الفصل الثالث عشر

زمورة

وعلى مسافة ستين كيلومترًا من طلمنكة، مدينة زمورة، مبنية فوق صخرة عالية يجري تحتها الوادي الجوفي، وكانت من قديم الزمان قلعة منيعة تتصادم أمامها الجيوش وطالما وقعت عندها الملاحم، بين العرب والإفرنج، ولا تزال آثار حصونها مائلة، وفيها كنائس مذكورة، أبدع فيها الصناع، ولها جسر أنيق المنظر على واديها وليست في يومنا هذا من المدن المعدودة، وينسب إليها رئيس جمهورية أسبانية السابق، الذي يقال له «قلعة زمورة» Alcala-Zamora، الذي ترأس جمهورية أسبانية في السنوات الأخيرة بعد سقوط الملكية فيها. وقد كانت العرب استولت على زمورة، ثم استرجعها الأسبان في زمن الملك فرويلة بن أذفونش بن بطره، أيام عبد الرحمن الداخل بسبب فتن العرب بعضهم مع بعض، إلا أن عبد الرحمن الناصر استرجعها وأنزل بها المسلمين. ثم بعد وفاة الحكم المستنصر استرجع النصارى تلك المدن، فزحف عليهم المنصور سنة ٣٧٨، وافتتح ليون وحاصر زمورة، وأخذها عنوة، وأوطن المسلمين زمورة سنة ٣٨٩، إلى أن كانت الفتنة في قرطبة، فرجعت إلى النصارى، وكان عامل المنصور على زمورة أبو الأحوص معن بن عبد العزيز التجيبي.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤