الغانيات

– من أين أقبلت يا ابنتي؟
– من حيث لا تبلغ الظنون …
– ماذا تريدين يا ابنتي؟
– أريد ما لا تقدرون …
– كيف تقولين يا ابنتي …
– أقول ما لا تصدقون!
– أسرفت في الرمز يا ابنتي.
– بل ما لكم كيف تحكمون!

وينظر الشيخ حوله فلا يرى من يحاوره، وينكر الشيخ نفسه لولا شكوك تساوره، فقد رأى شخصها الجميل، تظله هذه الغصون، ولم يزل صوتها الضئيل، يثير في نفسه الشجون، وكانت الشمس قد تولت كالأمل الخائب الكذوب، وظلمة الليل قد أظلت، كاليأس إذ يغمر القلوب.

وقد لبث الشيخ مكانه قائمًا واجمًا، يرفع رأسه إلى السماء حينًا، ويخفض رأسه إلى الأرض حينًا آخر، ويقلب طرفه في الفضاء بين ذلك، يلتمس هذه الفتاة الأنيقة الرشيقة ذات الوجه النضر والقد المعتدل، هذه التي بدت له رائعةً بارعةً على أنها لم تتخذ زينة ولا حليًّا، ولم تتخذ من الثياب ما تعودت الفتيات الحسان اتخاذه، وإنما بدت له ساحرةً باهرةً تحيط بها هالة من الفتنة الفاتنة، على ما كان يستر جسمها الغض البض من ثوب هو إلى السذاجة القروية أدنى منه إلى تكلف المدن، وهو إلى البلى أدنى منه إلى الجدة.

فلما رآها أنكرها، ثم دار بينه وبينها هذا الحوار الذي ابتدئ به هذا الحديث، والذي لم يفهم منه شيئًا، والذي كان يريد أن يمضي فيه حتى يعلم من الفتاة علمها، ويظهر على جلية أمرها، ولكنه ينظر فلا يراها، ويدعو فلا يسمعها، ويبحث فلا يجدها، فيلبث في مكانه حائرًا مرتاعًا يكاد يكذب عينه فيما رأت، وأذنه فيما سمعت لولا أن صورتها تلح على نفسه فتملؤها جمالًا وسحرًا، ولولا أن صوتها يلح على قلبه فيشيع فيه طربًا حزينًا.

وقد طال وقوف الشيخ، وطالت حيرته، وأخذت الظلمة تغمر الأشياء من حوله، وكان خليقًا أن ينسى نفسه في موقفه هذا الغريب، لولا أنه سمع ذلك الصوت الضئيل العذب يقول له: أسرع أيها الشيخ إلى صلاتك فقد أوشكت أن تفوتك، وأوشك المؤذن أن يدعو إلى العشاء الثانية. لا تبحث عني فلن تراني من ليلتك هذه.

ولم يكد الشيخ يسمع هذا الصوت حتى ثاب إلى نفسه، وثابت نفسه إليه، وذكر أنه قطع حديثه مع الباشا فجأة، وانصرف عنه عجلًا؛ ليشهد صلاة المغرب والعشاء مع جماعة الناس كما تعود أن يشهدها في مسجد القرية الذي يقوم في طرف من أطرافها غير بعيد من القصر، وإنه ليسعى في طريقه إلى المسجد، وإذا هذه الفتاة تتراءى له من بين هذه الشجرات التي تقوم عند آخر الحديقة، وتمد أغصانها متكاثفة مختلطة، كأنها تريد أن تتخذ منها للقصر ستارًا جميلًا صفيقًا، وقد أسرع الشيخ إلى صلاته، وهو يحدث نفسه بأنه سيؤديها منفردًا، وسيؤدي العشاء الثانية مع جماعة الناس، ولكن الصوت الجميل الضئيل كان يتبعه قائلًا له لا تذكرني لأحد، ولا تتحدث عني إلى أحد، فإنك إن فعلت لم تجن من ذلك إلا شرًّا، ولا يستطيع الشيخ أن ينكر أن ظهور هذه الفتاة له، واحتجابها عنه، وتحدثها إليه، وتشييعها له، كل ذلك قد ملأ قلبه فرقًا، لم يسكت عنه إلا حين دخل المسجد، واستقبل القبلة مقيمًا للصلاة، ولو أطاع الشيخ نفسه لتحدث إلى أصحابه بعد أن فرغوا من صلاة العشاء الآخرة بما رأى وما سمع، ولكنه كان كلما هم بذلك أو بشيء منه رد نفسه عنه ردًّا عنيفًا مخافة أن يظن الناس به الظنون من جهة، ومخافة هذا النذير الذي ألقته الفتاة إليه من جهة أخرى.

وقد راح الشيخ إلى أهله حين تقدم الليل، وكانت نفسه تنازعه أن يتحدث إليهم ببعض ما رأى وما سمع، ولكنه ردها إلى الحزم، وحملها على الصمت، مخافة أن يظن أهله به الظنون، وأن يتحقق هذا النذير الذي ألقته إليه الفتاة فاستقبل الليل كارهًا لهدوئه، وطلب النوم جاهدًا فلم يظفر به إلا بعد انتظار طويل، ولم ينعم به بريئًا من الأحلام المزعجة والأطياف المروعة، ولم يعرف الهدوء إلا حين استقبل النهار المشرق، واضطرب مع أهل القرية فيما تعود أن يضطرب معهم فيه من شئون الحياة.

ولم يزر الباشا من يومه ذاك، كأنه قدر أن هذه الفتاة ستعرض له بين تلك الشجرات مستظلة بتلك الغصون المتكاثفة في طرف الحديقة مما يلي القرية، وقد شهد صلاة العشاءين مع أصحابه، واستقبل ليلة هادئة، واستقبل نهارًا مشرقًا هادئًا، حتى إذا ارتفع الضحى، سعى إلى القصر يريد أن يزور الباشا في النهار الواضح المبصر، لا في الأصيل الشاحب الذي يسعى إلى الإظلام أو يسعى إليه الإظلام، والذي تعرض فيه الفتيات الحسان في ظل الأغصان، ولكنه رأى الباشا مكتئبًا مفرق النفس، كأن أمرًا ذا بال يهمه، ويصرفه عن إدارة الحديث مع جلسائه كما تعود أن يدير الأحاديث في لباقته ورشاقته وذكائه الحاد، وكان الشيخ أثيرًا عند الباشا، محببًا إلى نفسه، مشيرًا عليه فيما يعرض له من الأمر، فلما رأى اكتئابه وابتئاس نفسه، أطال المقام ولم ينصرف مع الناس حين انصرفوا، وإنما استأنى وتريث، حتى إذا خلا له وجه الباشا سأله مترفقًا به عن هذا الأمر العارض الذي أهمه، واضطره إلى ما هو فيه من هذا الحزن الكئيب.

قال الباشا، وعلى ثغره ابتسامة شاحبة، وفي صوته تكسر حزين: ما أدري أأحدثك بهذا الحديث أم أطويه عنك، فإني أنكره أشد الإنكار، وأكاد أخفيه على نفسي أشد الإخفاء، وقد هممت أن أسافر إلى القاهرة لأرى الطبيب، ثم بدا لي فدعوت الطبيب إلى زيارتي، وإلى أن ينفق معي يومه إذا كان الغد، والأمد بيننا وبين القاهرة غير بعيد، واليوم يوم الخميس، فليس على الطبيب بأس أن ينفق معنا يومه غدًا.

قال الشيخ: فإني لم أفهم عنك، ولم أتبين هذه الصلة الغريبة بين ما يظهر عليك من حزن، وبين دعوتك للطبيب إلى أن ينفق معك ساعات من نهار.

قال الباشا: ألم أقل لك إني أنكر نفسي، وأخشى أن يكون قد ألم بي بعض العلة، فقد رأيت أمس ما روعني، وسمعت أمس ما أخافني، وإني لأستحيي من نفسي حين أفكر فيما سمعت وما رأيت، وإني لأستحيي منك أن أحدثك بما سمعت وما رأيت.

قال الشيخ، وهو مهتم يتكلف الابتسام، وصوته مضطرب يتكلف الثبات: ماذا سمعت، وماذا رأيت؟ قال الباشا في صوت يكاد يبين عن الجزع: سمعت صوتًا لم أسمع قط أعذب منه … ورأيت شخصًا لم أر قط أجمل منه، ثم انقطع عني الصوت، واحتجب عني الشخص، وترك في نفسي ما ترى من حزن واكتئاب، وقد ذكر الشيخ ما رأى، وذكر ما سمع، وهم أن يتحدث إلى الباشا بمثل ما تحدث به الباشا إليه، ولكنه خاف النذير فآثر الصمت، ومضى الباشا في حديثه فقال: كان ذلك حين آذنت الشمس بالغروب، وحين أخذت ظلمة الليل تغزو الفضاء، وقد كنت أسعى في هذه الحديقة فما راعني إلا فتاة بارعة الجمال، رائعة القوام، تنظر إلي بطرف نافذ كأنه السهم … فأسألها من هي، ومن أين أقبلت! وإلى أين تريد، وماذا تبتغي! فلا أسمع منها إلا أجوبة غامضة لا أفهم منها شيئًا، فهي مقبلة من حيث لا أظن، وقاصدة إلى حيث لا أقدر، ومريدة ما لا أستطيع، وقائلة ما لا أفهم، وأريد أن أستوضحها، وإذا شخصها يستخفي مني، وإذا صوتها ينأى عني شيئًا فشيئًا، وهو يقول لا بد مما ليس منه بد، خير لك أن تقدم على الأمر طائعًا راضيًا من أن تقدم عليه كارهًا مضطرًا، وقد سمعت هذه الكلمات الأخيرة يلقيها إلي صوت غريب كأنه الصدى.

ولم يشك الشيخ حين سمع حديث الباشا في أن صاحبته تلك التي عرضت له في طرف من أطراف الحديقة هي التي عرضت لصاحب القصر، وهي التي تحدثت إليه، ولكنه على ذلك لم يفض إلى الباشا بذات نفسه، وإنما قال له متضاحكًا: لو علمت أنك تسمع لي لطلبت إليك أن تفعل كما أفعل، وأن تقرأ أجزاء من القرآن في كل يوم تذكر الله بتلاوتها، فإن ذكر الله يملأ القلوب أمنًا واطمئنانًا، ويرد عن النفوس ما يروعها ويؤذيها من الخوف والريب، وقد أحسنت إذ دعوت الطبيب، وما أرى إلا أن مقدمه سينفعني فسأستشيره في بعض ما أجد من الضعف، وإن كنت لا أنتظر منه خيرًا كثيرًا، فإن هذا الضعف الذي أجده لا دواء له؛ لأنه ضعف الشيخوخة والهرم.

وتنقل الرجلان في أحاديث كثيرة مختلفة أشد الاختلاف يسلي كل منهما بهذا التنقل نفسه وصاحبه عن هذه الصورة الملحة، وهذا الصوت المتصل، وهذا النذير الغامض الغريب.

وقد حرص الشيخ على أن ينصرف عن القصر قبل أن تصلى العصر حتى لا يرى ذلك الشخص، ولا يسمع ذلك الصوت، ولكنه يقبل إلى المسجد حين يدعو المؤذن إلى صلاة المغرب، ولا يكاد يبلغ الباب حتى رأى شخصين غريبين قد قام كل واحد منهما على جانب من جانبيه، وينظر الشيخ في شيء من الروع إلى أحد هذين الشخصين، فلا يشك في أنه يرى الفتاة التي رآها في طرف من أطراف الحديقة، وينظر إلى الشخص الآخر فإذا هو صورة مطابقة للشخص الأول كأنما كل واحد من هذين الشخصين تمثال لصاحبه يطابقه أشد المطابقة، ويصوره أدق التصوير، ويرى الشيخ على ثغر كل من هذين الشخصين ابتسامةً حازمةً صارمةً، ولكن فيها عذوبة تنفذ إلى قلبه فتملؤه أمنًا وروحًا، وقد رفع الشيخ صوته حين رأى هذين الشخصين بتلاوة ما تيسر من القرآن، ولكنه يسمع الصوتين يتلوان معه ما كان يتلو، ويجد تلك العذوبة التي وجدها حين كانت الفتاة تتحدث إليه، وتحاوره في ظل تلك الغصون، فيسرع إلى المسجد مخافة الفتنة، وينغمس في جماعة الناس، وقد أشفق على نفسه من شر عظيم.

ولست في حاجة إلى أن أصور ما ملأ قلب الشيخ من روع وروعة، ومن خوف وأمن، ومن يأس ورجاء؛ فقد كان يحب أن يرى هذه الصورة، ويشفق من رؤيتها، وقد كان يرجو أن يسمع هذا الصوت ويخاف من سماعه، وقد جعل يحيا حياةً مضطربةً بين هذه العواطف المتناقضة.

وأقبل الطبيب فسمع من الباشا، وتحدث إليه، وامتحنه، ولكنه لم يغن عنه شيئًا، وما كان الطبيب ليغني عنهما ولا عن غيرهما شيئًا، فما هي إلا أيام حتى كثر هذا الشخص أو كثرت صور هذا الشخص في القرية، وجعل كل واحد من أهل القرية يراه حين يغدو إلى عمله مع الفجر، وحين يروح إلى أهله مع الأصيل، وجعل كل واحد من أهل القرية يسمع منه، ويتحدث إليه مصبحًا، وممسيًا. يرتاع لمنظره وصوته أول الأمر، ثم يألف منظره ويطمئن إلى صوته، ويشتاق إلى أن يراه بين الفجر والأصيل، ويشتاق إلى أن يسمعه في كل ساعة من ساعات الليل والنهار.

وقد جعل أهل القرية يتحدثون إذا التقوا عن هؤلاء الفتيات الحسان اللاتي يعرضن لهم في الغلس حين يطلق النهار سهمه المضيء فيشق به ظلمات الليل، وفي الأصيل حين يطلق الليل سهمه المظلم فيبدد به ضوء النهار، وجعل أهل القرية يتحدثون عن هؤلاء الفتيات الحسان المطمعات المغريات اللاتي يبدون لهم، ويدنون منهم، ويدعونهم إليهن في شيء من الفتنة، ولكنها فتنة نقية لا إثم فيها ولا حرج، ولا لوم فيها ولا تثريب.

وجعل أهل القرية يسألون الشيخ عن هذا الحديث الغريب الذي ألم بقريتهم منذ حين، فغير حياة الناس فيها تغيرًا شديدًا، وأثار في قلوبهم آمالًا لا حد لها، ويأسًا لا حد له، وغير رأي بعضهم في بعض، وغير رأيهم جميعًا في الباشا هذا الذي كانوا يؤمنون له، ويذعنون لسلطانه، ويرون طاعته عليهم حقًّا، ويرون أنهم ملك له كما أن أرضه ملك له … إلا أنهم يحيون والأرض لا تحيا، ويرون أنهم ملك له كما أن ماشيته ملك له، إلا أنهم يعقلون وينطقون والماشية لا تعقل ولا تنطق، تغير رأيهم هذا في الباشا فأصبحوا يرونه واحدًا منهم، لا يمتاز من بينهم بشيء، فهو رجل من الرجال يذهب ويجيء، ويأكل الطعام، ويمشي في الأسواق، ويتكلم بالصواب حينًا وبالخطأ أحيانًا، وإذن فلم يستأثر من دونهم بهذا النعيم! ولم يستطيل عليهم بهذا السلطان، ولم يسعد حتى تبطره السعادة، ويشقون هم حتى يضطرهم الشقاء إلى اليأس والقنوط! ولم تبسم الحياة له حتى يضيق بهذا الابتسام وتعبس الحياة لهم حتى يهلكهم هذا العبوس، ولم يكسل هو حتى يضطره الكسل إلى المرض، ويعملون هم حتى يضطرهم العمل إلى الموت.

شاعت هذه الأحاديث بين أهل القرية فامتلأت بها مجالسهم حين يجتمع بعضهم إلى بعض، وامتلأت بها بيوتهم حين يخلو كل منهم إلى أهله وذوي قرابته، وارتقت إلى الباشا فصادفته قلقًا قد ملأ قلبه الخوف والاضطراب، وإذا هو يؤثر أن يترك القرية إلى القاهرة؛ ليتحدث عن محنته هذه في قريته إلى بعض أولي الرأي من أصحابه، ولا يكاد يبلغ القاهرة ويفضي بذات نفسه إلى بعض نظرائه حتى يسمع منه حديثًا ليس أقل من حديثه خطرًا، ولا أيسر منه شيئًا، فأهل القرى كلهم يتحدث هذا الحديث، وأهل المصانع كلهم يتحدث هذا الحديث، والعاملون في الدواوين والمصارف والشركات، والعاملون في الشوارع والطرق والمواصلات كلهم يتحدث هذا الحديث. قد اختلط الأمر، وعظم الشك، وشاع في النفوس أمل لا حد له، وشاع في النفوس يأس لا حد له، وشاع في الجو كله سحاب لا يدري عما ينجلي، أعن أمن ورخاء، أم عن بؤس وشقاء، وكان عدد السكان في مصر ثمانية عشر من الملايين فأصبح عددهم ستة وثلاثين مليونًا؛ لأن كل فرد من أفراد هؤلاء المصريين قد وكلت به فتاة حسناء حازمة صارمة باسمة تبعث ابتساماتها في القلوب أملًا مخيفًا، وكره الباشا أن يعود إلى قريته؛ لأنه كره فتاته تلك الحسناء في حديقته تلك الغناء، ولكنه خلا إلى نفسه ذات يوم في مكتبه المطل على النيل، وأراد أن يأخذ في بعض عمله، وإذا هو يحس حركة فإذا التفت رأى فتاته الحسناء، وعلى ثغرها ابتسامة ساحرة، وهي تقول في صوتها ذاك الضئيل الجميل: لا بد مما ليس منه بد، أقدم طائعًا راضيًا، فذلك خير من أن تقدم كارهًا مضطرًّا!

وقد كتب الباشا إلى الشيخ يدعوه إلى القاهرة؛ ليشاوره في بعض ما يمكن أن يصنع ليرضى الساخط، ويأمل القانط، ويأمن الخائف، ويعمل الكسل، محبًّا للعمل لا زاهدًا فيه، قال الباشا للشيخ حين خلا إليه: ألا تنبئني عن هذا البلاء العظيم الذي نمتحن به في هذه الأيام الشداد؟ قال الشيخ مبتسمًا: لا تسلني أنا عن هذا البلاء، وسل عنه فتاةً من هؤلاء الفتيات اللاتي ملأن علينا أرض مصر جمالًا وأملًا وخوفًا وإشفاقًا، قال الباشا: ومن عسى أن تكون هؤلاء الفتيات! قال الشيخ: لا أدري، ولكني كلما سألت واحدة منهن عن اسمها رفعت كتفيها وابتسمت عن ثغر جميل، وقالت ساخرة: تريد أن تعرف اسمي فاسمي هو «العدالة الاجتماعية».

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤