في زيارة المفتش «سامي»

عندما التقى الأصدقاء في صباح اليوم التالي، اقترحت «نوسة» أن يقوموا بزيارة المفتش «سامي»، وقد كان مفتش المباحث «سامي» صديقًا لهم، يحبُّهم ويقدِّرهم بعد أن ساعدوه في حل عدد من الألغاز الصعبة.

ركب الأولاد دراجاتهم، وانطلقوا مسرعين إلى مكتبه، فاستقبلهم بابتسامته المرحة المرحبة، وكانت «نوسة» أكثرهم سعادة بمقابلة المفتش، الذي كانت تعتبره أحسن ضابط شرطة في العالم، وأجلس «سامي» «لوزة» على ركبته، وأخذ يداعبها، في حين هو يسأل الأصدقاء عن أخبارهم، فقال «مُحب»: الحقيقة أننا متضايقون جدًّا؛ فقد قاربت الإجازة على الانتهاء دون أن نشترك في مغامرة واحدة، أو حل لغز واحد. ومما يؤسف له أن الشاويش «فرقع» يعمل بهمة ونشاط، بينما نحن لا نفعل شيئًا.

قال المفتش «سامي»: فعلًا، إن الشاويش مشغول في قضية هامة، بل إن رجال الشرطة جميعًا مشغولون في هذه القضية، ولكنها قضية خطرة، لا تصلح لكم.

قال «تختخ» بصوت حزين: ألا يمكننا الاشتراك في أي شيء؟

المفتش: للأسف إنها عصابة من اللصوص الخطرين تسرق الجواهر الثمينة، وهناك واحد منهم نشكُّ أنه موجود ﺑ «المعادي»، ولكن العصابة نفسها تعمل في القاهرة.

تختخ: إذن اسمح لنا فقط بالبحث عن هذا اللص؛ فقد تستطيعون عن طريقه أن تصلوا إلى العصابة كلها.

وظلَّ المفتش يفكِّر فترة، ثم قال: إنني أخشى عليكم الاشتراك في هذه القضية، حتى لا تصابوا بأذى، ولكن إذا وعدتموني أن تكتفوا بالمراقبة فقط، فسوف أسمح لكم بذلك.

وسعد الأطفال كثيرًا بحديث المفتش «سامي»، وخرجوا مسرعين وكل منهم يفكِّر في الخطوة القادمة، وعندما اجتمعوا في الحديقة — حيث اعتادوا أن يجلسوا — فوجئوا بأنهم لا يعرفون أي شيء عن العصابة على الإطلاق، أو أي دليل يمكن أن يكون بداية للمراقبة.

وبعد نقاش طويل، قال «مُحب»: عندي فكرة معقولة، فالشاويش «فرقع» يطارد العصابة، فإذا راقبناه، فسوف نستطيع عن طريقه أن نعرف بعض المعلومات التي ستساعدنا على مراقبة العصابة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤