الفكرة المدهشة

روى «تختخ» للشاويش القصة كلها، منذ أن تنكَّر في شكل بائعة البالونات، ثم في ثياب الرجل العجوز، حتى وصل إلى عضو العصابة، والسيجارة التي أعطاها له.

ولمعت عينا الشاويش وهو يسأل: وأين الرسالة التي كانت في السيجارة؟ ومدَّ «تختخ» يده بالرسالة، وكانت الكلمات السرية قد اختفت بعد أن بردت الورقة، وقال للشاويش في براءة: هذه هي الرسالة؟ إنني لم أفهم شيئًا منها، ولست أدري ما صلة العصابة بالطماطم والأرز والسكر، على كل حال، قد تستطيع بذكائك أن تفهم ما لم أفهمه.

فرح الشاويش ومد يده فأخذ الرسالة، وأخذ يقرؤها، مرةً، ومرة، ومرة ثالثة دون أن يفهم شيئًا ثم قال ﻟ «تختخ»: على كل حال سوف أجد لها حلًّا في كتاب الشفرة الذي عندي.

قال «تختخ»: فعلًا، واسمح لي الآن بالانصراف.

الشاويش: لولا أنك أعطيتني الرسالة، لأبقيتك في السجن، ولكن الآن تستطيع أن تنصرف، ولكن …

تختخ: ولكن ماذا يا شاويش؟!

الشاويش: ولكن لا تتدخلوا مرة أخرى في أعمالي، إنني أحذِّركم أيها الأصدقاء الخمسة، وإلا فسأقبض عليكم جميعًا بتهمة تهديد الأمن!

ووقف «تختخ» وهو لا يصدق أنه أفلت وقال: إنني أعدك بذلك، سوف لا نتدخل مرة أخرى، ولكن ماذا ستفعل بالعجوز، هل ستفرج عنه؟!

الشاويش: طبعًا لا؛ فلو أفرجت عنه لأسرع إلى العصابة، وأخبرها بكل شيء.

أسرع «تختخ» إلى منزله، حيث تخلص من ثيابه التنكرية، والتقى بالأصدقاء حيث روى لهم ما حدث، ثم سألهم: والآن، ماذا نفعل؟

نوسة: أعتقد أن أفضل حل أن تذهب إلى المفتش «سامي»، وتخبره بكل ما حدث.

تختخ: وتضيع علينا فرصة حل هذا اللغز الغامض، أبدًا لن نذهب إلى المفتش إلا ومعنا الحل.

مُحب: ولكن يا «تختخ» كيف تحضر اجتماع العصابة؟ إنهم سيعرفونك فورًا وسوف يفتكون بك.

قال «تختخ» وقد بدت عليه علامات التفكير العميق: أبدًا، سوف أحضر اجتماع العصابة، وسأرى وأسمع كل شيء، وسيراني أفراد العصابة جميعًا، ولكنهم لن يفعلوا شيئًا على الإطلاق.

عاطف: دعك من أسلوب الألغاز يا «تختخ»، وأوضح لنا ماذا ستفعل بالضبط.

تختخ: ببساطة جدًّا سوف أتنكر في شكل تمثال من الشمع، وقد اخترت نابليون لأتنكر في ثيابه، فهو في مثل حجمي، وسمين مثلي أيضًا.

سكت الأصدقاء جميعًا عندما سمعوا الفكرة الجريئة، وأخذوا ينظرون إلى بعضهم البعض، ثم إلى «تختخ» بإعجاب، وقال «مُحب»: فكرة رائعة، لم أكن لأفكر فيها ولو قضيت شهرًا أفكر.

تختخ: يجب أن تستعملوا خيالكم. إن الخيال المبدع هو بداية المشروعات العظيمة، وقد قال لي مدرس التاريخ إن عندي خيالًا …

وقاطعه «مُحب» قائلًا: لا داعي لأن تروي لنا ما قاله المدرس، فنحن نعرف أنك ولد ذكي.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤