الباب الثالث

في الكلام على أفريقية

(١) في موقعها وتحديدها وقيسها وعدد سكانها

فموقعها بين عشرين درجة من الطول الغربي وأربعين درجة من الطول الشرقي، وبين ست وثلاثين درجة من العرض الشمالي وخمس وثلاثين درجة من العرض الجنوبي، وحدُّها شمالًا بحر الروم وشرقًا بحر السويس المسمى البحر الأحمر وبحر الهند، وجنوبًا وغربًا البحر المحيط. وطولها من كاب بونسبرانس (رأس الرجاء الصالح) في جهة الجنوب إلى كاب بون المسمى رأس أدار بالمملكة التونسية في جهة الشمال ثمانية آلاف كيلومتر، وعرضها من أسين في بحر الهند إلى الكاب الأخضر بمملكة فاس في البحر المحيط سبعة آلاف وستمائة كيلومتر، ودائرتها عشرون ألفًا وثمانمائة وخمسة وثلاثون كيلومترًا، منها مائة وعشرون في البر وباقيها شطوط، وعند فتح بوغاز سويس تصير جزيرة في البحر. وتربيع مساحتها ثلاثون مليون كيلومتر، وعدد سكانها مائتا مليون عند بعض وأكثر من ذلك عند آخرين، وعدد دولها المستقلة مجهول لعدم إمكان معرفة دواخلها إلى اليوم، وأكثر ممالكها التي على الشطوط راجعة لدول أوروبا التي منها الدولة العثمانية إما بالاستيلاء التام وإما بالنسبة والحماية.

(٢) في ذكر جبالها الشوامخ

فأولها جبل كينا وجبل كلمجار كلاهما من جبال القُمر وارتفاع كل منهما خمسة آلاف متر، ثم جبل غوجان في مملكة الحبش ارتفاعه أربعة آلاف وستمائة متر، ثم جبل أتلاس بمملكة فاس ارتفاعه ثلاثة آلاف وثمانمائة وتسعون مترًا، ثم جبل قمرون في جهة الجنوب ارتفاعه ثلاثة آلاف وثمانمائة وسبعون مترًا، ثم جبل أنبولستيمين في جزيرة مادغسكار المعدودة من أفريقية ارتفاعه ثلاثة آلاف وخمسمائة وثمانية من المتر، ثم الجبل الناري المسمى تنريف في الجزائر الخالدات التابعة لقسم أفريقية ارتفاعه ثلاثة آلاف وسبعمائة وخمسة من المتر.

(٣) في بيان أوديتها الطوال

أولها نيل مصر طوله سبعة آلاف كيلومتر، وهو أطول أودية الأرض، ثم وداي سنيغال في الناحية الغربية طوله ألف وسبعمائة كيلومتر، ثم وادي أورانج في الناحية الجنوبية غربي كاب بونسبرانس طوله ألف وأربعمائة كيلومتر.

(٤) الفصل الرابع في ذكر بلدانها الكبار وعدد سكانها

أولها مصر بها ثلاثمائة ألف نفس، ثم تونس ومراكش وفاس بكل واحدة منها مائة ألف نفس، ثم الجزائر بها اثنان وسبعون ألف نفس، ثم الإسكندرية ومكناسة وكوماسي بكل منها ستون ألف نفس.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤