الفصل الرابع

الصور الجنوبية

كوكبة قيطس Cetus

قيطس: ومعناه الحوت ذكره يودكسوس وأراتوس ووصف بطليموس فيه ٢٢ كوكبًا، وتابعه الصوفي وقال: «إنه صورة حيوان بحري مقدمه في ناحية المشرق على جنوب كوكبة الحمل، ومؤخره في ناحية المغرب خلف الثلاثة الخارجة عن صورة الدلو وكواكبه اثنان وعشرون، والعرب تُسمِّي الكواكب الستة التي في الرأس الكف الجذماء يريدون بها كف الثريَّا؛ لأن امتدادها دون امتداد الكف الخضيب، وتُسمِّي الخمسة التي على بدنه النعامات، والكواكب التي على أصل الذَّنَب النظام والكوكب الذي على الشعبة الجنوبية من الذنب الضفدع الثاني، والضفدع الأول مذكور في الدلو.»

وفي قيطس كوكب يتغيَّر من القدر الثالث إلى التاسع كل ٣٣١ يومًا وآخر يتغيَّر من القدر الخامس إلى السابع، وهو مؤلَّفٌ من كوكبين أحدهما أصفر اللون من القدر الثالث والثاني أزرق بين القدر السادس والسابع.

وفي خرافات اليونان أن قيطس هو الحوت أو التنين الذي أرسله نبتون ليفترسَ المرأة المسلسلة فذبحه فرساوس.

كوكبة الجبار Orion

ذكر هذه الكوكبة هوميروس في الإلياذا والأودسي، وذُكِرَت في سِفْر أيوب حيث قيل في وصف الخالق: «صانع النعش والجبار والثريَّا ومخادع الجنوب.» (أيوب ٩: ٩) وفي سِفْر عاموس حيث قيل في وصف بهوه: «الذي صنع الثريا والجبار ويحول ظلُّ الموت صبحًا.» (عا ٥: ٨)، ويسمَّى الجبار في اللغة العبرانية بما معناه الأحمق، وهو من أبهى مجاميع النجوم، فإن فيه ثلاثة كواكب من القدر الأول، وأربعة من القدر الثاني، ووصف فيه بطليموس ٣٨ نجمًا، وتابعه الصوفي، وقال إنه صورة رجل قائم في ناحية الجنوب على طريقة الشمس أشبه شيء بصورة الإنسان وبيده عصا وعلى وسطه سيف، والعرب تُسمِّي الكواكب الثلاثة الصغار المتقاربة التي تشبه نقط الثاء على وجهه الهقعة، وقد روى التحابي والتحيات والتحية والأثافي والنير العظيم الذي على منكبه الأيمن منكب الجوزاء ويد الجوزاء ومزم الجوزاء؛ (لأنها تُطْلق على الجبار نفسه اسم الجوزاء) والكوكب النيِّر الذي على المنكب الأيسر الناجذ والمرزم أيضًا والثلاثة المصطفَّة التي على وسطه منطقة الجوزاء ونطاق الجوزاء، والنظام والنُّظُم والثلاثة المنحدرة المتقاربة المصطفَّة سيف الجبار، والنيِّر العظيم الذي على قدمه اليسرى رجل الجوزاء وراعي الجوزاء، وتسمَّى التسعة المقوسة التي على الكم تاج الجوزاء وذرائب الجوزاء.

والمعروف الآن أنَّ الكوكب المُسمى منكب الجوزاء متغيِّر وهو في الغالب فوق القدر الأول، والكوكب المُسمَّى رجل الجوزاء من القدر الأول، وكذلك الكوكب المتوسِّط من الثلاثة التي في منطقته، وفي الجبار السديم الكبير المرسوم في الكلام على السدم، والروايات عن الجبار في خرافات اليونان كثيرة مختلفة ومنها ما ذكر قبلًا في الكلام على برج العقرب، ويُقال إنه لمَّا رفع الجبار إلى السماء أخذ شكل رجل محارب فلبس جلد أسد وتمنطق بثلاثة كواكب، وهو يطلع باكرًا في الصيف وصورته في كتاب الصوفي صورة فتاة مسدولة الشعر كأبعد ما يكون عن صورة جبار.

كوكبة النهر Eridanus

ذكره يودكسوس وأراتوس ووصف فيه بطليموس ٣٤ كوكبًا، وتابعه الصوفي فقال: «إنَّ كواكبه ٣٤ في الصورة وليس حواليه شيء من الكواكب المرصودة يبتدئ من عند النيِّر الذي على قدم الجوزاء اليسرى فيمر في المغرب على تعريج إلى قرب الأربعة التي على صدر قيطس، ثم يمرُّ في الجنوب على ثلاثة كواكب ثم يعطف إلى المشرق فيمرُّ على ثلاثة كواكب أيضًا ثم يعف إلى الجنوب فيمرُّ على ثلاثة كواكب مجتمعة ثم ينقطع فيمرُّ في الجنوب على كوكبين متقاربين، ثم يعطف إلى المغرب فيمرُّ على كوكبين متقاربين أيضًا ثم على ثلاثة متقاربة، وينتهي إلى كوكب نير هو آخر النهر.» وقال: إنَّ هذا الكوكب من القدر الأول ويُرْسَم على الإسطرلابات الجنوبية، والمظنون أنه هو النجم الذي يُرَى هناك الآن وهو من القدر الثالث، فقد قلَّ إشراقه من زمن الصوفي إلى الآن، وقال الصوفي أيضًا: «رأيت بشيراز كواكب كثيرة قريبة من الأفق شبه زورق فيها كوكب نير من القدر الثالث هو مع النير الذي على فم الحوت، ومع الذي على الشعبة الجنوبية من ذَنَبِ قيطس وهو الضفدع الثاني على مثلث، وفي خلال ذلك كواكب من القدر الرابع والخامس والسادس تُسمَّى كلها الزبال لم يذكر بطليموس شيئًا منها.»

وأريدانوس: اسم نهر بو بإيطاليا وفي خرافات اليونان أنه هو النهر الذي وقع فيه نبتون لمَّا حاول أن يسوق خيل الشمس فجمحت ولم يستطع كبحها، فكانت تقرب من الأرض تارة فيشتدُّ حرها وتبعد عنها أخرى فيشتدُّ بردها، ولمَّا رأى زفس ذلك رماه بصاعقة فوقع ميتًا في نهر بو فبكتْه أخواته فتحوَّلت دموعهنَّ إلى كهرباء.

كوكبة الأرنب Lepus

موضعها إلى الجنوب من الجبار والشرق من الكلب الأكبر كواكبها ١٢ من الصورة، وقال الصوفي: «إن العرب تُسمِّي الثلاثة التي في بدنها كرسي الجوزاء المؤخر وعرش الجوزاء، وقرأت في بعض كتب الأنواء أنها تسمى النهال.» واسم أكبرها في الأطالس الأوروبية العرش.

كوكبة الكلب الأكبر Canis Major

موضع الكلب الأكبر تحت رِجْلَي الجبار ووراءهما، أكبر كواكبه الشِّعْرَى ونعتها العرب الشِّعْرَى اليمانية؛ لأنها تغيب في شقِّ اليمن وبالشِّعْرَى العبور؛ لأنهم قالوا إنها عبرت المجرَّة إلى ناحية سهيل؛ لأنهم يزعمون أنَّ الشعريين أختا سهيل، وأن سهيلًا تزوَّج بالجوزاء فركَّ عليها وكسر قفارها فهو هارب نحو الجنوب خوفًا من أن يطلب من الجوزاء، ويُسمَّى الكوكب الذي على يده اليسرى مرزم العبور ومرزم الشِّعْرَى وقد رُوي أنهم يسمُّون هذا الكوكب بعينه الكلب، وتُسمَّى الأربعة على ساقَي رِجْلَيه العذارى.

والشِّعْرى أسطع الكواكب وهو من أقربها إلى الأرض فإنه يبعد عنها ثماني سنوات نورية ونحو سبعة أشهر، وقد سمَّاه المصريون الأقدمون سوثس وتفاءلوا به؛ لأنه يطلع مُبشِّرًا بقرب فيضان النيل، أمَّا الرومان فكانوا يتشاءمون منه، وكلمة الشِّعْرَى يونانية معرَّبة وهي في اليونانية سيريوس؛ أي الجبار أو المحرق؛ لأنه يطلع في فصل الصيف، وفي ذلك يقول الشاعر العربي:

بيوم من الشِّعْرَى يذوب لعابه
أفاعيه في رمضائه تتململُ

كوكبة الكلب الأصغر Canis Minor

هو أيضًا من الصور القديمة وموقعه وراء الجبَّار على الجانب المقابل من المجرَّة وإلى الجنوب من التوءمين، وفيه نجمان: أحدهما أنور من الآخر تسمِّيه العرب الشِّعْرَى الشامية؛ لأنه يغيب في شقِّ الشام، ويُسمَّى أيضًا الشِّعْرَى الغميضاء؛ لأن عندهم أنها أخت سهيل وأنه لما عبرت الشِّعْرَى اليمانية (التي في الكلب الأكبر) المجرَّة إلى الجنوب وإلى ناحية سهيل بكت الشِّعْرَى الشامية على سهيل حتى غمضت عيناها.

وفي صور كتاب الصوفي والأطالس الأوروبية الشعرية الشامية على بطن الكلب الأصغر، وتُسمَّى باليونانية بروكيون Procyon أي سابق الكلب؛ لأنها تطلع قبل نجم الكلب الأكبر، والنجم الثاني على عنقه واسمه بالعربية المرزم، وفي الأطالس الأوروبية Gomelza ولعله تحريف كلمة المرزم.

والكلام على الكلب الأكبر، والكلب الأصغر يطول جدًّا، ولا سيما على نجميها الكبيرين وربما أفردنا له فصلًا خاصًا في المقتطف.

كوكبة السفينة Argo

fig59
شكل ٤-١: بعض صور السماء نقلًا عن أطلس هيث.
اسم قديم لأكبر الصور الجنوبية من صور السماء، وفيها الكوكب المسمَّى سهيلًا Canopus، وهو أسطع الثوابت نورًا بعد الشِّعْرَى اليمانية، وقد وصف بطليموس ٤٥ كوكبًا من كواكبها وتابعه الصوفي، وصورها معقوفة على نفسها من مقدمها ومؤخرها، وفي وسطها سارية رأسها كالكأس ولعله يكون مرقبًا للربَّان، وبعد أن وصف كواكبها كوكبًا كوكبًا على جاري عادته وخالف بطليموس في أقدار أكثرها، قال: والكوكب الرابع والأربعون هو النير العظيم الذي على طرف السكان الثاني الجنوبي، وهو أبعد كواكب السفينة في الجنوب من القدر الأول، ويرسم على الأسطرلابات الجنوبية ويُسمَّى سهيلًا، قال: وأمَّا العرب فإن الروايات عنها في سهيل وفي كواكب السفينة مختلفة، وذكر بعضها ثم قال إنَّ كل بلد يكون عرضة ٣٨ جزءًا و٣٥ دقيقة في ناحية الشمال يماس سهيل فيه الأفق الجنوبي، ولا يرتفع إلى فوق الأرض، وكل مكان ينقص عرضه عن هذا فإن سهيلًا يرتفع فيه عن الأفق الجنوبي إذا كان على دائرة نصف النهار بمقدار ذلك النقصان، ووجدنا عرض شيراز بالحلقة العضوية تسعًا وعشرين جزءًا، وستًا وثلاثين دقيقة،١ فيكون ارتفاع سهيل في هذا الموقع على دائرة نصف النهار تسعة أجزاء إلا دقيقة واحدة، وزعم قوم أن تحت سهيل قدَمَي سهيل وأن قدمي سهيل كواكب زهر بيض لا ترى بالعراق ولا بنجد، وأنَّ أهل تهامة تسميها البقر ولم يذكر بطليموس شيئًا من ذلك.

وفي خرافات اليونان أن أرغوا اسم سفينة ياسون، ومعنى اسمها السريعة أو اللامعة، وأن ياسون سافر فيها مع رفاقه الأربعة والخمسين في طلب الجزَّة الذهبية.

كوكبة الشجاع Hydra

ومعنى الشجاع هنا الثعبان ومعنى الهدرا حيَّة البحر، وقد ذكره يوكدسوس وأراتوس، ووصف بطليموس ٢٧ كوكبًا من كواكبه وتابعه الصوفي، وصوَّره بصورة ثعبان غليظ، وقال: إنَّ كواكبه ٢٥ من الصورة، واثنان خارجها رأسه على جنوب الزنابا الجنوبي من صورة السرطان من أربعة كواكب على خلقة رأس الفرس مجتمعة وواحد يتلوها قريب منها، وهي بين الشِّعْرَى الغميضاء وبين قلب الأسد، والعرب تُسمِّي الكوكب الذي على آخر العنق الفرد سمَّتْه فردًا لانفراده عن أشباهه وتنحِّيه إلى ناحية الجنوب، وأمَّا سائر كواكب الشجاع فالروايات فيها عن العرب تختلف وأسهب في ذلك بما لا محلَّ له هنا.

نقول: ومما هو خليق بالذكر في كوكبة الشجاع سديم غازي يظهر كنجم صغير قريب منه يرى بالتلسكوب مؤلَّفًا من نجمين: أحدهما من القدر الرابع والآخر من القدر السادس، ومن نجم أزرق من القدر السابع، والشجاع من صور النجوم البابلية القديمة كأكثر الصور الفلكية.

وفي خرافات اليونان أنَّ الشجاع رمز إلى ابن تيفون واخدنا، وهو وحش كان يُقيم في أرض عمقة قُرب نهر، وله تسعة رءوس الأوسط منها خالد لا يموت، وكأنَّ من أعظم أعمال هرقل أنهُ أهلك هذا الوحش، ولكنه كان كلَّما قطع رأسًا من رءوسه نبت له رأسان بدلًا منه ما لم يُكْوَ مكانه، وأخيرًا تمكَّن هرقل بمساعدة أيولاوس من قطع الرأس الخالد ودفنه تحت صخر كبير، ويقال إنَّ هذه الخرافة ترمز إلى المستنقعات الغيلية وما فيها من الوخم.

كوكبة الباطية Crater

إلى الجنوب من برجَي: الأسد والسنبلة وصف بطليموس والصوفي سبعة كواكب، أولها مشترك بينها وبين الشجاع، وكل نجوم الباطية من القدر الرابع والخامس، والعرب تُسميها المعلف، وفي الأطالس الأوروبية يُسمَّى الكوكب الأول في أسفل الباطية باسم الكاس.

كوكبة الغراب Corvus

هذا أيضًا من الصورة القديمة، قال الصوافي: إنَّ كواكبه سبعة خلف الباطية على جنوب السماك الأعزل، وفي أطلس برت اسم الكوكب الأكبر الذي على رأسه الشبا واسم الذي على جناحه الأيمن الغراب.

كوكبة قنطوروس Centaurus

ذكرها يودكسوس وأراتوس ووصف فيها بطليموس ٣٧ كوكبًا وتابعه الصوفي، وقال إنَّ مقدمه مقدم إنسان من رأسه إلى آخر ظهره ومؤخره مؤخر فرس من منشأ ظهره إلى ذَنَبِه على جنوب كوكبة الميزان وجهه إلى المشرق، ومؤخر الفرس إلى ناحية المغرب، وذكر بطليموس إن كواكبه سبعة وثلاثون كوكبًا وهي ستة وثلاثون ووصفها وصفًا مُسْهَبًا، ولكنه لم يذكر أقوال العرب فيها، وفي كتاب خطِّي عندنا أنَّ على بطن الفرس نيِّرًا يُسمَّى البطن، وعلى حافر يدها اليمنى كوكبًا اسمه الحصار، وعلى يدها الأخرى الوزن، وهما اللذان يُسميان المخلفين أو المخنثين، وفي القاموس الإنسكلوبيدي الكوكب الذي على حافَّة اليد اليمنى اسمه الرجل، وإن النجم الأكبر في الرجل اليسرى هو ثالث النجوم الثوابت إشراقًا فإن نوره أسطع من نور السماك الرامح، ولونه ضاربٌ إلى الحمرة، والنيِّر الثاني الذي على الرِّجْلِ اليسرى يبلغ سطعانه سطعان منكب الجوزاء، وهو الحادي عشر بين النجوم من حيث السطعان والاثنان من القدر الأول، وفي كوكبة قنطوروس كوكبان من القدر الثاني وسبعة من الثالث.

وقنطوروس في خرافات اليونان شخص مركَّب من نصف إنسان ونصف فرس، وأنه كان في هذه الصفة جيل يسكن بلاد تساليا.

كوكبة السبع أو الذئب Lubus

إن قنطورس في كتاب الصوفي ماسك بيده ذئبًا برجليه، ويقال هناك إنَّ كواكب هذا الذئب ثمانية عشرة من الصورة، وذكر فيه بطليموس ١٩ كوكبًا وبعضها مختلط بكوكبة قنطورس، وهي على جنب كوكبة بدن العقرب ومقدمه ورأسه ويداه إلى جهة قلب العقرب، والكواكب التي على جبهة العقرب، قال الصوفي: والعرب تُسمِّي كواكب قنطورس والذئب الشماريخ وهي تشبه الشماريخ لكثرتها وكثافة جمعها.

وفي القاموس السكلوبيذي أنَّ صورة الذئب قديمة وفيها نجمان من القدر الثالث وكلمة الشماريخ Alshemarish مكتوبة على واحد منها.

المجمرة Ara

قال الصوفي: إن كواكبها سبعة من الصورة على جنوب الخرزة الرابعة والخامسة من ذنب العقرب، ولم يصف من نجومها نجمًا يزيد على القدر الرابع، وفي القاموس السكلوبيذي أن فيها نجمين من القدر الثالث ولم يذكر الصوفي شيئًا فيها عن العرب.

كوكبة الإكليل الجنوبي Corona Australis

ذكره يودكسوس وأراتوس ووصفه بطليموس والصوفي أنَّ فيه ١٣ كوكبًا من الصورة، وموقعه بين ركبة يد فرس الرامي اليمنى وسية قوسه.

كوكبة الحوت الجنوبي Piscis Australis

صورة قديمة تحت قدمي الدالي (صاحب الدلو) في طرف الماء المسكوب وعند فمه النجم الكبير المسمَّى فم الحوت Famulhout من كوكبة الدلو وهو بصورة سمكة تشرب الماء المسكوب من الدلو، قال الصوفي إنَّ فيه أحد عشر كوكبًا وهو على جنوب الدالي رأسه إلى المشرق وذنبه إلى المغرب، وذكر بطليموس إنَّ حواليه ستة كواكب خارج الصورة، وصورة الحوت في كتاب الصوفي لا تنطبق على صورته في الأطالس التي أمامنا من حيث وضع الكواكب.

وفي خرافات اليونان أنَّ هذه الصورة تمثِّل الزهرة وقد استحالت إلى سمكة لمَّا هجم عليها التنين نبتون.

انتهى الكلام على الصور القديمة، أمَّا الصور الجديدة فالإشارة قليلة إليها في كتب علماء الهيئة من العرب وليس لها شأن كبير وقد تركناها إلى المطوَّلات.

قد اختصرنا كلام الصوفي كلَّ الاختصار فلم نُثْبِت عُشْرَه؛ لأنه ذَكَرَ كواكب كل كوكبة واحدًا واحدًا بأعدادها وذكر أقدارها وبعدها بعضها عن بعض في النظر والحق، ووصف كلَّ صورة بجدول كواكبها ذكر فيه أبراجها وأطوالها وعروضها بالدرجات والدقائق، ولم يعبر عن الأعداد بالأرقام الهندية بل بالحروف الأبجدية، وحبَّذا لو عنيت الحكومة بطبع صوره بالألوان منقولة عن نسخة مُتْقَنَة الصور كالنسخة الفارسية التي في دار الكتب المصرية.

هذا ما تيسَّر لنا جمعه في هذا المختصر، والغرض منه اطَّلاع القرَّاء على عظمة الكون وعلى بعض ما عَرَفَه القدماء من الكلدانيين والمصريين والعرب من علم يندر أن يعرف أحد من خلفائهم شيئًا منه الآن.

١  وهذا ينطبق تمامًا على قياس عرضها الآن دلالة على دقة المقاييس التي كانت مستعملة في عهد الصوفي ومعنى الجزء هنا الدرجة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤