر كبير٤ معقود بصم الحجارة يتصل من المدينة السفلى إلى ربضها.»٥ انتهى كلام ابن جبير.

وكان بنيان محلة المدينة أوسع وأعظم وأسواقها حافلة أكثر من أسواق محلة باب الجسر، وكانت جامعة للصنائع الضرورية، وكان بين القسمين طريق ممَّا وراء القلعة من البستان التي تُسمى الآن بستان الخضر. ثم امتد العمران لجهة الحاضر فحدثت محلات عديدة، كما امتد البنيان في زمن نور الدين الشهيد حتى المحل المسمى باب حمص جانب رحى المسرودة. أما مكان السوق فقد كان مرتفعًا من جهة الشمال ومنخفضًا في جهة القِبلة. وكان فيه مقابر، وكان الماء إذا طغى جاء فعمل كالبحر في القسم المنخفض منه، فلما ضاقت البلد بالسكان مشى الناس بالبنيان إلى موضع السوق فبنوا البيوت وبعض الحوانيت، فلما ولي الملك المنصور حماة بنى هذا السوق وكان يُعرف بسوق المنصورية.

حدودها

يحدها من الشرق سلمية فتدمر، وبين حماة وسلمية نصف نهار معتدل عَلَى الماشي أو زيادة يسيرة. ومن الشمال المعرة تبعُد عن حماة يومًا. ومن الغرب مصياف فجبل الكلبية، وبين مصياف وحماة ثماني ساعات. ومن القِبلة الرستن فحمص، وبين حماة وحمص يوم عَلَى الماشي أو أقل بيسير.

وفي شمال حماة بنحو ثلاث أميال جبل يُسمى جبل زين العابدين وفوقه جامع باقٍ للآن،٦ وكان حول هذا الجامع قرية تهدمت الآن واستُعيض عنها بقرية تحت الجبل تُسمى الهاشمية، وفي جانب هذا الجبل جبل صغير يُسمى كفر راع، وفي شرقيها جبل كبير غير بعيد يُسمى كيسون، وفي قبليها بنحو ثلاثة أميال أيضًا جبل كبير يُسمى الأربعين.

وهي الآن مركز للمتصرفية، ولها ثلاث أفضية أعظمها حمص ثم سلمية ثم مصياف، وتُسمى الآن العمرانية، ولها نواحٍ أيضًا.

أما القرى التابعة لمركز اللواء فهي مائة قرية وقرية، منها الكبيرة ومنها الصغيرة. أما التابعة لمصياف وسلمية وحمص فكثيرة جدًّا ويمكن أن تزيد بمقدارها لاتساع أراضي هذا اللواء.

وقد كان من أهم القرى التابعة لحماة في الزمن السالف — وكانت تُسمى مقاطعة — لطمين وصوران وأندرين. أما بعرين فكانت مدينة كبيرة. أما القرى القريبة من البلد جدًّا عَلَى كتف العاصي فهي سريحين فالدجاجية فكازو فالظاهرية. وفي بر حماة عشائر عديدة من البدو الذين هم في الأصل من عرب كندة، والآن قد ذهب الاسم الأول وبُدل بغيره، وصاروا فصائل متعددة يشنون الغارة عَلَى بعضهم فيربحون من أموالهم ما ينهبونه وتلك عادة جارية عندهم.

العاصي

هو من الأنهر القديمة، يخرج من جهة اللبوة من جبال الشام التي تُسمى لبنان القديمة فيصب في جهة الهرمل عند طرف جبل لبنان، يتدفَّق بقوة عظيمة فيصل إلى جهة حمص، وهناك له سد عظيم تتكون منه بحرة متسعة جدًّا، ينصب قسم من ماء هذا السد إلى حمص، والقسم الأعظم يسير مارًّا في وادٍ طويل إلى الرستن فحماة فشيزر ففامية، ثم ينتهي إلى العمق ويجتاز قصبتي جسر الشغور وأنطاكية إلى فرضة السويدية فيصب في البحر الرومي، ويُسمى هذا النهر قديمًا «أورنط» و«أورنطس» و«أورند». قال البحتري:

وكم نفست في حمص من متأسف
غدا الموت منها آخذًا بالمخنق
وكم قطعت نهر الأورند إليهمو
كتائب تُزجَى فيلقًا بعد فيلق

ويُسمى نهر الميماس أيضًا. قال أبو العلاء المعري:

إذا كنت ذا لُبٍّ حصيف فلا تَقِس
بحمصك والميماس دجلة والكرخا

ويُسمى النهر الكبير والمقلوب، ويُسمى الآن العاصي لاستعصاب أخذ مائه بغير النواعير، يصل إلى حماة فيقسمها شطرين، وتؤخذ منه جداول يُسقى بها بعض القرى وقناة عظيمة في حماة، وتدور عليه النواعير داخل البلد وخارجها فتسقي البيوت والبساتين والحمامات والمساجد. ولا كبير فائدة لذات مدينة حماة من هذا النهر؛ لأنه وإن كان يسقي بساتينها الكثيرة فإن السكان لا يشربون ماءً هنيئًا يأتي بسهولة خاليًا عن الأقذار فإنها تَنْصَبُّ عليه بكثرة.

النواعير

قلنا إن النواعير من صنع الرومانيين، والموجود منها الآن ضمن البلد في جهة الشرق أربع: اثنتان تسميان العثمانيات، واثنتان — وهما الأكبر — تسميان البشريات٧ تسقي البساتين. ثم عند جسر السرايا أربع: التي في جانب الجسر قُبيل دار الحكومة تُسمى الجسرية٨ تسقي قسمًا من بيوت الحاضر وقسمًا من البساتين، وبعدها ناعورة المأْمورية٩ تسقي جهة السوق من بيوت وحمامات ومساجد. ووراء هذه الناعورة اثنتان صغيرتان: إحداهما المؤيدية،١٠ والثانية العثمانية.١١ ثم عند جسر بيت الشيخ ثلاث نواعير: أكبرهن تُسمى الجعبرية١٢ تسقي جامع النوري وحمام السلطان وبعض البساتين والبيوت، وأمامها ناعورة الصهيونية،١٣ وناعورة صغيرة تُسمى الكيلانية.١٤ ثم في غربي محلة باب الجسر ثلاث نواعير: أكبرهن ناعورة الخضر،١٥ وفي جانبها ناعورة الدوالك،١٦ ويقابلهن ناعورة الدهشة.١٧ وفي باب النهر ناعورة كبيرة جدًّا تُسمى المحمدية١٨ تسقي الجامع الأعلى وبعض بساتين ودور، ووراءها ناعورة المقصف، ثم ناعورة العونية،١٩ ثم ناعورة البركة.٢٠ وفوق البلد ووراءها نواعير كثيرة تسقي البساتين الكثيرة. وقد أكثر الأدباء من ذكر النواعير نظمًا ونثرًا مع التورية الجميلة، ومن أحسنها قول بعضهم:
وإني عَلَى نفسي لأجدر بالبُكا
إذا كانت الأخشاب تبكي على العاصي

ومنها:

وناعورة أنَّت فقلت لها اقصري
أنينك هذا زاد للقلب في الحزْنِ
فقالت أنيني إذ ظننتك عاشقًا
ترِقُّ لحال الصب قلت لها إِنِّي

ومنها:

ناعورة في سيرها
قد أصبحت كالحائرَهْ
قد ضاع منها قلبها
فهي عليه دائرَهْ

ومنها:

أيها السائل عني
سلبوا العادة مني
كنت أُسقَى وأُغَنَّى
صرت أَسقي وأُغني

ومن ذلك شيء كثير مذكور في كتب الأدب.

الأرحية

لحماة إحدى وثلاثون رحى للطحن يُسيِّرها الماء، منها في داخل حماة: الغزالة، فالمسرودة، فالحلوانية، فالقاسمية، فالحجرين، فالعونية. وفي داخل البلد أيضًا اثنتان بخاريتان والبقية ما قبل البلد وما بعدها.

الجسور

قلنا إن العاصي يفصل حماة إلى قسمين: أحدهما الحاضر من جهة الشرق، والآخر السوق من جهة الغرب، ويصل هذين القسمين ببعضهما جسر السرايا،٢١ وجسر بيت الشيخ،٢٢ وجسر باب الجسر،٢٣ وجسر المحمدية،٢٤ وأعظم هذه الجسور ارتفاعًا جسر باب الجسر؛ لأنه لم يطغَ عليه النهر أبدًّا بخلاف البقية.

وبقيت جسور مطموسة في الماء: أحدها قبلي جسر باب الجسر كان متصلًا بالطريق القديم الآخذ إلى ما تحت العقد شرقي الجسر. وجسر آخر آخذ من طرف بستان السعادة الشمالي حتى المكان المسمَّى عاصي السقاية في محلة بين الحيرين، وآخر عند الشريعة قُبيل البشريات، هذه ما عدا المبنية سدًّا للنهر لأجل الأرحية والنواعير كالذي عند البشريات والدهشة والعونية وغير ذلك.

المحلات

في قسم السوق نصف محلة باب الجسر: الباشورة،٢٥ الدباغة،٢٦ المدينة،٢٧ الباب القبلي،٢٨ الجراجمة،٢٩ الوادي،٣٠ الجعابرة،٣١ سوق الشجرة،٣٢ الحوارنة،٣٣ دار الغنم، المحالبة، المشارقة، الفراية، جورة حوا،٣٤ المرابط،٣٥ العليليات،٣٦ أما قسم الحاضر فهو نصف باب الجسر من شمال العاصي: بين الحيرين،٣٧ الشمالية، السخانة،٣٨ العصيدة، الزنبقي، والجورة، البارودية،٣٩ الشرقية،٤٠ الجديدة، المناخ. فالجملة ست وعشرون محلة منها الكبيرة ومنها الصغيرة. وقسم الحاضر في مكان مرتفع هواؤه جيد وماؤه قليل.

عدد النفوس

عدد نفوس الساكنين في حماة وقراها من ذكور وإناث.
ذكور إناث
٢٠٨٠٠ ١٩٦٣٧
إسلام ١٨٧٤٩ ١٧٨١٩
روم ١٦٣٤ ١٤٤٠
بروتستانت ٧١ ٥٩
سريان قديم ٢٦١ ٢٣٧
سريان كاثوليك ٨٥ ٨٢
القرى.
ذكور إناث
١٣٤٧٣ ١٥٨٣٥
إسلام ١٠٣٥٦ ١٣٧٣٨
روم ٢٩٩٧ ٢٠٢١
بروتستانت ١٢٠ ٧٦
إجمال.
ذكور إناث
٣٤٢٧٣ ٣٥٤٧٢
حماة ٢٠٨٠٠ ١٩٦٣٧
القرى ١٣٤٧٣ ١٥٨٣٥

هذا تعديل الحكومة في قيودها، وأما التعديل الحقيقي فالمكتومون في البلد قليلون، وإن قدرناهم بألف فيجدر أن نقدر أن نفوس سكان القرى مقيد من المائة عشرة — وعَلَى الكثير عشرون — والبقية مكتومون.

أما عربان البادية فليسوا بمقيدين مطلقًا لأنهم لا يستقيمون في مكان.

عدد المساكن في حماة.
مستشفى عسكري ١
خان عسكر ٤
جامع ٢٥
تكية وزاوية ٦
كنائس ٣
نزل مسافرين ٣
خان ٣٦
حمام ١٢
رحى بخارية ٢
رحى مائية ٣١
فرن وتنور ٢٥
دكاكين ٢١٤٥
دور كبيرة ١٢٠
دور صغيرة ٥٨٨٠
دور للأجرة ١٦٧٦
دار الحكومة ١
مخفر للحكومة ١

جوامعها

منها الكبير والوسط والصغير، وهي:
  • جامع الكبير في محلة المدينة: هو عمري وُجِدَ من زمن أبي عبيدة — رضي الله عنه — وكان فيما يقال كنيسة، وكان يُسمى الجامع الأعلى، ولم يكُن على هذه الصورة فإن المهدي العباسي زاد فيه وحسَّنه، ثم جاء المظفر عمر فزاد فيه وبنى مدرسة بجواره، ثم جاء إبراهيم الهاشمي فأنشأْ منارته الشمالية.٤١
  • جامع الحيات في باب الجسر: كان يُسمى جامع الدهيشة، وكان متسعًا، وقد هُدِم من جهة الغرب فذهب نصفه، وعدا عليه الجوار فأخذوا من أرضه الشرقية مقدار ربعه. بنى الملك المؤيد هذا الجامع، وعمل لحرمه من جهة الشرق شباكين كبيرين بينهما عمود كبير من الرخام على شكل أفاعٍ ملتفَّة ولهذا سُمي جامع الحيات، وقد نُقِش حرمه بالذهب والفسيفساء والرخام الملوَّن في جدرانه وأرضه، وعمل له من الغرب شباكين مثل ما في الشرق غير أنهما هُدِما ودخلا في البستان المجاور له، وقد عمل فيه خزانة كتب وقف لها سبعة آلاف مجلد، وكل هذه ذهبت ما عدا الشباكين الشرقيين.٤٢
  • جامع السلطان: هو في محلة الدباغة، جامع كبير متسع، بناه السلطان بدر الدين حسن شقيق أبي الفداء عَلَى هيئة جامع الدهيشة، ففي كل منهما حجارة رخامية محفورة بالآيات القرآنية من يد كاتب واحد، وفي كل منهما حجر سوداء في الجدار القبلي مدورة تذكارًا للحجر الأسود، ولهذا الجامع رواق كبير٤٣ وفي محرابه خط كوفي،٤٤ وكانت النظارة عليه لآل وفا بن الأمير ملك،٤٥ وقد اندرست أوقافه القديمة إلا بقايا تقوم بما يلزمه الآن.
  • جامع نور الدين: في محلة باب الناعورة،٤٦ جاء نور الدين رحمه الله إلى هذه البلاد بعد الزلزلة الكبرى فجدَّد ما تهدم، وكانت له اليد الطُّولى في إعمار المساجد والتكايا والمدارس وما به خدمة الدين فبنى هذا الجامع ووقف له أوقافًا كثيرة،٤٧ وكان له باب شاهق من جهة الغرب،٤٨ وله باب آخر من الشرق باقٍ حتى اليوم، وبين هذين البابين تاريخ بناء الجامع محفور بخط جميل وحروف ضخمة،٤٩ وقد كان لهذا الجامع شأن عظيم، وأصبح بحالة يُرثى لها عَلَى أنه باقٍ للآن ولكنه فقير. وفوق الباب الموجود حجر محفور.٥٠
  • جامع العزي: في محلة باب الجسر في طريق رحى الحلوانية، بناه محمد بن حمزة العزي سنة ٧٢٣، وكان لهذا الجامع أوقاف كثيرة٥١ وهو اليوم مهجور.
  • جامعا الشيخ إبراهيم: أحدهما في السوق جيد وهو من بناء الشيخ إبراهيم الكيلاني، وثانيهما جامع آخر بهذا الاسم في جهة الحاضر وذلك سنة ١٠٧١.
  • جامع الأحدب: في جهة السوق لا يُعلم بانيه.
  • جامع الأشقر: في السوق أيضًا وهو من بناء الملا ناصر بن حسن الأشقر العقيلي في حدود الألف.
  • جامع الجديد: في السوق متسع بناه أحد عمال حماة المسمى يوسف باشا سنة ١٢٢٥.
  • جامع المسعود: في الموقف القديم وهو كبير جدًّا وبانيه عبد الرحمن بن مسعود.٥٢
  • جامع باب البلد: من بناء آل ملك.
  • الزاوية السفاحية: من بناء السفاح الحلبي.
  • جامع المرابط: من بناء بني الأعوج.
  • جامع العجمي: في سوق الشجرة.٥٣
  • الدنوك: في الجعابرة.٥٤
  • جامع الشيخ علوان: في العليليات مجهول بانيه، وفي هذه المحلة جامع صغير أيضًا.
  • جامع طوسون: في محلة الجسر٥٥ الأربعين في المشارقة لا يُعرف بانيه.
  • جامع الأربعين: في جورة حوا لا يُعرف بانيه أيضًا.
  • جامع الحسنين: في محلة المدينة قديم جدده نور الدين.
  • جامع حسان: في باب الجسر.٥٦
  • الحراكي: في بين الحيرين.
  • الشيخ حسين: فيها أيضًا.
  • الشيخ زين: في محلة الشمالية.
  • الدربزون: في الحاضر.
  • الأربعين: فيه أيضًا.
  • كذا جامع الأفندي: في الحاضر أيضًا.٥٧
  • البحصا: فيه أيضًا بناه الأمير عبد الوهاب بن شيخ الأكراد في القرن العاشر.
  • زاوية القاري: في البارودية.
  • جامع الشرقي: في محلة الشرقية قديم، وفيها جامع آخر.
  • جامع الحميدية: في محلة الجديدة في الحاضر حديث بناؤه.
  • جامع النبي حام: في الباشورة قديم. القان فيها أيضًا قديم.٥٨
  • جامع قرب البارزي: (كان يُسمى جامع أبي العلا، وأمامه حوض كان يُسمى بهذا الاسم أيضًا).
  • جامع الخانقاه: في هذه المحلة أيضًا وهو قديم.
  • جامع المدفن: قرب جسر السرايا.٥٩ وهذه الجوامع منها الكبير ومنها الصغير وبعضها غني وبعضها فقير.
    أما المُندرسة أو التي كادت تندرس فهي: جامع العمري في باب المغار بمحلة المدينة٦٠ ولم يبقَ منه غير جدار الباب. وجامع في محلة المسيحيين مهجور. وجامع الدخان تابع الجراجمة. وجامع الشيخ شمس تابع محلة القطانة. وجوامع أُخر لا فائدة بذكرها.
  • الزوايا: الزاوية السعدية في محلة جورة حوا قديمة وهي من بناء بني الشرابي،٦١ الزاوية الكيلانية،٦٢ الزاوية الحريرية،٦٣ زاوية الشيخ عثمان الحوراني،٦٤ وليس في حماة تكايا الآن.

مدارسها

كانت المدارس في حماة كثيرة وقد اندرست الآن ولم يبقَ منها واحدة، ولنذكرْها ليعرفَ أبناء اليوم كيف كانت عناية السالفين بالعلم والحضارة، وكل هذه المدارس كانت لطلاب العلم.
  • المدرسة الخاتونية: في محلة المدينة، كانت دارًا لمؤنسة خاتون بنت الملك المظفر محمود عمة أبي الفداء، وكانت تُسمى دار الإكرام، وقفتها مدرسة، ووقفت لها كتبًا وأوقافًا كثيرة، هي الآن بستان في مبدأَ طريق محلة الجراجمة عَلَى يسار المنحدر إلى عاصي باب النهر.
  • المدرسة الطواشية: في محلة المدينة، وقفها الطواشي مرشد الذي كان يقوم مقام الملك المنصور حين تغيُّبه عن حماة، وموقعها تجاه باب الجامع الكبير الشمالي في جانب حمام الذهب الشرقي، وقد اندرست الآن ولم يبقَ إلا آثار الجدران في البستان،٦٥ وكان لها أوقاف كثيرة.
  • المدرسة البارزية: معروفة في مكانها، خالية من سكانها، ليس فيها سوى قبر أحد البارزيين، وكانت لطلب الفقه الشافعي.
  • المدرسة العصرونية: هي الدار في المكان المسمى باب حمص عَلَى كتف العاصي قرب بستان الجبل، كانت لتعليم القرآن، وكان لها جامع وداران متصلان بها، وفي جدارها كتابة حجرية٦٦ يُستدل منها عَلَى المقصود، وقد كان لها أوقاف كثيرة فوق الحد سِيَّمَا في جهة شيزر.
  • المدرسة العزية: في محلة باب الجسر، بناها محمد بن حمزة العزي بجوار جامع العزي — المذكور سابقًا — من شرقيه، وكانت متسعة، ولم يبقَ من آثارها الآن سوى ما هو مرسوم عَلَى جدار الجامع وهو: أنشأْ هذه المدرسة المباركة محمد بن حمزة العزي في شهور سنة سبع وعشرين وسبعماية.
  • المدرسة النورية: كانت قريبة من جامع نور الدين الشهيد، وقد اندرست ولم يبقَ لها ذكر.
  • المدرسة الحنفية: هي القطعة الشرقية من حرم جامع نور الدين، بناها الملك المؤيد أبو الفدا٦٧ فأُلحِقَت بحرم الجامع. وقد ذكر ابن جبير في رحلته أن المدارس حذاء المارستان ثلاث. قلت: إحداهما الحنفية، والثانية النورية، والثالثة لا يُدرى مكانها.
  • مدرسة الشيخة: هي الزاوية السفاحية في الموقف، بناها قاضي القضاة نجم الدين عبد الظاهر بن السفاح الحلبي، وكانت تُسمى مدرسة الشيخة، وقد وقف لها حولها أوقافًا كثيرة، وكان وكيل ذريته يَقدم من حلب في كل سنة لإيجار عقاراتها.
  • المدرسة المظفرية: هي في جانب الجامع الكبير من جهة الغرب في محلة المدينة، بناها الملك المظفر تقي الدين عمر، وكان لها أوقاف كثيرة في قرية الدجاجية وغيرها.٦٨
  • المارستان: هو المستشفى الوحيد في حماة، بناه المرحوم السلطان نور الدين محمود دارًا للمرضى — لا للمجانين كما يظن العوام — ووقف له أوقافًا مدهشة. وكانت النِّظارة عليه لبني القرناص، ثم من بعدهم لبني الماوردي، ثم تولاه آخر الأمر محمود چلبي سنة ٩٧٢، ثم كانت التولية عليه سنة ١٠٠٠ للشيخ صفا العلواني. وقد كان لهذا المستشفى أطباء وخدمة ومصارف كلية، فمما كان عَلَى زمن متوليه الشيخ صفا العلواني من الموظفين والمصرف اليومي:
    عثماني
    ٨٨
    ناظر الشيخ عبد الله ١٩
    طبيب كمال الشرابي ١٦
    كاتب محمد بن الشيخ يونس ٤
    وكيل خرج أحمد بن الشيخ يوسف ٨
    جابي وبواب داخلي أحمد بن الشيخ يحيى ٨
    طباخ أشربة قاسم الشفري ٨
    جراح ناصر أبو الخير ٤
    مفرق أشربة وفا بن معروف ٢
    بواب خارجي الشيخ أبو بكر ٥
    خازن أحمد بن الشيخ حسين ٤
    خادمة نساء فاطمة أخت الشيخ وفا ٢
    فراش الشيخ محمد ربيع ١
    فراش ثاني حسين بن محمد ٢
    متولي صفا العلواني ٥
    فيكون مجموع المصروف اليومي ثمانية وثمانين عثمانيًّا. أما المارستان الآن فهو خالٍ من كل فائدة شبيه بالمندرس يستعمله بعض الناس دارًا للسكن، عَلَى أن أوقافه قد ذهبت ولم يبقَ له سوى مقدار ثمانية آلاف قرش سنويًّا. وقد كانت المعارف وضعت يدها عليه فجعلته مكتبًا وجعلت ريعه من جملة وارداتها. ثم سعى بعض الحمويين بأخذه من دائرة المعارف فأخذ منها، ونصب عليه القاضي متوليًا٦٩ ليجبي أمواله ويجمعها كي يعاد بها إلى ما كان، نسأْل الله أن يوفق كل عامل خير إلى أحسن المقاصد.

الحمامات

حمام الذهب: في محلة المدينة وهي قديمة مجهول بانيها. حمام القاضي: في محلة جورة حوا بانيها القاضي سراج الدين بن مغلي.٧٠ حمام الأدربك: في الموقف.٧١ الدرويشية: في محلة المرابط بناها بنو الأعوج. الأسعدية: في السوق.٧٢ الحلق: في الدباغة هي قديمة. العثمانية: في الباشورة.٧٣ المؤيدية: في الباشورة.٧٤ حمام الشيخ.٧٥ حمام السلطان: عند جامع نور الدين، بناها الملك المنصور محمد بن الملك المظفر تقي الدين عمر وكانت حمامه الخاصة به، وقد عمل له شيخ شيوخ حماة عبد العزيز الأنصاري بيتين حُفِرَا عَلَى الجرن وهما:
كملت حسنًا وصفاتٍ عَلَى
ما في من أوصافي الحلوَهْ
لأجل هذا صرت أهلًا لأن
أجالس السلطان في الخلوَهْ
حمام العبيسي: في الحاضر هي من بناء الملك المؤيد عماد الدين أبي الفدا. حمام المدار: في الحاضر من بناء الأمير عبد الوهاب ابن شيخ الأكراد٧٦ بناها سنة ٩٦٢.
أما الحمامات المندرسة فهي؛ حمام العرايس: كانت في محلة العليليات السفلى. حمام الزهور: كانت في باب الجسر في طريق رحى العونية، وهي الآن بستان صغيرة على كتف العاصي، وكانت وقفًا لجامع الشيخ محمود المتهدم.٧٧ حمام الحسام: كانت في باب النهر قرب جامع الدهيشة جانب طريق حلب القديم وهي بستان الآن تُسمى الآتون. حمام الباشا: كانت في جانب جامع المدفن.
وقد اندرست معالم كثيرة وبيعت — وهي عامرة — للحجارين يهدمونها ليبيعوا حجارتها كدار الفرح في محلة باب الجسر،٧٨ كذا الخان الذي كان يُسمى الخان الجديد — بيد الحكومة الآن — فإن معالمه قد اندرست،٧٩ ويقال إن الخان في المرابط كان للمولويين، وكذا المدرسة الجلدكية والمدرسة الخطيبية — لم يُعلم محلهما — وشيءُ من ذلك كثير.

ارتفاع حماة

ترتفع عن سطح البحر مائتين وسبعين مترًا، وترتفع محطة القطار عن البلد خمسة وثلاثين مترًا.

الطول والعرض

أما عرضها — أي بُعدها عن خط الاستواء — فخمس وثلاثون درجة وثلثا الدرجة، وطولها — أي بُعدها عن آخر العمران باعتبار المقياس الأول — اثنتان وستون درجة.

أحوالها الصحية

تتعاقب عليها الفصول الأربع كبقية البلاد السورية، وأعدل هذه الفصول فيها فصل الربيع؛ يعتدل فيه الهواء وتنتعش النفوس وتزهر المناظر بالزهر. أما الصيف فإنه يختلف في بعض السنين حرارةً واعتدالًا، وقد يشتد الحر فيتراوح ميزان سنتغراد من الثلاثين إلى الأربعين درجة، وهذا الفصل تكثر فيه أمراض العيون بصورة مدهشة؛ نظرًا لكثرة الغبار والحر وعدم الاعتناء بأسباب حفظ الصحة. على أن أمراض العيون يوجد في كل مائة ثمانون مصابون بالحبيبات الجفنية التي ينشأ عنها العمى في الغالب. ولا يعسر حسم هذه الأدواء فإن حسمها موقوف عَلَى العناية بحفظ الصحة. أما فصل الخريف فهو غير جيد إذ تكثر فيه الْحُمَّيَاتُ المتقطعة والمرزغية، والسبب في ذلك كالسابق، وزيادة على ذلك عدم استقامة الهواء عَلَى حالة واحدة من برودة لحرارة لرطوبة. أما فصل الشتاء فحينًا يكون برده شديد الوطأة وحينًا متوسطًا والأمراض فيه أقل من بقية الفصول.

الماء

ليس لحماة ماء غير العاصي — كما قدمنا — وماء العاصي من أحسن المياه لو صُفي من الجراثيم الخبيثة التي تنصب إليه من ماء المراحيض ولا يخلو منها ماء. عَلَى أن الأقذار أيضًا والجِيَف والتراب والأوساخ تُلقى في نهر العاصي — دع ما يُعكر ماءُه من السباحة وسقي الدواب وغير ذلك — فتحتاج حماة إلى ماء للشرب خصوصًا يكون خلوًا من هذه القذارات.

هواؤها

معتدل جيد رطوبته قليلة. ينام الناس في الصيف عَلَى سطح بيوتهم بغير غطاء — أحيانًا — مدة الصيف ولا يجدون مضرة، غير أن الهواء حينما يصل البلد يختلط ببخار المراحيض المكشوفة في الطرق ويمتزج بالغبار الناعم المتراكم في محلاتها فيضر في العيون والرئة، لكن ذلك نادر لا يكون إلا حينما يكون الريح شديدًا.

تجارتها

حماة بلدة زراعية أكثر منها صناعية. وموارد تجارتها من الحنطة، والشعير، والذرة الصفراء والبيضاء، والحمص، والعدس، والعنب، والبطيخ بنوعيه الأَصفر والأَخضر، والصوف، والسمن، والغنم، والكمون. يكثر اللبن الخاثر والحليب واللحم والسمن في فصل الربيع والبقية في الصيف، فإذا شحت السماء أجدبت الأرض من أكثر هذه الأصناف وأخذت الثروة تتناقص إذ معظم معيشة الحمويين منها؛ فإن حماة بعيدة عن البحر وتجارته، وليس حولها مدن كبيرة تأخذ منها حوائجها ليكون سوق التجارة رابحًا فيها، فالسكان مضطرون لمعاملة المُزارع والبادي فإذا غنم غنموا وإن خسر خسروا؛ لهذا لا تنمو ثروة الباعة في حماة فإنهم إذا ربحوا مدة خسروا مثلها وليست كل السنين جيدة.

الصنائع

أما الصنائع فلا تمتاز حماة عن غيرها بها إلا ما هو مسمى بالبياض٨٠ وبعض المنسوجات الحريرية.٨١ أما بقية الصنائع كالحدادة والنجارة والحياكة وغير ذلك فهي باقية عَلَى ما كانت عليه من عدم الرقي والتحسين.

إجمال

حماة يفتقر أهلها إلى مؤازرة بعضهم وقيام المفكرين منهم يدًا واحدة إلى ما يُصلح شئونهم من إعمار المدارس لتربية أبناءهم تربية علمية يعلمون بها الضار من النافع والخير من الشر؛ فإن بلدًا كحماة ليست فيها مدرسة يقال لها مدرسة لَدليل عَلَى شدة انحطاط الأخلاق، فإنهم إن داموا عَلَى هذا الحد سبقهم كل أحد ويندمون ولا ينفع الندم. من الضروري أن توجد مدرسة تنقذ الأبناء من الطرق وعَلَى حافتي النهر وفي البساتين، تنقذهم من الكتاتيب التي اعتاد أصحابها عَلَى الضرب المُهلك والشتم القبيح. تهذب أخلاقهم، تؤهلهم لأن يكونوا رجالًا في مستقبل حياتهم. تفتقر حماة إلى عناية بلديتها بطرقها ونظافتها، وتفقد شئون الباعة الذين لا يكادون يبيعون صنفًا إلا مغشوشًا سيما المأكولات منها، وربما كانت هذه المأْكولات سببًا لمضرة كثيرين في أجسامهم؛ وذلك إما لعدم نظافة الآنية الموضوعة فيها، أو لطول مكثها فيتغير طعمها، أو لعدم النضج في الفاكهة وأمثالها مما لا تهضمه المعدة، أو لوضعها عَلَى الأرض القذرة مما يدل عَلَى جهل في طباع بعض من يعانون هذه الحرف.

هوامش

(١) الوهدة: المكان المنخفض؛ فإن حماة في وادٍ كبير عميق كانت أرضه مساوية لأرض النهر، ولكثرة الزلازل وتراكُم التراب ارتفعت الأرض عن النهر، فلهذا إذا حفر إنسان بئرًا يجد فيه آثار البنيان حتى يساوي أرض العاصي.
(٢) هو تل العريصة.
(٣) باب الجسر.
(٤) جسر محلة باب الجسر.
(٥) كان في محلة الدهشة — في بستان تُسمى الأتون — حوانيت وخانات ينزل فيها المسافر إذا جاء ليلًا وأبواب السور مغلقة، ويُسمى مثل هذا ربضًا.
(٦) فوق باب هذا الجامع المذكور حجر قد حُفِرَ فيه ما صورته: أبو النصر قايتباي مولانا الأعز عز نصره. بسم الله الرحمن الرحيم، أمر بعمارة هذا المسجد المبارك مولانا السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباي خلد الله تعالى مُلكه عَلَى الأبد، بزمن صائن الدين بن إبراهيم القايتباي أحد الأمراء بحلب في سنة ثلاثٍ وثمانين وثمانمائة. انتهى.
قلت: وهذا من أمراء الدولة الجركسية أيضًا، وهذا الجامع مهجور الآن وفيه مقام مصنوع يُسمى زين العابدين تقصده النصيرية من جبال كلبية للزيارة.
(٧) نسبةً إلى دفين بجانبها يُسمى الشيخ بشرا.
(٨) كانت تُسمى ناعورة العبيسي.
(٩) في برج هذه الناعورة فوق العاصي حجر حُفِرَت فيه هذه الكلمات، وهي: أمَر بعمل هذه الناعورة المباركة والقناة مولانا المعز الأمير الغازي المولوي السيد ابن السيد المالكي المجدد التقي الحاج «بلباك» الأمير في كافة حماة في شهر جمادى الأولى سنة سبعة وخمسين وثمانمائة. انتهى.
قلت: وقد كان بلباك أميرًا عَلَى حماة في زمن دولة الجراكسة، وكان لهذه الناعورة أوقاف عديدة ومتولٍّ عَلَى أوقافها، دام ذلك إلى ما فوق القرن العاشر والخمسين.
(١٠) نسبةً إلى مؤيد باشا العظم.
(١١) نسبةً إلى عثمان باشا، وكانت تُسمى المسرودة.
(١٢) كانت تُسمى ناعورة المارستان، ولا أدري سبب تسميتها بالجعبرية.
(١٣) نسبةً إلى بستان بجانبها.
(١٤) نسبةً إلى الزاوية الكيلانية بجانبها، وكانت تُسمى ناعورة أم الحسن لسقيها البستان المسماة بهذا الاسم.
(١٥) نسبةً إلى البستان في جانبها.
(١٦) نسبةً إلى البستان تُسقى من مائها.
(١٧) نسبةً إلى البستان التي وراءها.
(١٨) في إحدى سواري قناتها حجر قد حُفِرَ بما صورته: أُنشئت هذه الناعورة الكبيرة المباركة والقوام لإيصال الماء إلى الجامع الأعلى في أيام مولانا المعز الأشرف السيفي — وكان كافل المملكة الحموية — في سلخ ثلاث وستين وسبعمائة.
(١٩) نسبةً إلى ذرية أبي العون المنقرضين.
(٢٠) نسبةً إلى البستان بجانبها.
(٢١) يُسمى قديمًا جسر المراكب.
(٢٢) يُسمى قديمًا جسر الأفضل.
(٢٣) يُسمى قَبلًا الجسر الكبير.
(٢٤) يُسمى قَبلًا جسر باب النهر.
(٢٥) كانت مدخل القلعة، وكان لها خندق كبير حولها باقٍ أثره للآن في البستان غربيها، وهي عَلَى تل مشرف عَلَى بقية البلد من جهاته، ومناظر بيوتها المرتفعة جميلة جدًّا.
(٢٦) نسبةً إلى مكان هناك كانت الجلود تُدبغ فيه، ولها تل عظيم كان يُسمى صفرون له مناظر بديعة أيضًا.
(٢٧) هي أحد قسمي البلد القديمة.
(٢٨) من توابع المدينة القديمة.
(٢٩) هي من توابع المدينة ولها مناظر طبيعية، غير أن بيوتها منحوتة من الصخر في سفح تل كبير مُطل عَلَى النهر والبساتين، وكانت قَبلًا تُسمى باب المغار، ثم خربت القرية الغربية القريبة من الساروت المسماة جرجرومة عند جسر جرجرة فنزح أهلها وسكنوا في هذه المحلة فسُمُّوا جراجمة باسم القرية المذكورة. والعوام في حماة يظنون أن اسم جراجمة مأخوذ من بلدة جرجان، يزعمون أن أبا الفداءَ جاء بعلماء منها وأسكنهم في هذا المكان وليس كذلك.
(٣٠) تابعة الجراجمة.
(٣١) نسبةً إلى قلعة جعبر: بلدة قريبة من الفرات جاء منها إلى حماة ثلة من أهلها مع أحد الأمراء وسكنوا في هذه المحلة فسُميت بهذا الاسم.
(٣٢) كانت هذه المحلة تُسمَّى محلة تحت الشجرة.
(٣٣) تابعة لسوق الشجرة، وتُنسب إلى الشيخ عثمان الحوراني رحمه الله المدفون فيها بزاويته المعروفة.
(٣٤) كانت تُسمى محلة الصفصافة.
(٣٥) كانت تُسمى المرابض، ثم المرابد، ثم سُميت المرابط.
(٣٦) العليليات كانت تُقسم إلى قسمين: عليا وسفلى، فصار الآن يُطلق عَلَى الكل عليليا، وهي عَلَى تل بديع المنظر جدًّا، وهي أكبر محلات حماة.
(٣٧) الحير: شجر التين، وقد كانت بين بستاني تين.
(٣٨) نسبةً إلى قرية السخنة فإن أكثر سكانها منها.
(٣٩) نسبةً إلى بني البارودي العائلة الكبيرة الساكنة في تلك المحلة، كان من هذه العائلة أُناس يصنعون البارود للدولة العثمانية في مبدأ مجيئها إلى هذه البلاد سنة ٩٢٢، وكان لهذه العائلة رواتب معيَّنة من قِبل الحكومة في كل سنة مقدار خمسين ألف عثماني، وأظن أن العثماني يساوي هذه الأيام سبعة قروش.
(٤٠) كانت تُسمى المنعزلة؛ لأنها كانت بعيدة عن مركز المدينة كالقرية.
(٤١) ونُقِشَ عَلَى حجرة فوق بابها: أنشأ هذه المنارة المباركة الفقير إلى الله تعالى السيد إبراهيم الهاشمي عُفي عنه، بتاريخ جماد الآخر سنة خمس وعشرين وثمانمائة. ومن بنائه أيضًا الحرم الصغير في جانب المسجد من جهة الشرق، ورواق الجامع أيضًا بناه سنة ٨٣٢. وفي وسط هذا الجامع قبة صغيرة عَلَى ثمانية أعمدة تحتها بحرة صغيرة، وعَلَى الأعمدة خطوط قديمة عربية. وله حرم واسع جدًّا، وفي جانبه الغربي ضريح المظفَّر وابنه، وليس في حماة جامع مثله في اتساعه وعظمته، وله في جهة القبلة منارة مقطوعة الرأس بابها من الحجر الأسود، وهذا الجامع تُقام فيه الصلوات وكان له أوقاف كثيرة اندرست ولم يبقَ له إلا القليل.
(٤٢) يرى الداخل إلى حرمه زنارًا عَلَى ساريتين محفورًا من الرخام ما صورته: أمر بعمل هذا الجامع المبارك السلطان الملك المؤَيد عماد الدنيا والدين إسماعيل بن الملك الأفضل نور الدين علي بن الملك المظفر تقي الدين محمود بن الملك المنصور ناصر الدين محمد بن الملك المظفر تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب في شهور سنة سبع وعشرين وسبعمائة. أصبح هذا الجامع في حالة محزنة ومنارته متداعية للسقوط. فسبحان من يُغير ولا يتغير. وله أوقاف منها البستان المجاورة له وغير ذلك. وفيه ضريح بانيه أبي الفداء رحمه الله ورضي عنه.
(٤٣) بناه الشيخ أحمد الكيلاني في سنة ١٠٢٤.
(٤٤) وهو آية: شَهِدَ اللهُ الآية.
(٤٥) آل ملك بيت قديم لهم بقية باقية.
(٤٦) تُسمى الآن جسر بيت الشيخ.
(٤٧) لم يبقَ منها شيءُ بتاتًا، والذي عرفناه أنه كان لهذا الجامع بساتين كثيرة، وأراضٍ منها أربعة أفدنة من قرية الظاهرية، وفدان واحد من قرية كازو، وفدان من قرية كفر دحل، واثنا عشر فدانًا من الشيحة، وثمانية من جهات جبل كيسون، وأرض كبيرة في غربي حماة، وعشرة أفدنة من قرية نقيرين، وفي سوق حماة ١٨ دكانًا، ومن أراضي العليليات عشر قطع وغير ذلك شيء كثير.
(٤٨) هو الآن مندرس وفي مكانه بنيان، وكان هذا الباب عند الحجرة الكائنة في رواق الشمالي.
(٤٩) وهذه صورته: بسم الله الرحمن الرحيم، لا إله إلا الله، محمد رسول الله ، أمر بعمل هذا الجامع المبارك مولانا الملك العادل العالِم العارف الزاهد المجاهد نور الدين، ركن الإسلام والمسلمين، محيي العدل في العالمين، نصير الحق بالبراهين، نسيم الدولة القاهرة بمن الله الزاهرة، مجير الأمة الباهرة، حافظ الثغور، غياث الجمهور، قاهر المتمردين، قاتل الكفرة والمشركين، منصف المظلومين من الظالمين أبو القاسم محمود بن زنكي بن آقسنقر ناصر المؤمنين في سنة ثمانٍ وخمسين وخمسماية. ا.ﻫ.
(٥٠) عليه ما يستفاد منه أن أحد الملوك وقف لطلبة العلم فيه خمسة عشر ألف درهم في كل سنة استجلابًا لأدعيتهم وإعانةً لهم عَلَى طلب العلم.
(٥١) الباقي له من وقفه في كل سنة اثنا عشر قرشًا.
(٥٢) عَلَى بابه حجر مرقوم عليها: أنشأ هذا المكان المبارك الحاج عبد الرحمن بن مسعود سنة واحد وثمانين.
(٥٣) يُسمى الآن جامع سوق الشجرة.
(٥٤) مرقوم عَلَى حجرة فوق بابه: أنشأَ هذا المسجد المبارك العبد الفقير إلى الله تعالى محمود بن موسى بن محمد الآوي استدار العالية أمر حاجب عز الله أنصاره مستهل الأجر بتاريخ جمادى الآخرة من شهور سنة ٧٦٦. انتهى بالحرف.
(٥٥) بناه طوسون بك حديثًا.
(٥٦) كان يُسمى العمري.
(٥٧) من بناء بني برهان أفندي الكيلاني.
(٥٨) كان يُسمى جامع القاق.
(٥٩) بناه متسلم حماة في سنة ١١٠٠ محمد باشا الأرناءُود.
(٦٠) مرقوم عَلَى حجر بابه: جدد هذا المكان المبارك محمد بن العلم بتاريخ تسعة عشر وتسعماية، غفر الله له.
(٦١) بنو الشرابي آل بيت قديم جدًّا في حماة.
(٦٢) من بناء بني الكيلاني القاطنين في حماة في حدود القرن السابع.
(٦٣) هي تابعة للحريريين، وتُنسب إلى طرباي الشريفي المتوفي في القرن الثامن وكان من أمراء دولة الجراكسة.
(٦٤) قديمة مشهورة تابعة لبني الحوراني آل بيت قديم.
(٦٥) كانت متسعة جدًّا، وكان خرابها بعد الألف، وحينما هُدِمت كان شيخ التدريس فيها الشيخ محمد بن الشيخ أبي يزيد الحموي.
(٦٦) الكتابة الحجرية هي: بسم الله الرحمن الرحيم، أمر بعمل هذه الدار المباركة الأمير الكبير نجم الدين التوتان ابن ياروق في سنة أربع وثمانين وخمسماية. ومكتوب أيضًا: بسم الله الرحمن الرحيم، أمر بعمل هذا المسجد المبارك العمري الأمير الأجل الكبير الفقير إلى رحمة الله تعالى النجم التوتان ابن ياروق، وذلك في سنة ٥٨٤ أربع وثمانين وخمسماية. ومكتوب أيضًا: أمر بعمل هذه الدار المباركة السيد الفقير إلى الله تعالى محمد بن محمد بن أبي بكر الشافعي، خلا قبلها وما استثنى، جعلها دار قرآن، وأوقف لها أوقافًا كثيرة لتسكن في هذه الدار من فقراء المسلمين الغراب «الغرباء» مقيمين بها ليلًا ونهارًا، يتلون كتاب الله ويتذاكرونه بينهم، ويدعون للواقف ولوالديه وللمسلمين، وقرَّر بها شيخين يعلمونهم القرآن الكريم، ويكون مقام كل فقير بها مدة خمس سنين، فإن ختم القرآن أو مضت المدة المعينة فيكسى ثوبًا أو جبة وتبرره عوضه إن وجد فإن لم يوجد فيستمر، جعلها الله خالصةً لوجهه الكريم، في شوال سنة خمس عشرة وسبعماية. انتهى بحروفه.
(٦٧) مكتوب عَلَى محرابها: أمر بعمارة هذا الروشن المبارك مولانا السلطان الملك المؤَيد عماد الدنيا والدين بن مولانا الملك الأفضل صاحب حماة خلد الله مُلكه.
(٦٨) وكانت نظارتها لبني خليفة في محلة المدينة.
(٦٩) وهو مفتي حماة الحالي السيد بدر الدين أفندي الكيلاني.
(٧٠) بنو مغلي: أهل بيت قديم في حماة وقد انقرضوا.
(٧١) كانت تُسمى حمام يردبك اسم أحد أمراء الأتراك.
(٧٢) منسوبة لأسعد باشا العظم.
(٧٣) نسبةً إلى عثمان باشا.
(٧٤) منسوبة لمؤيد باشا العظم.
(٧٥) منسوبة للكيلانيين.
(٧٦) كان هذا الرجل أميرالاي في حماة وله ذرية باقية تسكن في الحاضر.
(٧٧) جامع الشيخ محمود في باب الجسر في بستان الدوالك عَلَى كتف خندق القلعة القديم، وكان في هذا الجامع بحرة ماء، وهو الآن خراب باقية بعض جدرانه وحجارته.
(٧٨) دار الفرح كانت وقفًا للأفراح، فمن أراد أن يتزوج — مثلًا — يأخذ مفتاحها من متوليها ثلاثة أيام يفعل ما يشاء، وكان فيها خمسة وثلاثون بيتًا.
(٧٩) هذا الخان في الموقف كان مأوًى للغرباء ينامون فيه بلا أجرة ويأكلون منه بلا ثمن، وكان له متولٍّ وطباخ وبواب، وأوقافه الكثيرة قد ذهبت منه.
(٨٠) الشراشف والمناشف وأشباهها.
(٨١) كالصايات الملونة والبيضاء.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤