الفصل الثاني

في تدبيرنا في شأن الدخول والخروج
حين اجتماعنا في بيت الأفندية كنا لا نخرج منه ليلاً ولا نهارًا إلا يوم الأحد الذي هو عيد الإفرنج بورقة إذن البواب من الضابط الذي نظّره علينا الوالي، ثم بعد (ص ١٤٩) تفرقنا في المكاتب المسماة «البنسوينات»١ كنا نخرج أيام البطالة، وهي يوم الأحد بتمامه ويوم الخميس بعد الدروس، وأيام أعياد الفرنساوية، ومنا من كان يخرج كل ليلة بعد العشاء إن لم يكن له درس بعده؛ ولنذكر لك هنا «قانون نامة» الذي صنعه (الأفندية) بعد دخولنا في «البنسيونات» وعبارته:

هذه صورة ترتيب (الأفندية) في «البنسيونات».

  • المادة الأولى: إن يوم الأحد المقرر لهم الخروج فيه يلزم أن يخرجوا من البنسيونات في الساعة التاسعة، ويأتوا إلى البيت المركز من أول الأمر، ويقدموا وقت الدخول ورقة معلمهم إلى (الأفندي) (النوبتجي) في هذا الشهر، لأجل أن يعلم ساعة دخولهم في البيت، وبعد ذلك يذهبون إلى المواضع المعدة للفرجة، بشرط أن يجتمع ثلاثة أو أربعة، ثم يرجعون إلى «البنسيونات» في أيام الصيف في الساعة التاسعة، وفي أيام الشتاء في الثامنة.

    وهذا الترتيب لازم ولا بد، فإن رجع أحد إلى «البنسيون» قبل ذلك، وتعشي هناك، فهو أولى وأحسن ومن اللوازم ألا يدور أحد في الأزقة ليلاً، ومتى دخل في «البنسيونات» يعطي الورقة المذكورة للمعلم.

  • المادة الثانية: أنَّ من لم يمتثل لخصوص ما سبق يمنع الخروج من «البنسيون» بحسب الاقتضاء جمعة أو جمعتين.
  • المادة الثالثة: إن كل من له شكاية من معلمه لا تسمع، ولا تقبل، حتى يكتبها في ورقة، ولا تسمع إلا من جهة التعليم، أو من جهة أخرى يحصل لها منها ضرر، ولكن قل أن يكب ورقة الشكاية يعرف عنها معلمه مرة، ثم يكتبها (للنوبتجي) في هذا الشهر.
  • المادة الرابعة: أن جميع (الأفندية) يمتحنون في آخر كل شهر، ليعرف ما حصلوه من العلوم في هذا الشهر، ويسألون عما يحتاجون إليه من الكتب والآلات، ويكب في آخر كل شهر كسبهم وتحصيلهم وأفعالهم على الصحيح، ولأجل هذا ينبغي التفكر في هذا الخصوص؛ لأجل تحصيل غرض الوالي.
  • المادة الخامسة: لو احتاجوا شيئًا من الكتب والآلات في أثناء الشهر يطلبونه من معلمهم بورقة يكتبونها له، ومعلمهم يخبر بذلك «مسيو جومار» فإن رآه مناسبًا يعطيهم ذلك بعد ما يخبر (النوبتجي) فإن اشترى أحد شيئًا من غير إجازة يلزمه أن يدفع ثمنه من عنده.
  • المادة السادسة: إنه بعد الامتحان بما ذكرنا في المادة الرابعة إن استحق أحد من (الأفندية) الهدية بنجابته تعطى له كتب وآلات وسكة.٢
  • المادة السابعة: في محل التفرج أو الطريق لا ينبغي لأحد منهم أن يرتكب ما يخل بمروءته وهذا الأمر هو أهم الجميع، وممنوع أشد المنع.
  • المادة الثامنة: إن كل الأفندية الذين هم في «البنسيونات» لا يدخلون في البيت المركز إلا كل خمسة عشر يومًا مرة، وهو يوم الأحد.
  • المادة التاسعة: إن يوم الأحد الذي لا يأتون فيه إلى البيت يخرجون فيه مع أولاد الفرنساوية أو مع المعلمين إلى مواضع التفرج أو الرياضة أو ما ينبغي رؤيته، وكذلك يوم الخميس أو يوم التعطيل، إن لم يكن عليهم شغل، فيذهبون مع من ذكر إلى المواضع المذكورة.
  • المادة العاشرة: يتبعون قوانين «البنسيون» كأولاد الفرنساوية بالتدقيق والاهتمام في غير الأمور المتعلقة بالدين.
  • المادة الحادية عشرة٣: إذا خالف أحد هذا الترتيب يقابل بقدر لمخالفته وإذا أظهر عدم الطاعة يحبس بالخشونة، وإن كان أحد يتشبث بأفعال غير لائقة، وأطواره غير مرضية، وجاءت تذكرة من معلمه تشهد عليه بقبح حاله، وتبين عصيانه فمثل ما ذكر الوالي في القوانين التي أعطاها لنا نتشاور مع المحبين له من أهالي هذه المدينة، ونرسل فاعل القبح والعصيان بنفسه حالاً إلى مصر من غير شك ولا شبهة.
  • المادة الثانية عشرة٤: أن جميع (الأفندية) يكونون في «البنسيونات» في هذا الترتيب على حد سواء، وإن كان في «البنسيونات» مائدتان؛ إحداهما للمعلمين، والأخرى للتلامذة (فأفنديتنا) يأكلون مع معلميهم.
  • المادة الثالثة عشرة٥: إن (الأفـنـديـة) المـذكـوريـن يلزمهم جميع ما ذكر من القوانين من غير امتياز، وبسبب ذلك أعطينا كل واحد منهم صورة ذلك.
  • المادة الرابعة عشرة: كل المواد السابقة هي خلاصة أفكارنا، ونتيجة أذهاننا وأذهان الأعيان الذين وصاهم علينا الوالي، وبناء على ذلك كل أحد يلزمه أن يتبعه، مع التنبه لأجل تحصيل رضاء الوالي، فمن لم يمتثل، أو تعلل بشيء يجري عليه ما هو مذكور في قانونه.
١  Les Pension.
٢  يريد النقود. والسكة في الأصل: حديدة منقوشة تضرب عليها الدراهم.
٣  في الأصل (عشر)، وهو خطأ.
٤  في الأصل: عشر، خطأ.
٥  في الأصل: عشر، خطأ.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤