إجازة بلا مغامرات

كان يومًا حارًّا من أيام شهر أغسطس، وقد جلست «لوزة» وشقيقها «عاطف» في حديقة منزلهما، وهما يشعران بالحرِّ والضيق. وقالت «لوزة»: هذه أسوأ إجازة قضيتها؛ فقد مرَّت دون أن نعثر على لغز واحد نحلُّه، ولا مغامرة ولو صغيرة نشترك فيها! فرد «عاطف»: على كل حال، لقد بقي شهر كامل من الإجازة، وقد يحدث فيه شيء غير متوقع.

وفي المساء انضمَّ إليهما بقية الأصدقاء «مُحب» و«نوسة» و«تختخ»، وجلس الأصدقاء الخمسة يتحدَّثون، ويفكِّرون في رحلة أو زيارة يقومون بها، بدلًا من جلوسهم بلا عمل.

وخرج الجميع في نزهة على دراجاتهم على كورنيش النيل في «المعادي» ومعهم الكلب «زنجر» الذي كان سعيدًا بالجري والقفز وأكل الجيلاتي في الكازينو الصغير على النيل.

وفجأة شاهد الأصدقاء الشاويش «علي»، الذي يطلقون عليه اسم «فرقع» لأنه يصيح في وجوههم: فرقع أنت وهو، كلما رآهم. شاهد الأصدقاء الشاويش، وهو يسرع على دراجته فقال «تختخ» مفكرًا: لماذا يجري الشاويش؟! يبدو أن هناك عملًا هامًّا يقوم به.

مُحب: لقد كنت غائبًا يا «تختخ» فلم تعلم بأمر السرقات الكثيرة التي حدثت في الفترة الماضية، إن الشاويش بالطبع مشغول بها.

ولاحظ الأصدقاء أن الشاويش مرَّ من أمامهم بضع مرات، فقرر «تختخ» أن يتحدَّث إليه ويعرض عليه مساعدته، ولكن الشاويش صاح فيه: فرقع من هنا، إنني لا أريد مساعدتكم، ويكفي ما فعلتموه معي في الإجازات السابقة.

تختخ: سوف نعرف سرَّ القضية التي تحاول حلها، ونحلها قبلك.

وصاح الشاويش ثائرًا: إنني أحذركم من التدخل في أموري! وعلى كل حال، فأنا أتحدَّاكم أن تعرفوا شيئًا، أو تحلُّوا شيئًا. فرقع من هنا!

وعاد «تختخ» إلى الأصدقاء، وروى لهم حديثه مع الشاويش، ثم عرض عليهم فكرة مدهشة قائلًا: سننتهز فرصة وجود مدينة الملاهي في المعادي، ونقوم بمغامرة صغيرة، فهذه الملاهي قادمة من الخارج، وبها شيء مدهش ليس موجودًا في الملاهي المصرية، هو متحف الشمع.

لوزة: أي مغامرة يا «تختخ»، إنني مشتاقة جدًّا إلى أي مغامرة!

تختخ: سوف أتنكَّر في ملابس شخص ما، وأذهب إلى مدينة الملاهي غدًا، وإذا استطاع أي واحد منكم اكتشاف شخصيتي، فسأعطيه قلمي الذي يكتب بأربعة ألوان.

وهكذا تفرَّق الأصدقاء في انتظار الغد.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤