أشعار … وأخبار

لم يذكر أحدٌ من الأصدقاء شيئًا ﻟ «جلجل» عن الرحلة المثيرة إلى المنزل المهجور، ولكن «تختخ» أخذ يُحدثه عن عصابة التل الأخضر، وقال له: إن الأصدقاء كما تعلم ممنوعون من الاشتراك في المغامرات هذه الأيام، وأنا أريد مساعدتك يا «جلجل».

جلجل: إنني مُوافقٌ بحماس، اتركني فقط خلف هذه العصابات وسوف أقضي عليها كلها.

وافق الجميع على هذا الاقتراح وقال «جلجل»: إنها مناسَبةٌ تستحقُّ أن أقول فيها شعرًا.

فرد «تختخ»: طبعًا، مثلًا تقول:

المسروقات المختفية في التلال،
واللصوص المختفون في الظلال.

وضحك الأولاد إلا «جلجل» الذي بدا معجبًا بالأشعار جدًّا، فقال: هذا شعرٌ رائع يا «تختخ»، إنني لا أستطيع أن أقوله، ولو قضيت يومًا كاملًا أجلس لكتابته.

تختخ: هذا هو الخطأ، المهم أن تقف وأنت تَكتب الشعر، مثلًا:

إن «جلجل» والأدلة
ستجعل اللصوص أذلة،
الزرار المستدير،
والعقب الصغير.
أدلة كلها عظيمة،
وكلها عليها القيمة.

واستمر الجميع يضحكون، في حين كان «جلجل» مذهولًا لهذا الشعر الذي ظنَّه رائعًا، ثم عاد «تختخ» إلى الحديث فقال: والآن يا «جلجل» سوف تقوم بالعثور على المسروقات وحدك.

جلجل: أي مسروقات؟

تختخ: المسروقات التي ستَسرقها العصابة طبعًا.

جلجل: ولكن كيف أعرف هذا؟

تختخ: من الجرائد، عليك بقراءة الجرائد التي يُحضرها عمك كل يوم، وعندما تقرأ عن سرقةٍ، عليك بالبحث عن المسروقات فورًا، ومن الممكن أن تقول لعمِّك.

جلجل: لا … لا!

تختخ: أبدًا، تستطيع أن تقول له.

وخرج «جلجل» وقد احمرَّ وجهه من السعادة؛ لأنه سيَكتشِف المسروقات ويقبض على العصابة، وفي لحظة الحماس نسيَ مفكرته السوداء، فأمسكها «تختخ» وكتب فيها بعض «الأشعار»، مقلدًا خط «جلجل».

كتب:

إلى عمي العزيز

عينا عمي كعينَي الضفدعة،
وظهره يشبه البردعة،
وهو غبي وعقله تخين،
وعامللي شرلوك أو لوبين،
ورأسه كالبالون الكبير.

وفجأة عاد «جلجل» مسرعًا يبحث عن مفكرته، فأعطاها له «تختخ» فأخذها وخرج.

ضحك الأصدقاء وهم يتصوَّرون الشاويش يقرأ هذا الشعر، ثم بدءوا يفكرون في المغامرة القادمة داخل المنزل الخفي.

قال «تختخ»: إنني أعتقد أن الحارس الذي قابلناه في المنزل ليس هو «عشماوي»، الذي سمع «جلجل» صوته، وعلينا أن نبحث عن «عشماوي» هذا في دفتر التليفون.

وأسرع الأصدقاء بإحضار الدفتر وبدأ «تختخ» يبحث، وباقي الأصدقاء ملتفُّون حوله، وهو يقرأ كل الأسماء التي تبدأ باسم «عشماوي».

– عشماوي إبراهيم … مدرس.

– عشماوي زينهم … مطعم.

– عشماوي أبو راس … جراج.

قال محب: يجب أن نَكتب أسماءهم جميعًا، ثم نبحث عن كل واحدٍ منهم على أنه مشتبه فيه.

تختخ: لا مانع، وسأذهب أنا إلى صاحب الجراج، ومن الأفضل أن أذهب متنكرًا في شكل «جلجل»، فإذا حدث شيء، وقعت المشاكل على رأس الشاويش «فرقع».

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤