الجَنَّابيَّة

أنا كل يوم
بطلع وبلعب عَ السطوح،
جوا السحاب، والمطر
نازل يرُخْ.
والسحب، زي الجفون
يغمزوني، رمشهم يلمع،
والرعد ينده عليا،
مسمعوش، فيرشني، فأبصله، يضحك.
أجري،
وأملى بُئِّي مايه،
وابص فوقي عشان أبُخْ،
وأخاف أنط!
أصل السطوح عندنا
ملهش سور.

•••

شجر الكافور عالي،
خانق خيالي!
قافل الطريق قدام عينيا،
على شوشته واقف أبو الفصاد،
من تحته تجري الجنابية،
الجنابية، ترعة الواد الشقي!
سنارة غاب كنت أمتلكها من سنين،
سِن …
تقَّال،
غمَّاز،
كلهم فِ الشَّعْر مع العصاية ملضومين،
والسن فِ المايه.
واصبر،
واصبر،
واصبر عشان سمكة،
ألعب بها شوية،
وأجري على أمي،
والصيدة فِ إديه
عمَّاله تتنطط.
– أنا صِدت سمكة يا أم!
يلا خدي اشويها،
وناكُلها هنا فِ الدِّرى.
– يا حبيبي دي صغيرة!
فارميها فِ المايه.
وأقعد أصيد تاني،
غمازي يغمزني،
أفتكر غمز السحب،
أسرح وأعود تاني
عَ السطوح!

•••

الشمس نايمة فِ السحاب ومأيلة،
ساعة عصاري،
محلاها حبة شاي ومنعنعة.
فنجاني، مكسورة ودنه.
الشمس نايمة مفتحة عينها،
عايزلها حبة شاي،
لكن الدلع على مين؟
دَا أنا واد تقيل، ورزين!
ضحكت وغمزتني.
فنجاني حطيته،
وجريت وطالع لها،
بعتت نجوم السما،
سرقت لها شايي!
شربت ونسيتني،
نامت وسابتني،
ولقتني بين السما،
والأرض، نادتني،
انزل!
انزل تعالى لي،
أنت نسيت نفسك!
أنت … نسيت نفسك!
شاورت انزل يا قمر،
والْعب معايا.
قالي حبيبي،
البال مهوش رايق، والليلة متعكر.
لكن عشان خاطرك، أنزل.
أنزل، وما اتأخر.
هابعت جواب للسما،
تسمح لنا شمسنا ننزل فِ ساعة زمن؟
جاني الجواب دُغري؛
قالت مفيش مانع،
لكن تعود بدري،
علشان ضلام الليل
ماسك شواكيشه،
ثبِّت جدور الخيام،
ساعتين ويفردها.
ونزلتلك يا واد،
يلا، هانلعب إيه؟
بقى يا قمر، ده اسمه كلام!
أناديك عشان نلعب،
واقف وفاتح الباب!
مرت ساعات، ما تجيش!
ورق النتايج مات، ما تجيش!
شيعتهم سبعة،
سبع نتايج واقف ومستنيك!
أناديك وأنا عمري ميزدش عن إيدي إلا بقليل خالص.
واقف وفاتح الباب،
تجيني وأنا فِ الشباب!
يا قمر،
بيني وبينك تار،
ميفضهوش اللعب.
يا تعود مكانك فوق مطَّرطشة هدومك بدمي،
يا نعيش فِ عتمة ليل، ما يهمناش!
طول الليالي يا قمر،
عامل صديق،
واتاريك بتتصنت، وتحكي لشمسنا،
والشمس تفضح سرنا.
اللعبة اهِهْ؛
ظبط جيوشك، وكون عارف
إن الحصان بيمشي L،
والعسكري زي الملك
خطوة … خطوة،
بس العساكر كلمتها واحدة،
والملوك كلمتها في كل الجهات.

•••

شنيت هجومي عَ القمر،
مسكتْ صوابعي العسكري قدمته،
رد القمر،
طلع حصانه، والوزير، والفيل لونين، والطابيتين.
خاف الملك؛ أمر العساكر تنسحب.
الشمس خرجت مِ السحب،
بس الأصول فِ اللعب عَ اللوحة والشطرنج
تقول:
إن العساكر، خطوتها واحدة متترجعش،
ويموت مكانه ما يتلفتش.
هرب الملك، ومعاه وزيره وحاشيته،
ساب العساكر مدبِّسة فِ مربعتها،
واقفة خايفة ضهرها مكشوف.

•••

قاعد بلاعب القمر،
والشمس حاضرة،
والسحب، ويا النجوم، والهوا شايل المطر
جماهير!
خرسانة ثابتة، الرُّقعة فوقها متتقلبش.
نفسي الهوا يطيرها من قدامي،
أو حتى يرميني، من عَ السطوح.
بس المهم أنا متهزمش،
أنا متهزمش!

•••

المغربية أدِّنت،
والشمس ماشية استأذنت،
والهوا ساب المطر،
جرَّى السحب؛
وقع المطر عَ الأرض؛
اتعوروا الاتنين،
سالت دماهم طين.
والقمر، طالع مكانه،
وأنا نازل عَ السطوح،
كُوباية الشاي فِ إيدي
لسه سُخنة!
٢٠١١م

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤