الفصل الثاني

ممالك السودان

قامت ممالك في السودان قبل الفتح الإسلامي وبعده؛ أما فيما يتعلق بالممالك القديمة فإن تاريخها غالبه مجهول، ويذكر المؤرخون أن أول مملكة قامت في السودان كانت مملكة إيتيوبيا؛ حيث كانت تمتد من الشلال الأول عند أسوان إلى أقاصي الحبشة شمالًا وجنوبًا، ثم انقسمت إلى قسمين: إيتيوبيا العليا، المعروفة الآن (بالحبشة)، وإيتيوبيا السفلى في شماليها.

وقد اشتهر لإيتيوبيا السفلى عاصمتان: «نبتة» عند جبل البرقل، قرب الشلال الرابع، و«مروى» عند البجراوية في رأس جزيرة مروى، قرب شندى، وكانت إيتيوبيا معاصرة للفراعنة والفرس والبطالسة والرومان الذين حكموا مصر على التوالي، وزال حكم إيتيوبيا سنة ٦٤٠ قبل الميلاد.

النوبة والبجة

وبعد زوال مملكة إيتيوبيا قامت مملكتان:
  • (١)

    مملكة النوبة على النيل بين الشلال الأول والحبشة.

  • (٢)

    مملكة البجة في الصحراء الشرقية، وكانت الوثنية ديانة ممالك إيتيوبيا والنوبة والبجة.

أما النوبة، فقد صارت نصرانية في القرن السادس للمسيح، وأما البجة فقد احتفظت بالوثنية حتى الفتح الإسلامي لمصر سنة ١٨ هجرية و٦٤٠ ميلادية، فتعلَّم البجة الإسلام.
figure
شبان محاربون من الشلك.

مملكة سنار

وفتح العرب النوبة السفلى سنة ٧١٧ هجرية وسنة ١٣١٨ ميلادية، واتحدوا مع الفونج في جنوبي سنار، ففتحوا النوبة العليا سنة ٩١٠ هجرية الموافقة ١٥٠٥ ميلادية، وأصبح أهلها مسلمين، وأسس الفاتحون مملكة سنار التي امتدت من الشلال الثالث إلى جبال فازوغلي شمالًا وجنوبًا، ومن سواكن ومصوع على البحر الأحمر إلى النيل الأبيض شرقًا وغربًا.

مملكة دارفور

واختلط العرب الفاتحون بالسكان، وأسسوا مملكة في دارفور امتدت من بئر النطرون في الصحراء الكبرى إلى بحر الغزال شمالًا وجنوبًا، ومن النيل الأبيض إلى ترجة بارقو شرقًا وغربًا.

الكُشَّاف والدولة التركية

بعد أن فتح السلطان سليم الأول — سلطان الدولة التركية العثمانية — مصر، أرسل قسمًا من جنوده إلى النوبة السفلى سنة ١٥٢٠ ميلادية، فأقامت معسكرات في أسوان وأبريم وجزيرة ساي، وكان الحكام الأتراك يسمون «الكُشَّاف»، وامتد حكمهم إلى الشلال الثالث، وامتد الحكم التركي في البحر الأحمر، فاحتل سواكن ومصوع وزيلع وبربرة، وجعلت تابعة لولاية الحجاز التي كانت قسمًا من الدولة العثمانية التركية.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤