عقد الملكة

استطاعت «لوزة» ببصرها الحاد أن تكتشف بعض الحروف على الرمال، وأخذ الأصدقاء يحاولون قراءتها … واستطاعوا أن يقرءوا هذه الحروف.

م … ت اﻟ … ع.

وصاح «مُحب» الذي كان مغرمًا بلعبة الكلمات المتقاطعة: لقد فهمت كل شيء.

تختخ: ماذا فهمت يا «مُحب»؟ قل بسرعة!

مُحب: إن هذه الحروف يمكن إكمالها فتصبح متحف الشمع.

ونظر الجميع إلى بعضهم البعض … متحف الشمع … هل هذا هو المكان الذي أخفى فيه اللصوص العقد … وخبط «تختخ» رأسه بيده وهو يقول: الآن فهمت، لماذا كان رئيس العصابة يتردد على متحف الشمع، ويحوم حوله، ويسأل عن موعد إغلاقه، لقد كان ينتظر أن يخلو المتحف من الزوار، ثم يذهب لأخذ العقد.

قال «مُحب»: هيا بنا فورًا إلى المتحف.

أسرع الأصدقاء عائدين إلى المتحف، ولحسن الحظ كان الحارس قد ترك المكان وذهب للغداء، بعد أن أغلق الباب.

لمعت عينا «تختخ» وقال: هذه فرصتنا، تعالوا ندخل من النافذة إلى المتحف.

وقفز الأصدقاء الخمسة إلى داخل المتحف، ووقفوا، وقد ارتفعت دقَّات قلوبهم ينتظرون تعليمات «تختخ» الذي قال: والآن أيها المغامرون، هذه فرصتكم للانتصار على الشاويش، والعثور على العقد.

وبدأ الأولاد يبحثون في كل مكان … في كل ركن … حتى الكلب «زنجر» أحسَّ أنهم يبحثون عن شيء، فأخذ يبحث هو الآخر، لعله يجد قطًّا … أو حتى أرنبًا.

فتح «مُحب» الدولاب، وأخذ يفتش فيه، أما «عاطف» فانحنى على الأرض الخشبيَّة، يدقُّ عليها لعله يعثر على لوح خشب غير مثبت أو فتحة خفية، ولكن لم يعثر على شيء.

قالت «نوسة»: لقد قضينا ربع ساعة نبحث، وسيعود الحارس بعد ربع ساعة أخرى، يجب أن نضاعف نشاطنا.

لوزة: إنني أعتقد أن العقد غير موجود هنا!

تختخ: اسمعي يا «لوزة» إنك أنت التي ستعثرين على العقد!

لوزة: كيف؟

تختخ: تخيلي أن العقد كان معك، ودخلت هذا المكان لإخفائه عن الناس، فأين تضعينه!

لوزة: عندما نلعب لعبة إخفاء الدبوس، فإنني أضعه في أسهل مكان، فأصعب مكان هو أسهل مكان.

عاطف: ماذا تقصدين يا «لوزة»؟

لوزة: هل تذكر عندما أخفيت الدبوس آخر مرة أين وضعته؟ لقد وضعته في صدري، ووقفت أمامكم، وأخذت أضحك عليكم لأنكم تبحثون في أماكن بعيدة، بينما الدبوس يطلُّ عليكم من أقرب مكان.

تختخ: إذن أين يمكن أن تخفي العقد يا «لوزة»؟

لوزة: أخفيه في مكان ترونه جميعًا، ويكون أمامكم جميعًا، ولا تعرفونه! وصاح الجميع: أين؟

لوزة: سأقول لكم … انظروا إلى الملابس والجواهر التي تزين تمثال كليوباترا … لو أني وضعت العقد بين العقود المزيفة التي تلبسها الملكة، فلن يستطيع أحد ملاحظته مطلقًا. قفز «تختخ» في اتجاه تمثال الملكة قائلًا: صحيح يا «لوزة»، تمام، إنك عبقرية فعلًا، ولا بد أن العقد في هذا المكان القريب من العيون البعيد عن الأذهان.

وجرى الجميع إلى تمثال كليوباترا … ونظروا إلى العقود اللامعة التي تحيط بعنقها … وبين هذه العقود الزائفة كلها، كان هناك عقد من الجواهر يلمع لمعانًا خاطفًا وأصيلًا … كان واضحًا أنه من الجواهر الثمينة … الحقيقية … التي تساوي ألوف الجنيهات.

ومدَّ «تختخ» يده بحرص شديد، وفتح مشبك العقد في سهولة، ثم أمسك بالعقد بين أصابعه بمنتهى العناية والحرص.

وأخذ الأولاد ينظرون إلى العقد في لهفة وإعجاب، كان واضحًا أن هذا العقد من الجواهر الحقيقية … الثمينة النادرة.

وقال «تختخ» وكأنه يحدث نفسه: إنه هو … لقد عثرنا عليه … لقد حللنا لغز العقد المختفي أخيرًا … ووصلنا قبل الشاويش.

قالت «نوسة» محذِّرةً: يكفي وقوفًا هنا، فإنني أسمع صوت أقدام الحارس وهو قادم لفتح المكان.

وأسرع المغامرون الخمسة إلى النافذة، وتسللوا منها بعد أن وضع «تختخ» العقد الثمين في جيبه.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤