مطاردة زعيم العصابة

شعر زعيم العصابة بأن الشاويش يتبعه، فزاد من سرعة دراجته، وشيئًا فشيئًا خرج الثلاثة من المعادي، وأخذوا يتجهون إلى التلال والجبال القريبة منها في طريق المقطم؛ الرجل في الأول وخلفه مباشرة الشاويش، وبعدهما «تختخ».

وكان الجو حارًّا، والطريق تملؤه المطبات، والأتربة ترتفع في الجو والعرق يتصبب على وجوه الثلاثة، وبدأ رئيس العصابة يصعد أحد الجبال، ولم يتردد الشاويش في أن يتبعه مسرعًا، وكذلك فعل «تختخ» رغم أنه أحسَّ أن ساقيه قد تعبتا من المطاردة، وفجأة سمع «تختخ» فرقعة؛ فقد انفجر إطار دراجته الخلفي وكاد يقع لولا أنه استند على قدمه.

أحسَّ «تختخ» بالضيق والغضب، وخاصة أن صوت الانفجار قد لفت انتباه الشاويش فنظر إلى «تختخ» من بعيد نظرة انتصار؛ فقد خرج «تختخ» من المغامرة بلا نتيجة، ولم يكتفِ الشاويش بنظرة الانتصار، بل رفع ذراعه في الهواء وكأنه يقول ﻟ «تختخ»: وداعًا.

جلس «تختخ» بجوار الدراجة المثقوبة، والعرق يسيل على وجهه، وقد أحسَّ أنه سينفجر من الغيظ، ولكن شيئًا فشيئًا عاد إليه تفكيره، فلم يجد فائدة من الغضب، وقرر أن يعود فورًا إلى المعادي.

أمسك الدراجة، وسار بجوارها حتى التقى بسيارة نقل فأشار إلى سائقها فتوقف، ووضع الدراجة في صندوق السيارة ثم ركب بجوار السائق، ورجاه أن يوصله إلى «المعادي».

وبعد ربع ساعة تقريبًا وجد «تختخ» نفسه قرب مدينة الملاهي مرة أخرى، فطلب من السائق إنزاله هناك؛ فقد كان أصدقاؤه ينتظرونه هناك.

التفَّ الأصدقاء حول «تختخ» فروى لهم قصة مغامرته الفاشلة، ثم طلب منهم أن يجلسوا في الكازينو الملحق بالمدينة ليأخذ قطعة جيلاتي؛ فقد كان يشعر بالعطش الشديد.

قالت «نوسة»: أعتقد أن الشاويش لن يصل إلى شيء، فما دام رئيس العصابة قد أحسَّ بأن الشاويش يطارده، فإنه سيضلِّله طبعًا، ويبعده عن مكان العقد الثمين، أليس كذلك يا «تختخ»؟

ورد «تختخ»: هذا صحيح يا «نوسة»، ولكنا ندور الآن في حلقة مفرغة، ولا أمل لنا في العثور على العقد.

مُحب: أعتقد أن علينا — كمخبرين سريِّين — أن نراجع معلوماتنا عن اليوم الأخير، لعلنا نعثر على دليل يقودنا إلى مكان العقد.

عاطف: فعلًا، وأول الخيط هو مقابلة رئيس العصابة للرجل العجوز، وقد اكتشفنا بمراقبته أنه لم يعطه أي رسالة، بل اكتفى بأن أخذ يخطط على الأرض بعصاه.

ولم يكد «تختخ» يسمع الجملة الأخيرة حتى ترك كوب الليمون الذي طلبه بعد الجيلاتي، وقفز واقفًا، وهو يضرب رأسه بيده، فصاح الأصدقاء في نفس واحد: ماذا حدث يا «تختخ»؟

قال «تختخ» وهو يفكر بعمق: لقد عثر «عاطف» على الحل، لقد استطاع «عاطف» أن ينبهنا إلى أهم دليل.

ونظر الأصدقاء إلى بعضهم البعض دون أن يفهموا شيئًا، فقال «تختخ» موضِّحًا: أعتقد أن العجوز كتب رسالة على الأرض لزعيم العصابة، ليبيِّن له فيها مكان العقد، ولكننا كنا أغبياء لأننا لم نلاحظ ذلك، إننا مخبرون فاشلون.

مُحب: ولماذا لا نعود إلى مكان العجوز، لعل الكلمات التي كتبها ما تزال موجودة، أو بعضها على الأقل.

وفعلًا، أسرع المخبرون الخمسة، ومعهم الكلب «زنجر» إلى الكورنيش، حيث كان يجلس الرجل العجوز، وهناك كان المكان خاليًا؛ فقد عاد العجوز إلى منزله، فانحنى الأصدقاء على الأرض يحاولون رؤية أي شيء على الرمال، التي كانت موجودة في هذا المكان لإصلاح جزء من الطريق.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤