تمهيد

من الأفضل لأي شخص لديه من روح المجازفة ما يكفي لتأليف كتاب بهذا العنوان أن يُعِدَّ نفسَه لاستقبال حقيبة بريد مكتظَّة بخطاباتٍ مكتوبة بخط يدويٍّ غريب تحوي رسومًا تخطيطية رمزية معقدة. فمعنى الحياة موضوع يناسب إما مَنْ بهم مَسٌّ من الجنون أو الكوميديين، وأتمنى أن أكون أقرب للمعسكر الأخير من الأول. لقد حاولت جاهدًا أن أعالج موضوعًا ذا أفكار سامِيَة بأكبر قدر ممكن من المرح والوضوح، مع التعامل معه بجدية في الوقت نفسه. ولكن يوجد شيء مبالغ فيه بشكل سخيف بشأن الموضوع برمته، مقارنة بالنطاق المصغر للمعرفة العلمية الأكاديمية. قبل سنوات حين كنت طالبًا بجامعة كمبريدج، لفت انتباهي عنوان رسالة دكتوراه نَصُّه: «بعض جوانب الجهاز المهبلي للبرغوث». قد يُخَمِّن المرء أن هذا العمل لم يكن الأنسب لضعاف البصر؛ ولكنه أظهر قدرًا جذَّابًا من التواضع الذي عجزتُ بشكل واضح عن التعلُّم منه. ولكن بإمكاني على الأقل أن أدَّعي أنني قد ألَّفتُ واحدًا من الكتب القليلة للغاية التي تتناول معنى الحياة التي لم تَسرد قصة برتراند راسل وسائق التاكسي.

أتوجه ببالغ الشكر والامتنان لجوزيف دَن، الذي قرأ الكتاب في نسخته اليدوية وقدَّم بعض الانتقادات والاقتراحات التي لا تُقدَّر بثمن.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤