تختخ يصل

بعد وصولهم إلى المحطة بلحظاتٍ، وصل القطار، فنظروا إلى نوافذه، وفجأة صاحت «لوزة»: ها هو ذا «تختخ» … غير مُتنكِّر … إنه هو … إنه هو!

ونزل «تختخ» إلى الرصيف، فأسرعت «لوزة» تتعلَّق برقبته، وقفز «زنجر» إلى صدره، وأسرع «تختخ» يُسلِّم على والدته والأصدقاء، فقالت الأم التي كانت سعيدة جدًّا بوصول ابنها: لقد قال لي أصدقاؤك أنهم رأوك منذ ربع ساعة، وكنتَ مُتنكِّرًا.

قال «تختخ»: مدهش، إنني كما ترون لم أَصِل إلَّا الآن.

وخرج الجميع من المحطة فأخذ «محب» يقص ما حدث على «تختخ» الذي استمع إليه ثم قال: شيءٌ غريب، ويبدو أننا سنبدأ مشكلة جديدة من اليوم مع الشاويش.

وأخذت الأم تَنصح ابنها ألا يقع في مشاكل مع الشاويش، وتذكَّرت «لوزة» هديتها التي أخذها الولد الضخم الجسم فقالت في صوتٍ مُضطرِب: «تختخ»، لقد أعددت لك هدية، كانت مفكِّرة جميلة عليها اسمك، ولكن الولد الضخم الجسم أخذها مني.

فقال «تختخ» ضاحكًا: لا تنزعجي، وسوف أُحضرها منه.

وصل الجميع إلى منزل «تختخ»، فدخل هو ووالدته، بعد أن اتَّفق مع الأصدقاء على أن يقابلهم بعد قليل في حديقة منزل «عاطف»، حيث اعتاد الأصدقاء أن يجتمعوا.

ذهب الأصدقاء الأربعة إلى الحديقة، وأخذوا يتناقشون فيما حدث في المحطة، فقالت «نوسة»: هل تَعتقدُون أن هذا الولد الضخم الجسم ابن أخي الشاويش «فرقع» فعلًا؟ إذا كان ذلك صحيحًا، فإن متاعب حقيقية ستقع بينَنا وبين الشاويش!

وقالت «لوزة»: سوف يَعرفنا الشاويش فورًا، فالمفكِّرة التي أخذها الولد مكتوبٌ عليها اسم «تختخ»، وفيها كلمات كتبتها بخطٍّ جميل منها «الأدلة … اللصوص … منتصف الليل …» وهكذا سيظنُّ الشاويش أننا نَعرف لغزًا جديدًا سنحله قبله، كما حللنا لغز «الكوخ المحترق».

قال «عاطف»: المشكلة أن يَشكُوَنا إلى أهلنا، وأنتم تعرفون أبي، إنه لا يحب المشاكل، وسيعتقد أننا ضايقنا قريب الشاويش عن قصد.

قالت «لوزة»: من الأفضل أن نذهب فنشرح ما حدث لوالدتنا.

وفعلًا أسرع «عاطف» و«لوزة» إلى المنزل، وأخذا يشرحان ما حدث لوالدتهما، ولكن قبل أن يَنتهيا من الحديث، وصل الشاويش «فرقع» فأسرعا يجريان عائدَين إلى الحديقة، فأخبرا «محب» و«نوسة» بما حدث، ثم أسرعا إلى غرفتهما.

أما الشاويش «فرقع» فقد استقبلتْه السيدة في احترامٍ قائلة: إنني في خدمتك يا سيادة الشاويش.

وبعد قليلٍ انضمَّ الأب إلى الحديث، ثم أرسل في استدعاء «عاطف» و«لوزة» وقال لهما: لقد حضر «جلال» ليقضيَ الإجازة عند عمه الشاويش، وقد طلَب منِّي الشاويش أن أمنعكما من التعرض ﻟ «جلال» أو إشراكه في المغامرات التي تقومون بها مع «محب» و«نوسة»، وقد ذهب الشاويش إلى والد «محب»، وطلب منه نفس الطلب … هل تَفهمان ما أريد؟

قال «عاطف»: طبعًا، وسوف … لا …

قال الأب مقاطعًا، لا أريد أي أعذار، ليس لكم دخل في أعمال الأسرار والألغاز، فهذا من عمل رجال الشرطة، ولا تُشركوا «جلال» في أيِّ مغامرة! هل هذا واضح؟

ردَّ «عاطف» و«لوزة» في صوتٍ واحد: نعم واضح جدًّا.

وغادر الشاويش المنزل، واتجه إلى منزل والد «تختخ»، حيث دار نفس الحديث، ولكن «تختخ» لم يَستسلِم لأوامر الشاويش، وقال له: أنت تعرف أن الأستاذ «سامي» مفتش المباحث يثق في المغامرين الخمسة جدًّا، وفي استطاعتك الاتصال به الآن تليفونيًّا وسؤاله!

وأمام هذا الموقف، وقف الشاويش قائلًا: لا داعيَ لإزعاج الأستاذ «سامي» فهو رجلٌ مشغول جدًّا، وقد جئت فقط أحذرك من إشراك ابن أخي «جلال» في اكتشافاتك ومغامراتك.

وانصرف الشاويش دون أن يحصل على أيِّ وعدٍ من «تختخ» بشيء.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤