الرسالة السِّرية

تنكر «تختخ» في شكل بائعة البالونات، وذهب إلى الكورنيش؛ لقد قرَّر إبعاد العجوز من مكانه، في حين يقوم بقية الأصدقاء بإبعاد الشاويش عن طريقه.

وفعلًا كتب «تختخ» في ورقة صغيرة: «احذر … إن الشرطة تراقبك، لا تحضر إلى مكانك في الأيام الثلاثة القادمة.»

وأسرع «تختخ» إلى حيث يجلس العجوز، وجلس بجواره، وكان الشاويش يجلس في الكازينو يراقب باهتمام ما يجري أمامه، ولاحظ الأصدقاء نظرات الشاويش إلى العجوز، فأسرعت «نوسة» إلى بائعة البالونات — التي هي «تختخ» متنكرًا — وقالت في صوت خافت وهي تشتري بالونة: خذ حذرك؛ إن الشاويش يراقبك، لا تسلم الرسالة إلى العجوز، إلا إذا أبلغناك أن الجو ملائم.

وعادت «نوسة» إلى الكازينو تحمل البالونة التي اشترتها متظاهرة بالفرح، ومرَّ الوقت و«تختخ» لا يجد فرصة لإعطاء الرسالة إلى العجوز؛ فقد كان الشاويش يراقبه، ولا يحوِّل بصره عنه.

وخطرت في رأس «مُحب» فكرة، أسرع إلى تنفيذها؛ فقد خرج من «الكازينو»، وذهب إلى أقرب كشك لبيع السجائر حيث يوجد تليفون ثم طلب رقم الكازينو، وطلب استدعاء الشاويش لأمر هام.

وسمع الأصدقاء صوت الجرسون وهو ينادي على الشاويش ليتحدث في التليفون داخل «الكازينو».

وأسرع الشاويش إلى المحادثة التليفونية، وهو يظنُّ أن شيئًا هامًّا قد حدث، بينما أسرعت «نوسة» إلى «تختخ» وقالت له: إن الشاويش مشغول داخل الكازينو، تستطيع تسليم الرسالة الآن إلى العجوز. ومدَّ «تختخ» يده بالرسالة إلى العجوز، الذي أخذها، ثم قام مسرعًا، واختفى في أقرب شارع، وكان «تختخ» يتبعه، فشاهده يقرأ الرسالة، ثم يمدُّ الخطوة هاربًا إلى منزله بعد أن أشعل في الرسالة النار.

وكان الشاويش «فرقع» ما يزال بجوار التليفون يحاول أن يفهم شيئًا من كلام «مُحب» الذي أخذ يصف له حادثًا وهميًّا.

وضاق الشاويش في النهاية بالحديث غير المفهوم، فألقى سماعة التليفون في غضب، وخرج إلى باب الكازينو ليكمل مراقبته للعجوز، وكانت مفاجأة قاسية له أن لم يجد أحدًا على الإطلاق.

وكان «تختخ» قد تخلَّص من ثياب التنكر، والتقى مع الأصدقاء في حديقة منزل «عاطف»، وأخذوا يراجعون ما عندهم من معلومات حتى يمكن متابعة العصابة.

وأخذ «تختخ» يرتِّب المعلومات التي حصلوا عليها.

  • أولًا: إن العجوز هو الذي يوصل رسائل أفراد العصابة.
  • ثانيًا: إن أحد أفراد العصابة عنده دراجة لها نفير.

واتفق الجميع على أن يقوم «تختخ» بالتنكر في شكل الرجل العجوز، وأخذ مكانه على الكورنيش في انتظار أن يسلِّمه أحد أفراد العصابة رسالة يمكن عن طريقها معرفة مكان العصابة، وخاصة أن العجوز سيختفي من مكانه بضعة أيام بعد أن اعتقد عن طريق رسالة «تختخ» أن الشرطة تطارده.

ومن ناحية أخرى كان على بقية الأصدقاء إبعاد الشاويش، حتى لا يقبض على «تختخ»، والبحث عن عضو العصابة الذي يملك دراجة لها نفير.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤