المغامرون الخمسة والكلب

التقى الأصدقاء الأربعة في حديقة منزل «عاطف» في الصباح فقال «محب»: هيا بنا نرى الكشك في ضوء النهار.

قال «عاطف»: هيَّا، وبالمناسبة، سمعت أن مفتش شركة التأمين قد حضر، ومن رأيه أن شخصًا ما أحرق الكشك لغرضٍ في نفسه، وأنه استعمل الجاز في إشعال الحريق.

ورد «محب»: ولكن من هو هذا الشخص؟ لا بد أنه يكره الأستاذ «حنبلي».

عاطف: إنني مشفق على الشاويش «فرقع» فهذه أول مرةٍ يحقِّق في قضيةٍ حقيقية، وأعتقد أنه لن يصلَ إلى حل.

وفجأة صاحت «لوزة»: لقد حضر الكلب.

وفعلًا، كان الكلب قد أسرع إليهم وخلفه صاحبه السمين الذي قال بعد أن ألقى على الأصدقاء تحية الصباح: هل سمعتم ما يقوله الناس؟ إنهم يقولون إن حادث الكوخ مدبَّرٌ بفعل فاعل.

محب: وهل تصدق هذا؟

الولد: الحقيقة أنني استنتجت هذا قبل أي شخصٍ آخر.

فرد «محب» متضايقًا: فشَّار!

الولد: اسمع، إنني أسكن في المنزل المقابل لمنزل الأستاذ «حنبلي»، ومساء أمس شاهدتُ متشرِّدًا يلف حول الكشك، وأظنه هو الجاني. وقد كان يرتدي معطفًا أصفر قديمًا، وطاقية ممزقة، وقد رآه كلبي «زنجر» ونبح.

محب: وهل كان يحمل صفيحة جاز؟

الولد: لا، ولكنه كان يحمل عصا!

نوسة: إنني أفكِّر في شيءٍ ما.

ونظر إليها الجميع؛ فقد كانت مشهورةً بأفكارها النيرة، وقال «محب»: في أي شيءٍ تُفكِّرين يا «نوسة»؟

نوسة: ما رأيكم أن نقومَ نحن بدور المغامرين، ونعرف بأنفسِنا من الذي أحرق الكوخ. إن كلًّا منا يمكن أن يكون مغامرًا ممتازًا.

وسألت «لوزة» الصغيرة ذات الثماني سنوات: ما معنى مغامر!

محب: شخص قوي يحب الحياة المثيرة، ويشترك في حل الألغاز الغامضة.

لوزة: عظيم، إنني أتمنَّى أن أكونَ مغامرة، وأعتقد أنني سأكون ممتازة.

عاطف: إنكِ ما زلتِ صغيرة!

وكادت «لوزة» تبكي لهذا الرفض من جانب شقيقها فقال «محب»: نحن الثلاثة «عاطف» و«نوسة» وأنا سنكون المغامرين الثلاثة الكبار.

الولد: هل أستطيع الانضمام إليكم؟ إنني مفكر عظيم.

محب: إننا لا نعرفك.

الولد: اسمي توفيق خليل توفيق خربوطلي. وأريد أن أتعرَّف عليكم فما هي أسماؤكم؟

محب: «محبوب إبراهيم» وعمري ١٥ سنة.

نوسة: «سنية إبراهيم» وعمري ١٣ سنة.

عاطف: «عبد اللطيف أحمد» وعمري ١٣ سنة وأختي زكية ٨ سنوات.

الولد: إذن أسماؤكم مستعارة، «محب» بدلًا من «محبوب»، و«نوسة» بدلًا من «سنية»، و«عاطف» بدلًا من «عبد اللطيف»، و«لوزة» بدلًا من «زكية»، فما هو الاسم الذي تختارونه لي؟

عاطف: سنأخذ حرفًا من كل اسم، حرف «ت» من «توفيق» و«خ» من «خليل»، و«ت» ثانية من «توفيق»، و«خ» ثانية من «خربوطلي»؛ فيصبح لقبك الجديد «تختخ» وهي تسميةٌ تناسب حجمك تمامًا.

وضحك الأصدقاء، وتنهَّد «تختخ» وهو يفكر: إنني دائمًا أقع في هذه الأسماء المضحكة بسبب سمنتي، في المدرسة يسمونني «المحشي»، وأحيانًا «لظلظ»، وهنا «تختخ». ثم نظر إلى الأصدقاء وقال: هل يمكنني الانضمام إلى نادي المغامرين، خاصةً وقد أخبرتكم عن المتشرد؟

محب: إنه ليس ناديًا، نحن الثلاثة الكبار فقط سنحاول حل اللغز.

لوزة: وأنا معكم، لا تتركوني وحدي!

تختخ: لا تتركوني، ولا تتركوها، إنها صغيرة، ولكنها ستكون مفيدةً في البحث عن الأشياء المختفية.

محب: أي أشياء مختفية؟

تختخ: لا أعرف، ولكن الألغاز فيها دائمًا أشياء مختفية!

لوزة: من فضلكم، سنضم «زنجر» أيضًا؛ فهو كلب لطيف.

وأحس «زنجر» بأنه أصبح عضوًا أيضًا، فأخذ يهز ذيله.

محب: لا بأس، سنتعاون جميعًا في حل اللغز.

لوزة: نحن المغامرون الخمسة والكلب «زنجر».

وضحك الجميع، واتفقوا على اختيار «محب» رئيسًا.

وقال «محب»: سنلتقي في الثانية بعد الظهر لنتناقش كيف نجمع الأدلة!

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤