الرسائل

إن أقدم ما وصل إلينا من الرسائل التي كان يتبادلها أفراد الشعب المصري القديم، وتصدرها أو تتلقاها المصالح الحكومية في داخل البلاد وخارجها، يرجع تاريخها إلى الدولة القديمة، غير أنه لم يصل إلى أيدينا إلا عدد يسير جدًّا من هذه الدولة، أما الدولتان الوسطى والحديثة، فقد عُثِر على مقدار لا بأس به من الأولى، وعدد عظيم من الثانية.

وإذا تتبعنا هذه الرسائل من أول ظهورها حتى أواخر الدولة الحديثة، وجدنا أن لكل عصر أسلوبًا منفردًا وذوقًا خاصًّا، هذا إلى أن رسائل كل عصر كانت تتأثر بسابقتها، ويظهر ذلك جليًّا في رسائل الدولة الحديثة التي ورثت كثيرًا من خصائص رسائل الدولة الوسطى، وبخاصة ما نشاهده من الأثر الذي تركته رسائل أبو غراب في رسائل الأسرة التاسعة عشرة (راجع K. P., Vol. I, P. 91).

(١) طبقات الرسائل

وصل إلينا ثلاثة أنواع رئيسية من الرسائل المكتوبة على البردي أو على قطع الخزف، وهي:
  • (١)

    رسائل شخصية حقيقية.

  • (٢)

    مراسلات تعليمية أو موضوعات إنشائية أدبية يرجع أصلها إلى خطابات حقيقية أو إنشائية كان المقصود منها أن تستعمل نماذج للتعليم.

  • (٣)

    خطابات نموذجية كان التلميذ يتمرَّن عليها أو مسودات لرسائل حقيقية، وكان النوع الأخير يُكتَب عادةً على قطع الخزف.

والرسالة الحقيقية كانت تتألف من العناصر التالية: (١) الصيغة الافتتاحية وتشمل اسم المرسل، ثم اسم المرسل إليه. (٢) الديباجة، ومن الجائز أن تكون مطولة مملة لدرجة يضيع معها الغرض الأصلي من الرسالة. (٣) موضوع الخطاب. (٤) الصيغة الختامية. (٥) عنوان الرسالة.١

وهذه العناصر للرسالة المحبوكة الأطراف لا نجدها مجتمعة إلا في عهد الدولة الحديثة على وجه عام.

أما رسائل الدولة القديمة فإنها حسبما رأيناه في العدد الضئيل الذي وصل إلينا كانت بسيطة في تركيبها؛ إذ كانت تتألف من صيغة افتتاحية، ثم ينتقل بعدها الكاتب إلى موضوع الرسالة مباشَرةً، ثم العنوان. انظر Smithers, an Old Kingdom Letter J. E. A. Vol. 28 P. 16 ff.
ولكن في حالات أخرى كان يبتدئ الخطاب بالتاريخ، ثم الصيغة الافتتاحية، ويعقبها مباشَرةً موضوع الرسالة. راجع Gardiner, J. E. A., Vol. XIII, P. 75.
وهذه الرسالة الأخيرة تلفت النظر؛ لأنها لا تحمل في سطورها اسم المرسل أو اسم المرسل إليه، وقد عُرِّف الأول بلقبه. راجع كذلك رسالة «بيبي الثاني» «لحرخوف» Breasted Ancient Records Vol. 1. P. 159.
وقد كانت عناصر الرسالة في الدولة الوسطى تماثِل الدولة الحديثة التي سنبحثها فيما يلي: إن عناصر الرسالة الخمسة التي ذكرناها آنفًا لا توجد دائمًا مجتمعة في رسالة واحدة، ووجودها مجتمعة أو إغفال بعضها كان يتوقَّف على مكانة المتخاطبين، وعلى نوع الرسالة، وعلى مقدار المادة التي يريد الكاتب أن يضمنها رسالته؛ فنجد أن الرسائل الحقيقية التي كُتِبت على البردي قد كُتِب عنوانها على ظهر البردية التي كانت تُطوَى على هيئة حزمة صغيرة، ثم تُربَط بخيط وتُختَم.٢

أما الرسائل الحقيقية المكتوبة على قطع الخزف، فليس لها عنوان مستقل، بل كان ضمن الصيغة الافتتاحية، ويمكن رؤيته؛ لأن الكتاب مفتوح، بخلاف البردية المطوية التي كان لا بد من تسجيل عنوان على ظاهرها.

(٢) مسميات الرسائل الحقيقية

لقد كان المصري دقيقًا غاية الدقة في تحديد مسميات الرسائل الشخصية التي يتبادلها أفراد الشعب، والرسائل الرسمية التي كانت تجري بين كبار موظفي الدولة، أو التي كان يأمر بكتابتها الفرعون وبخاصة في عهد الدولة الحديثة، ففي الدولة القديمة كان المصري يستعمل كلمة «مجات» للدلالة على كلمة «رسالة»، غير أن هذه التسمية قد فقدت معناها الأصلي، وأصبحت تدل على «بردية» أو كتاب أو «وثيقة» على وجه عام في عهد الدولة الحديثة، ومنذ الدولة الوسطى حتى باكورة الأسرة التاسعة عشرة كان المصري يستعمل كلمة «سش» للدلالة على معنى كلمة «رسالة» (انظر Cairo No. 58053).

هذا إلى أن المعنى العام لهذه الكلمة «وثيقة مكتوبة».

أما في عهد الدولة الحديث فقد كانت كلمة «شعت» (راجع Cairo 58058, 1-2 & Amarna 2, 15) تعنى «رسالة» شخصية، وأقدم مثال لها بهذا المعنى وجد في ورقة إبرس (Pap. Ebers, 4901).
أما الرسالة التي كانت تصدر عن الفرعون أو ولي عهده أو أحد كبار موظفي الدولة فكانت تسمى «وخا» ( ) والعبارة التالية توضح لنا استعمال الكلمتين: «عندما يصل إليك «وخا» الملك (أي رسالة الملك) يجب عليك أن تكتب «شعت» (رسالة شخصية) إلى كاتبك.» راجع (Gardiner, L. E. M. P. 46, 15-16). والظاهر أن كلمة «وخا» حسب قاموس برلين، لم تُستعمَل قبل الأسرة التاسعة عشرة، وهناك كلمة أخرى كان يُعبَّر بها عن الرسالة الرسمية وهي «وستن» ( ) غير أنها كانت تُستعمَل في رسائل أخرى. (راجع De Morgan. Cat. Des Mon. III, 119.)

(٣) تدوين الرسائل

كانت العادة المتبعة أن تكتب على ورق البردي الرسائل الرسمية، أو التي كانت تتبادل بين مرءوس ورئيسه، وكانت الرسالة تُدوَّن على وجه الورقة — أي البردية — الذي تكون فيه الألياف أفقية ومكوِّنة زوايا قائمة مع اتصالات أجزاء البردية. على أن معظم الرسائل التي حُفِظت لنا نجد فيها أن القلم كان يجري على الألياف العمودية، وسبب ذلك أن الكاتب حينما يأخذ في تسطير رسالة، كان يقبض على الورقة عموديًّا ويكتب عليها عرضًا، بدلًا من أن يمسكها أفقيًّا كما كان يفعل عندما يدوِّن كتابًا.

ونجد أحيانًا أن بعض الرسائل قد كُتِب على بردي قد مُحِيت كتابته الأصلية بغسلها ثم استعمالها ثانيةً؛ لغلاء البردي، أما عرض٣ الورقة التي كانت تُدوَّن عليها الرسالة فيختلف بين أحد عشر سنتيمترًا واثنين وأربعين سنتيمترًا، والخط الذي كان يُستعمَل هو الخط الهيراطيقي — الذي يقابل عندنا خط الرقعة — مسطورًا بمداد أسود، وكان الكاتب يخط بقلم من اليراع أو بفرجون، وعند استعمال القلم فإنه كان يُقطُّ بميل ثم يُفلَق.
وقد استُعمِلَ المداد الأحمر٤ في الرسائل النموذجية، وقد تكلَّمَ كلٌّ من العالم «شوبارت» و«لوكاس» عن مواد الكتابة بإسهاب؛ فمَن أراد المزيد فليراجع ما كتباه.٥
وكان الكاتب عند فراغه من تدوين الرسالة يطويها بحيث تكون الكتابة في الداخل،٦ وبعد ذلك كان يُثْنَى الخطاب نصفين، ثم يُربَط بخيطٍ، ثم يُختَم بقطعة من الطين يُطبَع عليها خاتم المرسل. وقد كان يُكتَب اسم المرسل إليه وعنوانه على ظاهر الرسالة، وأحيانًا كان بدون اسم كاتب الرسالة والرسول، وذلك بعد إتمام حزم الرسالة، وأحيانًا قبل الطية الأخيرة.
ولم يصلنا بطبيعة الحال إلا عدد يسير من الرسائل بأختامها سليمة، وما وصلتنا على هذه الحالة هي سلسلة موجودة في ليدن (Leyden, 360, 363, 364, 365, 366, 367)، وقد نشرها العالم «ليمان» بأختامها، ثم سلسلة في برلين (Berlin 10487–9) وقد نشرها الأستاذ «إرمان» (“Ein Fall abgekurzter Justiz”, P. 15). ففي رسائل «ليدن» نجد أن الكاتب الذي كتب الرسائل رقم ٣٦٥، ٣٦٦، ٣٦٧ كان اسمه «مري اتف»، وأن الخاتم الذي وُجِد على ثلاث منها كان واحدًا أيضًا، وكان عليه طابع يمثِّل (خرطوش) «تحتمس الثالث» بين جناحي جُعَل منتشرين (انظر أمثلة لهذا الطابع في Hall, “Cat. Of Egyptian Scarabs”, Vol. I, Nos. 767, 779).

وكان هذا يقوم مقام خاتمه، ورغم أن هذا الخاتم يحمل اسم الفرعون «تحتمس الثالث» الذي عاش في عهد الأسرة الثامنة عشرة، فإن الرسالة التي نحن بصددها يرجع تاريخها للأسرة التاسعة عشرة، ولم يكن من الأمور النادرة أن نجد جعارين من هذا العصر ومن عصور متأخرة تحمل (خرطوش) «تحتمس الثالث»؛ وذلك لأن اسم هذا الملك كان يُعتبَر بمثابة تعويذة قوية الأثر؛ لما كان له من بطش وقوة خلَّفهما بعده في نفوس القوم.

أما الخاتمان ٣٦٠، ٣٦٣ من مجموعة ليدن فيشبهان أختام عهد الهكسوس في رسومها، غير أنهما قد استُعمِلَا هنا (راجع J. E. A., Vol. II P. 221) بعد عصرهما بما يقرب من ٤٠٠ سنة بدلًا من خاتم المرسل.

(٤) المكاتبات على الاستراكا

الظاهر أن الحسابات والتمارين المدرسية ومسودات الرسائل الهامة، والرسائل النموذجية والمكاتبات الحقيقية التي كان يتبادلها أفراد من مرتبة واحدة، أو من درجات مختلفة كانت في العادة تُكتَب على قِطَع من الخزف، ويستعملها الأشخاص الذين يعجزهم غلاء ثمن البردي خاصة.

وكانت «الاستراكا» كما أسلفنا من قبلُ على نوعين: شظيات من الحجر الجيري الأبيض ملساء، والحصول عليها ميسور من أي بقعة يقام فيها بناء؛ وقطع من الخزف المتخلفة من الفخار المهشم، وكانت أقل استعمالًا من سابقتها لأن لونها كان في معظم الأحيان قاتمًا من الاستعمال، ووجهها الخارجي الأملس هو الذي كان يُستعمَل في الكتابة، ولما كانت شظيات الحجر الجيري تُستعمَل عادة في الكتابات القليلة الأهمية، فإنه كان من الجائز أن تُدوَّن عليها الرسائل الرسمية التي كانت تُتبادَل محلِّيًّا. على أن استعمالها لم يقتصر على أفراد الطبقة الدنيا (راجع Inst. Français. Cat. Ostr 129)؛ حيث نجد رسالة من حامل المروحة «خعي» إلى رئيس العمل «نب نفر»، وهي مدوَّنة على شظية من الحجر الجيري الأبيض.
والدليل على أن الاستراكا كانت تُعتبَر أقل قيمة من البردي، ما نجده من الاعتذارات المتعددة في الرسائل القبطية التي كانت تُكتَب على هذه المادة، مثال ذلك ما كتبه المرسل قائلًا: معذرة لأني لم أجد برديًّا في تلك اللحظة ليتناسب مع مقام قداستكم. راجع (Crum. “Epiphanius”, I. P. 187)، وقد كانت طريقة الكتابة على الاستراكا هي نفس الطريقة التي كان ينتهجها الكاتب على البردي، عدا العنوان الذي كان يُكتَب على ظاهر البردية فقد أغفل على الاستراكا، يضاف إلى ذلك أن الصيغة التقليدية التي كان يُعَنْوَنُ بها المكتوب كانت تُختصَر أو تُغفَل؛ لصِغَر رقعة الاستراكا، كما كانت تُحذَف أحيانًا عندما تكون الكلفة مرفوعة بين المتراسلين.

(٥) البريد

الواقع أن وجود عنوان على الرسائل المصرية يُعَدُّ في ذاته برهانًا على قيام شخص معين بتوزيعها، يقابل في عصرنا ساعي البريد، ولو كان الأمر مقصورًا على حمل رسالة واحدة لما احتاج الأمر إلى كتابة عنوان؛ إذ كان في قدرة حاملها أن يحفظه عن ظهر قلب.

وأول وثيقة عرفنا منها لفظ «ساعي بريد» رسمي يرجع تاريخها للأسرة السادسة، وكان ذلك في رسالة شكوى جاءت فيها لفظة «ساعي بريد» مرتين. راجع Gardiner, J. E. A. Vol. XIII P. 75. والكلمة الدالة على ساعي البريد هي (أرى مجات) في عهد الدولة القديمة، وبذلك تكون أقدم مظهر للبريد في العالم.٧
أما في الدولة الحديثة فنعرف أن حامل البريد الرسمي كان يسمى «حامل الرسالة الرسمية» (فاي وخا) (راجع Gardiner, L. E. M., P. 62, 12; 126. 5)، ونعرف مما جاء في ورقة «أبوت» أن رجال الشرطة٨ كانوا يكلفون توزيع وثائق رسمية، أما ما يختص بالرسائل الشخصية فالظاهر أنه لم يكن لها بريد منظم كما نفهمه الآن، بل كانت الرسائل تُعهد إلى أشخاص مسئولين يكونون مسافرين إلى الجهة التي يقطن فيها المرسل إليه، ويمكن استنباط ذلك من الملتمسات التي كانت تُكتَب في الرسائل ويُطلَب فيها من المكتوب إليه إرسال أخباره «وأن تُعطَى الرسالة أي شخص يكون حاضرًا من عنده.» (راجع Gardiner, J. E. M., P. 5, 10)، وكذلك كانت الرسائل الخاصة تُرسَل مع خادم المرسل الخاص (راجع Leyden 364; 7 etc) أو على يد أي إنسان معروف للمتراسلين (راجع Cairo 58059. etc) أو يحملها أحد رجال الشرطة مع الرسائل الرسمية (راجع Cerny. L. R. L, 33, 4-5 ; 48, 2–4 ; 64, 6–8; 70, 3-4).
وكان من الجائز أن يحمل حامل البريد الرسمي رسائل شخصية إذا اتفق أنه ذاهب إلى مكان المكتوب إليه (Cerny L. R. L. 62, 12-13)، وقد عُثِر على رسالة شخصية عُهد بها إلى رئيس رامي النبال ليسلِّمها إلى المكتوب إليه (راجع Cerny, L. R. L., P. 125, 15-16).
ولدينا وثيقة تبرهن على وجود مصلحة خاصة لنقل البريد الرسمي في عهد الدولة الحديثة (راجع Smithers, J. E. A. Vol. 25, P. 103 & Gardiner, L. E. M. P. 31, 32)، أما في عهد الدولة الوسطى فكان يذكر اسم الرسول الذي فُرض أنه سيوصل الرسالة على ظاهر الخطاب، ويُكتَب ذلك في العادة على الجانب الذي يوجد فيه اسم المرسل، فيكتب: «أحضره فلان.»
أما في عهد الدولة الحديثة فكان يندر كتابة اسم الرسول في العنوان، غير أنه كان من الجائز ذكره في صلب الرسالة أو في نهايتها، وعندما كان المرسل يريد ذكر اسم الرسول فإنه كان يكتب في عهد الدولة الوسطى جملًا كالآتية: «سأرسل إليك لأعلمك على يد فلان»، أو «إني عهدت بهذا الخطاب لعناية فلان … لأخبرك …» (Cerny, L. R. L, 33, 4-5, 48, 2–4)، أو «إن خطابي يصلك على يد فلان.» راجع Gardiner, L. E. M, 68, 11-12 أو «تأمَّلْ لقد أرسلت «خطابًا» ليكون دليلًا لديك على يد فلان.» راجع (Cerny, L. R. L., 70, 3-4) ففي كل حالة من هذه الأحوال قد كُتِب اسم الرسول.

(٦) العنوان

إن المفروض في عنوان الرسالة أن يكون اسم المرسل إليه هو المهم، ونجد في الرسائل المكتوبة على البردي أن اسم المرسل إليه وعنوانه كانا يُكتَبان على ظاهر الرسالة المطوية المختومة، وأحيانًا نجد كذلك اسم المرسل واسم الرسول، وفي خلال الدولة القديمة نعرف مما وصلنا حتى الآن أن اسم المكتوب إليه هو الذي كان يُكتَب في العنوان فقط. راجع (J. E. A., Vol. 28, P. 16, 17). وفي حالة أخرى وجدنا أن الرسالة لا تحمل عنوانًا رغم أن الوثيقة كانت بلا نزاع رسالة حقيقية. راجع (J. E. A. Vol. 13 P. 75-6).
أما في عهد الدولة الوسطى فنجد في العنوان اسم المرسل والمرسل إليه، ونجد أحيانًا مع ذلك: التاريخَ واسم الرسول. راجع (Griffith, K. P. Vol. I, P.P. 72. Pap. I. 7 & P. 74, Pap. VI. 4).
وفي عهد الدولة الحديثة كنَّا نجد أحيانًا أن اسم المرسل إليه الذي في العنوان لا يتفق مع الاسم الذي ذُكِر في صيغة الخطاب الافتتاحية (Cerny. L. R. L. No. 35. P. 54)، وفي هذه الحالة يجب أن نفرض أنه كان لزامًا على المرسل إليه أن يسلم الرسالة إلى الشخص الذي ذُكِر في الصيغة الافتتاحية.
وقد جرت العادة أن يكون العنوان مختصرًا بقدر المستطاع؛ لذلك كانت ألقاب المرسل إليه تُحذَف أحيانًا على أنها كانت تُذكَر كاملةً في الصيغة الافتتاحية. راجع (ibid, L. R. L., P. 44).
أما في الرسائل المكتوبة على الاستراكا، فإن الصيغة الافتتاحية كانت تقوم مقام العنوان، وعندما يُذكَر اسم المرسل والمرسل إليه في العنوان كان يُفصَل بينهما إما بكتابة العنوان قبل الطية الأخيرة من الخطاب، بصورة تجعل اسم المرسل على جهة من ظاهر الخطاب واسم المرسل إليه على الجهة الأخرى مع العنوان (وهذا ما كان يحدث في عهد الأسرة الثامنة عشرة وبداية الأسرة التاسعة عشرة)، أو كان يُفصَل بين اسم كلٍّ من المرسل والمرسل إليه هكذا — وإذا حُذِف اسم المرسل فإن العنوان يُسبَق بخط أفقي كالسابق، يأتي بعده اسم المرسل إليه. راجع (Leyden No. 365, 367)، وهذا الخط الأفقي يعادِل كلمة إلى، أو كان العنوان يسبق بكلمة: «هو (أي الخطاب) يُرسَل إلى …» ويأتي بعد ذلك اسم المرسل إليه. راجع (Cerny, L. R. L. 7, 15, 29; Berlin 8523).

(٧) الصيغة الافتتاحية

إن الصيغة التي تُفتتَح بها الرسالة تختلف في تركيبها باختلاف رُتَب المتراسلين ومادة الرسالة التي يكتبون فيها، وبهذه المناسبة يجب أن نذكر هنا أن اسم المرسل كان يسبق اسم المرسل إليه إلا في حالات قليلة، وعلى مرِّ الأيام وجدنا أن بعض الصِّيَغ كان شائعَ الاستعمال، ولكن الصيغة التي كانت سائدة هي: «فلان يكتب إلى فلان.» وأهم الصيغ الافتتاحية التي عُثِر عليها حتى الآن ما يأتي:

أولًا: في خلال الدولة القديمة كانت الصيغة الافتتاحية — على ما يظهر — غايةً في البساطة، فكان يكتب: «المرسل فلان يقول …» راجع Gardiner, J. E. A., Vol. 13, P. 75-6; & Smithers J. E. A., Vol. 28 P. 16, 17.
ونجد في الرسالتين الملكيتين إلى «سنزم إب» — الأسرة الخامسة — وإلى «حرخوف» — الأسرة السادسة — أن الصيغة الافتتاحية في الأولى هي: «أمر ملكي إلى …» راجع Breasted, “Ancient Records” Vol. 1, P. 122.
وفي الثانية: «مرسوم ملكي إلى …» راجع (ibid, P. 160).
أما في الدولة الوسطى فكان يكتب: «المرسل فلان يقول إلى المرسل إليه (داعيًا له) بالسعادة والصحة.» راجع (Griffith, K. P. PP. 67 ff).
أما في عهد الدولة الحديثة فكانت تُكتَب الصيغ الآتية: «المرسل فلان يكتب إلى فلان المرسل إليه.» راجع (Gardiner L. E. M. 8, 10 ff) أو «المرسل فلان يسأل عن حالة فلان (المرسل إليه).» راجع (Brit. Mus 10107, & Gardiner, ibid, 67, 11 ff) أو «المرسل فلان يقول حينما يسأل عن حالة فلان المرسل إليه …» راجع (Ins Français Ostracon No. 322, 19 Dyn) أو «فلان يقول لفلان …» راجع (Cairo, 58053 etc، وأخيرًا كان يكتب باختصار: «فلان إلى فلان.»
وأحيانًا كان يضاف إلى ذلك عبارات منمقة، مثل: «لأجعل القلب سعيدًا»، أو «لتكون مسرورًا». على أن مثل هذه الصيغة عندما توضع تمهيدًا للدخول في موضوع الخطاب، كانت تُشعِر بأن ما يأتي بعدها يريد به الكاتب خبرًا سارًّا، ولكنها أصبحت فيما بعد عبارة ثابتة في الخطابات حتى أُسِيء استعمالها، فنرى الخبر الذي يأتي بعدها أحيانًا يكون سيئًا، مما يدل على أنها فقدت معناها الأصلي. راجع (Urk IV, 138, 12). والصيغة: «لأجعل قلب سيدي سعيدًا أو مسرورًا» تُستعمَل في الكتابة إلى رئيس، وبذلك لا تجدها في الرسائل الحقيقية التي كُتِبت على الاستراكا لغير الرؤساء، اللهم إلا إذا كان ما يُكتَب مذكرات قصيرة محلية، وإذا لم تظهر هذه الصيغة على «الاستراكا»، فإن ذلك يدل على أحد أمرين: أن يكون الخطاب نموذجًا، أو مسودة لخطاب حقيقي.
والصيغة: «فلان يسأل عن حالة فلان، أو عما يحتاج إليه فلان» تُشعِر باهتمام المرسل، وكذلك يلحظ فيها ألفة وود بين المتراسلين؛ لذلك تجدها في رسائل متبادلة بين أعضاء الأسرة الواحدة. راجع (The two Amarna Letters, Bologna 1086, Cairo 58056) أو بين أصدقاء أو أشخاص في منزلة اجتماعية واحدة. راجع (Brit, Mus. 10103, Gardiner L. E. M. 5, 13 ff). وكذلك تجدها في رسائل من سيدات. راجع (Gardiner L. E. M., 6, 15 ff; 9, 3 ff; 88, 17 ff). على أننا لا نجدها في الكتابة إلى مرءوسين، ولا توجد إلا نادرًا على الاستراكا، وقد أخذت هذه الصيغة تختفي تدريجًا حتى أغفلت كتابتها بحلول الأسرة العشرين.

أما الصيغة: «فلان يقول لفلان …» فكانت تُستعمَل في الرسائل الرسمية ومكاتبات المعاملات، وفي الخطابات التي كان قد حُذِف منها قصدًا عبارات التهنئة المنمقة.

وقد عُثِر على خطاب مكتوب على الاستراكا من ابنٍ لوالده، وقد استُعمِلَتْ فيه هذه الصيغة، ولكن وجودها بهذه الصورة قد يعزى إلى صِغَر رقعة الرسالة التي تحت تصرُّف الكاتب. راجع (Inst Français, 328. 19 Dyn).
وقد ذكرنا فيما سبق أن الصيغة الافتتاحية قد اختُصِرت حتى أصبحت في صورتها تشبه العنوان «فلان إلى فلان»، وقد ظهرت هذه الصيغة كثيرًا على أوراق البردي. راجع (Cerny L. R. L. etc). غير أننا نجدها قد اختُصِرَتْ في الاستراكا حتى أصبحت «إلى فلان» أي بحذف اسم المرسل. راجع (Berlin Ostraca Nos 10627-8). وهذه الصورة لم تُستعمَل قط في الرسائل المكتوبة على البردي.
وفي عهد الأسرة العشرين عثرنا على أمثلة قد قُلِبت فيها هذه الصيغة، فنقرأ «المرسل إليه المرسل» بدون أي علامة فاصلة، وقد استعملت في مخاطبة الرؤساء. (راجع Cairo Ostraca No 25744). وفي مثل هذه الحالة يمكن معرفة شخصية المرسل إليه ببعض فقرات في صلب الخطاب (راجع Cerny L. R. L. pp. XXII, XXIII.) وهذه الصيغة نجدها في الرسائل النموذجية المكتوبة على البردي في عهد الأسرة التاسعة عشرة، ولكنا لا نجد الصيغتين: «فلان إلى فلان»، أو «إلى فلان» قبل الأسرة التاسعة عشرة.

(٨) الديباجة

إن ديباجة الرسالة كانت تُوضَع بعد الصيغة الافتتاحية وقبل موضوع الخطاب، ولكنا نجد في الرسائل التي وصلتنا من الدولة القديمة أن الديباجة لا وجود لها، وكان موضوع الخطاب يأتي مباشَرةً بعد الصيغة الافتتاحية.

أما في رسائل الدولتين الوسطى والحديثة، فقد وجدنا أن الديباجة تنقسم قسمين: أولهما عبارة يذكر فيها أسماء الآلهة الذين يتضرع إليهم ليرعوا المرسل إليه، وثانيهما يذكر فيه الإحسان الذي يلتمس منهم. وهذان يتألف منهما ديباجة كاملة، غير أنه يندر وجودها على الاستراكا؛ وذلك لضيق رقعتها من جهة، ولأن الموضوع الذي كانت تحتويه مختصَر؛ فلا يحتاج إلى ديباجة من جهة أخرى.

والآلهة التي كان يُتضرَّع إليها في عهد الدولة الوسطى تتوقف على المكان الذي أُرسِلت منه الرسالة؛ إذ جرت العادة أن التضرعات تُوجَّه إلى الآلهة المحلية، ولا أدل على ذلك من أننا وجدنا في رسالات ورق اللاهون أن الآلهة التي كان يتضرع إليها الكاتب هي الآلهة المحلية لهذه الجهة، فمثلًا نجد أن الإله «سبك» (التمساح) قد ذُكِر سبع مرات بنعوت مختلفة، ولا غرابة إذا وجدناه يُذكَر هنا بكثرة في رسائل اللاهون، فإنها تقع في المقاطعة التي كان يُعتبَر فيها هذا الإله من أعظم الآلهة عبادةً (الفيوم)، ونجد كذلك ذكر الإله «حور» والإلهة «حتحور».

ونجد في خطابات اللاهون كذلك أن الآلهة الآتية كان يتضرع إليها لرعاية المرسل إليه، وهي: الإله «منتو» (سيد طيبة)، والإله «آمون» (رب عرشي الأرضين)، وكل الآلهة. (راجع Griffith, K. P.P. 80).

أما في الدولة الحديثة، فكانت الآلهة التي يتضرع إليها هي صور الإله «آمون» المختلفة، وثالوثه؛ أي (آمون)، والإلهة (موت) وهي الأم، والإله «خنس» وهو الابن. وكذلك كان يتضرع للإله «بتاح» والإله «آتون» (رب الأرضين في عين شمس) والإلهة «حتحور» (سيدة الغرب) وغير أولئك من الآلهة.

وفي خلال الدولة الحديثة نلاحظ أن البركات والنعم التي كان يلتمسها المرسل من الإله للمكتوب إليه في الديباجة، كان يُعبَّر عنها بصيغ مختلفة؛ ففي عهد الأسرة التاسعة عشرة كان المرسل يتمنى لمَن يرسل إليه: (١) «أن يكون في خير». (٢) أو «أن يعيش». (٣) أو «أن يسعد». (٤) أو «أن يعود إليه الشباب». (٥) أو «أن يكون في حظوة الإله»؛ فمثلًا يكتب: «أتمنى أن تكون بخير، وأتمنى أن تعيش، وأتمنى أن تكون سعيدًا، وأن تكون في حظوة الإله …» راجع (Leyden 360, 5-6).
وفي الديباجات المطولة تُذكَر تمنيات من جانب المرسل يتمنى تحقيقها للمرسل إليه. فيقول مثلًا: «أتمنى أن أراك بخير، وأن أضمك إلى صدري.» راجع (Leyden 361, 3). غير أن هذه الصيغة الأخيرة لا تجدها في خطابات قبل الأسرة الثامنة عشرة، وأسلوب التضرعات الذي يبتدئ بتمني الصحة من خصائص الأسرة التاسعة عشرة.

أما الذي يبتدئ بالصيغة الفعلية فنجده في الأسرتين العشرين والحادية والعشرين، مسبوقًا بلفظة التمني؛ فيكتب: أرجو لك (١) الحياة. (٢) السعادة. (٣) الصحة. (٤) حظوة الإله … أو الرئيس … (٥) أو حياة طويلة. (٦) أو عمرًا طويلًا مباركًا. كل هذه التعبيرات نجدها في صور مختلفة؛ إذ نجد أن الكاتب قد اختار بعضها ووضعها في رسالة واحدة، أو صاغها في تراكيب مختلفة.

وفي الرسائل النموذجية من عهد الدولة الوسطى نجد في الديباجة التعبير التالي:
أرجو أن تنال حظوة الملك … وكل الآلهة كما يتمنى لك الخادم هناك (أنا).٩
راجع (Griffith. K. P. Vol. I. PP. 67. Letter I. P. 69, Letter 5) أو «أتمنى أن تكون في حظوة الملك … المغفور له، كما يحب لك الخادم هناك.» راجع (Ibid 169, Letter 4). أو «أن تكون في حظوة الإله … كما يحب لك الخادم هناك.» راجع ibid P. 68, Letter 2; P. 69.
ونجد في بعض الحالات أن هذه الصيغ يأتي بعدها: «إنها رسالة إلى السيد (داعيًا له) بالحياة والسعادة والصحة.» ثم يعقبها مباشرة موضوع الرسالة. راجع P. 67. ibid, Letter I; P. 6. 8, Letters 2; 69 4, 5, 6, 7; P. 70 letters 9.
وفي حالات أخرى نجد أن هذه الجملة الأخيرة تكون بمفردها بمثابة ديباجة للرسالة حقيقية أو إنشائية، فتأتي مباشرة بعد الصيغة الافتتاحية. راجع (Ibid., P. 69. Letter 3; P. 80, Pap. VI 9; Pap V, I).
وهذه الصيغة قد ظهرت أكثر من مرة في صلب الرسالة، إلا أنها كانت تُستعمَل في هذه الحالة بداية لفقرة جديدة تبدأ موضوعًا جديدًا في الرسالة نفسها. راجع ibid,. P. 69 Letter 3; P. 71, Pap I, 7 ete. وأكثر الصيغ استعمالًا في هذا العصر الصيغة التالية: «إنها رسالة إلى السيد في حياة وسعادة وصحة، مخبرًا إياه أن كل أحوال السيد (فلان)، «داعيًا له» بالحياة والسعادة، والصحة سليمة ونامية في كل أماكنها، وذلك برعاية الآلهة (…)، وكل الآلهة المحليين الذين يحبونك؛ لما تفعله كل يوم، أيْ من يوم ولادتك إلى يومنا هذا، أو برعاية كل الآلهة كما يتمنى لك الخادم هناك (أنا).» راجع (K. P. Pap 17; P71). وأكبر دليل على أن هذه الصيغة كانت تقليدية، وقد فقدت مدلولها الأصلي، ما نجده في رسالة امرأة قد استعملتها في الكتابة إلى رجلٍ، ذاكرة له أخبارًا سيئة (راجع K. P. S. 75)، وقد ورد في الدولة الحديثة ما يشابه ذلك من إساءة استعمال مثل هذه الصيغ؛ حيث يقول الكاتب: «موضوع آخَر يسر سيدي … إلخ.» ثم يذكر بعد ذلك أن ثلاثة من عبيده قد هربوا.
أما في عهد الدولة الحديثة، فكان أكثر الصيغ شيوعًا في الديباجة ما يأتي: «أتمنى أن تمنح الحياة والسعادة وطول الأمد والعمر الطويل المبارك، وأتمنى أن تمنح الحظوة في كنف الإله أو في كنف سيدك.» راجع Cerny L. R. L. P. 13, 4; L. R. L. 5. 7; L. R. L. 29, 8-9.

أما في عهد الأسرة الثامنة عشرة، فكانت التبركات يُعبَّر عنها بما يأتي: «أتمنى أن يمنحك هو أو هم الحظوة.»

الديباجة في الصيغ الحربية

نجد في بعض الرسائل النموذجية ومسودات الرسائل الحقيقية في عهد الأسرتين التاسعة عشرة، والعشرين، أن الديباجة كان يُعبَّر عنها كالآتي: «أتمنى أن يحفظ الفرعون سيدنا …» راجع (Gardiner; L. E. M. 66, 11 ff etc). غير أنه قد لُوحِظ أن المتراسلين في مثل هذه الرسائل كانوا من رجال الجيش الذين هم في درجة واحدة، أو كان المرسل أقل درجة من المرسل إليه، غير أن هذه لم تكن قاعدة متبعة. راجع (Cerny. L. R. L. 41, 11 ff).

(٩) الصيغة الختامية

لم نجد فيما وصل إلينا من خطابات الدولة القديمة ما يدل على وجود صيغة ختامية للرسائل، ولكنَّا من جهة أخرى نجد معظم الخطابات الحقيقية، وبعضًا من الخطابات النموذجية التي تعزى إلى الدولة الوسطى لها صيغة ختامية تختلف في تركيبها حسب مراتب المتراسلين، وحسب موضوع الخطاب. وأقدم هذه الصيغ الختامية: «أتمنى أن يكون ما تسمعه حسنًا.» (راجع Scharff. A. Z. 59, 20–51, Griffith, K. P. Vol. I. PP. 67 ff).
ولدينا ورقة مفيدة في بابها عُثِر عليها في اللاهون (راجع K. P.P. 76)، وهي تحتوي على خطاب والجواب عليه، وكلاهما طريف في أسلوبه؛ لأنه هجاء لا مدح، وقد يكون المقصود منهما هجاءً حقيقيًّا، أو مداعبة من صديقين؛ فالخطاب قد كُتِب بالمداد الأسود وجاء فيه: «رسالة يخبر فيها العبد الفقير السيد في حياة وسعادة وفلاح (؟)، ليأتي إلى بلدة «عنخ سونسرت» في اليوم العاشر من الشهر الرابع من فصل الحصاد، أنت يأيها الخبيث المضاعف «أتمنى أن تأتي في حياة وخير». وقد رد المرسل إليه على تلك الصيغة الختامية الفذة في بابها بالمداد الأحمر: «أرجو أن يكون كل كلامك خبيثًا برعاية الإله «سبك» (رب رهنت) وكل من يرمي بك إلى الدمار برعاية روحه، وعلى ذلك فإن روح الكاهن «حكاك ببي» قد أرسلتك إلى جهنم أبد الآبدين، «أرجو أن يكون ما تسمعه ضارًّا وطاعونًا».»
فنرى من تلك الخاتمة أنه بدلًا من استعمال: «أتمنى أن يكون ما تسمعه حسنًا» استعمل: «أتمنى أن يكون ما تسمعه ضارًّا وطاعونًا»، ويلاحظ هنا أن الرد كان بالمداد الأحمر، وذلك علامة على الشر؛ لأن اللون الأحمر يمثِّل الإله «ست». ومما يبرهن على ذلك ما جاء في كتاب تفسير الأحلام، فإن تفسير الأحلام الدالة على الشر قد كُتِبت بالمداد الأحمر. راجع (Gardiner, “Hieratic Papyri in the British Museum”, Vol. I. P. 9.) على أننا نجد في ورقة اللاهون رقم ٣ (راجع K. P. III, 4) أن الصيغة الختامية هي صيغة مختصرة من ديباجة الرسالة، وهي: «هذه رسالة إلى السيد له الحياة والسعادة والصحة؛ لأخبره أن كل أشغال السيد له الحياة والسعادة والصحة (نامية).» راجع (Griffith. K. P.P. 677). وقد عُثِر على الصيغة الختامية: «أتمنى أن يكون ما تسمعه حسنًا» في عهد الأسرة التاسعة عشرة، غير أن هذا الاستعمال يُعتبَر قديمًا. (راجع Leyden Letter. No. 361)، وفي هذه الحالة نجده مستعملًا بين أشخاص من درجة واحدة، أما الاستعمال الذي قد حلَّ محله في الدولة الحديثة فهو: «أتمنى أن تكون في صحة جيدة»، وكان يُستعمَل حينما يكون الكاتب والمكتوب إليه من درجة واحدة، أو يكون المرسل إليه أعلى درجة.
وهذه الصيغة نجدها في الرسائل التي تشتمل على ديباجة كاملة، بقطع النظر عن صورة الصيغة الافتتاحية التي تحتويها الرسالة على وجه عام، ولدينا رسالة نموذجية من أوراق «شستر بيتي» (راجع Chester Beatty V. verso 2, 1–6) تحتوي على ديباجة كاملة، وقد كان المنتظر أن نجد الخاتمة المعتادة، وهي: «أتمنى أن تكون في صحة جيدة»، ولكن لما كانت الرسالة من رئيس إلى مرءوس، فقد وجدنا أن الخاتمة قد عُبِّرَ عنها بعبارة: «خذ علمًا بها». وفي رسالة أخرى خاصة بمعاملات محضة نجد أن الكاتب قد اعتبر صيغة: «أتمنى لك صحة جيدة» عبارة تقليدية تُوضَع قبل خاتمة الرسالة الحقيقية التي يُعبَّر عنها بعبارة: «خذ علمًا بها». (راجع Chester Beatty V. verso 1, 9–2, 5).
على أن هذه الصيغة قد نجدها في وسط الرسالة، ولكن في هذه الحالة تكون نهاية الفقرة، والخطاب يستمر بعدها، وفي هذه الحالة (راجع Cerny L. R. L. 15, 13, 38, 8, 21, 24) يلاحظ أن كل فقرة من الرسالة تعتبر كأنها وحدة منفصلة، وتكون لها أجزاؤها الخاصة المكونة لها، أي تكون لها صيغة افتتاحية مبتدئة بعبارة: «كلام آخَر» بدلًا من اسم المرسل وديباجة وموضوع وخاتمة.
ونجد أحيانًا أن صيغة: «أتمنى لك صحة طيبة» يتبعها «في بيت آمون» ملك الآلهة، (راجع Gardiner L. E. M, 10, 12) أو «في حضرة آمون» (راجع Berlin Ostraca No. 10628, 10630).
ونجد على وجه عام أن الرسائل المكتوبة على «الاستراكا» قد حُذِف منها الصيغة الختامية؛ وذلك طبعًا لضيق رقعتها كما أسلفنا، أو لأنها تُعتبَر بطاقات صغيرة تتبادل داخليًّا، وقد شذَّ من ذلك رسالتان كُتِبَتَا على الاستراكا. (راجع Berlin Ostraca No. 10628, 10630).
وأحيانًا نجد أن الخاتمة: «أتمنى لك صحة جيدة» تعقب الجملة: «إني مرسل إليك لأعلمك …» أو «إني مرسل إليك لأعلمك بمكاتبة الملك على يد حامل البريد الرسمي فلان.» راجع (Cerny, L. R. L., 49, 7 & Gardiner, L. E. M., 126, 5-6).
ويقابل هذه الصيغة صيغة أخرى كانت تُستعمَل بوجه خاص في عهد الأسرة التاسعة عشرة، وهي بلا شك صيغة ختامية ترجع جزئيًّا إلى الدولة الوسطى، وتنمُّ عن أدب في التعبير، وهي: «إنها رسالة لأحيط سيدي علمًا …» ويُلاحَظ هنا أنها كانت تستعمل في مخاطبة مَن هو أعلى مكانةً، وقد ذُكِر التاريخ مع هذه الصيغة الختامية في رسالتين. راجع (1) Anastasi IX, Vs. 3 & L. E. M. 56. 1. أما في الدولة الوسطى فنجد الصيغة الختامية: «إنها رسالة لذلك السبب (الذي وضح في الخطاب).» (K. P. L V1, 1 V. s & V1. 9. Griffith K. P. PP. 82, 80).
غير أنها لم تكن تختم بها الرسالة عادةً في هذا العهد، بل إنها تستعمل أحيانًا بمثابة خاتمة لفقرة من الرسالة (راجع ibid Pap V1. 4, K. P. P 74). وفي نفس أوراق اللاهون (Pap. VI. 5 Griffith K. P.P. 81) نقرأ: «إنها رسالة لذلك» ويعقبها: «أرجو أن يكون سيدي في حياة وسعادة وصحة، حسن الاستماع.»

وفي رسائل المعاملات نجد أن الصيغة الختامية كانت: «خُذْ علمًا بذلك (أي محتويات الرسالة).»

وفي خلال الأسرة الثامنة عشرة نلاحظ أن الرسائل لم يكن لها خاتمة معينة كما كانت الحال في عهد الدولة القديمة.

وقد لوحظ أنه توجد مساحة بيضاء قبل الصيغة الختامية، سواء أكانت: «أتمنى لك صحة جيدة» أم «خذ علمًا بذلك»، وذلك في رسائل الأسرتين التاسعة عشرة والعشرين، غير أن هذا الفراغ لم يُرَ قطُّ في الرسائل النموذجية. وخلاصة القول أن الصيغتين: «أتمنى لك صحة جيدة»، «وخذ علمًا بذلك» كانتا الصيغتين الأساسيتين لختام المراسلات في عهد الدولة الحديثة، أما الصيغة: «إنها رسالة لأعلم سيدي …» فإنها كانت خاصة بالأسرة التاسعة عشرة.

(١٠) تأريخ الرسائل

كان تاريخ الرسالة كما ذكرنا آنفًا يُوضَع في أول الرسالة في خلال الدولة القديمة، أما في عهد الدولة الوسطى فكان يُوضَع على ظاهر الرسالة عند نهاية العنوان، غير أنه كان يسبق اسم الرسول (Griffith, K, P. P72, 74, 77). أما في عهد الدولة الحديثة فكان يُوضَع عادةً في نهاية الرسالة (Ghurab, ibid. P, 91; Gardiner L. E. M. 84, 4).

(١١) أسلوب تحرير الرسائل

لا شك في أن موضوع الرسالة كان يُصَبُّ في عبارات ومصطلحات تُنتخَب وفق قواعد وعوامل لا بد من مراعاتها، تتفق والعصر الذي كُتِبت فيه الرسالة، ومرتبة كلٍّ من المرسل والمرسل إليه، والعلاقة التي تربطهما، ثم الموضوع الذي كان يتناوله الكاتب. وهذه النقط قد تكلمنا عنها فيما سبق، وبخاصة فيما يتعلق بالصيغة الافتتاحية، والديباجة، والصيغة الختامية، وكذلك أساليب موضوع الرسالة ومحتوياتها.

بعض أساليب خاصة بالرسائل

هناك أساليب خاصة نجدها مكرَّرة في الرسائل كما ذكرنا، غير أنها تختلف باختلاف الموضوع الذي يتناوله الكاتب.

الأجوبة: لقد وصلنا جواب من عهد الملك «اسيسي» أمر بتحريره إلى أحد أشراف حاشيته «سنزم اب» ردًّا على رسالة له، وقد ابتدأه بما يأتي: «إن جلالتي قد شاهدت رسالتك هذه التي أرسلتها لي لتخبرني …» وكذلك الجواب الخاص بالجريمة المنسوبة إلى النبيل «سابني» من عهد الدولة القديمة، فإنها كانت جوابًا على رسالة سابقة، وقد قال فيها بعد الصيغة الافتتاحية: «إني أنا أخوك قد وجَّهتُ عنايتى الخاصة للموضوع الذي أرسلت لي عنه.» (راجع Smithers, J. E. A, Vol. 28, P. 16). ومما يؤسف له أن قلة الوثائق في هذا العهد لا تمكننا من معرفة الطريقة التي كان يفتتح بها موضوع الرسالة في ذلك العهد، على أن الجواب الذي أرسله «بيبي الثاني» إلى «حرخوف» يبتدئ بأسلوب مشابه للجواب الملكي السابق؛ إذ يقول: «لقد علمت موضوع خطابك هذا.» (راجع Breasted, “Ancient Records”, Vol. I P. 160). ونجد أن الكاتب وهو يتكلم عن بعض ما جاء في تلك الرسائل الملكية يستعمل أمثال الجمل الآتية:

«لقد قلت في جوابك هذا» و«لقد قلت لجلالتي» … إلخ.

أما في عهد الدولة الوسطى فلدينا رسالة تبتدئ بهذه العبارة: «حقًّا فإنه بخصوص ما قد أرسلت لي عنه». (راجع Grifffith, K. P. Vol. I, P. 72)، وفي صلب الرسالة نجد: «لقد سمعت بالأشياء التي ترسل عنها.» (راجع Pap XII, I, ibid, P. 79).

أما في عهد الدولة الحديثة فنقرأ في أجوبة الرسائل التعبير الآتي: «لقد سمعت كل الأشياء التي أرسل لي عنها.» وحرفيًّا: «القول الذي عملته أو الرسالة التي عملتها قائلًا …»

ثم يأتي بعد ذلك اقتباس من الرسالة الأصلية، وينتهي هذا الاقتباس بالجملة التالية: «هكذا قلت»، وهذه الصيغة كانت تُستعمَل عادةً في نهاية عصر الرعامسة. (راجع Cerny, L. R. L. 9, 10; 34, 11).
ونجد أحيانًا أن الكاتب يختصر صيغة الاعتراف بوصول الرسالة في جوابه بقوله: «لقد سمعت» Gardiner L. E. M. 123, 8.، وهذه الصيغة قد تُكتَب كذلك في صلب الجواب حينما يذكر المرسل إليه أشياء أخرى قد وصلته في رسالات سابقة.

تعليمات

نجد في الرسائل أن الكاتب كان يعبِّر عن الأوامر التي يريد إرسالها بطرق مختلفة تتناسب مع المرسل إليه، فنجد مثلًا في الدولة الوسطى أن الأوامر قد صيغت في رسالة واحدة كالآتي: «يجب أن ترسل إليَّ رسالة بخصوصها»، «إنه يجب عليك أن ترسل لي رسالة»، «يجب أن ترسل لي بخصوصها». (راجع Griffith, K. P, P. 74 Pap. IV, 4.).
وكذلك كان يكتب: «مُرْ بأن يحضر إليَّ». (راجع K. P, P. 78)، وفي أخرى «مُرْ بأن يؤتى إليَّ» و«مُرْ بأن يحضر إليَّ». (راجع ibid P. 82)، وهذا الأمر الأخير هو من رئيس لمرءوسه.
أما في عهد الدولة الحديثة؛ فقد كان الكاتب يتجنب الأوامر المباشرة، ويعطي تعليماته كما يأتي: «حينما تصل إليك رسالتي ينبغي أن تفعل كذا وكذا.» (راجع Amarna Letters II, 15, Cairo No, 58058).

الالتماسات

كانت الملتمسات في رسائل الدولة القديمة يُعبَّر عنها بطريقة طبيعية مباشرة كما يشاهد في جواب «حرخوف»، ولكن بظهور الدولة الوسطى ظهرت عبارات مختارة كالآتية: «إن الخادم هناك (العبد الفقير) يرسل رسالة بخصوص أن يأمر (سيدي) بأن يعطي …» (راجع Griffith, K. P., P. 75, Pap IV, 6).
وكذلك نجد التعبير التالي: «إن الخادم هناك يرغب أن يعرف …» (راجع Griffith K. P.P. 77). أو «إنها رسالة إلى سيدي، له الحياة والصحة والسعادة؛ قصد أن يجعل قلبه يهتم بي …» (راجع ibid, P. 72, 79).
أما في عهد الدولة الحديثة فكان يُعبَّر عن الالتماس كما يأتي: «واجعل التفاتك إلى …» وكان ذلك التعبير يُستعمَل عندما يريد الكاتب أن يطلب إلى المكتوب إليه تنفيذ شيء في أدب. (راجع Cerny L. R. L. 14, 4, 20, 17)، وكذلك وجدنا التعبير التالي: «لا تكن متوانيًا في …» (راجع ibid 14, 11).

اهتمام المرسل بالمرسل إليه

كان يُعبَّر عن هذه العاطفة في عهد الدولة الوسطى بالطريقة الآتية: «إنها رسالة إلى السيد له الحياة والسعادة والصحة؛ ليأمر بالكتابة للخادم هناك (العبد الفقير)، فيما يختص بحياة وسعادة وصحة سيدي (الذي أرجو له الحياة والسعادة والصحة).» راجع Griffith, K. P, P. 75, Pap. L, VI ومن الطريف أننا نجد في رسالة أخرى أنه قد ذكر بعد الصيغة السابقة: «لأن قلب الخادم هناك (العبد الفقير) يكون فرحًا عندما يسمع بحياة وسعادة وصحة سيده، الذي يرجو له الحياة والسعادة والصحة.» (راجع ibid, P. 81). والواقع أن مثل هذا الاهتمام والدعاء نجده في المكاتبات العربية، غير أنه يُوضَع في صورة مترادفات أخرى.
أما في عهد الدولة الحديثة فنقرأ: «لا تتوانَ في أن ترسل إليَّ عن حالتك.» (راجع Cerny L. R. L. 15, 12-13).
وقد يضاف إلى ذلك: «لأني مشغول البال من جهتكم.» (Gardiner, L. E. M, 68, 1-2).
وكان الرد على ذلك: «لا تشغل قلبك من جهتي.» (راجع ibid 7, 4)، أو «إني في صحة اليوم، أما الغد ففي يد الله.» راجع (ibid 16, 3)، وفي رواية أخرى لهذه الصيغة من الأسرة التاسعة عشرة نقرأ: «نحن بصحة اليوم، غير أننا لا نعرف ما ستئول إليه حالنا في الغد.» (راجع Leyden, No. 360).

(١١-١) رءوس فقرات جديدة في الرسالة

كان الكاتب المصري عندما يريد أن يبتدئ موضوعًا جديدًا في صلب رسالته يستعمل لذلك ألفاظًا وأساليب خاصة، ففي الدولة القديمة كان يستعمل لفظة «والآن» أو «وبعد» أو «وفضلًا عما ذُكِر». راجع Smithers, J. E. A. Vol. 28, P. 16, Gardiner J. E. A. Vol. B P. 75. أما في عهد الدولة الوسطى فإن التعبير الذي ذكرناه فيما سلف وهو: «إنها رسالة إلى سيدي له الحياة والسعادة والصحة» كان غالبًا يُستعمَل في بداية فقرة جديدة، كما كان يُفتتَح به الرسالة. (راجع Griffith, K. P. PP. 67, ff) ونجد في بعض الرسائل من ذلك العهد أن الرسالة كانت تُفتتَح بكلمة: «تأمل». (راجع ibid P. 71–75).
أما في عهد الدولة الحديثة فكانت تُستعمَل العبارات التالية: (١) «كلام آخَر». (راجع Cerny L. R. L. 36, 11). (٢) «رسالة أخرى لسيدي». Anastasi IX; 1. (٣) «إنها رسالة لأحيط بها علم سيدي …» وهذه الصيغة الأخيرة نجدها في الرسائل النموذجية من عهد الأسرة التاسعة عشرة، وفي رسالة من عهد الأسرة العشرين. (راجع Gardiner, L. E. M. 115, 13). (٤) «لقد أحضرت إليك هذه الرسالة المكتوبة قائلة …»
وهذه الصيغة أصبحت لا تُستعمَل في عهد الأسرة العشرين. راجع Cairo No 58055, 2.

تعبير كاتب الرسالة عن نفسه

كان الكاتب يعبِّر عن نفسه في تواضُع بالعبارة الآتية «العبد هناك»، بدلًا من كلمة «أنا»، وهي ما تقابل في التعبير العربي (العبد الفقير)، وقد كان ذلك خاصًّا بالدولتين القديمة والوسطى كما سبق ذكره.

أما في الدولة الحديثة فقد كان نادر الاستعمال (راجع قصة المخاصمة بين حور وست).

على أنه لدينا رسالة من عهد الدولة الوسطى من رجل إلى امرأة لم يستعمل في مخاطبتها هذا التعبير، وقد يرجع سبب ذلك إلى أن الرجل كان لا يستعمله عند مخاطبة المرأة، أو إلى أنها كانت أقل منه درجةً في الهيئة الاجتماعية (راجع Griffith, K. P, pp. 72, 73). وقد استعمل الكاتب في رسالته العبارة التالية متكلِّمًا عن نفسه «الشريف هنا»، وفسَّرها بعد ذلك في صلب الخطاب بلفظة «أنا»، وهذا يدل بطبيعة الحال على أن الرسالة كانت من رئيس عظيم إلى مرءوس صغير. (راجع ibid P. 82, Pap. LXV, 1).
هذه نظرة عامة عن الرسائل المصرية من أول نشأتها حتى نهاية عصر الرعامسة، وقد توخَّيْنا في ذلك الاختصار حتى لا نخرج عن الغرض الذي نرمي إليه، وهو أن نضع أمام القارئ صورةً موجزةً عن تاريخ هذه الرسائل بقدر ما وصل إلينا من المعلومات، وسنورد فيما يلي بعض النماذج من هذه المراسلات، وسنوجِّه عنايتنا فيما سنورده هنا إلى الرسائل التعليمية والنماذج الإنشائية التي كان يهتم بها المصريون في عهد الدولة الحديثة، وسنضرب صفحًا عن رسائل المعاملات والرسائل الأخرى المملة التي لا يستفيد منها القارئ إلا شيئًا من الوجهة الاجتماعية، وسنتكلم عن ذلك في موضعه من تاريخ مصر القديمة وبخاصة في عهد الدولة الوسطى. هذا إلى أننا قد استعنا بما وصل إلينا من كل العصور في الشرح الذي وضعناه بين يدي القارئ، والذي يمكن تطبيقه على الأمثلة التي سنوردها هنا، والأمثلة التي سنضعها أمام القارئ تنقسم خمسة أقسام، وهي:
  • (١)

    تعاليم وتحذيرات للتلاميذ.

  • (٢)

    رسائل حقيقية استعملت نماذج إنشائية للتلاميذ.

  • (٣)

    رسائل نموذجية من إنشاء المعلمين.

  • (٤)

    تهنئات إلى المعلمين والرؤساء.

  • (٥)

    منافسة أدبية.

(١٢) أمثلة على الرسائل

الحياة في المدرسة١٠

ينصح الوالد في هذه الرسالة ابنه بعد أن أدخله المدرسة أن يثابر على تحصيل العلم ليكون كاتبًا، والكتابة أعظم الحِرَف في كل زمان ومكان في مصر القديمة؛ إذ بها يمكن الإنسان أن يرتفع إلى أعظم المناصب الحكومية، ثم نراه يضع أمام ابنه القواعد التي يجب أن يسير على نهجها حتى يصل إلى غرضه، ثم هو يحذره التراخي في اتباع نصائحه، وإلا كان العقاب الجثماني جزاءه، فيقول:

إني أضعك في المدرسة مع أولاد العظماء لأربيك، ولأجعلك تتعلم هذه الحرفة التي تعظم صاحبها.

انظر إني أقصُّ عليك كيف يكون حال الكاتب حينما يكون … استيقظ، في مكانك، إن الكتب قد وُضِعت أمام زملائك، ضع يدك على ملابسك وانظر إلى نعليك (؟).

وعندما تأخذ (فرضك) اليومي … لا تكن كسلان …١١

… واقرأ بجد في الكتاب، ولا تدع كلمة تُسمَع عندما تحسب في صمت (أي حساب عقلي) …

اكتب بيدك، واقرأ بعينك، واستشر مَن هم أنبه منك (؟)، ولا تتراخ ولا تُمْضِ يومًا في الكسل، أو يلحق الويل أعضاءك! واعمل على فهم طريقة أستاذك، وأصغِ إلى تعاليمه …

… انظر إني معك كل (يوم؟) احذر أن تقول …؟

كن مجتهدًا

وهنا يحثه على الاجتهاد، ويغريه بما ينتظره من المستقبل إن اجتهد، ويخوِّفه العقاب إن أهمل، وكنَّى عن أثر الضرب المفيد في التعليم كناية ظريفة؛ فجعل أُذُن الولد مركبة في ظهره، وضرب له الأمثلة على أن التعليم أصبح يصل إلى الحيوان والطيور، والإنسان لا شك أجدر به منهما، قال:
  • (١)
    «كن مجتهدًا»:١٢ يأيها الكاتب لا تكن كسلان، لا تكن كسلان، وإلا فإنك ستُعاقَب عقابًا صارمًا، ولا تجعلن قلبك ينغمس في الملاهي، وإلا فمصيرك الخراب، واكتب بيدك، واقرأ بفمك، واستَشِرْ مَن هم أعلم منك.
    وحصِّلْ لنفسك وظيفةَ حاكمٍ حتى يمكنك أن تصل إليها عندما تصير مُسِنًّا، والكاتب الذي ينبغ في حرفته سعيدٌ، فهو أستاذ تربية. وثابِرْ كل يوم، وبذلك ستتفوق فيها (الكتابة أو معرفة الكتابة)، لا تُمْضِ يومًا في الكسل أو تضرب، وإنَّ أُذُنَ الولد على ظهره فهو يسمع حينما يضرب. واجعل قلبك يصغي إلى كلماتي؛ فإنها ستكون نافعة لك. وإن «الكايري»١٣ يُعلَّم الرقص، والخيل يُكبَح جماحها، والحدأة (؟) تُوضَع في عش (؟) وجناحي الصقر يُشَدَّان١٤ (أي لأجل أن يصير مدرَّبًا). ثابِرْ في طلب النصيحة ولا تهملها، لا تمَلَّنَّ الكتابة، دَعْ لبَّكَ يُصْغِ إلى كلماتي وستجدها مفيدة.

    وفي هاتين الرسالتين يبيِّن أنه بذل المستطاع لتعليمه، وجلب له معلم صبيان بالليل، وآخَر بالنهار؛ حتى يقوى على الدرس والتحصيل، فبدا أنه أقل استعدادًا من الأسود في ترويضها، والطيور في تعليمها، والخيل في تدريبها، وأن النصيحة غير مجدية فيه، والضرب لا يردعه عن تهاونه، فمثله مثل الحمار العنيد أو العبد الغفل الذي لم يصقله الثقاف ولا التهذيب. قال:

  • (٢)
    «كن مجتهدًا»:١٥ لا تكن رجلًا غبيًّا لا عِلْمَ عنده.

    ففي الليل يدرِّس لك واحد، وبالنهار يعلِّمك آخَر، غير أنك لا تصغي إلى التعليم، بل تعمل حسب ميولك. إن «الكايري» يصغي إلى الكلمات حينما يُجلَب من «إثيوبيا»، والأسود تُدرَّب، والخيل يُكبَح جماحها، ولكنك لا يشابِهُكَ إنسان في كل الأرض، أرجو أن تفطن لذلك.

  • (٣)
    «كن مجتهدًا»:١٦ إن قلبي قد سئم إعطاءك دروسًا (أكثر مما أعطيتك)، ويمكنني أن أضربك مائة ضربة، ومع ذلك فإنك تلقي بها جميعًا ظهريًّا، وإن مثلك عندي كحمار قد ضُرِب ولكنه عنيد (؟) … وكذلك مثلك عندي كمثل عبد أسود يزمجر، قد أُحضِرَ مع الجزية.١٧ إن الحدأة تُوضَع في العش، وجناحاها يوثقان، وإني لجاعِلك تلعب دور الرجل يأيها الولد الرديء، أرجو أن تفطن لذلك.

    ونرى الوالد في هذه الرسالة يزهِّد ابنه في معاقرة الخمر ومخادنة الحسان، ويصوِّر لابنه حاله عندما يكون ثملًا مترنحًا يخيف الناس، ويخرج عن جادة العقل فيقصف ويلهو ويتمرغ في التراب، ويتمسح بالقيان، ويصدح مع الصادحات، ويذهب بوقاره ما يصدر عنه من لغو ومن تأثيم، فتراه يقول له:

  • (٤)
    «الجعة والعذارى»:١٨ لقد حُدِّثْتُ أنك هجرت الكتابة، وأنك أسلمت نفسك (؟) للملاذ، وأنك تتسكع من شارع إلى شارع حيث رائحة الجعة. إلى التلف؟ إن الجعة تفزع الناس (منك) وتودي بروحك إلى الدمار (؟)، ومثلك كمثل سُكان السفينة المكسور الذي ينقاد إلى كلا الجانبين، وكالمقصورة من غير إلهها، وكالبيت من غير خبز. وقد وُجِدتَ تتسلق جدارًا وتكسر اﻟ … وقد فرَّ الناس من أمامك؛ لأنك تُنزِل بهم جروحًا، فليتك كنت تعلم أن الخمر إثم، وأن تُقسِم ألَّا تشرب «الشدة»،١٩ وألا تسلم قلبك للزجاجة (؟)، وأن تنسى شراب «تِلِك».٢٠
    لقد عُلِّمتَ كيف تغني على القيثارة، وتضرب على الأرغول، وتغني على كتنور (العود) مترنمًا، وتغني على النزخ،٢١ وتجلس في البيت، وتحيط بك البنات، ثم تقف وتعمل … أنت … وتقعد أمام قَيْنَة، وترش بالعطور وتيجانك المصنوعة من زهر «أشت بنو» تتدلى حول نحرك، وتطبل على جوقك، وبعد ذلك تسقط على بطنك وتلطخ بالأوساخ …

    وهنا يُري الوالد ابنه أن مَن حام حول الحمى يُوشِك أن يواقعه، وأن التسكع في الطرقات يجر إلى الزلل، ويضرب له الأمثال على أن مَن عانَى التعليم في صغره، يدرك ما تصبو إليه نفسه في كبره، فقال:

  • (٥)
    «التلميذ في الأغلال»:٢٢ لقد سمعت أنك تستسلم للملاذ، لا تولين ظهرك إلى كلماتي، هل تسلمن عقلك لكل أنواع الأشياء الصماء؟ …

    سأجعل قدمك تزل (؟) حينما تنزلق إلى الشوارع (أي تتسكع في الشوارع)، وستُضرَب بسوط من جلد فرس البحر.

    ومهما يكن من أمر فإني رأيت كثيرًا من أمثالك قد جلسوا في قاعة الكتابة، ولم يقولوا «بالله» (من غير أن يقسموا): «بأن الكتب (لا تساوي) شيئًا مطلقًا.» ومع ذلك فإنهم صاروا كُتَّابًا، وذكر الواحد (الملك) أسماءهم؛ ليرسلهم في مهمات.

    وإذا نظرت إليَّ حينما كنتُ صغيرًا مثلك، وجدتني مضَّيت وقتي والأغلال في يدي، وقد شدت أعضائي بها، وقد مكثت بها مدة ثلاثة شهور، وسُجِنت في المعبد، في حين أن والدي ووالدتي وأخي كانوا في الأرياف، ولما فُكَّتْ عني (الأغلال)، وأصبحَتْ يدي طليقة، فُقْتُ ما كنت عليه فيما مضى، وكنت أول زملائي وتفوَّقْتُ عليهم في الكتب.

    افعل ما أقول وسيكون جسمك سليمًا وستجد في الصباح٢٣ أن لا أحد يعلو عليك.

    (المتن هنا مضطرب غامض، ويظهر من خلاله أن الوالد يضرب لابنه الأمثال على تخبُّطه في حياته، وعلى أن نتيجةَ مثل ذلك الخيبةُ والفشل). قال الوالد:

  • (٦)
    «كن مجتهدًا»:٢٤ حُدِّثت أنك تهجر الكتابة، وأنك تسافر وتهرب، وأنك تهجر الكتابة بقدر ما تستطيع قدماك من السرعة، وأنك في هذا كحصانين … (ومَن يقرأ هذا التعبير يثب إلى ذهنه «فرَسَا رهان» التعبير العربي، ولكن لم يكن في مصر في ذلك الوقت سباق للخيل؛ إذ كانت الخيل تجر العربات فقط)، وقلبك يرفرف، وإنك لكالطير المسمى (إخي)، أذنك … وإنك لكالحمار حينما يُضرَب، وإنك لكالغزال الشارد.

    ولكنك لست بصائد الصحراء ولا «ماتوي» الغرب.

    ولكنك لست بالأصم الذي لا يقدر أن يسمع فيكلمه الإنسان باليد (بالإشارة)، وإنك مثل رفيق ربَّان ماهر في السفينة،٢٥ حينما ينوب عن زميله في قيادتها ويقف في المقدمة (؟) وهو لا يلتفت إلى الرياح العكسية، ولا يبحث عن الموجة (أي لا يلتفت إلى التيار)، فإذا ما انفلت الحبل الخارجي اﻟ … الحبل يعلق حول رقبته وعندما يشد الحبل …

    كل الكلام الآتي مبهم، ونعلم أنه يقطف الأزهار على الشواطئ، ومن الجائز أن هناك وصفًا مضحكًا لملابسه: شعره المستعار بخصلته المجعدة التي تضرب إلى قدميه من صنع «إثيوبي» … إلخ.

    والخاتمة هي: «وله أذن صماء في يوم٢٦ الحمار، وهو مجداف محرك في يوم السفينة، وسأفعل كل ذلك له٢٧ إذا ولى ظهره إلى حرفته.»

    وفي الرسالة الآتية يرغِّب الوالد ابنه عن الفلاحة بذكر الجوائح التي تجتمع على الفلاح فتحرمه ثمار كَدِّه من فادح الضرائب ومختلف الآفات، ومن ضروب الإهانات التي تقع عليه، ولا يسلم منها زوجه وبنوه. ثم يرغِّبه في الكتابة ويزيِّن له الاشتغال بها فيقول:

  • (٧)
    «لا تكن فلاحًا»:٢٨ لقد أُخبِرْتُ أنك تهجر الكتابة وتسترسل في الملاذ، وأنك قد صمَّمت على العمل في الحقل، وحولت ظهرك عن كلمات «الله».٢٩ ألم تفكِّر كيف تكون حال الفلاح حينما يسجل الحصاد،٣٠ وقد أكل الدود نصف الغلة والتَهَمَ فرس البحر ما تبقَّى. وعندما يزخر الحقل بالفيران، والجراد يجتاحه، والماشية تلتهم، والعصافير تسرق، فالويل للفلاح وقتئذٍ (؟).

    والبقية الباقية في الجرن يأتي اللصوص على آخِرها، اﻟ … من النحاس محطمة، والحصانان يموتان في الدرس والحرث.

    والآن يرسو الكاتب إلى الشاطئ، ويأخذ في تسجيل المحصول، والحرَّاس يحملون عصيًّا، والعبيد يحملون جريد نخل، ويقولون: «هات غلة.» «ليس هناك غلة.» وعندئذٍ يُطرَح أرضًا ويُضرَب، ثم يُوثَق ويُلقَى في الترعة ويُغمَس في الماء منكسًا، وزوجه تُوثَق أمامه وتُوضَع أطفاله في الأغلال (؟)، وجيرانه يولون الأدبار، وبعد ذلك تطير غلتهم. أما الكاتب فإنه يدير عمل كل الناس، وليس عليه ضريبة؛ لأنه يدفع جزيته بالكتابة، وليس عليه جزية، أرجو أن تفطن لذلك.

    وفي هذه الرسالة الآتية يرفع من شأن الكاتب كعادته مبيِّنًا نفوذه ومنزلته، ويغض من شأن الجندي فيكشف عمَّا يُلاقِيه من عنتِ الرؤساء، وهم كثيرون يتدرجون في الرتبة ويتباينون فيها، وإن اتفقوا على تكليف الجندي بشاقِّ الأعمال، وهو لذلك ينأى بابنه عن أن يتخذ الجندية حرفةً له.

  • (٨)
    «لا تكن جنديًّا»:٣١ «ضع الكتابة٣٢ في صدرك حتى تقي نفسك أي عمل شاق، وتكون حاكمًا ذائع الصيت، أَلَا تذكر الفرد الخامل المغمور الاسم؟ إنه سيحمل كالحمار، حينما يقف أمام الكاتب الذي يعرف قيمته (؟).

    تعالَ، ودعني أخبرك سوء حال الجندي بالنسبة لمرءوسيه العديدين: القائد، فقائد الرديف، «والسكت الذي على رأسهم»، وحامل العلم، وضابط الصف، والكاتب، وضابط الخمسين، وقائد عساكر «أداي» (الذين يُستخدَمون خاصة في الخارج)، وهم يروحون ويغدون في حاشيتهم في القصر الملكي ويقولون: «دعهم يعرفوا العمل.»

    ويستيقظ بعد مضي ساعة (من نومه) ويُسَاق كالحمار، ويشتغل إلى أن تغيب الشمس تحت ظلام الليل، فيصير جوعان وجسمه … وكأنه ميت ولا يزال حيًّا.

    وفي الرسالتين التاليتين مقابلة بين الكاتب والجندي، رفع فيهما منزلة الكاتب وهوى بمنزلة الجندي، وبيَّن ما يلحقه من عنت وإرهاق وأذى واحتقار؛ فقال:

  • (٩)
    «لا تكن جنديًّا»:٣٣ آه، ماذا تعني بقولك: «إنه يظن أن الجندي أسعد حالًا من الكاتب؟» دعني أحدِّثك عن حال الجندي الذي يضرب غالبًا، حينما يؤتى به وحينما لا يزال … طفل؛ ليُحبَس في المعسكر (؟)، ثم إنه يُضرَب ضربة موجعة على جسمه، وضربة محطمة على عينيه، وضربة تكبُّه على جبينه، ورأسه يشج بجرح، وهو يطرح أرضًا ويُضرَب كوثيقة (كما تُضرَب ورقة البردي عند صنعها!)، وهو يكسر ويجرح بالجلد. تعالَ، دعني أخبرك كيف يذهب إلى سوريا، وكيف يسير على الجبال، وخبزه وماؤه على كتفه كحمل الحمار، ويجعلون رقبته مثل … مثل رقبة الحمار، وفقرات ظهره قد حنيت، وشربه ماء آسن، وإذا أعفي من السير كُلِّفَ بالحراسة، وعندما يصل إلى الأعداء يكون كالطائر في الأحبولة، وليس في جسمه قوة، وإذا عاد إلى مصر كان كالخشب الذي نَخِر بتأثير السوس؛ فهو مريض طريح الفراش، ويؤتى به ثانيةً على حمار، وملابسه تُسرَق، وخادمه يولي الأدبار. يأيها الكاتب إنناثا٣٤ لا تعتقد أن الجندي أسعد حالًا من الكاتب.
  • (١٠)
    «لا تكن جنديًّا»:٣٥ ولِّ وجهك شطر الكتابة نهارًا، واقرأ ليلًا؛ لأنك تعلم ماذا يفعله المليك فيما يمس كافة إجراءاته، فكل رعاياه تعرض ويؤخذ أحسنهم، فالرجل يصير جنديًّا، والشاب يصبح مقترعًا، والولد يُربَّى فقط ليُنتزَع من حضن أمه، وإذا بلغ أشده حُطِّمَتْ عظامه.

    هل أنت حمار يُسَاق لأنه لا عقل له في جسمه؟!

    اكتسب لنفسك هذه الحرفة العظيمة، مهنة الكاتب، فإن دواتك وقرطاسك يكونان مبتهجين ومفعمين بما يملكان، وتكون فرحًا كل يوم، أرجو أن تفطن لذلك.

    وهنا حمَلَ الوالد على الفارس الذي يسوس جياد العربات، مبيِّنًا كدحه في سبيل أداء واجبه، وما ينفقه ثمنًا للعربة والعجلات، ثم سوء ما يلاقيه من الجزاء بعد إنفاق القوة والوقت والمال. ومن المدهش أن هذه كانت أشرف مهنة في خلال الدولة الحديثة، وبخاصة في عهد الأسرتين الثامنة عشرة والتاسعة عشرة؛ إذ كان لا يحترفها إلا أولاد علية القوم وأهل اليسار؛ وذلك لأن الخيل كانت قد جُلِبت للبلاد حديثًا، وكان لا يستعملها إلا الملوك وأولادهم وأصحاب النفوذ، ولا أدل على ذلك من أن «تحتمس الثالث» كانت له إصطبلات خاصة لتربية الخيل وتعليم ابنه «امنحوتب الرابع» سياستها وتدريبها، والغريب في كل ذلك أن القوم كانوا لا يمتطون ظهورها، بل كانوا يستعملونها في جر العربات وحسب.

  • (١١)
    «لا تكن فارسًا»:٣٦ وطِّنْ نفسك على أن تكون كاتبًا؛ حتى يمكنك أن تُدِير جميع الأرض، تعالَ ودعني أحدثك عن حرفة تعسة، وهي مهنة فارس العربة (الخيَّال)، فإنه يُوضَع في الإصطبل (الملكي) بوساطة والد أمه (لأنه من أسرة طيبة) ومعه خمسة عبيد، رجلان منهم يساعدانه (؟).
    وهو يهرول ليحضر جيادًا من الحظيرة في حضرة جلالته، وحينما يحصل على خيل جميلة يصير فرحًا مرحًا، ويأتي بها إلى بلده ويطؤها بالقدم (المدينة) بلذة، وما أسعده حين يطؤها بالقدم … غير أنه لا يعرف للآن ما قُدِّرَ له، وهو ينفق ماله الذي ورثه من والد أمه ليحصل على عربة، عجلتها تكلِّفه ٣ دبن، والعربة نفسها تتكلف ٥ دبن،٣٧ ثم يسرع ليمشي بالقدم من عليها، ثم يعدُّ نفسه ليلبس حذاء … ثم يأخذ نفسه ويضع رجليه في نعلين (؟) ثم يرمي بها (العربة) في الغابة، وتُجرَح قدماه بالنعلين (؟) ويُمزِّق الشوك جلبابَه.

    وعندما يأتي الملك ليستعرض الجنود فإنه يكون معذبًا عذابًا أليمًا (؟)، ويضرب وهو على الأرض مائة جلدة.

    ولا يزال صاحبنا هنا يعيد ويبدي في الكتابة، فهي هدفه الذي يسعى ليصل ابنه إليه، فلا غرابة إن رفعها على أنقاض الحرف الأخرى، وخصَّ بهجومه في هذه المرة الجندي والكاهن والخبَّاز، وإن لم يسلم منه أضرابهم من أصحاب المهن الأخرى، قال:

  • (١٢)

    «لا تكن جنديًّا ولا كاهنًا ولا خبَّازًا»: كن كاتبًا تنجُ من السخرة، وتُصَنْ من كل عمل، فهو معفى من العزق بالفأس، وليس عليك أن تحمل المكتل، إنها تخلصك (مهنة الكاتب) من الجدف بالمجداف، وإنها خالية من الكدر، ليس فوقك عدة رؤساء ولا جم غفير ممَّنْ هم أرقى منك.

    وسرعان ما يخرج الرجل (غير الكاتب) من فرج أمه حتى يُطرَح أرضًا أمام رئيسه، فالولد يصير تابعًا للجندي، والشاب يصبح مقترعًا، والرجل الكهل يصير فلَّاحًا، والمدني يصبح سائسًا، والأعرج (؟) يصير بوَّابًا، والقصير النظر؟ يطعم الماشية، والدجاج يذهب على اﻟ … والسماك يقف في البلل، وملاحظ الإصطبل يقف عند العمل، على حين أن جياده تُترَك في الحقل،٣٨ ويرمي بالغلة إلى زوجه وبنته على الشاطئ (؟)، وإذا تركته جياده وهربت فإنه (؟) يجند في فرقة «أواي» (الرجَّالة).٣٩

    والجندي حينما يذهب إلى سوريا يذهب من غير عصا ولا نعلين، ولا يعلم إذا كان سيموت أو يبقى حيًّا بسبب الأسود المتوحشة (؟)، والعدو يرقد مختبئًا في عشب، أو يقف مستعدًّا للمعركة، والجندي يمشي ويتضرع لربه: «تعالَ إليَّ وخلِّصني!»

    والكاهن يقف هناك كالفلاح، والكاهن المطهر يشتغل في الترعة …٤٠ ويبلل في النهر، ولا فرق عنده بين الشتاء والصيف، أو إذا كان الجو عاصفًا أو ممطرًا، والخبَّاز يقف ويعجن، وعندما يدس رأسه في الفرن ليضع الخبز على النار يكون ابنه ممسكًا بقوة على قدميه، وإذا اتفق أنه أفلت من يد ابنه سقط في اللهيب، أما الكاتب فإنه يدير كل عمل في هذه الأرض.

    والوالد في هذه المرة يريد أن يضمن لابنه نوعًا من الترف لا يجده إلا عند الموظفين، فالموظف سيد يُقدَّم له الماء ويُصنَع له الخبز، وليس عليه إلا أن يأمر فيُطَاع، فهو قطب المجالس وعماد الدوائر؛ ولذلك يزيِّن لابنه أن يكون موظفًا حتى يقضي وقته بين الدفاتر والمحابر، وينجو من الأعمال الأخرى الشاقة المرهقة.

  • (١٣)
    «كن موظفًا»:٤١ لا تدعن قلبك يهتز كورقة أمام الريح … ولا تُسلمن قلبك للملاذ؛ فإنها بكل أسف لا تفيد، ولا تؤدي للإنسان أي خدمة … وحينما يشتغل (بيده) وكان من نصيبه أن يخدم مجلس الثلاثين٤٢ حرم القوة والاستجمام؛٤٣ لأن العمل الشاق لا ينقطع عنه، ولا خادم يقدِّم له الماء، ولا امرأة تصنع له الخبز، على حين أن إخوانه٤٤ يعيشون كما يرغبون، وخدمهم يشتغلون بدلًا منهم،٤٥ ولكن الرجل الذي لا إحساس عنده يقف هناك ويشقى، وعيناه تنظران حسدًا إليهم.٤٦ من أجل ذلك تَبَصَّر أيها الولد الشقي، أيها العنيد الذي لا يريد أن يصغي حينما يُتحدَّث إليه؛ أسرع إلى تلك الحرفة بسرور …٤٧ إنها هي الصناعة التي تدير كل مجالس الثلاثين٤٨ ورجال حاشية الدائرة الملكية.

    أرجو أن تفطن لذلك.

    وهنا أيضًا يحاول الوالد أن يجذب ولده إلى الكتابة، وينحيه عن الملاذ، فيقول له:

  • (١٤)
    «قطعة»:٤٩ لقد حُدِّثْتُ أنك هجرت الكتابة وأسلمت نفسك للملاذ، وأنك أدرت ظهرك إلى كلمات «الله» وفررت من صناعة «تحوت». إن قلبك لا يعرف أنك … لتقود الآخَرين …

    (موضوع القطعة التالية لهذه يحتمل أن يعدِّد ويلات الجندي.)

    وهنا يخلع صاحبنا على الكتابة كل ما يحبِّب ابنه فيها، ويخوفه الجندية وحياتها، قال:

  • (١٥)
    «كن كاتبًا»:٥٠ واستعمل قلبك فإنها صناعة أنفع من أية صناعة، وكل إنسان يُحترَم بوظيفته، فاجتهد في الحصول عليها لنفسك، وضَعْ كلماتي في أذنك حتى تصبح رجلًا، وتمكَّنَ من أن تكون ذا حيثية؛ لأن المؤلم أن تعمل جنديًّا يساق كالحمار، وإذا أُرسِل للجيش في سوريا أو إلى السودان، وترك وراءه أولاده وملابسه في بيته، كان طعامه كلأ الحقل كالسائمة، وإني أرجو أن تفطن لذلك!

    وفي الخطاب التالي نجد الكاتب أسعد حالًا من الفلاح والخادم والغسال والبحار، وفي هذا الخطاب يحاول الكاتب التهكم على الحِرَف، ولكن قلمه يقصر عن بلوغ ذلك، فإن تشبيهاته فقيرة، وفيه نقط غير مفهومة.

  • (١٦)
    «كن كاتبًا»:٥١ وأسلم قلبك لها (أي صناعة الكاتب)؛ حتى تخلِّص نفسك من أن يكون عليك رؤساء كثيرون، وحتى يمكنك أن تصير كفئًا في الغد، فكل حرفة عليها ضريبة، وكذلك كل أجير، فالذين في الحقل يحرثون ويحصدون ويخزنون ويدرسون في الجرن، والخدم تسلق التين، والغسَّالون على شاطئ النهر، وينزلون الماء والبحار — كما يقولون — إن التماسيح تقف هناك، على حين أن القارب وهو مدينته يعوم (؟)؛ لأن البحَّار قد أُنهِكَ والمجداف في يده، والسوط على ظهره، وجوفه خالٍ من الطعام، ولكن الكاتب يجلس في حجرة السفينة، وأولاد العظماء يُجدِّفون له، وليس عليه حساب يدفعه، والكاتب ليس عليه ضرائب يؤديها، فافطن لذلك.

    وهنا أيضًا يحذِّره أن يكون جنديًّا، ويعدِّد له متاعب الجندية ومخاوفها، ويُلبِس الكاتب ثوبًا برَّاقًا من السرور والثراء والهيمنة على شئون العباد.

  • (١٧)
    «كن كاتبًا ولا تكن جنديًّا»:٥٢ تعالَ ودعني أصِفْ لك حالة الجندي، ذلك الفرد الذي يُعذَّب كثيرًا يوم أن تُدعَى طيبة لإقامة الأفراح في الهواء الرطب في الشهر الثاني من الشتاء، فالمرء (أي الجندي) يكون في موقف مؤلم عندما يتعثر في طريقه من غير حذاء، والحلفاء تعوق طريقه، والحشائش تكون كثيفة مشتبكة، والأعشاب منيعة، والضباط من خلفهم بالعصي، ويضربون ثم يضربون، ويكون عطشان، على أن شرب الماء لا يتغلَّب على القيظ والعرق، وذلك في وقت ظهور الفرعون بفخامته في أول يوم الاحتفال بالتتويج، وهو اليوم الذي تؤذن فيه «عين شمس» بإقامة الأعياد. تعالَ ودعني أخبرك بنزوله (أي الجندي) إلى سوريا ومشيه على قمم التلال، وخبزه وماؤه على كتفيه مثل حمل الحمار، وهو يشرب الماء الآسن، ولا يقف عن السير إلا وقت الحراسة بالليل. فهل أنت حمار سيسوقه الإنسان؟ هل الجسم خلوٌّ من الفهم؟ اعتنِق الحرفةَ التي يحترفها الحكَّام، وإن أدوات كتابتك تغدق عليك السرور والثراء، ويكون قلبك فرحًا كل يوم، فافطن لذلك.»

    ولدينا فقرة كُتِبت في شكل خطاب، ولكنها في الواقع تكاد تكون مقتطفات من نصائح «آني» حاكها الكاتب بمهارة، وهي:

  • (١٨)
    «اتخذ لنفسك زوجة»:٥٣ وأنت لا تزال فتى، وعلِّمْها لتكون امرأة (أي رحيمة)؛ حتى تنتج لك أولادًا وأنت صغير السن، وحتى يكون لك خلف. والواقع أن الرجل المنتج يحترمه الناس لخلفه. تأمَّلْ فإني أعلمك طريقة الرجل الذي يجِدُّ في تأسيس بيت له، فاصنع لنفسك حديقة، وحوِّط لنفسك بقعة من الخيار فضلًا عن حقلك، واتخذ لنفسك الأزهار التي تراها عينك؛ لأن الإنسان قد يشعر بالحرمان منها كلها، وإنه لحسن إذا لم يُحرَمها الإنسان، فافطن لذلك.

    (خطابات حقيقية نموذجية للتلاميذ.)

    وتكشف ديباجتها عن مرسلها وعن دعوات طيبة للمرسل إليه، ثم ينتقل كاتبها إلى الغرض من الرسالة:

  • (١٩)
    «اقتفاء أثر عبد هارب»:٥٤ إن قائد رديف «زكو»٥٥ كاكمور يكتب إلى قائد الرديف «آني» وإلى قائد الرديف «بكنبتاح»، (داعيًا لهما) بالحياة والفلاح والصحة، وأن يكونا في حظوة «آمون رع» ملك الآلهة، وفي حظوة حضرة الملك «سيتي الثاني» سيدنا الطيب.٥٦ وإني أقول ﻟ «رع-حاراختي»: «احفظ فرعون سيدنا الطيب في صحة (؟)، ودعه يحتفل (بملايين) الأعياد الثلاثينية، ونحن كل يوم في حظوته.»
    وبعد، فقد أرسلت من قاعات القصر الملكي وراء هذين العبدين في اليوم التاسع من الشهر الثالث في فصل الصيف وقت المساء، ولما وصلت إلى حصن «زكو» في اليوم العاشر من الشهر الثالث من فصل الشتاء علمت أن الأخبار من الجنوب تقول: إنهما قد مرَّا ذاهبين … اليوم من الشهر الثالث من فصل الصيف، ولما وصلت إلى القلعة أُخبِرت أن السائس قد حضر من الصحراء (وأعلن) أنهما تخطَّيَا الحدود شمال حصن (مجدول)٥٧ «سيتي» الذي … مثل «ست» (الإله).

    وعندما يصل خطابي إليكم اكتبوا إليَّ بكل ما حدث عندكم: أين وُجِد أثرهما؟ وأي حارس عثر عليه؟ ومَن هم الرجال الذين اقتفوه؟ اكتبوا إليَّ بكل ما عمل من أجلهما، وكم رجلًا اقتفى أثرهما، ولتعيشوا سعداء.

    وفي الرسالة الآتية يظهر حزم الآمِر واستعلاؤه وتهديده المستور.

  • (٢٠)
    «أمر بإنجاز عمل»:٥٨ يقول كانت الملك وقائده «راموزا» إلى البنَّاء «أوري»: لقد أحضر لك هذا الخطاب.

    وبعدُ، فعندما يصل إليك خطابي، عليك أن تذهب إلى بلد … «رع» في بوبسطة (تل بسطة)، وعليك أن تنفِّذَ كل أمر، ثم عليك أن تحضر وتقدِّم إليَّ تقريرًا، تُبصِر فيه، ثم اعتنِ واحترس لنفسك، ولا تتوانَ بأية حال، وسيصلك خطابي على يد الكاهن «رع موزه»، وقد (كان؟) حاضرًا حينما جئتَ إليَّ بجوار الترعة وضربتك وقتئذٍ قائلًا لك: «كيف تهمل عملي؟ سأجعلك تشتغل في الترعة.» أرجو أن تفطن لذلك.

    وهذه رسالة إخبارية تبتدئ بالدعاء للسيد المرسلة إليه، ثم ينتقل كاتبها إلى ذكر بعض الأشياء التي تهم المرسل إليه؛ لأنها تتعلق بمصالحه ويسردها سردًا.

  • (٢١)
    «أشغال مختلفة الأنواع»:٥٩ إن الكاتب «باوحم» يسرُّ سيده «أتحوررخ» داعيًا بالحياة والفلاح والصحة، قد كتب هذا لأحيط علم سيدي، ولأمر آخَر يسرُّ سيدي، لقد سمعت الأمر الذي أرسله لي سيدي لأعطي خيل الإصطبل الكبير الذي يملكه «رعمسيس» محبوب «آمون» علفًا، وكذلك خيل العظيم … إصطبل «بنرع» محبوب «آمون»٦٠ التابع للحاضرة.

    أمر آخَر يسرُّ سيدي، وهو أنه قد هرب ثلاثة من فلاحي أملاك الفرعون التي في عهدة سيدي من ملاحظ إصطبل الخيل المسمى «نفر حتب»؛ وذلك بعد أن ضربهم، والآن انظر، إن حقول ضياع الملك التي في عهدة سيدي قد أُهمِلَتْ، وليس هناك مَن يفلحها، وقد حُرِّر هذا ليعلم به مولاي.

    وفي الرسالة الآتية يقدِّم كاتبها بين يدي ملتمسه دعوات حارة بالحياة وطيب العيش، يرجو من ورائها أن يتوسَّطَ صاحبه في تخفيف الضريبة عنه؛ لأنها لا تتناسب مع ثروته وعمله، وحملها يثقل كاهله، ويرى أن إجابة طلبه من الأمور الميسورة لصديقه؛ لأنها ضئيلة بالنسبة إلى همته الكبيرة فيقول:

  • (٢٢)
    «التماس للمساعدة في موضوع ضرائب»:٦١ إن «رامحب» كاهن معبد «سوتخ» يسأل عن مدير البيت «سيتي»، داعيًا له بالحياة والفلاح والصحة، وأن يكون في حظوة «آمون رع» ملك الآلهة. إني أقول «لرع-حاراختي» و«لست»، ولنفتيس ولكل الآلهة والإلهات «بونوزم»: ليتك تفلح، وليتك تعيش، وأتمنى أن أراك ثانيةً في أمان وأضمك إلى صدري. وبعدُ، فقد سمعت بالأشياء الحسنة العدة التي عملتها لسفينتي، وذلك أنك أرسلتها إليَّ، أرجو أن يكافئك «منتو»، وأرجو أن الشمس ربك الطيب٦٢ يكافئك.
    وعندما يصلك خطابي يجب عليك أن تذهب مع حامل العلم٦٣ «بتاح ممنو»، ويجب أن تعلن الوزير بأمر الفضة الكثيرة التي يقول عنها الخادم «إثاي»: «سلِّمها.» وإن كانت ليست ضريبتي قط، وخُذْ نسخة من الفضة (الضريبة) ومن العوائد كتابة إلى الجنوب٦٤ وضعها أمام الوزير، وأخبره ألَّا يفرض عليَّ ضريبة خاصة بالناس (العمَّال)؛ لأني «شخصيًّا» ليس لديَّ أناس، ولأني مسئول عن السفينة وعن بيت «نفتيس».٦٥ وانظر إلى العدد العظيم من المعابد التي في المركز، فليس ذلك مريحًا لي، وإني تعس جدًّا، بل في منتهى التعس بسبب ما عمل لي.٦٦

    والآن تأمَّلْ … وتكلَّمْ مع شخص آخَر من جهة العمل الإداري المضني الذي قد وُضِع على عاتقي نحو معبد «سوتخ» وأملاك الفرعون التي في عهدتي ضريبة عليَّ. انظر! إن هذا بالنسبة لك أمر صغير، فلا تحذف منه شيئًا أنت وحامل العلم «بتاح ممنو»، ومع السلامة.

  • (٢٣)
    «استعلامات»:٦٧ إن الكاتب «بوحم» يسرُّ مولاه «محو» كاتب مصنع الفرعون في حياة وفلاح وصحة، قد حَرَّرَ هذا ليعلم مولاي، وشيء آخَر ليُسَرَّ مولاي: لقد أرسل الوزير ثلاثة أولاد قائلًا: «نصبهم كهنة في معبد «مرنبتاح» في بيت «بتاح».» (ولكن) الملك قد وضع يده عليهم وأخذهم … وقال: «إنهم سيكونون جنودًا.»

    فأرجو أن تسرع وتمرِّنهم وتكتب لي عن حالهم.

    وكذلك انظر إذا كان التاجر قد عاد من سوريا.

    وكذلك لا بد أن تمرَّ عليَّ في «منف»، إن قلبي غير منشرح ولا يمكنني أن أكتب لك (في ذلك). أرجو أن ترسل إلى الخادم «تناتا» واكتب إليَّ عن حالك مع أي فرد يكون قادمًا من عندك. مع السلامة!

  • (٢٤)
    «خطاب أسري»:٦٨ إن الكاتب «أمنموسي» يسأل عن والده قائد فرقة الرديف «بكتنبتاح» داعيًا له بالحياة والفلاح والصحة، وأن يكون في حظوة «آمون رع» ملك الآلهة. أقول و(أتضرع) إلى «رع حاراختي» وإلى «آتوم» وإلى «التاسوع»، متمنيًا أن تكون في صحة يوميًّا.

    وبعدُ، أرجو أن تكتب لي عن صحتك مع أي إنسان يكون قادمًا إلى هنا من عندك؛ لأني أرغب في أن أسمع أخبارك كل يوم، وأنت لا تكتب إليَّ لا خيرًا ولا شرًّا، ولا أحد ممَّنْ ترسل يمر بي ليخبرني كيف حالك. أرجو أن تكتب لي عن حالك، وعن حال خدمك من جهة أشغالهم؛ لأني في غاية الشوق إليهم.

    وبعدُ، لقد أحضرتُ لك خمسين رغيفًا كيلستس طيبة فقط؛ لأن الحمَّال رمى منها ثلاثين قائلًا: «إني مثقل أكثر مما يجب.» ولم ينتظرني لأحضر له خضرًا من المخزن (؟)، على أنه لم يخبرني في أي مساء سيحضر إليَّ، وإني مرسل لك طبقين من الدهن للدهان. مع السلامة!

    وهنا تهنئة بمنصب رفيع، وإظهار لشعور الكاتب نحو صديقه، ودعوات للمرقَّى بالتوفيق الدائم، ويختم المهنئ رسالته برغبته في أن يقف على حال الصديق وحال أسرته، ويطمئنه على نفسه وعلى ضياع الملك:

  • (٢٥)
    «تهانٍ»:٦٩ من قائد الرديف وملاحظ البلاد الأجنبية «بنامون»، إلى قائد الرديف «بحري بيد» في حياة وفلاح وصحة، وفي حظوة «آمون رع» ملك الآلهة، وحضرة الملك «سيتي الثاني».٧٠ إني أقول (إني أدعو) «لرع-حاراختي»: احفظ الفرعون سيدنا الطيب في صحة، وأتمنى أن يحتفل بآلاف آلاف الأعياد، وأنت٧١ في حظوته كل يوم.
    وبعدُ، فقد سمعت بما كتبته وقلت فيه: إن الفرعون ربي الطيب قد أظهر ميوله الطيبة نحوي، فقد عينني ضابطًا أول لرديف البئر.٧٢ هكذا قد كتبت لي.

    إنه لتعطُّف طيب من «رع» أن تكون الآن محل والدك، «مرحًا»، أرجو لك مثل ذلك مرة ثانية.

    ولما وصلني الخطاب فرحت جد الفرح، أتمنى أن «رع-حاراختي» يمنحك حياة طويلة وأنت تملأ مركز والدك! وأتمنى أن يعطف عليك فرعون مرة أخرى! وأتمنى أن تصبح أكثر قوةً وتكتب لي عن حالك وعن حال والدك مع أحد رجال البريد الذين يأتون إلى هنا من عندك. وبعدُ، فإن أحوالي تسير على ما يرام، وكذا أحوال ضياع الملك.٧٣ لا تشغل نفسك من جهتي. مع السلامة.

    وهنا توبيخ لموظف كبير تجاوَزَ حدود عمله، وتصرَّفَ على غير ما يهوى أميره، فقرعه وأوعده شرًّا مستطيرًا، وأضاف ذنبًا آخَر إلى ذنبه الأول هو إهماله في الاستعداد للزيارة الملكية لعين شمس، وينكر عليه تقصيره، ويأمره بإصلاح ما أفسد.

  • (٢٦)
    «تقريع موظف كبير»:٧٤ إن هذا الأمر الملكي أحضر إليك.
    ما علاقتك «بتكتن» التابع لإقليم الواحة حتى ترسل كاتبك هذا ليفصلهم من جنودهم (تياو)؟٧٥ والآن إذا … «رع» و«بتاح» لم يسمحا لنا أن نصغي لأي شيء من هذه الإشاعات التي يسمعها الإنسان. وبعد ذلك يكتب هذا الأمير قائلًا:

    يجب عليك أن تُحضر إلى هنا «التكتن» الذي يمكنه أن «يتجسس»، فإلى أين تولِّي وجهك؟ وإلى بيت مَن ستذهب؟ فهو ينصب فوق رأسك مثل تل من الرمل، ثم تُسَاق وتُوضَع هناك … ذلك إلى جانب غلطتك الأخرى الشنعاء التي ارتكبتها، بأن جعلت فرعون يأتي ليذهب إلى عين شمس دون أن تستحضر آلات للمصنع استعدادًا وراء سيدك … ألم تعين في مكان ملاحظين آخَرين لبيت المال قد تنَحَّوا عن سحب (أخذ) جندي تكتن من «نياو» (أي من فرقته)، وأنت تفعل هذا فقط؟

    وعندما يصلك قرار فرعون، عليك أن تكتب خطابًا إلى كاتبك الذي قد أرسلته إلى أرض الواحات، قائلًا: احذر! تخلَّ عن أخذ جندي من «التكتن»، وإلا عُدَّ ذلك جريمة منك تُعاقَب عليها «بالموت»، ويجب عليك أن تعطي خطابك تابعًا من أتباعك وترسله مع بريد٧٦ بكل سرعة.
  • (٢٧)
    «السآمة في مكان منعزل»:٧٧ هذا خطاب خاص لضابط أُجبِر على إقامة مبانٍ على الحدود بدلًا من الذهاب إلى فلسطين، غير أنه لم يكن في مقدوره أن يأتي بأي عمل، بل كان في مقدوره أن يعطي معلومات عن الكلاب والحمل فقط، وكل عبارة الخطاب بالطبع تهكمية:
    إني أقيم في كنكنتاوي،٧٨ وليس لديَّ عدة، وليس هناك أناس لصنع اللَّبن، وليس في البقعة تبن.٧٩

    أين هم الذين يحضرون إليَّ؟ … أليس هناك حمير؟ إنها سُرِقت. إني أمضي اليوم متأملًا ما في السماء كأني أصطاد طيورًا، وعيني تنظر خلسة إلى الطريق لأذهب إلى فلسطين.

    وإني أمضي الليل تحت أشجار لا تحمل فاكهة (؟) للأكل.

    أين بلحها؟ ليس فيها بلح (؟) لأنها لا تحمل.

    والخملة موجودة هناك وقت السحر، والخملة «زوت» عند الظهيرة …

    وهي تمتص كل شريان.

    وإني أسير مثل العظام المتحركة، وأخترق الأراضي على قدمي.٨٠
    وإذا فتح إنسان زجاجة ملأى بجعة (كدي) وهجم الناس على … القدح في الخارج.٨١ ويوجد هنا مئتا كلب كبير، وثلاثمائة كلب من نسل الذئب، ومجموعها خمسمائة،٨٢ وهي تقف كل يوم على باب البيت مستعدة في أي وقت أخرج فيه؛ لأنها شمَّتْ السبر٨٣ عندما فُتِح الإناء، ومع ذلك (؟) أليس عندي في البيت (الكلب الصغير) المستذئب ملك «تهرهو» كاتب الملك (؟)، فهو يخلصني منها، وفي أي وقت أخرج فيه فإنه يكون معي دليلًا في الطريق، فبمجرد ما ينبح أُسرع إلى إغلاق الباب.٨٤

    و«أشب» اسم كلب مستذئب، أحمر، طويل الذنب.

    فيذهب ليلًا إلى حظائر الماشية ويبتدئ بأكبرها٨٥ أولًا؛ لأنه لا يُميِّز حينما يكون مفترسًا، والله٨٦ ينجي مَن يشاء من هذه النار التي هنا والتي لا ترحم (؟).

    وزيادة على ذلك … فإن معي هنا كاتبًا، وكل شريان من شرايين وجهه … اﻟ … والمرض قد استفحل في عينيه، والدود يعيث في سنه، وإني لا يمكنني أن أتركه بائسًا وفرقتي سائرة إلى الأمام؛ لذلك دعه يُعطَ طعامه هنا حتى يمكنه أن يستريح في جهة «كنكنتاوي».

    وفي الرسالة الآتية تصوير شعري لشوق الكاتب إلى «منف»:

  • (٢٨)
    «الشوق إلى منف»:٨٧ تأمَّلْ! إن قلبي قد ذهب خلسة، وإنه ليسرع إلى مكان يعرفه، وإنه يسبح منحدرًا مع التيار ليرى (منف) … ولكني أجلس هنا منتظرًا (رسولًا) ليخبرني عن حال (منف)، ولم تصلني أية رسالة؛ ولذلك يخفق قلبي في مكانه. تعالَ إليَّ يا «بتاح» لتأخذني إلى (منف)، ودعني أنظر إليك على عجل.
    إني أمضي اليوم وقلبي في حلم (؟)، وإن قلبي ليس في جسمي، وكل أعضائي … وعيني متعبة من النظر،٨٨ وأذني لا … وصوتي … وحتى إنه يقول كل الأشياء معكوسة. كُنْ رحيمًا بي واسمح لي أن أصعد (؟) إليهم.

نماذج خطابات إنشائية

  • (٢٩)
    «مديح في المدينة الجديدة المسمَّاة بيت رعمسيس»:٨٩ بيت رعمسيس هو اسم لحاضرة الفرعون «رعمسيس الثاني» التي أنشأها حديثًا، وتقع على أنقاض، وقد كانت تُعَدُّ مركزًا لإمبراطورية تشمل فلسطين ومصر، ومن المحتمل أن الخطاب قد أُلِّفَ على أساس قصيدة تشبه التي سنذكرها فيما بعدُ، احتفالًا بقدوم الملك إلى هذه المدينة:
    إن الكاتب «بيبس» يرحِّب بسيده الكاتب «أمنموبي»٩٠ في حياة وفلاح وصحة. قد حُرِّرَ هذا ليكون سيدي على علم به.

    ترحيب ثانٍ بسيدي: لقد وصلت إلى مدينة بيت رعمسيس — «محبوب آمون» — ووجدتها غاية في الازدهار، وهي عرش (؟) جميل منقطع النظير، وهي على طراز طيبة، وإن «رع» هو الذي أسَّسَها بنفسه، فهي المقام الذي تلذ فيه الحياة.

    حقلها مملوء بكل ما طاب، ولديها مؤن وذخيرة كل يوم، بركها تزخر بالسمك وبحيراتها بالطيور، حقولها يانعة بالبقل، وشواطئها محمَّلَة بالبلح … ومخازنها مفعمة بالشعير والقمح، وهي تناطح السماء في ارتفاعها، وفيها الثوم والكراث للطعام وخس اﻟ … جنينة، وفيها الرمان والتفاح والزيتون، والتين من البساتين، وخمر كنكمة٩١ اللذيذة التي تفوق الشهد حلاوةً، وفيها سمك «وز» الأحمر من قناة … وسمك «بتن» من بحيرة «نهر» …٩٢ وسيهور٩٣ تنتج الملح ويستخرج من بحيرة «هر» النترون، وسفنها تروح وتغدو إلى الميناء، وفيها المؤن والذخيرة كل يوم، وينشرح الإنسان بالمقام فيها، ولا أحد يقول لها: «ليت كذا!» والصغير فيها مثل العظيم.٩٤ تعالَ، ودعنا نحتفل بأعيادها السماوية٩٥ وأوائل فصولها السنوية.
    على أن مستنقعات «زوف» تنبت لها البردي، و«سيهور» تمدها باليراع، وغرائس العنب تأتي إليها من البساتين، وتيجان الأزهار من الكروم، وتجلب إليها الطيور من الماء البارد … والبحر فيه سمك بج، وسمك أُد، والمستنقعات تهدي إليها … وشباب «عظيمة الانتصارات»٩٦ يلبسون حلل العيد كل يوم، ورءوسهم (مضمخة) بزيت ذكي الرائحة في الشعر المرجل حديثًا، ويقفون بجوار أبوابهم وأيديهم مثقلة بالأزهار، والنبات الأخضر من بيت «حتحور»، وبالكتان من بحيرة «حر»، في اليوم الذي يدخل فيه رعمسيس، فهو «منتو»٩٧ في كلتا الأرضين صبيحة عيد كيهك. وعندئذٍ يدلي كل إنسان وزميله كذلك بملتمسه، ونسيم «عظيمة الانتصارات» حلو، وشرابها «تبي»٩٨ مثل (الفاكهة) «شاو»، وشرابها «خيو» طعمه كطعم الفاكهة «إنو»،٩٩ فهو يفوق الشهد حلاوةً، وجعة «كدي» (سيلسيا) (ترد) من الميناء، والنبيذ من الكروم.

    والروائح العطرة يُؤتَى بها من مياه «سجبين»، وتيجان الأزهار من اﻟ … جنينة.

    أما مغنيات «عظيمة الانتصارات» ذوات الصوت العذب، فقد تعلمن الغناء في «منف».

    اسكن (هناك) سعيدًا، وامش مرحًا، ولا تغادرها يا «وسرمارع» — المختار من «آمون» يا «منتو» — في الأرضين. يا رعمسيس — محبوب «آمون» — أنت أيها الإله!

    وترى في هذه الرسالة حاكمًا يستنهض همة تابعه في أن يرسل إليه الجزية المفروضة، وأن يزيد فيها بما يبرهن على حذقه وكفايته وإخلاصه في عمله ولمليكه، ويحذره التقصير، وغضب الفرعون.

  • (٣٠)
    «رسالة حاكم إلى تابع»:١٠٠ إن حامل المروحة اليمنى للملك، وضابط الرديف، وملاحظ الأراضي الأجنبية الإثيوبية «باسر»١٠١ يخاطب حامي قومه.١٠٢ هذا الخطاب قد أُرسِلَ إليك.
    وبعدُ، فعندما يصل إليك خطابي، يجب عليك أن تدفع الضريبة١٠٣ مع كل ما يتعلق بها من ماشية ومن عجول وثيران ذات قرون قصيرة، ومن غزلان وتيتل وأوعال ونعام، وإن قوارب حملها وسفن نقلها مستعدة في الحال (؟)، وبحارتها وملاحوها مجهَّزون للسفر. وتدفع ما عليك من ذهب كثير قد صيغ أطباقًا، وذهب صاف بالمكيال، وتبر حسن (؟) من الصحراء موضوع في حقيبة من الكتان الأحمر، وكذلك تدفع ما عليك من العاج والأبنوس وريش النعام وثمر النبق مثل … وخبز النبق وشكر كايا ومينخيس وبهلك وشسا١٠٤ التي تشبه جلد الفهد، ومن الصمع وحجر الدم وحجر اليشب الأحمر والجمشت والبلور، ومن قطط من «ميو» وقردة ونسانيس … وعدد عظيم من قبيلة «أُرمي»١٠٥ يمشون أمام الجزية وبعصيهم إبرز مطعمة بالذهب …١٠٦ ورجال طوال القامة من «تيرك» في … ملابس، ومراوحهم ذهبية لابسين ريشًا طويلًا، وأساورهم مشغولة بالنسيج (؟)، وعبيد كثيرون من كل الأنواع.
    زد جزيتك كل عام، وحاذر على رأسك، وتخلَّ عن الخمول … حافظ عليها والتفت، وكن على حذر! أذكر اليوم الذي تحضر فيه الجزية، حينما تمر أمام الفرعون تحت النافذة،١٠٧ والمستشارون مصطفون على الجانبين أمام جلالته، ورؤساء كل البلاد وسفراؤها يقفون هناك مُظهِرين دهشتهم وهم يشاهدون الجزية وأنت خائف … ويدك تفيض، ولا تعرف ما ينتظرك من الموت أو الحياة، ولديك القوة فقط لتدعو آلهتك: «نجُّوني»، «هبوا إلى النجاح هذه المرة وحسب!»
  • (٣١)
    «استعداد لسياحة ملكية»:١٠٨ إن الكاتب «أمنموبي» يقول إلى الكاتب «بيبس» هذه الرسالة أُرسِلت إليك. أما بعدُ، اتخذ العدة لتقوم بكل الاستعدادات أمام فرعون ربك الطيب بنظام جميل ممتاز، ولا تُجلِبن اللوم لنفسك، فانظر إليها والتفت، وكن على حذر، ولا تكن متراخيًا.

    قائمة بكل ما يجب أن تعده: استحضر ما يلزم لصنَّاع السلات من قصب وقش، وكذلك أنجز صنع عشر سلات مفرطحة للأكوام، ومئة سلة مستديرة للعرض، وخمسمائة سلة لمواد الأكل (؟).

    قائمة بالأشياء التي تعمل لأجلها (السلات): أنواع مختلفة مشتملة في النهاية على ألف ومائتي رغيف آسيوي متنوعة، ثم كعك في سلات وأقداح، وعلى مائة سلة من اللحم المقدد، وعلى مائتين وخمسين حفنة من (الكرشة)، وستين كيلًا من اللبن، وتسعين كيلًا من الزبد، هذا إلى مائة كومة من الخضر، وخمسين إوزة، وسبعين كبشًا، وعناقيد من العنب، ورمان، وتين، وأزهار، وتيجان … إلخ، وخشب للوقود، وفحم.

    تأمل! إني أكتب إليك لأعلمك قواعد إعداد المواني،١٠٩ وهي التي يجب أن تنفذها أمام الفرعون سيدك الطيب، وبهذا لا تنقصك نصائح تحتاج إليها، ولا تدعن نفسك في حاجة للفهم و… ولا تدعن نفسك في حاجة للنشاط في الاستعداد. (ثم تأتي بعد ذلك ملاحظة إضافية عن الشهد والكراث … إلخ.)

    وفي الرسالة الآتية قائمة بالمعدات التي يطيب لها قلب جلالة الفرعون، وتلزمه في رحلته، وقد نسب كل نوع إلى الجهة التي تشتهر به:

  • (٣٢)
    «الاستعداد للملك»:١١٠ اتخذ العدة لعمل الاستعدادات أمام فرعون سيدك الطيب، بنظام حسن ممتاز بالخبز والجعة واللحم والفطير … وكذلك بالبخور وبالزيت العطر (هنا يتلو سبعة أنواع مختلفة من الزيت تحمل أسماء أجنبية من ممالك «أرسا» و«خاتي» و«سنجار» و«عامور» و«تخيس» و«النهرين»)، وكثير من زيوت الميناء لتدليك رَجَّالته وخَيَّالته، وبالثيران، والثيران القصيرة القرون الجيدة الخصاء من الغرب، وبالعجول السمينة من الجنوب، وكثير من الطيور السمينة من مستنقعات القصب (يتلو ذلك اثنا عشر نوعًا من السمك، مع ذكر أسماء الجهات التي نشأت فيها)، ثم سمان سمين، وحمام من فصل الحصاد،١١١ وزيادة على ذلك شهد وزيت للأكل، ودهن أوز وزبد ولبن وعدس … إلخ إلخ. وأوانٍ ملأى بشراب «بور» للخدم،١١٢ وجعة من «كدي»، ونبيذ من سوريا، وفول في كومات، وزجاجات (؟) وأقداح من فضة وذهب،١١٣ تُوضَع مصفوفة تحت نافذة القصر، وعبيد من أرض «كِرْكي» وشبان، الجماعة منهم تلو الأخرى؛ ليكونوا ساقين لجلالته، على أن يستحموا ويدلكوا ويكسوا ﺑ … حينما يمرون تحت النافذة، والرجل الذي يكون بينهم يخصص للمطبخ ويجهز جعة «كدي» للقصر … وعبيد كنعانيون من سوريا، وشبان حسان، وسود حسان من إثيوبيا يُخصَّصون لحمل المروحة، ويجب أن ينتعلوا بنعال بيضاء ويرتدوا (؟) ﺑ … وأساورهم في معاصمهم.

    ثم يتلو ذلك كل أنواع الأثاث الذي يحتاج إليه الملك.

    • أولًا: طيب من أرض «إمور» التي تصنع عصيها من خشب «مري» مطعَّمة بشغل أرض قليقيا (سليسيا).
    • وثانيًا: عربات جميلة من خشب «يري» التي تلمع أكثر من اللازورد (وقد عدَّدَ من أجزائها أحد عشر جزءًا، وفي كل حالة تذكر المادة التي صنع منها هذا الجزء، والقطر الذي يجلب منه.) وزيادة على ذلك: أقواس وجعب السهام … وسيف وحربة ومدية وأسلحة حسنة لجلالته، وأسواط جميلة من خشب «ساجا» وسيورها من التيل الأحمر، وعصي طويلة لجلالته مزينة مقابضها بالذهب … إلخ إلخ. (كلها تحتوي على كلمات أجنبية وأسماء عدة بقدر المستطاع.)

    وأكوام عدة من الدقيق، وأكوام من دقيق القمح والفول وتين سوريا والرمان والتفاح وأخيرًا الفحم … وأرغفة كبيرة حسنة الصنع مخصَّصة لطعام الأمراء، وأرغفة آسيوية منوَّعة مصنوعة من القمح لأجل طعام الجند، موضوعة أكوامًا تحت نافذة الجهة اليمنى، وسبائك عدة من نحاس غُفْل، وأباريق من … والتي تحضرها أطفال «أرسا» (قبرص) على رقابهم هدايا لجلالته، والقرون التي يمسكونها في أيديهم ملأى بزيت … وجياد جميلة رُبِّيَتْ في «سنجار»، وعجول من أحسن نوع من أرض «خاتي»، وأبقار من «أرسا» (قبرص) قد أحضرها أمراؤها الذين يقفون في انحناء تحت النافذة …

    وتصف لنا هذه الرسالة عربة الحرب، وما يجب أن يُعَدَّ لها ويلزمها من الأدوات، ويلزم راكبيها من الطعام والمرافق.

  • (٣٣)
    «إعداد عربة حرب»:١١٤ وبعدُ، التفت تمامًا لتعد زوج الخيل للذهاب إلى سوريا ومعهما رجال إصطبلهما وسائسوهما، وكسوتهما تكون … وأن يشبعا١١٥ بالعلف والتبن، وأن يُمسَحَا مرتين تمامًا، وحقائبهم (أي الرجال) ملأى بخبز «كلستس»، وكل حمار مفرد يحمل المؤن بين رجلين،١١٦ أما العربات فإنها من خشب «بري» ومفعمة بالأسلحة، وعلى أن يكون في جعبة السهام ثمانون سهمًا، ويوجد اﻟ … الحربة والسيف والمدية … والسوط المصنوع من خشب «ساجا» فيكون مجهَّزًا تمامًا بالسيور (؟)، وكذلك عصي العربة وهراوة الحارس، وحربة أرض «الخاتي» اﻟ … أسنانها١١٧ من برنز من سبيكة مركَّبة من ستة معادن منقوشة … ودروعهم موضوعة بجانبهم، والأقواس …

تهانٍ للمعلمين والرؤساء

  • (٣٤)
    «إلى المدرس»:١١٨ لقد ربَّيتني صغيرًا حينما كنتُ معك، وقد ضربت ظهري؛ ولذلك دخل تعليمك أذني، وإني كالجواد الشارد، فلا يأتي النوم نهارًا إلى قلبي، ولا يأخذني ليلًا؛ لأني أريد أن أكون مفيدًا لسيدي، كالخادم النافع لصاحبه.
    وإني أحب أن أقيم لك قصرًا جديدًا على أرض مدينتك، مغروسًا بالأشجار على كل جانب من جوانبه، والحظائر الداخلية تزخر بالماشية، ومخازنه مفعمة بالشعير والقمح، وتكون الغلة فيها و… الفول والعدس … الكتان والخضر … و«تفاح الحب»١١٩ الذي يكال بالسلات.

    وقطيعك تضاعَفَ ظهورها (عددها)، وأبقارك للولادة ملقحة، وسأزرع لك خمسة أفدنة حديقة خضراء في جنوبي مدينتك مملوءة بالخيار و… كثير في عدده كالرمال، وسأجعل السفن تأتي لتنزلها على ظهورها، وبذلك يمكنك أن تعرف ماذا تقدمه إلى «بتاح نفر حر» حتى ينجز لك رغبتك.

    وفي هذه الرسالة اعتراف بمنزلة المدرس وتقدير له يظهران من هذه الآمال التي يرجوها الكاتب له، ويدعو الله أن يحقِّقها بما يكفل للمدرس حياة طيبة سعيدة، وظهور هذه العاطفة في مثل هذا العصر القديم يدل على ما لأصحابها من عقل سليم، واعتداد بالثقافة.

  • (٣٥)
    «إلى المدرس»:١٢٠ ليت آمون يمنحك السرور في قلبك، وليته يهبك عمرًا طويلًا حسنًا حتى تعيش عيشة سعيدة، وحتى تبلغ العلا، وتكون شفتك في صحة، وأعضاؤك نامية، وعينك تبصر على بُعْدٍ.
    وترتدي التيل الجميل، وتركب الجياد١٢١ (التي في العربة)، وبيدك سوط ذهبي، ويكون لك … جديد، والسرج من صنع سوريا، والعبيد تجري أمامك، وتنفذ كل ما تريد أن تفعله، وتنزل في سفينتك المصنوعة من خشب الأرز، والمجهزة بالمجاديف من المقدمة إلى المؤخرة، وتصل إلى قصرك الجميل الذي قد بنيته لنفسك.

    وفمك مفعم بالنبيذ والجعة والخبز واللحم والفطير، وتذبح الثيران، وتفتح أواني الخمر، وأمامك الغناء الحسن.

    ورئيس المدلكين يدلكك بعطر (كمي)، ومدير بركك يحمل تيجان الأزهار، ورئيس فلَّاحِيكَ يحضر الطيور، وسمَّاكك يقدِّم السمك.

    وسفينتك تأتي من سوريا محمَّلَة بكل ما طاب، وحظيرتك ملأى بالعجول، وقطيعك (؟) يتكاثر وتخلَّد، أما عدوك فيفنى، ويهلك كلُّ مَن يسيء إليك بكلام، وتدخل أمام تاسوع الآلهة، وتخرج ظافرًا١٢٢ مُبَرَّأً.

    ولقد حظي الموظف أيضًا بشيء من التقدير يقارب إلى حدٍّ ما ما ورد في الرسالة السابقة عن المدرس.

  • (٣٦)
    «إلى الموظف»:١٢٣ إنك تعيش وتفلح وتصح، إنك لست تعسًا ولا تعاني أي بؤس … أنت تخلد كالساعات،١٢٤ وتبقى نصيحتك مدى عمرك، وكلامك ممتاز، وعينك ترى كل جميل، وأنت تسمع كل لذيذ … أنت الراعي وهبه الإله، وتهتم بالكثيرين فتمد يدك للبائسين، وترفع مَن هوى.

    وإنك تُخلَّد، أما عدوك فقد فني، ولقد هلك مَن أساء إليك.

    إنك تدخل أمام تاسوع الآلهة وتخرج مظفرًا.

    والرسالة الآتية أمانٍ يرجوها أصحابها للمدرس، ودعوات له بالصحة والنضارة:

  • (٣٧)
    «للمدرس»:١٢٥ سيدي الطيب، إنك ستبقى، وسيكون لديك طعام كل يوم بجانبك، وستكون فرحًا سعيدًا كل يوم، وممدوحًا مرات يخطئها العدُّ.

    والفرح والسرور يضمان نفسيهما إليك، وأعضاؤك تنمُّ عن الصحة.

    وكل يوم تزداد شبابًا، ولا شيء مضر يتسلَّط عليك.

    وسيأتي عام فيه يذكر الإنسان جمالك، ولن يوجد مثيلك، عيناك برَّاقتان كل يوم، وأذنك مرهفة (؟)، ولديك سنين عدة جميلة، وشهورك (تمضيها) في فلاح، وأيامك في حياة، وساعاتك في صحة، إلهتك مرتاحة إليك مسرورة بكلماتك، أنت تقصي عنك الغرب الجميل،١٢٦ ولن تصبح مسنًّا، ولن تكون مريضًا، وستعمر مائة سنة بعد العاشرة على الأرض، وأعضاؤك قوية كحال مَن يثني عليه مثلك، عندما يكافئه إلهه.
    وبعد ذلك يجعلك رب الآلهة وديعةً عند أرباب الجبل الغربي،١٢٧ وتُقدَّم لك طاقات الزهر في أبي صير،١٢٨ وماء بارد في الجبَّانة، وتخرج روحك (من القبر) لتجول حيث تشاء.١٢٩
١  ونجد في الخطابات النموذجية أن الصيغة الافتتاحية والديباجة والعنوان قد حُذِفت.
٢  وقد جاء في صبح الأعشى جزء ٦: ثم للناس في صورة الطي طريقتان؛ الأولى: أن يكون لفه مدورًا كأنبوبة الرمح، وهي طريقة كتاب الشرق من قديم الزمان. والطريقة الثانية: أن يكون طيه مبسوطًا في قدر عرض أربع أصابع مطبوقة، والأصل فيه أن يبتدئ باسم المكتوب منه، ثم باسم المكتوب إليه، وهو الترتيب الذي تشهد به العقول.
٣  انظر كتاب صبح الأعشى الجزء السادس: ص٣١٣، حيث يناقش هذا الموضوع بإسهاب عند العرب.
٤  وكان المداد الأحمر يُستعمَل في الأجوبة التي تنمُّ عن الشر، كما سنرى بعدُ.
٥  راجع:
  • (1)
    Schubart, “Einfuhrung in die Papyruskunde”, P. 36 ff.
  • (2)
    Lucas, “Ancient Egyptian Materials & Industries”.
٦  انظر صبح الأعشى: جزء ٦، ص٣٥٦؛ حيث الكلام على صور الختم الثلاث، ثم كذلك ما كُتِب على الخاتم من العبارات. أما عن الرسول الذي كان يحمل الكتاب فانظر ص٣٥٨ … إلخ.
٧  قد تكلم صاحب صبح الأعشى في الجزء الرابع عشر صفحة ٣٦٦ عن معنى كلمة بريد لغةً واصطلاحًا، ثم تكلَّمَ بعد ذلك عن أول مَن وضع البريد في الجاهلية، وما آلَ إليه أمره في العصور الإسلامية.
٨  ولدينا وثيقة يُفهَم منها أن البريد كان يُحمَل إلى البلاد الأجنبية بوساطة الجياد التي كان لها محاطُّ خاصة لتغييرها في الطريق، وقد استُعمِلَتْ طبعًا في خلال الدولة الحديثة، والظاهر أن مصر كان لها قصب السبق في ذلك على أمم العالم القديمة قاطبة (The Chester Beaty Papyri No. I P. 29).
٩  هذا التعبير (الخادم هناك) هو ما يُعبَّر عنه في اللغة العربية (بالعبد الفقير) عندما يتكلم شخص عن نفسه، وهو تعبير كان شائعًا في خلال الدولة الوسطى، ثم أخذ في الاختفاء؛ فلم نجده إلا نادرًا في عهد الدولة الحديثة.
١٠  راجع Pap Anastasi V. 22, 6 ff.
١١  يحتمل أن تكون التمرينات الحسابية هي موضوع الفقرة التي حُذِفت.
١٢  راجع Pap. Anastasi III. 3. 9. ff.
١٣  حيوان إثيوبي.
١٤  إذا تمكَّنَ شخص من تدريب هؤلاء، فمن الممكن أن يعمل المثل معك.
١٥  Pap. Bologna 1094. 3. 5. ff.
١٦  Pap. Sallier I, 7. 9. ff.
١٧  العبد الذي جلب حديثًا ولا علم له باللغة المصرية فهو يزمجر.
١٨  Pap Anastasi IV 11. 8 ff. & Pap Sallier. 1, 9. 9 ff.
١٩  شراب حلو مسكر.
٢٠  كلمة أجنبية لنوع من الشراب.
٢١  كلها كلمات أجنبية؛ «كتنور» هي قيثارة أجنبية، وكذلك يحتمل أن «نزخ» مثلها، أما لفظة «انن» فيجوز أن معناها الترنم.
٢٢  Pap. Anastasi V. 17. 3 ff.
٢٣  كتب التلميذ كلمة الصباح خطأ وصححها معلمه بكلمة شهر خطأ أيضًا (وهناك تشابه بين كلمة صباح وشهر في الكتابة).
٢٤  Pap. Koller 2. 3 ff. = Pap Anastasi IV. 2. 4 ff.
٢٥  يجوز أن المقصود هنا نوتي يضع نفسه موضع ربان السفينة ثم يخيب في محاولته.
٢٦  معنى ذلك أن التلميذ لا يسمع، والجملة التي فيها تعود على ما سبق ذكره عن الحمار والسفينة.
٢٧  ليس في الجملة أي تهديد له، ويجوز أن في الكلام المبهم تهديدًا ولكن لم نفهمه.
٢٨  Pap. Sallier 1. 5. 11 = Pap. Anastasi V, 15. 6 ff. & Journ. Of Egyp. Archelogs Vol. 27. p. 19 ff.
٢٩  الكتابة الهيروغليفية والمتون القديمة.
٣٠  أي عندما تؤخذ منه الضرائب.
٣١  Ostracos in Florence; (Erman, A. Z. Vol. XVIII P. 96. & Blackman J. E. A. XI PP. 291.
٣٢  يقصد بالكتابة هنا المتون القديمة، والكتابة المقدسة.
٣٣  Pap. Anastasi IV. 9. 4 ff. = ibid III 5. 6.
٣٤  اسم التلميذ الذي نسخ هذا الخطاب.
٣٥  Pap. Sallier. I. 3. 6 ff. = Pap. Anastasi V 10. 3 ff.
٣٦  Pap. Anastasi III 6. 2. ff.
٣٧  أي يكون ذلك ٢٧٣ و٤٥٥ جرامًا من الفضة (إذا كان المقصود هنا هي الفضة)، وذلك مبلغ عظيم.
٣٨  عليه أن يفتش العمل في الحقل، وما يأتي بعدُ لا بد أن يعني أنه عند اشتغاله بذلك لا يكون في قدرته أن يلتفت إلى شئون أسرته.
٣٩  ربما يقصد أنه خلال خلوه من الأعمال الحربية، إذا فُقِدت جياده فإنه يُضَمُّ إلى الرجالة ليجد بينهم عملًا.
٤٠  حتى الكاهن كان لا يُعفَى من السخرة.
٤١  Pap Sallier I, 5. 4. ff.
٤٢  جامعة كبار الموظفين.
٤٣  لا يمكن أن ينام ويستريح.
٤٤  وهم الذين أصبحوا كتابًا.
٤٥  يشتغلون بدلًا منهم في الواجبات المنزلية، أو أعمال السخرة في جسور النيل.
٤٦  إلى زملائه أيام المدرسة الذين أصبحوا كتابًا.
٤٧  مهنة الكاتب.
٤٨  وعلى ذلك يظهر أنه كان هناك عدة مجالس من هذا النوع.
٤٩  Pap. Anastasi V. 6. 1. ff.
٥٠  “The Hieratic Papayri in The British museum”, Vol. I P. 47.
٥١  ibid P. 47.
٥٢  ibid P. 48.
٥٣  ibid. p. 50.
٥٤  Anastasi V. 19. 2. ff.
٥٥  بلدة على الحدود بالقرب من البحيرات المرة.
٥٦  يعني متمنيًا أن يصله الخطاب وهو في حياة وصحة … إلخ.
٥٧  حصن بلغة كنعان.
٥٨  Pap. Anastasi V 21. 8. ff.
٥٩  Pap. Bologna 1094. 2. 7 ff.
٦٠  هو «مرنبتاح» الملك الحاكم في ذلك الوقت (١٢٣٠).
٦١  Pap. Bologna. 1094. 5. 8. ff.
٦٢  أي الملك.
٦٣  أحد الضباط.
٦٤  الوزير سيكون في طيبة.
٦٥  لا يمكنني أن أدفع الضريبة بنسبة عدد الأفراد الذين يشتغلون عندي، فهم يؤدون عملًا في أملاك الحكومة التي — لسوء حظي — يجب عليَّ أن أُدِيرها.
٦٦  وإنه لأمر خارج عن طاقتي بسبب ظروفي الشخصية أن أجبر على ملاحظتها كلها.
٦٧  Pap. Bologna. 1094. 4. 10 ff.
٦٨  Pap. Anastasi V. 20. ff.
٦٩  راجع Pap. Anastasi V. 11. 7. ff.
٧٠  سيتي الثاني الذي خلف مرنبتاح «على عرش مصر».
٧١  هو الشخص المرسل إليك.
٧٢  إحدى المحطات المحصنة المجهزة ببئر على الطريق إلى فلسطين.
٧٣  وهي الأرض التي يديرها الكاتب.
٧٤  Pap. Anastasi IV. 10. 8 & ibid V.
٧٥  التكتن وتياو هم متوحشون من جنسين، وقد كانوا يوضعون في الصحراء الغربية بمثابة حرَّاس.
٧٦  ساعي البريد الذي كان يقوم بتبادل الرسائل مع الواحات.
٧٧  Pap Anastasi IV. 12. 5. & Pap Anastasi V.
٧٨  مكان مجهول والاسم معناه «جلد مصر» ويحتمل أن ذلك من باب التنكيت.
٧٩  وهو لازم لصناعة الطوب.
٨٠  أي يشكو عدم وجود حمار ليركبه.
٨١  هل المعنى أن الإنسان يكون مسرورًا حتى إذا أمكنه أن يستحسن شرابًا كهذا في الخارج؟
٨٢  يقصد بذلك كلاب الشوارع.
٨٣  يستدل من كتابة الكلمة على أن هذا نوع من الشراب أو ما يشبهه.
٨٤  يحتمل أن يكون المعنى: هذا الكلب يمنعني من الخروج.
٨٥  أي: الماشية.
٨٦  والإله (هنا الملك) ليته يجعلني أذهب من هذا المكان.
٨٧  Pap. Anastasi IV. 4. 11 ff. ومن الجائز أن هذا الخطاب إنشائي لا حقيقي.
٨٨  في انتظار رسول.
٨٩  راجع Pap Anastasi III 1. 11 ff.; Pap. Rainer. & J. E. A. VP. 185 & ibid Vol. XI pp. 293 ff.
٩٠  هو المدرس، و«بيبس» هو التلميذ.
٩١  كرم يذكر كثيرًا ربما كان موضعه بجوار بيت رعمسيس.
٩٢  يأتي بعد ذلك خمسة أنواع من السمك من برك مختلفة، وكلها ليست معروفة لدينا.
٩٣  رقعة الماء التي تكون حد مصر، وقد ذكرت في العهد القديم أيضًا: فرع النيل البلوزي، ومن هنا يستخرج الملح.
٩٤  الرجل الوضيع هذا يعيش كالرجل العظيم في مدن أخرى.
٩٥  الأعياد التي تُحدَّد بحوادث في السماء (الهلال، وطلوع الشعرى … إلخ.) تمييزًا لها من الأعياد التقليدية، مثل: عيد رأس السنة، وعيد أول يوم في الشهر … إلخ.
٩٦  اسم لبيت رعمسيس.
٩٧  إله الحرب.
٩٨  نوع من الشراب.
٩٩  نوع من الفاكهة.
١٠٠  Pap. Koller 3. 3 ff. & Gardiner Hieratic Texts P. 40.
١٠١  أحد حكام إثيوبيا بهذا الاسم كان يعيش في عهد «رعمسيس الثاني» وآخر في عهد الملك «آي».
١٠٢  من المحتمل أنه حاكم نوبي صغير.
١٠٣  التي تدفع إلى الملك.
١٠٤  من المحتمل أن تكون كلها أسماء فاكهة، ويلاحظ أن الكاتب يضع الكلمات الأجنبية متراصة.
١٠٥  قبيلة أجنبية.
١٠٦  سلسلة كلمات همجية ربما تشير إلى حلي القوم.
١٠٧  نافذة القصر العظمى التي يطل منها الملك في أوقات الاحتفالات.
١٠٨  Pap Anastasi IV. 13. 8 ff.
١٠٩  إعداد المواني معروف لدينا من عهد «تحتمس» الثالث؛ إذ كان يعمل سنويًّا.
١١٠  Pap. Anastasi IV. 15. ibid III. 8. I. ff.
١١١  التي قد سمنت في الحقول.
١١٢  أي إنه شراب من نوع رديء.
١١٣  يظن أن وثيقة أخرى تبتدئ هنا، وتصف تقديم الجزية.
١١٤  Pap. Koller I. 1 ff. & Gardiner Hieratic Texts P. 36.
١١٥  زوج الخيل (؟).
١١٦  أي إن الحصانين مصحوبان بصفٍّ من الحمير يحمل المؤن للذين كُلِّفوا بخدمتهما.
١١٧  الأسلحة.
١١٨  Pap. Anastasi IV. 8. 7 ff. V J. E. A. XI P. 293.
١١٩  فاكهة يَرِد ذكرها كثيرًا في أشعار ذلك الوقت، وترجمتها «تفاح الحب» أي الطماطم (؟).
١٢٠  Pap. Anastasi IV. 3 ff.
١٢١  تسوق عربتك.
١٢٢  بعد الموت.
١٢٣  راجع Pap. Anastasi V. 14. 6 ff & Verst Pap. Anastasi ii.
١٢٤  التي تكرر بدون انقطاع.
١٢٥  راجع Pap. Anastasi III. 4. 4.
١٢٦  لما كان الغرب هو عالم الأموات فيقصد من ذلك: أنك تؤخر يوم الموت.
١٢٧  عندما يرسل الإله الموت إليك أخيرًا.
١٢٨  بلدة «أوزير» المقدسة في الدلتا.
١٢٩  رغبة الميت كانت: أن يكون في قدرته أن يخرج من قبره، ويعود إليه كما يشاء.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤