تختخ في مأزق

كانت العطسة كافية ليقفز أفراد العصابة على أقدامهم، وقد توترت أعصابهم، لقد أدركوا أن هناك شخصًا غريبًا في المتحف يتجسس عليهم، وقال أحدهم: استعدُّوا، وأخرجوا أسلحتكم، هنا شخص يتجسس علينا.

ومدَّ الرجال أيديهم بالمسدسات، وقال أحدهم: من الأفضل لك أيها الجاسوس أن تظهر قبل أن نقبض عليك.

ولكن «تختخ» والشاويش ظلا صامتَين لا يردان، وأضاء أحد اللصوص بطاريةً قوية، وأخذ يفحص التماثيل واحدًا واحدًا، وكلما فحص واحدًا، قال: لا ليس هو، إنه تمثال حقيقي بارد، ثم جاء عند «تختخ» وأمسك بذراعه وصاح: ها هو ذا الجاسوس، إنها ذراع دافئة حية، انزل فورًا!

جذب الرجل «تختخ» في وسط القاعة، وسلطوا الضوء على وجهه وسأله أحدهم: من أنت؟

«تختخ» بثبات: أنا نابليون.

وقال الرجل وهو يرفع قبعة «تختخ»: إنه ولد صغير، كم عمرك.

تختخ: ١٥ سنة.

قال الرجل وهو يمسك ﺑ «تختخ»: ماذا نفعل بهذا الولد؟ لو أخذناه معنا، لكان خطرًا علينا. الحل الوحيد أن نضعه في الدولاب.

وفعلًا قام الرجال بربط يدَي «تختخ» خلف ظهره، ثم ربطوا منديلًا على فمه، وفتحوا الدولاب، وألقوه بجوار تمثال «نابليون»، وأغلقوا باب الدولاب وخرجوا.

أحسَّ «تختخ» بالخوف، ولكنه تشجَّع؛ فقد كان متأكدًا أن الشاويش سوف يطلق سراحه بمجرد خروج العصابة، فأخذ يحاول فك قيوده، وفعلًا أزال المنديل الذي على فمه، وإن ظلت يداه مربوطتين.

أحسَّ الشاويش براحة كبيرة بعد خروج العصابة، وأخذ يفكر: لقد عطست أنا ولكنهم قبضوا على «تختخ». إن هذا الولد الخبيث يعرف كل شيء، وسوف أتركه هنا، وأذهب للقبض على العصابة.

واقترب الشاويش من الدولاب، ودقَّ عليه فصاح «تختخ»: شاويش «علي» أرجوك أن تخرجني من هنا!

الشاويش: أبدًا، سوف تبقى هنا حتى أقبض على العصابة وأعود، إن هذا جزاؤك لأنك قرأت الرسالة السرية ولم تقل لي؛ لأنك تتدخل في عملي.

تختخ: ولكن يا شاويش، إن عطستك هي التي أفسدت كل شيء، وليس عدلًا أن تعطس أنت ويُقبض عليَّ أنا، ثم تتركني مُحبوسًا في هذا الدولاب، إنني أكاد أختنق.

أطلق الشاويش ضحكة سعيدة، ثم قال: لا فائدة من التوسل، إنك تستحق ما أنت فيه.

وفعلًا، سمع «تختخ» صوت أقدام الشاويش، وهو يغادر القاعة، ثم يغلق الباب خلفه.

قضى «تختخ» وقتًا عصيبًا في الدولاب المظلم، وبدأ يحسُّ أنفاسه تضيق، وفكر فيما يفعل، وأدرك أنه في مأزق خطير.

ولكن … لم يمضِ وقت طويل حتى سمع «تختخ» صوتًا خافتًا، صوت النافذة وهي تفتح، وأخذ يفكِّر هل هو الشاويش؟ هل هو أحد أفراد العصابة؟ ثم سمع صوتًا يعرفه جيدًا: إنه صوت «مُحب»، فصاح: «مُحب!» «مُحب!» إنني هنا في الدولاب الذي وضعنا فيه «نابليون».

أسرع «مُحب» إلى الدولاب وفتحه، وأخذ يفك رباط «تختخ» وهو يقول: إن «لوزة» هي السبب؛ فبعد أن عدت إلى البيت أخذت تقول لي إنها تحسُّ أنك في خطر، وألحَّت عليَّ حتى خرجت مرة أخرى وأتيت إليك، إن هذه الفتاة مدهشة.

وارتدى «تختخ» ثيابه الأصلية، ثم انطلق مع «مُحب» عائدين إلى البيت، وفي الطريق قال «تختخ»: هذا الشاويش اللعين، لقد عرف كل شيء وسيقبض على العصابة، ويكسب المجد وحده، برغم أننا نحن الذين قمنا بكل العمل، وهو الذي عطس.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤