بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.

ليس لي من قول أزيده على ما ذكرت في مقدمة الجزء الأول، إلا أن أعود فأكرر معذرتي إلى القُرَّاء؛ فقد وعدتهم أن يشمل الجزء الثاني سائر النواحي العقلية لعصر «ضحى الإسلام» فيستوفي الكلام في الحركة العلمية، والمذاهب الدينية.

فلمَّا أخذت في درس العلوم، ونشأتها وتكّونها وتطُّورها، رأيت أن لا بد من الكلام في الحركة العلمية إجمالًا، أعرض فيه للبحث في قوانين تطُّور العقل البشري والعلم الإنساني وتطبيقهما على العقل والعلم الإسلاميين، والبحث في معاهد العلم في ذلك العصر ومناهجه، وحرية الرأي فيه، وما إلى ذلك؛ ليكون مقدمة لدراسة العلوم تفصيلًا؛ ولمَّا وصلت إلى تاريخ كل علم رأيت أن أتتبع خطواته من أولها، وأرصد مراحله التي اجتازها، وأقف عند كل إمام من أئمته كان له أثر بيّنٌّ فيه، وأوازن بين المراحل التي اجتازتها العلوم بعضها ببعض؛ لأتبين إلى أي حد اتفقت وإلى أي حد اختلفت؛ فاتسع مجال القول وتعددت مذاهبه، وإذا بي أمام جزء خاص في نشأة العلوم، مع ما بذلت من جهد في الإيجاز والضبط.

وسيتناول إن شاء الله الجزء الثالث في العقائد والمذاهب الدينية.

وقد خطر لي أثناء البحث أن يكون هناك جزء رابع في «ضحى الإسلام في الأندلس» أصف فيه ما كان لها من حياة عقلية في عصرها الأول.

أعاننا الله على إكماله، ووفقنا للحق والصواب.

٧ شوال سنة ١٣٤٣
٢٢ يناير سنة ١٩٣٥
أحمد أمين

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤