حيَّة ودرج
«درجٌ صَعدَ به إلى النجوم، تحيط به الملائكة وتدثره بالجرَّة الذهبية، وتضع في فمه زهرةً حارَّة.
شاهدوه بعربة الملائكة وهي تصعد ومربَّعٌ من الحواريين يرفُّون حوله (الأسد، النمر، القرد، التمساح).»
بعد انتهاء حرب الخليج الثانية ١٩٩١م، شرَعَ «الماجدي» في عملٍ مَلحمي يصف فيه المشهدَ الذي خلَّفَته الحرب والخرابَ الذي أصاب العراق. وبعد عامَين، أنجز هذا النصَّ الذي سمَّاه «حيَّة ودرَج»؛ وهو اسمٌ للعبةٍ شعبية يمارسها الصبيان في العراق (لعبة «السلم والثعبان» الشهيرة). وقد أوحَت له هذه اللعبة أنَّ البلد تحوَّل إلى أفاعٍ تُنزِل الناسَ إلى الهاوية، وإلى سلالم تصعد بهم في لحظةِ حظٍّ إلى الأعلى. كانت هذه اللعبة تُمثِّل شكلًا لمَا يحصل في بلدٍ تدجَّج بكلِّ هذا التاريخ المأساوي. وقد ابتدع «الماجدي» في هذا العمل أسلوبًا شعريًّا جديدًا، جامعًا المادةَ الخام لعمله من الحياة اليومية والحفرِ المتصل في الحياة الرُّوحية.