إسرائيل كما رأيتها
«وهكذا تسير الحياة الإسرائيلية كلُّها على إيقاع العسكرية؛ فلا يُفلِت منها أيُّ مواطن. والجيش قادرٌ على استيعاب أيِّ مواطن في أيِّ لحظة، وعلى إخضاعه لقوانينه. وهو يقوم بدور كبير في التكوين الذهني والأخلاقي للفرد، باعتباره استمرارًا للمرحلة الدراسية، ويرمي إلى تطويع الفرد وطَبْعه بعقلية الدولة.»
في هذا الكتاب تُميط الكاتبة الفرنسية «مارتين مونو» اللثامَ عن المجتمع الإسرائيلي عقِب حرب يونيو ١٩٦٧م؛ فتوضِّح حالةَ التناقض التي سادت تل أبيب، ما بين زهْوِ الانتصار في حرب الأيام الستة ومعاناةِ القلق البالغ، وتلقي نظرةً على النُّظم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية داخل إسرائيل، خاصةً التفرقةَ العنصرية التي لم تكُن قاصرةً على العرب فحسب، بل شملت اليهودَ السُّود أيضًا. كما تَصحبنا الكاتبة في مدينة القدس لنَسيح في طُرقها المتعرِّجة وشوارعها المسقوفة ودكاكينها المتلاصقة، ثم نتنقَّل معها في الأراضي التي احتلَّتها إسرائيل عقِب حرب يونيو؛ فنشاهد عن كثَب غزة وسيناء ومرتفعات الجولان والضفَّة الغربية لنهر الأردن. ولا يَفوت الكاتبة أن تحكي لنا عن الفلسطينيِّين الذين تحمَّلوا الفقر والتهميش مقابلَ البقاء بالقُرب من أراضيهم التي سُلِبت منهم.