لقاءٌ تحت الأرض

قال «محب» فجأة: «تختخ» انظر إلى الرجل الذي ينزل على السلم، يبدو أنه الرئيس، فإن الجميع يقفون له.

تختخ: إنه «عشماوي» صاحب الجراج الذي قابلته عندما كنتُ مُتنكِّرًا في شكل «جلجل».

وأصدر «عشماوي» أمرًا إلى الرجال فتفرقوا خارجين، ثم خرج «عشماوي» وأصبحت الورشة خالية.

قال «تختخ»: هيا نبحث عن «جلجل» بسرعة، إنها فرصتنا، ويبدو أن الرجال قد ذهبوا للأكل.

سار الأصدقاء في ممرٍّ طويل، به أبوابٌ مغلقة من الجانبين، وكانوا خائفين، فقد يُفتَح أحد الأبواب فجأة، ويُقبَض عليهم جميعًا.

قال «محب» يائسًا: وبعد، هل نفتح كل هذه الأبواب؟

ولم يكد ينتهي من جملته حتى سمعوا صوت كحَّة يعرفونها جيدًا، فقال «عاطف» في الحال: إنها كحة «جلجل» فهو قريب من هنا.

أشار «تختخ» إلى إحدى الغرف وقال: لقد صدرت الكحة من هذه الغرفة، إن «جلجل» بداخلها.

اقترب الأصدقاء من الغرفة، فوجدوا بابها مغلقًا، والمفتاح مُعلَّق من الخارج، فأخذوا المفتاح، وفتحوا الباب، ونظروا داخل الغرفة، كان «جلجل» مُستلقيًا في جانبٍ من الغرفة، وبجانبه مفكرة الشعر وهو يحدث نفسه.

همس «تختخ»: «جلجل».

جلس «جلجل» فورًا، ثم قفز وأخذ يحتضن أصدقاءه قائلًا: «تختخ»، لقد كنت متأكدًا أنك ستأتي وراء الأدلة التي رميتها من السيارة، الحمد لله أنك جئت فقد عذبوني طويلًا، وسألوني كثيرًا من الأسئلة التي لا أعرف الإجابة عنها.

قال «تختخ»: اذهب وراقب الباب يا «محب»، وأنت يا «جلجل» مطلوبٌ منك عمل بطولي آخر، إننا في قلب حادث خطير، وأريد أن أُخطِر المفتش «سامي»، ولكن إذا أخذناك معنا، فسوف تشعر العصابة بأننا كشفنا سرها؛ لهذا أرجوك أن تبقى في مكانك فترةً أخرى، حتى نحضر رجال الشرطة.

رد «جلجل» وهو يبكي: لا أستطيع يا «تختخ»، إنك لا تتصور شعور المسجون مثلي، إنني حتى لا أستطيع أن أكتب الشعر.

تختخ: «جلجل» إنني أعتقد أنك بطل، وتستطيع التحمل ليلة أخرى.

جلجل: سوف أبقى يا «تختخ»، لا لأنني شجاع، ولكن لأنك مغامرٌ عظيم …

تختخ: إننا جميعًا نخاف، المهم أن نفعل ما نخافه، فنصبح أبطالًا.

وتمنى الأصدقاء ﻟ «جلجل» حظًّا سعيدًا، ثم تسللوا، وأغلقوا الباب بالمفتاح على «جلجل» مرةً أخرى.

نظر «تختخ» في ساعته ثم قال: الساعة الآن الواحدة بعد منتصف الليل، ويجب أن نصل بسرعةٍ إلى المفتش «سامي».

ولكن الأصدقاء الثلاثة كانوا في مصيدة، فلم يعرفوا كيف يخرجون مرة أخرى، فقد كان كل شيء حولهم، صامتًا، مظلمًا، والخفافيش تملأ المكان.

ساروا … وساروا دون أن يهتدوا إلى طريقٍ للخروج، وخشوا إذا عادوا إلى الورشة أن يراهم أحد، ولكنهم في النهاية لم يجدوا أمامهم حلًّا آخر فاتجهوا إلى الورشة.

كان الرجال قد عادوا إلى العمل مرةً أخرى، وكان «عشماوي» يقف وقد وضع يديه في جيوبه يراقب العمل، ظل الأصدقاء واقفين في مخبئهم المظلم يراقبون العمل لعله ينتهي، ولكن العمل ظل مستمرًّا ساعة … ثم ساعة أخرى … حتى شعر الثلاثة أنهم لا يستطيعون مقاومة النوم.

ومر الوقت، ونظر «تختخ» في ساعته، كانت الساعة السابعة صباحًا، وفي تلك اللحظة، وقفت سيارة نقل تستعد للخروج على الأرض المتحركة، ولحسن الحظ ذهب السائق ليتحدث إلى «عشماوي»، فأسرع الأصدقاء الثلاثة، وتسللوا إلى صندوق السيارة الخلفي دون أن يَلحظهم أحد.

وتحركت الأرض إلى فوق، ثم سارت العربة حتى وصلت إلى البوابة الخارجية حيث فتح الحارس الباب، فانطلقت خارجة إلى الطريق الضيق، ومنه إلى الشارع.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤