قدماء العرب والإسرائيليين١

رغم أن ذِكرَ العرب في التوراة لا يظهر بوضوح كاشف، إلا مع الأحداث التي يفترض أنها دارت حوالَي عام ألف قبل الميلاد، أي مع قيام مملكة إسرائيل التي أسَّسها «شاءول» ودعَّمها «داود»، ويعدُّ مؤسِّسَها الحقيقي «سليمانُ بن داود»، فإن ذات التوراة تذكر أمورًا يمكنَّا أن نستنتجَ منها أن العرب أحدُ أقدم العروق في التاريخ، حسب شجرة الأنساب التوراتية، لكن من البداية يجب أن نُقرَّ أنهم هم أنفسهم لم يشعروا بوحدة جنسهم إلا في المرحلة القبل إسلامية مباشرة.

وفي السِّفر المعروف بسِفر التكوين، أول أسفار التوراة، نجد ذلك الشخص القديم المعروف باسم «عابر»، وهو ابن شالح ابن أرفكشاد ابن سام ابن نوح، وتقول: إن «عابر» هذا كان أبًا لفرعَين أو عِرقَين من البشر؛ «العِرق العبري» الذي جاء منه الإسرائيليون فيما بعد، وينتسب ذلك العِرق «العبري» باسمه للأب «عابر»، وعرق آخر هو «اليقطاني» (نسبة إلى يقطان بن عابر)، ثم يستطرد النصُّ قائلًا: «ويقطان ولد الموداد وشالف وحضرموت وبارح وأوزال ودقلة وعيبال وأبيمال وشبا وأوفير وحويلة ويوباب، كل هؤلاء بنو يقطان» (انظر سفر أخبار الأيام الأولى).

وبإعمال النظر في أبناء «يقطان» ستجد أنها أسماء تُشير جميعًا إلى مواضع في الجنوب العربي «اليمن»، ومعلوم أن أسماء المواضع كانت تُسمَّى بأسماء أشخاص كما هي عادة التوراة. كما أن اسم «يقطان» نفسه يُحيلنا إلى نُطْقه العربي «قحطان»، ومن ثَم فإن المقصود هنا هم العرب القحطانية سكان الجنوب اليمني. وقد رصد المؤرخون للعرب اسم «قحطان» كجدٍّ بعيد لقبائل عرب الجنوب مقابل «عدنان» الجدِّ البعيد لعرب الشمال.

وسيكون المعنى أن حفيد نوح المعروف باسم «عابر»، كان الأبَ المشترك لكلٍّ من العبريين في جانب، والعرب الأقحاح «القحطانية» في جانب آخر، ولنلحظْ أن المفردات «عابر» و«عبري» و«عربي» تعود جميعًا إلى جذر لغوي واحد، كما أن «عربي» بالقلب اللساني تصبح «عبري».

الخط العبري في الجزيرة

ويمتدُّ خطُّ النسل من عابر حفيد نوح ليصلَ إلى إبراهيم الخليل، وتوضح التوراة أن إبراهيم قد أنجب ولدَين هما: إسماعيل وإسحاق، وأن أسحاق أنجب ولده يعقوب المعروف باسم إسرائيل، وعنه تناسل الإسرائيليون، بينما على الجانب الآخر أنجب إسماعيل أولادًا يحملون أسماء واضحة العروبية، منها قيدار، وتيماء، ودومة «دومة الجندل»، ونبايوت … إلخ.

ومن ثم سنجدنا في جزيرة العرب، بإزاء خطَّين لعِرقَين منفصلين، عرق أصيل في الجنوب هو العرق القحطاني، والذي أطلقت عليه كتبُ السير والأخبار الإسلامية لقبَ العرب العاربة، أي العرب الأصيلة في العروبية، وعِرق آخر جاء عبر إسماعيل «العبري» شقيق إسحاق وعم إسرائيل وابن إبراهيم، ونحن نعلم من كتب الأخبار الإسلامية، أن إسماعيل كان أب العرب الشمالية «من الحجاز فما نحو الشمال» المنعوتة بالعرب العدنانية، ومعلوم أيضًا في ذات المأثور أن العرب العدنانية ليست أصيلةَ العروبية، إنما اكتسبت العروبية اكتسابًا بنزوحها إلى الحجاز قادمةً من الشمال؛ لذلك أطلق عليها التراثيون المسلمون لقب «العرب المستعربة»؛ أي التي استعربت ولم تكن من الأصل عربية، والمُطالع لمأثورنا الإسلامي التاريخي، سيجد اتفاقًا واضحًا على أن إبراهيم وولده إسماعيل لم يكونا من العرب، إنما وفدوا على أرض العرب أغرابًا عنها، وأنهما كانا يتحدثان السريانية، وبمعيشة إسماعيل بين العرب اكتسب اللسان العربي (!).

ولعله من الواضح سواء فيما أوردتْه التوراة، أو أوردته كتبُ السير الإسلامية، أن كليهما ليس إلا رجع صدًى لأيام خوالٍ وذكريات قديمة، تُشير لعنصر عربي أصيل هو العنصر القحطاني، وعنصر غريب وافد هو العنصر العدناني، وأن الأول كان يسكن الجنوب اليمني، بينما استقر الثاني شمالًا في الحجاز، وهو والأمر الذي يلتقي مع الواقع الجغرافي للجزيرة المنفتحة شمالًا على ما جاورها، تستقبل هجرات وتدفع بأخرى، وهو ما يعني ثانيًا أن سكان الجزيرة الأُصلاء دومًا خلال التاريخ البعيد، هم العرب الذين عُرفوا باسم العرب اليقطانية أو القحطانية.

لكن الغريب في الأمر جميعه، أن يُصبح حديثُ التاريخ المطول عن العرب العدنانية المستعربة، وساعد على ذلك قربُهم أو انفتاحهم على الحضارات المجاورة «جغرافيا»، وهي الحضارات التي تركتْ مدوناتٍ سجَّلت لنا بعضَ ما يتعلق بعرب الحجاز العدنانية، حيث نجد في نصوص التوراة أن من ولد إسماعيل كان «قيدار» و«نبايوت»، ويبدو أن «قيدار» هذا سكن شمالًا على تخوم الحضارات القديمة، بينما استقر «نبايوت» في أرض الحجاز، وقد رصدتْ نصوصُ بلاد الرافدين، وبخاصة نصوص الملك «آشور باني بعل» قصةَ صراعٍ حدث بينه وبين قبيلة «قيدار»، كذلك رصدت التوراةُ صراعًا آخر حدث بين ملوك دولة يهوذا والقيداريين، مما يشير إلى قيدار كقوة لا يُستهان بها آنذاك، ويبدو أن القيداريين قد اشتغلوا بما أدرَّ عليهم ربحًا كثيرًا جعل منهم قوة، ومضربًا للمثل في الفخامة، وهو ما يُؤخذ من سِفر نشيد الإنشاد بالتوراة، المنسوب لسليمان، والذي تصف فيه شولميت «سلمى بالعربية» نفسها، بقولها تجمُّلًا: «أنا سوداء وجميلة يا بنات أورشليم، كخيام قيدار، كشقق سليمان.» فساوت في الجمال بين خيام قبيلة قيدار العربية وبين شقق أو قصور سليمان المعروفة في التراث الديني بالفخامة إلى حدِّ الأسطورية.

أما «نبايوت» فهو ما سجلتْه كتبُنا الإخبارية باسم «نابت بن إسماعيل»، واحتسبتْه الأصلَ الحقيقيَّ للعرب العدنانية التي استقرَّت في الحجاز، وكثُر ذكرُه في أشعار العرب مما يُشير إليه كحقيقة واقعة. ونموذجًا لذلك شعر «عمرو بن مضاض الجرهمي» الذي يُسجِّل صراعًا حدَث بين العرب القحطانية ومنهم قبيلتُه جرهم، وبين العرب العدنانية، ويشير إلى انتصار مؤقت للقحطانيين اليمنيين استولوا بموجبه على سيادة الحجاز بحيازة الكعبة المكية، وللاختصار نورد بيتَين من ذلك الشعر القائل:

وكنَّا ولاةَ البيت من بعد نابت
نطوفُ بذاك البيتِ والخيرُ ظاهرُ
ونحن ولينا البيتَ من بعد نابتٍ
بعزٍّ، فما يحظى لدينا المكاثرُ

ولا تفوتنا هنا ملحوظة أساس، فنحن نعرف عن اليمن القحطاني أنه عرَف الكتابة ودوَّنها فيما يُعرف بالخط المسند، لكن استمرار الغرابة، وللتاريخ أفاعيله، أن اللغة العربية الحالية لم تتطوَّرْ عن أصول عربية قحطانية أصيلة، وإنما تطوَّرت عن الخط النبطي الذي وُجد مدونًا في مملكة أنباط على حدود الجزيرة الشمالية، وهو ما يوعز بارتباطٍ ما مع «نابت» أو «نابط» أو «نبايوت» ابن إسماعيل العبراني المستعرب، فعربيتُنا الحالية هي الخط التطوري عن خطِّ نابت أو الخط النبطي المستعرب وليس العارب.

أما الصراعُ بين العربِ العاربة والعرب المستعربة، فيبدو أنه قد استمرَّ طويلًا، حول مكةَ بالذات، باعتبارها أهمَّ محطة تجارية على الخطِّ التجاري العالمي القادم ببضائع الهند وأفريقيا من اليمن إلى أرض الحضارات الشرق أوسطية، كما يبدو أن العرب الأُصلاء ظلُّوا على انتصاراتهم وعدمِ تفريطهم للمستعربة حتى زمن «قصي بن كلاب»، الذي أقصى آخرَ قبيلةٍ عاربة يمنية عن مكة، وهي قبيلةُ خزاعة، ليَقرُشَ عربَ الشمال المستعربة تقريشًا، أي يجمعهم ويُؤلِّفهم ويُوحِّدهم، ويأخذوا سمتَ السيادة العروبية في زمنه، وما تلا ذلك من أزمان.

لكن ما لا يفوت المدقِّق هنا، أنه قبل زمن تلك الأحداث بأزمان، ترقَى إلى الألف الثالثة قبل الميلاد، كان عرب الجنوب القحطانية، الحمر أو الحميرية، قد اندفعوا بهجرة كبرى من الجنوب نحو بوادي الشام ليستقرَّ فرعُهم المهاجر على سواحل المتوسط الشرقية بطول الساحل السوري اللبناني الفلسطيني، والذين عُرفوا هناك باسم الكنعانيين أو الفينيقيين، وذلك قبل ظهور الفرع الإبراهيمي بكل خطوطه أصلًا، وأن ذلك الفرعَ الإبراهيمي عندما هبط فلسطين تكلَّم بلسان كنعان، أو بشفة كنعان كما قرَّر سِفر إشعيا بالتوراة، لكن اللسان كان قد تغيَّر بمرور الزمن والمكان، وهو ما يعني أن التطور التالي للعربية عن العربية العدنانية النبطية أو النابتية، كان بضاعةً عربية رُدَّت للعرب بعد تحولات ومفردات كثيرة جديدة دخلت المعجم العربي الأصلي، جعلت الفارقَ بَيْنًا شاسعًا، لكنه إشارةٌ للأصل، ما دُمنا نتحدث عن الأصول، ومن وجهة نظرٍ أخرى يمكن القولُ إن ذلك جميعَه كان إثراءً للغة العرب.

أصولُ العرب العدنانية

هنا لا يملك الباحثُ إلا أن يقفَ مدهوشًا أمام الترميزة الإسرائيلية التي تربط العنصرَ الإسماعيلي العدناني بالعنصر العبراني الإسرائيلي بصلاتٍ قرابية، وتعود بكليهما إلى أصول أولى واحدة، وحتى يُمكن بدءُ المحاولة لفكِّ الرموز، يجب البحثُ عن هجرةٍ حدثت، كان اتجاهُها قادمًا من دول الحضارات المجاورة لبوابة الجزيرة المفتوحة من الشمال، وأن تلك الهجرةَ لسببٍ أو لآخر قد اتجهتْ نحو عمقِ الجزيرة لتستقرَّ أولًا في شمالَيها، بينما يوغل آخرون من المهاجرين إلى الحجاز وما حوالَيه. وبشرط أن تكون تلك الهجرة قد تمَّت قبل عام ألف قبل الميلاد بمدة مناسبة، تسمحُ بظهور قبائل قيدار التي ذكرها سليمانُ وأسفارُ الكتاب المقدَّس التي تحدثتْ عن أحداث بداية الألف الأولى قبل الميلاد.

وهنا سنجد أمامنا ثلاثة احتمالات ترتبط بهجرات حدثتْ على التوالي؛ الأولى هي هجرة الهكسوس إلى المنطقة واحتلالها، واحتلال مصر ضمن مناطق أخرى، أما الثانية فهي خروج الهكسوس من مصر في هجرة مضادة عند طردِهم منها، ثم تأتي الثالثةُ في خروج بني إسرائيل وبقايا أسرى الهكسوس من مصر أيضًا، وقد حدثت الهجراتُ الثلاث في زمن متقاربٍ وعلى التوالي، ويكاد الفارقُ بين الهجرات الثلاث يذوبُ عندما نعلم أن هجرةً أساسية إلى داخل مصر ومنها إلى الخارج كانت لعنصر واحد هو الهكسوس، وأن هجرةَ بني إسرائيل بدورها لم تكن غريبةً على الهكسوس، فهم، فيما تحت أيدينا من وثائق، ليس هنا مجالُ مناقشتها، أحدُ البطون القرابية لهؤلاء الهكسوس.

وقد سبق لنا وناقشنا مصدرَ الهجرة الهكسوسية في كتابنا «النبي إبراهيم والتاريخ المجهول»، وأعدْناها إلى المنطقة الكاسية الواقعة على الفرات الأعلى عند بحيرة فان «أرمينيا حاليًّا»، وأنهم الذين احتلوا العراق باسم الكاسيين، واحتلوا مصرَ باسم «ﻫ-كاس» أو «الهكسوس» بأداة التعريف العبرية أو العربية الشمالية «ﻫ». وقد كان الهكسوس عدةَ بطونٍ وأفخاذ تزعَّمهم عنصرٌ من بينهم، وقد دخل بنو إسرائيل في زمرتهم آخرَ سنين حكمهم في مصر، وكانت الصلاتُ القرابية والثقافية واللغوية مبرِّرًا كافيًا ليرتقيَ أحدُ الإسرائيليين سُدَّةَ وزارة المال والخزانة في مصر، وهو ما تُمثِّلُه قصةُ يوسف بن يعقوب في التوراة. ومن بين عناصر الهكسوس تلك القبيلة التي حملت لقب «قاطعو الرقاب»، والتي كُتبت بالمصرية «سا-جاز» «ﻫ-كاس» أو «ﻫ-كاز»، ويبدو أنها كانت القبيلةَ الزعيمة التي أعطت لجموعهم اسمَ الهكسوس، وربما كان الدكتور لويس عوض محقًّا في ربطة ذلك في إشارته إلى أنهم هم مَن أكسب الحجازَ اسمه بعد طردهم من مصر.

وربما عنَّ لنا أن نُضيفَ هنا، أن الإسرائيليين الذين خرجوا من مصر بعد ذلك، متأثِّرين بعقيدة أخناتون التوحيدية، وعبادة إله أوحد كتبه المصريون «آتون»، وكتبه الإسرائيليون «أدون»، أي السيد/الرب، ربما كانوا هم أصلَ كلمة «عدن» في العرب العدنانية، حيث إن «أدون» أو «أدن» يمكن ببساطة أن تنطق «عدن» بلقب الهمزة عينًا، وهو أمرٌ وارد في الساميات، وربما أحلنا هبوط هؤلاء التابعين لعدن أو أدن جنوبًا نحو جزيرة العرب، إلى الصراع الذي دار في قادش على حدود سيناء الشرقية، بين الخارجين من مصر، والذي لا شكَّ أدَّى إلى انفصالٍ اتَّجه بموجبه كلُّ فريق وجهةً تخالف الآخر، فاتَّجه أحدُهم نحو فلسطين، بينما اتجه الآخر نحو الحجاز وهو الأمر الذي يُفسِّر لنا ذلك المدهش في عمل على فهمي خشيم في كتابه «آلهة مصر العربية»، وهو الكتاب الذي قدَّم جهدًا، للتدليل على أن اللغة العربية واللغة المصرية القديمة ليستا توءمتين، بل هما لغة واحدة، وقدَّم لنا معجمًا وافرًا رائعًا حقًّا، وهو ما يجعلنا نظن أن تلك الهجرة التي حدثت في مصر، بعد أن عاش المهاجرون في مصر نحو أربعة قرون، اكتسبوا فيها عقائدَها ولغتَها، هي تلك التي عُرفت بعد ذلك بهجرة العرب العدنانية إلى جزيرة العرب، خاصة وأن التوراة قد أشارت بما لا يدعُ مجالًا للشك، أن لفيفًا عظيمًا من المصريين، قد خرج مع الخارجين، وهم من نظنهم الأتباعَ المخلصين لعبادة «أتن» أو «عدن» الإله الواحد، وهم من نظنهم كانوا الطرفَ الثاني في صراع قادش مع الطرف الإسرائيلي الذي عبد «يهوه» إله البراكين والثيران في سيناء، وأنهم هم من اتخذ سبيلَه جنوبًا إلى جزيرة العرب ليحملوا اسم العرب العدنانية، احتمالات نرجحها، وهي قيدُ البحث المطول بين أيدينا الآن في كتاب: «النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة»، ولا نعلم الآن هل سيؤيدها البحثُ أم سينفيها.

أما النبي إبراهيم نفسه فقد كان من المنطقة الكاسية التي قدمت منها هجرة الهكسوس إلى مصر، وبالتحديد من الولايات الآرامية أو الأرمينية؛ لذلك كان يعقوب «إسرائيل» يُردِّد دائمًا «آراميًّا تائهًا كان أبي»، وهو التعبير الذي يُشير إلى حركة انتقالية واسعة للأب إبراهيم ونسلِه في المنطقة.

وبعد، لا يغرب عن بال قارئنا أن كلَّ هذا الحديث عن ذلك الموغل في التاريخ القديم، لا علاقة له بدولة إسرائيل الحالية، فلا علاقة البتة بين الشراذم المؤتلفة الآن في إسرائيل، والتي تجمَّعت من أنحاء مختلفة وأوطان شتَّى، لا يجمعُها سوى العنصريةِ الدينية، وبين قبيلة بنى إسرائيل التاريخية من بني يعقوب، إن الموجودين الآن في إسرائيل ليسوا عنصرًا ولا جنسًا واحدًا، إنهم فقط مجردُ يهود، وعلاقة أيِّ فرد منهم بأبطال التاريخ الإسرائيلي مثل موسى أو إبراهيم، لا تزيد عن علاقة مسلم من بلاد الصين بنبيِّ الإسلام.

١  لم يسبقْ نشرُه.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤