إسدال الستار

في صباح اليوم التالي تلقَّى الأصدقاء مكالمةً تليفونيةً من الشاويش «علي»، كان متشائمًا جدًّا فلم يعثر رجال الشرطة على السيدة «كريمان» في «الإسكندرية» مطلقًا.

كانت مفاجأة للأصدقاء، وبخاصة «تختخ» الذي كان متأكدًا من استنتاجاته، وأن اللغز قد انتهى عند هذا الحد.

قالت «نوسة»: لقد اتضح أنها أبرع منَّا كثيرًا، وكان من المفروض أن نتوقع من السيدة التي ضحكت علينا كلنا ألا تقع بهذه السهولة.

عاطف: لقد كانت المغامرة كلها أشبه بنكتة طريفة … «جريمة خطف بلا مخطوف»، وهذا يشبه أن تقوم بعمل صينية بطاطس بلا بطاطس!

لوزة: بطاطس؟! ما دخل البطاطس والبامية في الألغاز يا «عاطف»؟! لقد أصبحت لا تطاق.

وقامت «لوزة» غاضبة، ولكن «تختخ» أشار إليها أن تجلس قائلًا: لا بأس بقليل من الترفيه يا «لوزة»، فلا تغضبي … وعندي فكرةٌ بسيطة.

التفت الأصدقاء جميعًا إليه فقال: إن نشاط المسرح يتركَّز في أثناء الصيف في المصايف، أليس كذلك؟

التفت «محب» قائلًا: طبعًا … أو هذا هو الأغلب.

تختخ: ولكن «كريمان» لم تذهب إلى الإسكندرية … فهل هناك مانعٌ أن تذهب إلى مصيفٍ آخر؟!

نوسة: ممكن طبعًا؟

تختخ: فلماذا إذن لا تكون «كريمان» في «رأس البر» مثلًا … إنها مصيف مزدحم وبعيد نوعًا عن بحث رجال الشرطة.

لوزة: معقول جدًّا!

تختخ: ما رأيكم إذن في أن نذهب إلى «رأس البر» إنها رحلة عمل وهي في الوقت نفسه إجازة ظريفة، وبخاصة أننا لم نذهب إلى «رأس البر» من قبل … ولو طلبنا إلى الشاويش أن يذهب إلى هناك لما صدقنا!

تحمَّس الأصدقاء للاقتراح، وقال «محب»: علينا أن نحصل على إذن من أسراتنا للسفر ونجهز أنفسنا … فمتى تريد أن نصل إلى «رأس البر» يا «تختخ»؟

تختخ: الليلة!

محب: إذن هيا بنا سريعًا.

وقفز الأصدقاء كل في اتجاه، وقال «تختخ»: سنلتقي على محطة المعادي بعد ساعة!

وبعد ساعة بالضبط كان الأصدقاء جميعًا قد استقلُّوا القطار من المحطة إلى محطة باب اللوق … وكم كانت دهشتهم عندما لفتت «لوزة» نظرهم إلى شيءٍ غريب … فقد لاحظت «لوزة» أن شخصًا يتبعهم منذ ركوبهم القطار … يلبس نظارة سوداء … وأنه نزل خلفهم في المحطة، وأنه يتبعهم من قرب. وعندما همست في أذن «تختخ» بذلك قال لها: تظاهري بأنك لم تلاحظي أي شيءٍ، وأخطري بقية الأصدقاء بطريقة ما!

وركب الأصدقاء «تاكسي»، فركب المجهول خلفهم «تاكسي» أيضًا … ولم يعد هناك أي شك في أنه يتبعهم.

وعندما وصلوا إلى محطة أتوبيس «رأس البر» كان المجهول ما زال خلفهم وقالت «نوسة»: شيء مدهش … لقد مرت المغامرة حتى الآن بدون أن يظهر فيها رجل واحد من أعوان السيدة «كريمان» … فمن هذا الرجل؟

كان «تختخ» يبتسم وهو يسمع «نوسة» تتحدث، وقال «عاطف»: أقترح أن أذهب إليه وأسأله ماذا يريد منا!

محب: لعله شخصٌ لا علاقة له بهذه المغامرة، لقد اشتركنا قبل الآن في عشرات المغامرات، ولعل هذا الرجل أحد الذين التقينا بهم في مغامرة سابقة!

لوزة: لماذا يبتسم «تختخ»؟!

تختخ: لأنكم للأسف لستم المغامرين الذين أعرفهم!

عاطف: كيف … هل مسنا سحر فتغيرنا؟

تختخ: لا … لقد مسَّكم غباءٌ شديدٌ … هيا نركب!

وركبوا الأتوبيس فركب المجهول خلفهم، وجلس بعيدًا يتظاهر بأنه منهمك في قراءة إحدى المجلات إخفاء وجهه خلف المجلة.

كانت «لوزة» تجلس بجوار «تختخ» … فقالت له: إنك تبتسم وتتهمنا بالغباء … لماذا لا تشرح لي سر ابتسامك واتهامك؟

هز «تختخ» رأسه وأخذ ينظر من نافذة الأتوبيس الذي اندفع يشقُّ طريقه متجاوزًا حي «شبرا» المزدحم في طريقه إلى «رأس البر».

لوزة: ألا تخبرني؟

تختخ: حتى أنت يا «لوزة» يخدعك هذا اﻟ… ثم سكت بدون أن يتمَّ جملته، وفكرت «لوزة» قليلًا ثم ابتسمت هي الأخرى، والتفتت إلى بقية الأصدقاء الذين كانوا يجلسون خلفها وهم يتحدثون عن الشخص المجهول … عرفت «لوزة» الرجل … كما عرفه «تختخ» وقررت كما قرر «تختخ» ان تحتفظ بالسر أطول فترة ممكنة حتى تغيظ بقية الأصدقاء.

مضى الأتوبيس الضخم يشق طريقه مسرعًا … ومضت الساعات والأصدقاء كل منهم غارق في خواطره، ثم قالت «لوزة»: «تختخ» … وهمست في أذنه بكلمات فقال «تختخ»: نعم إنه هو … وكان يجب أن تعرفي هذه الحقيقة من البداية!

ووصل الأتوبيس إلى «رأس البر» ونزل الأصدقاء وخلفهم الرجل المجهول، وقال «تختخ»: مهمتنا الأولى البحث عن مكان للمبيت.

نوسة: لقد كنت أسمع من خالي عن فندق «برعي» وأنه نظيفٌ ومتوسط السعر.

تختخ: لا بأس … هيا بنا!

وأسرعوا يركبون «الطفطف» وهو نوع من الأتوبيس المكشوف يستخدم لنقل المصيفين في «رأس البر» … ومرى أخرى ركب المجهول خلفهم فقالت «نوسة» هامسة: تعالوا نغير الفندق، ونضلل هذا المجهول!

قال «تختخ»: لا، أبدًا … إنني أريده أن يعرف مكاننا بالضبط، بل أن ينزل معنا إذا أمكن!

وهز الأصدقاء جميعهم رءوسهم، عدا «لوزة» التي أشارت إلى «تختخ» وابتسمت وعندما وصلوا على الفندق، وقف المجهول غير بعيد عنهم، ثم — بعد أن سجلوا أسماءهم — أسرع يسجل اسمه في الفندق أيضًا.

وعندما اجتمع الأصدقاء قال «تختخ»: تستطيعون الآن أن تعرفوا اسم صديقنا المجهول من سجل الفندق. ولكي أوفر عليكم هذه المهمة فإن «لوزة» ستخبركم باسمه …

قالت «لوزة»: إنه الشاويش «فرقع» ولكن … بعد أن حلق شاربه!

صاح محب: ياه … غير معقولٍ … لقد «خسَّ النص»!

وضحك الأصدقاء وقالت «نوسة»: ولكن كيف ضحَّى بشاربه في هذه المغامرة؟

تختخ: لا تنس أنه هو الذي كان يحقق عملية الاختطاف المزعوم وأنه يعتبر مسئولًا عن الخطأ الذي وقع فيه رجال الشرطة، وضياع المبلغ الكبير!

ابتسم «عاطف» وهو يقول: إن هذا أغلى شارب في العالم … فثمنه ثلاثة آلاف جنيه!

تختخ: انتهينا الآن من الحديث عن الشاويش، ونبدأ البحث عن «كريمان» وبالمناسبة إذا استطعنا الوصول إليها، فسوف نترك الشاويش يقوم بالدور الأكبر، إنه برغم كل شيء صديقنا، ويجب أن نرد اعتباره أمام رؤسائه.

محب: وما هي خطتك «تختخ»؟

تختخ: بسيطة جدًّا … نذهب الآن إلى كورنيش النيل حيث تتركز دور السينما والمسارح سنبحث عن السيدة «كريمان» هناك!

لوزة: إننا لا نعرفها إلا من الصورة التي التقطها الضابط «فوزي»، وهي صورةٌ غير واضحةٍ … فقد كانت تلبس قبعة كبيرة.

تختخ: لهذا كنت مهتمًّا بأن يكون الشاويش «علي» قريبًا منا، فهو الذي شاهدها بضع مراتٍ، وفي إمكانه معرفتها بسرعة … فهي في الغالب تغيِّر شكلها!

نوسة: كيف؟

تختخ: تصبغ شعرها مثلًا بلونٍ مختلف، تغير نوع «الماكياج» الذي تضعه، وأشياء كثيرة يمكن أن تفعلها باعتبارها ممثلة … والآن هيا بنا ننزل، فمن المؤكد أن الشاويش قلق لهذا الغياب.

نزل الأصدقاء إلى صالة الفندق، وكما توقع «تختخ» كان الشاويش يجلس في أحد جوانب الصالة، وقد أخفى وجهه خلف المجلة نفسها التي كان يحملها في الأتوبيس … وبدون أي مقدمات، تقدم «تختخ» من الشاويش ووقف أمامه ثم قال ببساطة: مرحبًا بالشاويش في «رأس البر».

احمرَّ وجه الشاويش ثم اصفرَّ … ثم تلون بجميع الألوان، فقد كان يتصور أن الأصدقاء لن يعرفوه بعد أن غيَّر ملابسه وحلق شاربه ولبس النظارة السوداء، ولهذا كانت المفاجأة بالنسبة له كاملة.

قال «تختخ»: الذي أحزنني أنك حلقت شاربك بدون فائدةٍ … وقد كان في إمكانك التخفِّي بصورة أفضل … لو أنك …

هبَّ الشاويش واقفًا في ثورةٍ وقال: إنني لا أسمح لك …

وقبل أن يتم جملته قال «تختخ»: تمامًا … إنك الشاويش وقد كنت أخشى أن أكون مخطئًا!

الشاويش: وماذا في ذلك … هل تستطيع أن تمنعني أن أحلق شاربي أو أغير ملابسي؟

تختخ: أبدًا يا حضرة الشاويش … لقد أحسنت صنعًا، على الأقل فإن السيدة «كريمان» لن تعرفك عندما تقابلك؟!

قال الشاويش باهتمام: هل هي هنا؟

تختخ: أعتقد ذلك، أما إذا لم تكن هنا، فسوف يتضح أننا جميعًا لا نصلح لعملنا كمغامرين!

الشاويش: هل رأيتها؟ هل قابلتها؟ هل قال لك أحد إنها هنا؟

تختخ: صبرًا يا شاويش «علي» … إننا ما زلنا نبحث.

الشاويش: وما هي خطة البحث؟

تختخ: إنني أتصور أنها تعمل ممثلة هنا في إحدى الفرق المسرحية، وسوف نقسِّم أنفسنا على هذه الفرق وليذهب واحد أو اثنان منا إلى مسرح، فإذا اشتبه في السيدة فعليه أن يخرج فورًا ويتصل بك، وستجلس أنت قريبًا على أحد «الكازينوهات» ليسهل الاتصال بك.

الشاويش: فكرةٌ جيدة.

تدخل «عاطف» في الحديث لأول مرة قائلًا: ولكن تذاكر المسرح ستكون على حسابك الخاص فليس معنا ما يكفي …

وقال الشاويش بسماحة: طبعًا … طبعًا … إنكم مثل أولادي، وأنا أدعوكم جميعًا وأدفع لكم ثمن التذاكر.

وخرج الأصدقاء ومعهم الشاويش إلى الكورنيش في المساء … وكان المصيفون — كما اعتاد الكل مساءً — قد خرجوا للتنزُّه على كورنيش النيل الجميل حيث تتناثر محلات بيع المأكولات التي اشتهرت بها «رأس البر» والكازينوهات، ودور السينما، والمقاهي.

اتضح للأصدقاء أن هناك ثلاثة مسارح … فقسموا أنفسهم … «نوسة» و«عاطف» معًا و«محب» و«لوزة» معًا و«تختخ» وحده، وجلس الشاويش في أحد «الكازينوهات» القريبة.

وفي الثامنة والنصف، دخل الأصدقاء المسارح الثلاثة، وكانت «لوزة» تتمنى أن تكون صاحبة الفرصة في اكتشاف «كريمان»، فجلست في مقعدها وقد ركَّزت عينيها على خشبة المسرح … وكذلك كانت تفعل «نوسة» في المسرح الثاني، بينما كان «تختخ» قد انتهز فرصة وحدته، واشترى كمية من الساندوتشات انهال عليها اكلًا قبل بدء المسرحية التي كانت من نصيبه، مسرحية درامية كلها دموع وبكاء … ولم يكن يحب هذا النوع من المسرحيات.

أما الشاويش «فرقع» فجلس في «الكازينو» وطلب كوبًا من الشاي الثقيل، وأخذ يفكر فيما حدث … كيف استطاعت هذه الممثلة أن تخدعه … وأن تجعله يندفع إلى الثقة بها حتى ينصح بدفع مبلغ ثلاثة آلاف جنيه لها ليقبض على العصابة!

ومدَّ الشاويش يده ليبرم شاربه كما اعتاد أن يفعل، ولكنه لم يجد شاربه في مكانه المعتاد … وأحسَّ برعدة تسري في بدنه … ولكنه تذكَّر أنه حلقه … وزادت ثورته ضد «كريمان» وأخذ يدعو الله في سرِّه أن يوفق المغامرين الخمسة في استنتاجاتهم حتى يعودوا بها إلى المعادي … ويقدمها إلى رؤسائه.

وبين فترةٍ وأخرى كان الشاويش ينظر في ساعته … التاسعة … ولم يتصل به أحد … التاسعة والربع … والنصف … العاشرة إلا ربعًا … العاشرة … وطاف بخاطره فجأة أن المغامرين لا يمكن أن يكونوا قد نسوا الخلاف التقليدي الذي بينهم وبينه … وانهم يسخرون منه كالمعتاد … واندفعت الدماء في رأسه و بخاصة عندما تذكر أنه دفع نحو ثلاثة جنيهات ثمنًا للتذاكر التي دخلوا بها المسارح.

وقام واقفًا وأخذ ينادي «الجرسون» ليدفع له حساب … ولكن في تلك اللحظة ظهرت «لوزة» تجري ناحيته … وارتجف قلب الشاويش … ماذا تحمل من أنباء؟!

وقالت «لوزة» وهي تلهث: لقد اشتبهنا في واحدة من الممثلات، وقد تركت «محب» يراقبها … تعال فورًا …

وألقى الشاويش إلى «الجرسون» بخمسة وعشرين قرشًا على المائدة بدون أن ينتظر الباقي واندفع جاريًا وخلفه «لوزة» التي صاحت به: على مهلك يا حضرة الشاويش … إنني متبعة جدًّا!

توقف الشاويش حتى تلحق به «لوزة» ثم سارا معًا حتى المسرح، وقطع الشاويش تذكرة واندفع مع «لوزة» إلى الداخل، ونظر إلى المسرح … ولكن «كريمان» لم تكن بين من عليه من الممثلات ولم تكن بينهم من تشبهها. ومرة أخرى اندفع الدم إلى رأسه، وتأكد أن الأصدقاء يضحكون عليه، والتفت إلى «لوزة» بوجهٍ في لون الدم … ولكن «لوزة» أشارت إليه أن يهدأ، ثم قالت وهمست في أذنه: مهلًا يا حضرة الشاويش … إنها ليست على المسرح الآن!

وجلس … وبعد لحظات ظهرت سيدة تسير على المسرح وهي تضحك، فقفز الشاويش واقفًا وصاح: هي … هي!

والتفت الناس الذين حوله مندهشين، وأخذت «لوزة» تشد ذراعه بقوة وقال له «محب»: اجلس يا حضرة الشاويش وإلا أثرت ثائرة الناس عليك … إنها لن تستطيع الهرب.

واستمرت الممثلة في أداء دورها، بدون أن تلتفت إلي المظاهرة التي كانت في الصالة.

قال «محب»: فلنذهب الآن إلى الباب الخلفي لننتظرها …

الشاويش: سأقبض عليها الآن.

محب: لا يصح أن تفسد سهرة هؤلاء الناس جميعًا، إنها لن تستطيع الهرب، وسوف تقبض عليها بمنتهى البساطة.

خرج الشاويش و«محب» وبقيت «لوزة» تراقب، وأخذ الشاويش يشكر «محب» … الذي قال له: سأذهب لإحضار بقية الأصدقاء. وأسرع «محب» إلى «تختخ»، ثم ذهبا معًا إلى حيث كان «عاطف» و«نوسة» … ورفض «عاطف» الخروج معهما قائلًا: إنها مسرحيةٌ لذيذةٌ … وما دامت الممثلة قد وقعت، فليس هناك داع للفرجة عليها.

قال «تختخ»: معك حق تعالوا نشاهد بقية المسرحية ثم تمر على «لوزة» لنأخذها معنا.

وبعد أن انتهت المسرحية أسرعوا إلى حيث كانت «لوزة» في المسرح الثاني، ووجدوا المسرحية قد انتهت و«لوزة» تقف أمام المسرح لا تدري ماذا تفعل، فلم تكد ترى الأصدقاء حتى أسرعت إليهم، فسألها «محب» هل قبض عليها!

وهزت «لوزة» رأسها وهي تبتسم، ثم روت للأصدقاء ما حدث وكيف استسلمت «كريمان» واعترفت بكل شيءٍ وذهبت مع الشاويش إلى قسم شرطة «رأس البر».

•••

بعد ذلك بأيام، وفي المعادي دخل الشاويش «علي» على الأصدقاء مبتسمًا، ثم جلس ووضع ساقًا على ساق فهز «عاطف» رأسه قائلًا: طبعًا …

اهتاج الشاويش لحظات ثم قال: ماذا تقصد؟

عاطف: لا شيء … إني أتصور أنك حصلت على مكافأة من رؤسائك على المجهود العظيم الذي قمت به …

الشاويش: طبعًا … فقد قبضوا عليها …

تختخ: مبروك يا حضرة الشاويش!

الشاويش: شكرًا، وقد وجدنا عندها سيارة جديدة، سوف تُباع وتُرد النقود إلى خزينة الدولة.

تختخ: إذًا لم تكن قد باعتها بعد!

الشاويش: لقد اشترت سيارة بألفي جنيه، ومجوهرات بألف جنيه … وقد باعت المجوهرات، واحتفظت بالسيارة.

لوزة: وماذا قالت؟!

الشاويش: لم تقل شيئًا، لكن بدت أنها غير مصدقةٍ أننا استطعنا الوصول إليها بهذه السرعة …

عاطف: البركة فيك يا حضرة الشاويش …

صاح الشاويش بغضب: طبعًا … هل تتصورون أنكم وحدكم الذين حللتم اللغز … ألم أذهب معك إلى مقر العصابة واقتحمتها معرضًا نفسي للموت؟!

محب: ولكن لم تكن هناك عصابة يا شاويش!

قال الشاويش غاضبًا وهو يقف: عصابة أو غير عصابة … سوف أجد في يوم ما لغزًا به عصابة، وسوف أحلُّ اللغز وأقبض على العصابة قبلكم … سيأتي هذا اليوم … سيأتي حتمًا …

وبين دهشة الأصدقاء … وابتساماتهم … غادر الشاويش الحديقة، وقد رفع رأسه في السماء ويده تبحث عن شاربه!

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤