نهاية اللغز

وفي العاشرة صباحًا كان الأصدقاء الخمسة وكلبهم «زنجر» أمام قسم الشرطة. وكانت معهم كل الأدلة التي حصلوا عليها … قطعة القماش الرمادية ورسم آثار الحذاء، والحذاء نفسه.

قال «محب»: إن الدليل الوحيد الذي لم نستفد منه هو قطعة القماش الرمادية.

وفي تلك اللحظة ظهر الشاويش، فانتظر الأصدقاء أن يصيح بهم كالمعتاد: فرقع أنت وهو من هنا. ولكن كانت دهشتهم شديدة حين تحدث إليهم في أدبٍ شديد، وطلب منهم دخول القسم فقال «محب»: إننا ننتظر صديقًا لنا.

قال الشاويش في أدب: نعم، وسوف يحضر حالًا.

ووصلت سيارة صغيرة إلى باب القسم، وظن الأصدقاء أن الرجل الضخم فيها ولكن نزل منها ضابط شرطة.

ثم وصلت سيارة أخرى كبيرة فاخرة، فوقف كل رجال الشرطة … الجنود … والضباط احترامًا لراكبها، ونزل الراكب … فإذا هو صديقهم، وسمعوا الضابط يقول: لقد حضر مفتش المباحث الجنائية.

وشعر الأصدقاء بسرورٍ بالغ، فصديقهم رجل هام جدًّا. وأسرعوا إليه فاستقبلهم بتحيةٍ حارة، ثم دخلوا معه إلى القسم.

جلس الأصدقاء بجوار المفتش «سامي»، وبعد قليلٍ دخل وكيل النيابة فتبادل مع المفتش بعض الحديث، ثم قال المفتش للأصدقاء: لقد فهمت كل شيء، وأنتم الذين استطعتم معرفة حل هذا اللغز، فالأستاذ «حنبلي» كان يريد الحصول على قيمة التأمين، واختار يومًا تشاجر فيه مع عددٍ كبيرٍ من الناس ليلقي بالشبهة عليهم، ولكنكم استطعتم كشف خطته، وإنني أهنئكم، وأعتقد أن الشاويش «علي» عنده نفس الشعور.

ورد الشاويش «فرقع» قائلًا: فعلًا.

فقال «محب»: إننا نقدِّر الشاويش «علي» والجهود التي يبذلها للمحافظة على الأمن.

ورد الشاويش بكلمة شكر، وإن كان يشعر بالضيق؛ لأنهم سبقوه إلى حل اللغز.

قال المفتش: سأذهب الآن لاستجواب «حنبلي» والقبض عليه، فهل تحبون أن أوصلكم في السيارة إلى منازلكم.

ووافق الأصدقاء شاكرين، وركبوا السيارة الكبيرة وهم غاية في السعادة، والناس جميعًا ينظرون إليهم في إعجاب.

وفي الطريق قال «عاطف»: إننا نرجوك أن تتحدث إلى والدتنا، فسوف تحترم ما تقوله عنا.

ردَّ المفتش: إن هذا يُسعدني فأنتم أولاد أذكياء، ولكني سأذهب أولًا إلى منزل الأستاذ «حنبلي» ثم أعود إليكم.

وانتظر الأصدقاء في الحديقة، وبعد نصف ساعة تقريبًا عاد المفتش، فاستقبلوه بفرحٍ شديدٍ وسألوه عن «حنبلي» فقال: لقد اعترف بعد أن وضحت له كل الأدلة، وهو الآن في طريقه إلى السجن.

وجاءَتْ والدة «عاطف» تحمل الشاي للمفتش، فحيَّاها وقال: إنني أتقدم بالشكر لهؤلاء الأولاد الأذكياء على المساعدة الهامة التي قدموها لنا.

ثم التفت إلى الأصدقاء قائلًا: وسيسرني أن ألتقي بالمغامرين الخمسة وكلبهم «زنجر» دائمًا.

قالت «لوزة»: ولكن يا سيدي، هناك «ذليل» لم نعرف صاحبه حتى الآن، إنه قطعة القماش الرمادية.

ضحك المفتش، وهو يضع يده على كتف «محب» قائلًا: إنَّ هذه القطعة الرمادية من ثوب الصديق «محب».

وأدار «محب» جسمه، فظهر تمزيق في الركن الأسفل من بنطلونه.

وابتسم المفتش وهو يقول: الحمد لله أنكم لم تلاحظوا ذلك، وإلا وضعتم «محب» في قائمة المشتبه فيهم.

ووقف المفتش، ونظر الأولاد إليه في إعجابٍ وقالت «نوسة»: ولكن كيف عثرنا على قطعة القماش في السور القريب من الحفرة؟

فرد «المفتش»: لأن «محب» كان أول من دخل من فتحة السور، فتمزق بنطلونه وتعلقت قطعة القماش حتى عثر عليها «تختخ».

ودَّع الأصدقاء المفتش، ثم عادوا إلى الحديقة فقالت «نوسة»: يا له من أسبوع حافل بالمغامرات، لقد حللنا اللغز، وبهذا ينتهي دور المغامرين الخمسة.

رد «تختخ»: سيظل المغامرون الخمسة وكلبهم يؤدُّون واجبهم، فسوف تظهر ألغازٌ أخرى كثيرة، وما علينا إلا الانتظار.

إنهم ينتظرون … وسوف يعترض طريقهم لغز آخر بلا شك.

ولكن — طبعًا — سوف تكون هذه قصة أخرى.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤