الفصل الرابع

الشمال الكندي

(١) الظروف الطبيعية

في هذا القسم الهائل من كندا، والذي يمتد في صورة قوس هائل من لبرادور عند التقائها بجزيرة نيوفوندلاند، إلى مصب المكنزي، لا يعيش أكثر من نصف مليون شخص في مساحة تزيد قليلًا عن مليونين ونصف المليون من الأميال المربعة.

ويترتب على هذا أن الكثافة السكانية تبلغ حوالي شخص لكل ثمانية أميال مربعة أو شخص لكل ميل مربع! ولا معنى لهذه الكثافة الشديدة الانخفاض سوى أن هناك مساحات شاسعة غير مأهولة بالفعل.

ونظرًا لقسوة الظروف المناخية والطبيعية عامة، فإن النشاط الاقتصادي محدود بصورة شديدة، ويتخذ أساسًا صورة النشاط الاقتصادي الأولى: مثل إقامة الفخوخ من أجل الصيد البري، والسماكة — صيد الأسماك، وقطع الأخشاب والتعدين إلى جانب الصيد البحري والمائي عامة الذي يقوم به الإسكيمو المنتشرون قرب السواحل الطويلة لهذا الإقليم الواسع.

وإذا نظرنا إلى أوجه النشاط الاقتصادي السالفة الذكر، فإننا نجد — من وجهة نظر الاقتصاد الحديث — أن قطع الأخشاب والتعدين هما النشاطان اللذان يعبران عن ثروة هذا الإقليم بالنسبة لاقتصاديات النقدية، بينما يكون الصيد والسماكة اقتصاديات الكفاية الذاتية.

ولكن إلى جانب ذلك هناك بعض الإنتاج الغذائي من أجل الكفاية الذاتية متمثلًا في نشاط الإسكيمو في الصيد المائي، ويضاف إليه في الوقت الحاضر بعض الزراعة شبه التجارية، ومراع صناعية لتربية حيوان الفراء، التي ظلت الأساس الهام في النشاط التجاري في شمال كندا لفترة طويلة منذ اكتشافها.

وعلى العموم فإن إمكانات التقدم الاقتصادي في هذه المنطقة تحدده بصورة واضحة عدة عوامل جغرافية على رأسها المناخ القطبي، وإلى جانب ذلك فإنه يجب أن يحسب حساب لعامل البعد المكاني مما يرفع قيمة الإنتاج إذا ما تناولته وسائل النقل الشديدة التكلفة في الأقاليم القطبية، ويمكننا أن نضيف أيضًا عاملًا اقتصاديًّا يحدد نجاح الاستغلال الاقتصادي في الشمال، وهو عامل الطلب على المنتجات، فالكثير من منتجات المناطق الشمالية لها نظير في أماكن جغرافية أقرب إلى مناطق السوق الكبيرة في جنوب كندا والولايات المتحدة، أو أن هناك نظيرًا لهذه المنتجات يمكن نقله بسهولة لتوفر وسائل النقل.

فالشمال الكندي يحتوي على معظم التكوينات الجيولوجية القديمة في أمريكا الشمالية التي تسمى عادة بالدرع أو الرصيف الكندي، وخاصة في لبرادور وكويبك وحول خليج هدسن عامة، وبقية الرصيف يمتد جنوبًا إلى حوض سنت لورانس والبحيرات العظمى الأمريكية، ويؤدي هذا التركيب الجيولوجي القديم إلى صلابة الصخور، وقلة التربة الصالحة للنمو النباتي، وقد زاد من فقر المنطقة أنها تعرضت للغطاء الجليدي طوال عصر البليوستوسين، مما أدى إلى تكوين غطاء صخري أجرد وأملس في عدة نواح، وإلى حصول الحفر الواسعة التي تمتلئ بالمياه في صورة مستنقعات، وإلى تكوين البحيرات الصغيرة المتعددة عند نهايات المورين الجليدي.

fig7
خريطة رقم (٧): كندا: الصورة العامة لاستخدام الأرض: (١) أراضي التندرا. (٢) الغابات المخروطية. (٣) الاستخدام الزراعي والرعوي. (٤) حدود التندرا الجنوبية. (٥) حدود الاستغلال الزراعي. (٦) الحدود الجنوبية التقريبية للشمال الكندي.
كما أن هذا التكوين للغطاء الصخري، عبر التاريخ الجليدي في البليوستوسين قد أدى إلى أن تكون معظم الأنهار غير عميقة المجاري إلا في مناطق الانكسارات والجيوب، وإلى ضعف خطوط تقسيم المياه نتيجة عدم الارتفاع التضاريسي في معظم الجهات، وإلى تشابك مياه الينابيع في عدد من المناطق لوجود البحيرات الضحلة التي تنصرف مياهها إلى اتجاهين أو أكثر لضعف الانحدار، ومن أهم الأمثلة على ذلك، التصريف النهري في شمال شبه جزيرة لبرادور جنوب شبه جزيرة أنجافا Ungava حيث ترتبط المياه المنصرفة إلى خليج هدسن مع تلك المنصرفة إلى خليج أنجافا.

والصورة العامة للتضاريس في المنطقة هي سهل عظيم يحيط بخليج هدسن وخليج جيمس ويمتد على طول السواحل الشمالية وسواحل لبرادور الشمالية، وتضيق مساحة السهول في الشمال الغربي نظرًا لاقتراب سلاسل الجبال الالتوائية الحديثة — الكورديليرا — الكندية التي تغطي غالبية السكان، وترتفع إلى ارتفاعات كبيرة في جبال ماكنزي — غربي وادي ماكنزي، وسلسلة بروكس في شمال ألسكا، وكذلك ترتفع الأراضي في منطقة شبه جزيرة لبرادور، لكنها لا تصل إلى الارتفاعات العالية في الشمال الغربي، فمتوسط الارتفاع في وسط شبه جزيرة لبرادور يترواح بين ٨٠٠ وألف متر، بينما ترتفع المنطقة الجبلية في الشمال الغربي إلى ما بين ١٥٠٠ متر وأكثر من ألفي متر.

ويتكون الأرخبيل الكندي من عدة جزر كبيرة وصغيرة — أكبرها جزيرتي بافن واليزمير وفكتوريا — معظمها جزء من السهل الشمالي الكندي، لكن ارتفاع منسوب البحر قد فصلها عن اليابس القاري، وتتميز جزيرتا بافن واليزمير بارتفاع عام في مناسيبها الكونتورية، وخاصة في شرق بافن التي ترتفع إلى مناسيب في حدود ألفي متر.

ويمتلئ السهل بمئات البحيرات الكبيرة والصغيرة، وأكبر هذه البحيرات تتركز في المنطقة الغربية والشمالية الغربية من هذا الإقليم: بحيرات جريت بير (الدب الكبير) مساحتها ١٢ ألف ميل مربع، وجريت سليف (القن الكبير) ١١٫١ ألف ميل مربع، وأتبسكا ٣٠٠٠ ميل مربع (بالترتيب من الشمال إلى الجنوب)، وكلها تتصل بتصريف نهر ماكنزي الذي ينبع من الكورديليرا الكندية، ويتجه شمالًا بغرب إلى أن يصب في بحر بوفور في مسار أوله ٢٦٣٥ ميلًا (بالمقارنة بالأنهار السيبيرية التي تبلغ أطوالًا أكبر: أوب طوله ٤٣٦٠ ميلًا، ينسي ٢٨٠٠ ميلًا، ولينا ٢٦٥٢ ميلًا). وهناك مجموعة أخرى من البحيرات الأصغر حجمًا تقع إلى الشرق من حوض ماكنزي أكبرها بحيرة ريندير (بحيرة الرنة) التي تتصل بتصريف نهر تشرشل الذي ينبع من البراري الكندية العليا ويصب في خليج هدسن، وفي شبه جزيرة لبرادور توجد مجموعة من البحيرات ذات المساحة الصغيرة والامتدادات الطويلة، وأكبر تجمع لهذه البحيرات يوجد في هضبة لبرادور الوسطى حيث تتصل البحيرات بعضها ببعض في غالبية الأحيان، وكذلك توجد بحيرات صغيرة عديدة حول خليج هدسن وخليج جيمس.

وباستثناء نهر ماكنزي، فإنه لا توجد هنا سوى أنهار قصيرة مثل تشرشل ونلسون اللذان يصبان على الساحل الغربي لخليج هدسن، ونهر تشرشل الذي ينبع من بحيرات لبرادور الوسطى ويصب في خليج جوس وأترباي الطويل في شرقي لبرادور.

والسواحل الكندية تتراوح بين الاستقامة في منطقة هدسن وأجزاء كثيرة من الساحل الشمالي الغربي، وبين التعقيد والتداخل الشديد في صورة خلجان واسعة وفيوردات عميقة في ساحل لبرادور وبافن واليزمير، ومنطقة كيواتين وبوثيا شمال خليج هدسن.

أما الظروف المناخية فهي مشابهة للشمال السوفيتي من حيث تنوعها في أقسام عديدة من الشمال الكندي، لكنها كلها ذات ظروف مناخية تتسم بالبرودة الشديدة في المتوسط السنوي.

ففي يناير تنخفض معدلات الحرارة عن ناقص ٣٠ درجة مئوية تحت الصفر في منطقة كيواتين وبوثيا والأرخبيل الكندي، وكذلك في منطقة الساحل غربي مصب ماكنزي وجبال بروكس شمال ألسكا.

أما بقية الشمال الكندي فتنخفض فيه درجة الحرارة إلى ما بين ٢٠ وناقص ٣٠ درجة مئوية تحت الصفر، وفي يوليو ترتفع درجة الحرارة كثيرًا، ففي منطقة كيواتين والساحل الشمالي الغربي والأرخبيل الكندي تصل الحرارة إلى ما بين حوالي الصفر و١٠ درجات مئوية فوق الصفر، بينما ترتفع الحرارة في لبرادور ومعظم سهول هدسن وماكنزي إلى ما بين ١٠ و٢٠ درجة مئوية فوق الصفر.

ومعنى ذلك أن هناك مدى حراري سنوي كبير يتراوح بين ٣٠ و٤٠ درجة مئوية بين حرارة الشتاء والصيف.

وتقع المنطقة كلها تحت تأثير الضغط الجوي المرتفع في الشتاء، ومركز هذا الضغط الجوي منطقة ماكنزي الأدنى، ويؤدي ذلك إلى اتجاه عامة الرياح من الشمال إلى الجنوب مع قلة واضحة في قوة الرياح، وأما في الصيف فإن الضغط الجوي العام يتحول إلى الانخفاض، وتصبح منطقة بافن مركزًا لضغط جوي منخفض مما يؤدي إلى كثرة الأعاصير والرياح العاصفة.

fig8
خريطة رقم (٨): الشمال الكندي: المراكز العمرانية: (١) المراكز الإدارية. (٢) عمران مدني قائم على تعدين الخامات. (٣) مجتمعات (٥٠ شخصًا وأكثر) مستقرة بدون قاعدة اقتصادية حقيقية. (٤) الحد الجنوبي التقريبي للشمال الكندي.

ويترتب على ذلك أن معظم كمية المطر الساقط تحدث في خلال الصيف حيث تتراوح كمية المطر الساقطة بين ٥٠٠ مليمترٍ في شبه جزيرة لبرادور وجنوب خليج هدسن إلى ١٢٥ مليمترًا في منطقة ماكنزي، بينما تقل الأمطار عن ذلك في كيواتين والأرخبيل الكندي.

ويمكن أن نقيس قسوة المناخ السنوي بتعداد الأيام التي تخلو من الصقيع أو الأيام التي يمكن أن تعدها صالحة للنمو النباتي، فشمال لبرادور ومنطقة كيواتين والأرخبيل لا تتمتع بأكثر من ٥٠ يومًا في المتوسط تكون خالية من الصقيع، وفي الوقت نفسه لا تزيد الأيام الصالحة للنمو النباتي عن خمسين يومًا، أما بقية المنطقة فترتفع فيها الأيام الخالية من الصقيع إلى مائة يوم، وكذلك فترة النمو النباتي ترتفع إلى عدد مماثل من الأيام، لكن جنوب لبرادور وجنوب خليج جيمس وهدسن تتمتع بموسم نباتي يصل إلى ١٥٠ يومًا، ومن ثم فهي مناطق الغابات المخروطية الواسعة الموجودة في هذا الإقليم.

ويرتبط بالنمو النباتي فترات سطوع الشمس، وتدل الدراسات المختلفة على أن متوسط عدد ساعات سطوع الشمس في السنة في منطقتي الأرخبيل وكيواتين غير معروف على وجه الدقة، لكنه قد يكون أقل من ١٥٠٠ ساعة، وبقية الشمال الكندي تتراوح فيه ساعات سطوع الشمس السنوية ما بين ٢٠٠٠ و١٥٠٠ ساعة، بينما ترتفع الساعات إلى ٢٥٠٠ ساعة سنويًّا في جنوب لبرادور وجنوب خليجي جيمس وهدسن.

وقد أدت هذه الظروف المناخية عامة إلى أن منطقة شمال لبرادور وكيواتين والأرخبيل الكندي والساحل الشمالي الغربي هي منطقة مناخ ونبات التندرا الحقيقية، بينما يتمتع بقية الشمال الكندي بظروف مناخية معدلة — ولو أن الشتاء قارس البرد جدًّا.

ويمكن أن يقسم الشمال الكندي إلى أقسام أو أقاليم رئيسية أربعة هي:
  • (١)

    المنطقة الشرقية المرتفعة (شبه جزيرة لبرادور في قسمها الجنوبي والأوسط).

  • (٢)

    سهول البحيرات الكندية (يمتد حول خليج هدسن بحيث يشمل شمال شبه جزيرة لبرادور)، ويمتد غرب الخليج حتى بحيرة أتبسكا.

  • (٣)

    الشمال الأقصى الكندي (الذي يمتد من شمال غربي هدسن إلى الساحل الشمال الغربي حتى ألسكا).

  • (٤)

    الأرخبيل الكندي الشمالي.

أولًا: المنطقة الشرقية

تبلغ مساحتها حوالي نصف مليون ميل مربع، ويقدر سكانها بحوالي ربع مليون شخص، ويضم هذا القسم أجزاء من ولايات لبرادور وكوبيك وأنتاريو، ولا توجد في هذه المنطقة مدن كبيرة، بل صغيرة ومتوسطة، وأهم المدن هي تيمنز Timmins في ولاية أنتاريو في منتصف المسافة بين خليج جيمس وبحيرة هورون، ويبلغ عدد سكانها نحو ٣٠ ألف شخص تليها روين القريبة منها — لكنها داخل حدود ولاية كويبك، ويبلغ عدد سكانها حوالي ١٩ ألف شخص، ومجموعة أخرى من المدن الصغيرة التي يقل سكانها عن عشرة آلاف شخص.

والمنطقة عامة تقع شمال حد الزراعة، ولا تزيد المساحة التي يمكن أن تصنف على أنها أرض زراعية على ١٫٥٪ من مجموع مساحة المنطقة، وأكثر من نصف المساحة مناطق أعشاب تتخللها الكثير من الأشجار، أو خالية من الأشجار، والأشجار كلها في الغالب من النوع المخروطي الإبري الورق، وتبلغ مساحة الغابات حوالي ربع مليون ميل مربع، وأجزاء كثيرة منها تستغل كمورد جيد للأخشاب، خاصة وأن مناطق السوق الواسعة في حوض سنت لورنس والبحيرات العظمى قريبة جدًّا منها.

وتدل الدراسات الطبيعية على أن الغطاء الجليدي قد استمر في هذه المنطقة فترة طويلة ولم ينقشع إلا منذ حوالي عشرة آلاف سنة، وأنه كان غطاء سميكًا — حوالي ٣٠٠٠ متر سمك، ونظرًا لحداثة انقشاع الجليد فإن أشكال السطح ما زالت عليها مظاهر الحداثة، فهناك مساحات كبيرة من الصخر العاري عن أي نوع من التربة والنبات، ومساحات أخرى تغطيها طبقة رقيقة من التربة الخشنة، وبقايا المورين الجليدي المتراجع، ويترتب على ذلك أن التصريف النهري معقد وغير منتظم، ولا يكون نظمًا نهرية رئيسية، وكذلك تظهر أحواض صغيرة منعزلة معظمها مليء بالمياه، وأحيانًا تنصرف مياه إحدى البحيرات تمامًا إلى نظام نهري، وتخلف وراءها مناطق رسوبية مسطحة.

fig9
خريطة رقم (٩): شرق الشمال الكندي.

وبالنسبة لساحل لبرادور نجد أن الجليد قد أدى إلى تكوين أودية عميقة غرقت فيما بعد وكونت الفيوردات العميقة العديدة المميزة لهذا الساحل، وعند فتحات الفيوردات يوجد كثير من المراكز التجارية التي حلت محل مراكز تجارة الفراء السابقة، وتمثل جوس باي أكبر مدن المنطقة الساحلية، وهي تقع على رأس فيورد معروف باسمها ويتوغل داخل اليابسة لمسافة تزيد عن ٣٠٠ كيلومتر، وقد كانت جوس باي، ولفترة محدودة، مركزًا هامًّا لكثير من الطائرات العابرة للأطلنطي، على نحو مماثل لمطار جاندر في جزيرة نيوفوندلاند القريبة، ولكن زيادة مدى الطائرات وسرعتها قد أدى إلى هجر مثل هذه المطارات المتوسطة، ومن ثم تدهورت كل من جوس باي وجاندر، ومع ذلك فإن جوس باي ما زال مستخدمًا كمطار للطوارئ، وقاعدة حربية خاصة وأن المنطقة لا يتكون فيها الضباب كثيرًا مثل جاندر.

وفي منطقة وسط شبه جزيرة لبرادور يوجد أخدود طويل يمتد من خليج أونجافا في اتجاه الجنوب إلى وادي نهر هاملتون، وفي هذا الأخدود تظهر تكوينات كثيرة من الصخور الحاملة لخام الحديد المماثل لحديد جليفار في السويد، وقد عرفت مصادر الحديد هذه من فترة طويلة، لكن بعد المنطقة وعدم وجود مواصلات، وصعوبة إنشاء خط حديدي قد أدت إلى ترك هذه الثروة المعدنية الجيدة دون استغلال لمدة تزيد عن نصف قرن.

ولما جاءت الحرب العالمية الثانية، وانقطع استيراد الحديد السويدي عن الولايات المتحدة، وخوفًا من ألا تستطيعَ مناجمُ الحديد الأمريكية في منطقة بحيرة سوبيرير إمدادَ الصناعة الأمريكية بما تحتاجه، فقد بدأ التفكير في استغلال حديد لبرادور بدخول عدة شركات صناعية أمريكية وكندية في شركة واحدة، وتم بناء خط حديدي من شيفرفيل إلى ست أيل عند خليج سانت لورنس — بلغ طوله حوالي ٥٥٠ كيلومترًا، ونقلت أول شحنة من الحديد عام ١٩٥٤، ومدت خطوط فرعية إلى مناطق تعدينية أخرى بالقرب من الخط الحديدي مثل لبرادور ستي.

وكذلك اكتشف الحديد في جانيون Gagnon إلى الجنوب الغربي من شيفرفيل، ومد خط حديدي مستقل منها إلى بور كارتيه القريب من ست أيل، بلغ طوله ٣٠٠ كيلومتر.

ونظرًا لأن عمليات استخراج الحديد تسير وفقًا لأحدث الوسائل الآلية، فإن عدد العمال قليل، ومن ثم عدد سكان هذه المدن التعدينية قليل أيضًا، فمدينة شيفرفيل يقل سكانها عن ثلاثة آلاف شخص، بينما لا يزيد سكان لبرادور ستي عن ١٥٠٠ شخص.

وإلى جانب الحديد فإن هناك مناطق تعدينية في الأطراف الجنوبية الغربية من هذا الإقليم مثل خام الحديد والنحاس في منطقة شيبوجامو، والذهب في روين، وفي المنطقة أيضًا كانت توجد خامات الكوبالت والفضة، لكنها كادت أن تنفذ لطول فترة تعدينها منذ ١٩٠٤، ويكون الذهب المادة الخام الأولى في تيمينيز ومنطقة كيركلاند، كما أن الحديد بدأ يعدن أيضًا في منطقة كيركلاند.

وعلى العموم فإن المنطقة عامة غنية بالمعادن، وتقدر قيمة المنتج من المعادن فيها بحوالي ٤٠٪ من كل معادن كندا، وتدل قائمة المدن في المنطقة على أن التعدين بصورته الآلية الراهنة، لا يمكن أن يؤدي إلى زيادة في عدد السكان، بل يؤدي هذا العدد القليل من السكان إلى ضيق السوق الذي يمكن أن يستوعب منتجات زراعية؛ ومن ثم فإن التوسع الزراعي غير متوقع في هذا الإقليم، والزراعة الحالية لا تمارس إلا في المناطق الجنوبية القصوى التي تسمح فيها الظروف الطبيعية والمناخية بإمكانية نمو النباتات، فموسم النمو لا يزيد عن ثلاثة أو أربعة أشهر، مما يؤدي إلى إمكانية زراعة بعض الخضروات والقليل من الحبوب المقاومة للبرد وأنواع من النبات الدرنية.

وتزرع هذه الحدائق الصغيرة في أماكن محمية داخل الوديان من أجل تأمين الطعام للمجتمعات التي تعيش على التعدين، والتحطيب ورجال السكك الحديدية، وحيوانات المزارع قليلة العدد، ويمكن أن تعيش على المراعي القليلة التي تنمو خلال الصيف القصير الأمد داخل النطاق الغابي.

ووسائل النقل التجاري في المنطقة محدودة، فهناك خط حديدي ينتهي إلى موسوني على خليج جيمس، ويصل إلى كوشران، ومنها يمتد خط حديدي غربًا إلى وينيبج، وجنوبًا إلى تورنتو وشرقًا إلى كويبك، ومن كوشران أيضًا تمتد خطوط حديدية فرعية إلى مناطق التعدين القريبة من شيبوجامو وتيمينز وروين، وكذلك افتتحت شركات قطع الأخشاب عدة طرق خاصة، وذلك للاستفادة قدر الإمكان من الطرق النهرية الموجودة والمتجهة جنوبًا إلى منطقة سانت لورنس، حيث يتمركز السوق الأساسي لاستيعاب الأخشاب المقطوعة، وأهم هذه الأنهار هو نهر أوتاوا الذي تقع عليه العاصمة الاتحادية لكندا، وتوجد عليه أيضًا مصانع كثيرة لقطع الأخشاب وصناعة الورق.

ثانيًا: سهل البحيرات الكندي

تبلغ مساحة هذا السهل حوالي ٣٠٠ ألف ميل مربع أو نحو مليون كيلومتر مربع، ويبلغ عدد السكان حوالي مائة ألف شخص — وهذا الرقم تقديري وليس إحصائي لنقص وسائل الإحصاء، والمدن قليلة جدًّا وصغيرة أكبرها:

المدينة عدد السكان
فلين-فلون (داخل ولاية مانيتوبا) ١١٠٠٠
ذي باس (ولاية مانيتوبا) ٤٧٥٠
تومسون (ولاية مانيتوبا) ٢٢٥٠
ماكموري (ولاية ألبرتا) ١٢٠٠
fig10
خريطة رقم (١٠): الشمال الكندي.

وهناك عدد آخر من المدن أقل سكانًا من المدن الأربع المذكورة، مثال ذلك الدورادو في ولاية ساسكتشوان قرب بحيرة أتباسكا، وكذلك فون دي لاك بالقرب منها، فوراي هاوس إلى الشمال من بحيرة وينيبج في ولاية ماينتوبا، وتشرشل عند مصب نهر تشرشل على خليج هدسن، وكلها يقل سكانها عن ألف شخص.

والمنطقة عامة خارج منطقة الزراعة الممكنة، ولعل ١٪ من مساحة المنطقة يمكن أن يدخل ضمن نطاق الزراعة، وحوالي نصف ذلك حشائش ومراع، والغطاء النباتي الطبيعي يتكون من الغابات المخروطية الإبرية الورق الكائنة في الجزء الجنوبي، وتتدرج إلى غابات مخروطية متناثرة وأقل كثافة في القسم الأوسط، ثم التندرا في الشمال، ويمكن أن يقال: إن نصف المساحة تقريبًا من أشجار يمكن أن تستغل اقتصاديًّا، ولكن الاستغلال الفعلي قليل جدًّا.

وباستثناء عدم وجود المرتفعات، فإن المنظر الطبيعي في هذه المنطقة يشابه ذلك الذي وصفناه في الإقليم الشرقي، مع وجود نظم نهرية أكبر.

والنشاط الاقتصادي الأساسي يتمركز حول صيد حيوان الفراء الذي ينتشر في كل الإقليم، بالإضافة إلى التعدين الجاري في نقاط محدودة، والمواصلات تعتمد على طرق برية حصوية، وعلى قوارب «الكانو Canoe» التقليدية خلال فصل الصيف، ودخلت المواصلات الجوية المنطقة لخدمة مراكز التعدين والتحطيب النائية، وبطبيعة الحال لا يوجد بريد بالمعنى المفهوم، وتحل الرسائل اللاسلكية محل الخطابات التقليدية.

وعلى عكس النظم النهرية في الشمال السوفيتي — حيث يمكن استخدامها في النقل بالرغم من العوائق التي سبق ذكرها، فإن أنهار كندا أكثر تعقيدًا لحداثة المظاهر الجليدية وكثرة الركامات الجليدية داخل الأحواض المائية.

وهناك خط حديدي يربط ميناء تشرشل على خليج هدسن بمدينة ريجينا في جنوب ولاية ساسكتشوان، وكان هناك هدف قديم من مد هذا الخط الحديدي، وهو إمكانية استخدام ميناء تشرشل لتصدير قمح البراري الكندية خلال موسم الصيف، لكن ذلك لم ينفذ إلا على نطاق ضيق، حتى قبل فتح طريق سنت لورانس الملاحي، وأصبحت أهمية هذا الخط الآن هي نقل منتجات بعض المناطق التعدينية الصغيرة المتناثرة، ومن أهم مناطق التعدين تومسون التي تنتج النيكل، ويوجد بها مصنع لصهر الخام المنتج، وقد مد خط حديدي فرعي من تومسون إلى خط حديد تشرشل، أما الطاقة المستخدمة في معمل النيكل في تومسون فتستمد من محطة الطاقة التي أقيمت على نهر نلسون المجاور عند جراند رابيدز منذ عام ١٩٥٧.

ويمثل نمو مدينة تومسون مدن الشمال الكندي التي تنمو على أساس استغلال الموارد التعدينية المحلية للمعادن غير الحديدية، فمثلًا أُنشئت مدينة على بحيرة «لين» عام ١٩٥٤ لتشغيل النيكل والنحاس والكوبالت، وفي المرحلة الأولى أقيمت مساكن نقلت من مدينة الأشباح التعدينية شيردون، وتتصل المدينة الجديدة بخط حديد رجينا-تشرشل عند مدينة الباس الذي يتجه إلى مدينة فلن فلون التي تعمل في تعدين النحاس والزنك والفضة والكادميوم والسيلنيوم، والتي تنتج الذهب أيضًا كإنتاج ثانوي من هذه الخامات، ويمتد هذا الخط الفرعي شرقًا أيضًا إلى منطقة تعدين جديدة في سنوليك Snow Lake، أما مدينة ماكموري — على بحيرة أتباسكا، فتتصل بخط حديدي فرعي إلى مدينة أدمنتون.

وخلاصة القول أن هذا الإقليم فيه إمكانيات تعدينية لا بأس بها، لكن استغلالها يعتمد على فتح طرق الاتصال.

ثالثًا: الشمال الأقصى الكندي

المساحة: حوالي مليون وربع المليون من الأميال المربعة — أقل قليلًا من أربعة ملايين كيلومترات مربعة، عدد السكان لا يتجاوز ٢٥ ألف شخص، وثلث هؤلاء أوروبيون، والثلثان إسكيمو أو الأمريند، هذا الإقليم خارج تمامًا عن حدود الزراعة، ولا تزيد المساحة التي تصنف على أنها قابلة للزراعة عن ١٥٠ ميلًا مربعًا فقط، والغطاء النباتي الطبيعي في أساسه تندرا أو تندرا تتناثر فيها بعض الأشجار، أما الغابات التي يمكن أن تستغل اقتصاديًّا فلا تبلغ أكثر من ٢٪ من المساحة العامة للأقاليم.

والقسم الشرقي المطل على خليج هدسن إلى بحيرتي الدب الكبير والعبد الكبير يتكون من الرصيف الكندي ذي الصخور البلورية القديمة، أما حوض ماكنزي فيتبع في تكوينه نمط السهول العظمى الأمريكية الوسطى، وعلى العموم فالمنطقة كلها كانت إلى فترة قريبة تقع تحت وطأة التعرية الجليدية، ومعظم المنطقة يقع تحت الصفر بكثير شتاء وصيفًا، وباستثناء بعض الطرق الحديدية والبرية القليلة في أعالي ماكنزي فإن كل الإقليم خالية من وسائل الانتقال، وكذلك لا توجد قرى أو مدن بالمعنى المفهوم إذا استثنينا بعض مناطق التعدين المحدودة وتجمعات الإسكيمو، وتظهر بعض تجمعات للغابات المخروطية، وخاصة حول نهر الماكنزي والبحيرات، لكنها بعيدة جدًّا عن مناطق الاستغلال الاقتصادي، والزراعة في هذه الأراضي ذات الصقيع الدائم غير ممكنة حتى في الطبقة السطحية — بضعة سنتيمترات — التي يذوب فيها الصقيع خلال صيف قصير.

والحرفة التاريخية للمنطقة هي الفراء، ولكن نتيجة الاستغلال المنظم الذي بدأته شركة خليج الهدسن، منذ القرن السابع عشر، فإن موارد المنطقة من الفراء قد هبطت كثيرًا، ولا تزال هناك مناطق محدودة توجد فيها أنواع من حيوان الفراء مثل الثعلب الأبيض والأحمر، والبيفر واللينكس والأرمين وغيرها، لكن تجارة الفراء في هذه المناطق تعوقها الأبعاد الشاسعة في هذا الإقليم القطبي الخالي من الطرق، وتنتج المنطقة ٥٪ فقط من قيمة الفراء الكندية.

وتأثير البعد الجغرافي للإقليم ينعكس في تاريخ استغلال البترول في حوض الماكنزي، لقد اكتُشف البترول في أوائل العشرينيات في نورمان ويلز قرب اتصال بحيرة الدب الكبير بالماكنزي، ولم تستغل هذه الآبار إلا في خلال الحرب العالمية الثانية حينما مد خط أنابيب إلى طريق ألسكا عند هوايت هورس، ومنذ ذلك التاريخ يكرر معمل نورمان ويلز ما يقرب من نصف مليون برميل سنويًّا، وبذلك يغطي نصف احتياجات الشمال الأقصى الكندي.

وقد اكتشفت خامات الفضة الحاملة للراديوم سنة ١٩٣٠ عند خليج أيكو على الساحل الشرقي لبحيرة الدب الكبير في التجمع السكني المعروف باسم بورت راديوم، وقد ترتب على ذلك أن أصبحت هذه المنطقة على رأس العالم في إنتاج الراديوم، لكن ذلك العهد انقضى فلم تعد بورت راديوم تنتج الراديوم، وعند بحيرة أتباسكا وجدت خامات اليورانيوم والراديوم والفضة والكوبالت التي تنتج في منطقة يورانيوم سيتي، لكن تكلفة الإنتاج عالية جدًّا في الوقت الذي يتذبذب فيه سوق المواد المشعة كثيرًا، ولا تزال بلدة يلو نايف — ٣٢٥٠ شخص — عند بحيرة العبد الكبير منطقة تعدين للذهب منذ ١٩٣٨، وعلى وجه العموم فإن حافة الصخور البلورية الغربية التي تكوِّن الرصيف الكندي منطقة غنية بالمعادن: كوبالت، تنجستن، يورانيوم، نيكل، نحاس، رصاص، زنك، بريليوم، لكن استغلال هذه المعادن النادرة في معظمها لم يبدأ؛ لأن التقدير الدقيق لهذه الخامات لم يتم بعد.

ويكون نهر ماكنزي طريقًا طوله ٢٦٠٠ كيلومترٍ تقريبًا من مصبه عند إينوفيك-إكلافيك إلى بحيرة أتباسكا بالإضافة إلى الملاحة الممكنة في داخل البحيرات الثلاث الشمالية الداخلية، وفي حوض هذا النهر، ولقد تم مد خط حديدي عام ١٩٦٠ من مدينة روما إلى نهر هاي على الساحل الجنوبي لبحيرة العبد الكبير حيث مناجم الرصاص والزنك، ويبلغ طول هذا الخط ٦٥٠ كيلومترًا، كما أن هناك طريقًا لكل الأجواء يربط يلو نايف بطريق ماكنزي الرئيسي الذي يمتد من ولاية ألبرتا إلى نورمان ويلز.

وتجمعات الإسكيمو توجد على الساحل الشمالي، وهي قليلة العدد وصغيرة في الوقت نفسه، والإسكيمو على عكس الأمريند — لا يعيشون في تجمعات قبلية، لكن في عصب قليلة العدد مكونة من أسرتين إلى ثلاث أسر، والحرفة التقليدية لديهم هي الصيد البحري شبه المتنقل، ومساكنهم خلال الصيف تتكون من الخيام المصنوعة من جلد الفقمة، وفي الشتاء من الأيجلو أو المساكن الحجرية، ورحلات الصيد الشتوية تتم بواسطة زحافة الكلاب، والصيد الصيفي يتم بواسطة قوارب الكاياك المصنوعة أيضًا من جلد الفقمة، أو القوارب الكبيرة التي تتسع لعدة أفراد من الصيادين، ولقد كان دخول البندقية أمرًا جعل صيد الفقمة سهلًا بدرجة كبيرة عن الصيد التقليدي بواسطة الهاربون أو الرمح، ولكن كثرة استخدام السلاح الناري يؤدي إلى استهلاك أكبر للحياة الطبيعية، ويهدد بنقص سريع وتدمير للموارد الاقتصادية في الإقليم.

وكذلك دخلت مؤخرًا قوارب تسير بالديزل من أجل صيد الحيتان، ولكن بوجه عام فإن إمكانية استغلال المنطقة من أجل الصيد التجاري ما زالت إمكانية ضئيلة لقلة المواصلات الداخلية والخارجية.

وبالرغم من التأقلم التام بين الإسكيمو والظروف الطبيعية للإقليم، فإن تأثير الاتصال مع الحضارة الحديثة قد نجمت عنه آثاره السيئة: تعاطي السكان للخمور، وتعرضهم لكثير من الفيروسات الضارة التي لا توجد لديهم مناعة ضدها، فموجات الإنفلونزا بين الإسكيمو تقتلهم بوحشية، وكذلك ظهر السل بشدة لعدة سنوات، لكن جهود الحكومة الكندية قد بدأ يعطي ثمارًا جيدة، ولكن أخطر المشاكل هي أن عددًا كبيرًا من الإسكيمو أصبحوا معتمدين على معونة الحكومة في صور شتى: النواحي الخيرية والاجتماعية وشئون التغذية والتعليم الابتدائي والمهني والإسكان الدائم.

ولكن أهم ما قدمته الحكومة الكندية للإسكيمو هو تعليم تربية الكاريبو، ويقوم بعض الإسكيمو الذين يربون الكاريبو الآن بالهجرة مع هجرة الحيوان من التندرا إلى النطاق الغابي حول منطقة مصب الماكنزي والجبال الغربية، ولعل أنجح مجموعات الإسكيمو في هذا المجال الاقتصادي الجديد هي تلك التي توجد في وادي هورتن وأندرسون إلى الشرق قليلًا من مصب ماكنزي، ولقد أثر ذلك على الاستقرار الغذائي للإسكيمو بدلًا من الاعتماد المتذبذب على الصيد البحري، أو صيد الفراء.

رابعًا: الأرخبيل الكندي

المساحة حوالي ٥٥٠ ألف ميل مربع — حوالي مليون ونصف كيلومتر مربعًا.

عدد السكان حوالي ستة آلاف شخص غالبيتهم الساحقة من الإسكيمو والأمريند.

كل أشكال الاستقرار السكني غير دائمة فيما عدا مدينة ليك هاربور على الساحل الجنوبي لجزيرة بافن، وباستثناء الغطاء الجليدي الدائم فإن النبات الطبيعي يتبع نمط التندرا، ومعظم المنطقة غير مأهولة، ومعظم الأرخبيل يقع شمال الدائرة القطبية الشمالية، ويعيش الإسكيمو على السواحل لكي يمارسوا صيد البحر التقليدي؛ لأن داخلية الجزر لا تعطي هؤلاء السكان أي مصدر معاشي.

وقد تكونت عدة جمعيات تعاونية لتحسين أحوال الإسكيمو، وبعض هذه التعاونيات تنظم صيد الفقمة وبيع منتجاتها، سواء لأولئك المقيمين في الأرخبيل أو على الساحل الشمالي لكندا أو غرب جزيرة بافن، وهناك تعاونيات أخرى لتشجيع الفنون التشكيلية الإسكيماوية غرب بافن، ومنها تُنقل إلى الأسواق في كندا والولايات المتحدة.

وهناك نوع دخيل من الاستقرار الدائم مرتبط بخط الإنذار المبكر الدفاعي DEW المتكون من محطات رادار وقواعد جوية للطائرات والصواريخ، ومعظمها عبارة عن قواعد تابعة للولايات المتحدة الأمريكية.

وهناك احتمالات قوية لوجود المعادن والفحم، لكن ذلك لم يتم بحثه على وجه الدقة، كما أن احتمالات استغلاله صغيرة في مثل هذه الظروف الجغرافية القاسية، مع قلة وسائل الانتقال والأبعاد المكانية الشاسعة التي تفصل بين هذه المناطق وبين أسواق الاستهلاك الرئيسية الموجودة في مناطق الكثافة السكانية ومناطق الحضارة الصناعية في جنوب كندا ومعظم الولايات المتحدة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤