أفكار ختامية

لا يمكن أن نعتبر السحر جزءًا من الماضي، أو ننبذه بوصفه نتيجة مباشرة للجهل، أو نصنفه على أنه مرحلة تطورية من مراحل الفكر الإنساني؛ على الأقل ليس من المنظور الثقافي. فكما توضح هذه المقدمة القصيرة جدًّا، منذ أن جرى التعبير عن السحر للمرة الأولى تعبيرًا مفاهيميًّا في العصور القديمة، اكتسب مجموعة من المعاني التي تضمن احتفاظه بتعبيره عن تلك المعاني في كل مجتمع في العصر الحالي؛ فالسحر أكثر بكثير من مجرد مجموعة من الممارسات المهيبة. لا بد لنا أن نفهم السحر بوصفه لغة ونظرية واعتقادًا وفعلًا وتعبيرًا إبداعيًّا وتجربة وأداة معرفية؛ فهو جزء لا يتجزأ من الدين، ولكن يمكن أن يكون مستقلًّا عنه؛ إذ يمكن لشخص ملحد أن يؤمن بالسحر. نعم، لقد قوض العلم أساس السحر بوصفه تفسيرًا للعمليات الطبيعية؛ فقد نحى جانبًا دور السحر في الطب من خلال تقديم نتائج أفضل بكثير لمن يستطيع الانتفاع بها من بيننا. لكن في حين يقدم لنا العلم تفسيرات وحلولًا، فإنه يمنحنا الخيار أيضًا. فبإمكان العلم تفسير السحر، لكنه لا يستطيع تقليل أهميته؛ فالسحر سيظل دائمًا بديلًا قائمًا. فالسحر بمعناه الواسع يشكل جزءًا من الحالة الإنسانية، والاعتقاد بأن السحر سيختفي في نهاية المطاف لا يعدو كونه مجرد أمنية.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤