الباب الخامس

في الكلام على جزر الأوقيانوس

(١) في تاريخ كشفها

اعلم أن هذه الجزر المسماة عند الإفرنج بالأسياني كان ابتداء معرفتها في سنة تسعمائة وإحدى عشرة هجرية الموافقة لسنة خمس وخمسمائة وألف مسيحية، وأول مَن عثر على البعض منها القبطان كويروس الإسبنيولي، وعُرف باقيها في أوقات مختلفة بواسطة غيره، لا سيما القبطان كوك الإنكليزي، وتم ذلك في سنة اثنتين ومائة وألف هجرية.

(٢) في موقعها وتحديدها

موقعها بين إحدى وتسعين درجة ومائة وخمس درجات من الطول الشرقي، وبين خمس وثلاثين درجة من العرض الشمالي، وست وخمسين درجة من العرض الجنوبي، وهي مركَّبة من جزر منفصلة عن بعضها في البحر المحيط بين آسيا وأميركا وبحر الهند، وتربيع مساحة جزرها أحد عشر مليون كيلومتر، وعدد سكانها من الخمسة والثلاثين إلى الأربعين مليونًا وقيل أقل من ذلك، ودولها المستقلة أربع وباقيها تابع لبعض دول أوروبا، ولما كانت هذه الجزائر بعضها منفصل عن بعض في البحر لم يتيسر لعلماء الجغرافيا تقدير طولها وعرضها ولا حساب دائرتها.

(٣) في ذكر جبالها الشامخة

أولها جبل مونت رواي ارتفاعه أربعة آلاف وثمانمائة وأربعون مترًا، ثم جبل بيك في جزيرة فيني ارتفاعه أربعة آلاف وثمانمائة واثنا عشر مترًا، ثم جبل سيميز في جزيرة جاوا ارتفاعه ثلاثة آلاف وثمانمائة وثمانية وتسعون مترًا، ثم جبل مون أفير في جزيرة سومترة ارتفاعه ثلاثة آلاف وسبعمائة وعشرون مترًا.

(٤) في ذكر أوديتها المديدة

وهو وادٍ واحد في أوستراليا اسمه وادي موري طوله ألف كيلومتر.

(٥) في بيان سكان الكرة

هذا، واعلم أن جملة سكان الكرة على ما ذكرناه لكل قسم منها ألف ومائتان وثمانية وثمانون مليونًا، وهو نهاية ما زعمه بعض الجغرافيين، وغيره يزعم أن عدد سكان الكرة لا يتجاوز تسعمائة وخمسين مليونًا، ومن العدد المذكور مائتا مليون على الديانة الإسلامية ومائتان واحد وسبعون مليونًا على النصرانية وأربعة ملايين من اليهود والباقي عَبَدةُ أوثان، والعدد المذكور للديانة الإسلامية والمسيحية حاصل من جميع من ينتسب إليهما على اختلاف مذاهبهم.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤