أوامر وألغاز

في اليوم التالي وصلت إلى «جلجل» رسالة هامة من «تختخ»، كانت رسالة «تختخ» كالآتي:

أمرٌ إلى «جلجل»، يجب أن أتحدَّث معك الساعة ١٢، تعالَ إلى الحديقة في هذا الموعد.

والإمضاءات ت … خ.

أمسك «جلجل» بالرسالة وأخذ يَقرُؤها في انفعالٍ، ورآه عمه فقال له: من أين أتتْك هذه الرسالة؟

جلجل: إنها مِن أحد أصدقائي.

ثم أسرع يضعُها في جيبه، ولكن الشاويش صاح به: أرني هذه الرسالة!

جلجل: ولكن يا عمي هذه رسالةٌ خاصَّة من «تختخ»!

الشاويش: كلامٌ فارغ، هاتِ الرسالة.

ثم مدَّ يده وانتزع الرسالة من جيب «جلجل»، وقرأها ثم احمرَّ وجهه وصاح: ماذا يعني بكلمة أمر؟

جلجل: لا شيء يا عمي، سوى أنه يُريد أن يراني.

الشاويش: اسمع، إذا كان هؤلاء الأولاد سيعُودون إلى ألاعيبهم مرةً أخرى، فسوف أسلخ جلدَهم، هل فهمت؟ إنَّني أريدُكَ أن تُخبرهم بذلك.

جلجل: حاضر يا عمي.

ثم أسرع يفتح الباب ويخرج قبل أن يَمنعه عمه من الخروج.

وصل «جلجل» إلى غرفة «تختخ» في آخر الحديقة، حيث وجد الأصدقاء جميعًا هناك، وعندما رأته «نوسة» قالت له: أهلًا «جلجل» هل أعجبك البيض الذي أفطرت به؟

قال «جلجل» مُندهشًا: كيف عرفت أنني أكلت بيضًا؟

نوسة: مسألةٌ سهلة بالنسبة للمغامر.

وحاول الأصدقاء أن يُخفُوا ضحكهم؛ فقد كان «جلجل» قد أسقط صفار البيض على بذلته، فبدا واضحًا أنه أفطر بيضًا.

قال «جلجل»: إنَّني سعيد لأنني تلقَّيت رسالتك، وللأسف إنَّ عمي رآني وأنا أقرؤها.

قال «تختخ» باهتمامٍ: وهل قرأها هو الآخر؟

جلجل: نعم، وقد غضب كثيرًا، ولكني تركتُه، ولم أهتمَّ بغضبه، وقلت له إنها مسألةٌ خاصة يجب ألا يتدخل فيها.

تختخ: عظيم، والآن اجلس لتستمع إلى تفاصيل السر الهام الذي ستحله.

جلجل: إنني على استعدادٍ للسماع.

تختخ: وأنتم أيضًا استمعوا؛ فهناك أضواءٌ غريبة تظهر على التل الأخضر خارج «المعادي».

جلجل: وهل رأيتها يا «تختخ»؟

تختخ: المهم أن تعلم أن هناك عصابتين تعملان هذه الأيام؛ عصابة للخطف، وأخرى للسرقة.

وظهر الذهول على وجه «جلجل»، وحتى الأصدقاء — وهم يعلمون أن «تختخ» قد اخترع القصة — لم يستطيعوا منْع أنفسهم من الدهشة، واستمرَّ «تختخ» يتحدَّث: والمهم أن نكتشفهم سريعًا، وللأسف أن «محب» و«نوسة» و«عاطف» و«لوزة» ممنوعون من العمل، وأنا لا أستطيع أن أعمل وحدي؛ لهذا استدعيتُك يا «جلجل».

قال «جلجل» بصوتٍ هادئ: تستطيع أن تعتمدَ عليَّ يا «تختخ»، وإنني أستطيع أن أكتب شعرًا ممتازًا عن هذا الموضوع.

تختخ: فعلًا … ويُمكن أن نقول مثلًا:

المغامرات كلها مفاجآت،
والمفاجآت كلها مغامرات.

قال «جلجل»: هذا شعرٌ عظيم، لا أستطيع أن أكتب مثله.

تختخ: إنني أستطيع قول الشعر في أيِّ دقيقة، وعندما كنت أنسى المحفوظات في الفصل، كنت أقول شيئًا من تأليفي للمُدرس فورًا، المهم هل أحضرت المُفكِّرة؟

أخرج «جلجل» مفكِّرةً ذات غلاف أسود فقال «محب»: عند عمِّك الشاويش مفكرةٌ مثلها، فهل أخذتها منه؟

جلجل: لم آخذها منه طبعًا؛ لأنه لا يُعطي أحدًا شيئًا، إنما وجدتُها على مكتبه فأخذتها!

تختخ: هذا خطأ، ويجب أن تُعيدَها يا «جلجل»! وسأُعطيك واحدةً أخرى!

جلجل: حاضر، سأعيدُها عند عودتي إلى البيت.

وناوله «تختخ» المفكرة الجديدة وقال له: الصفحة الأولى للأدلة، والثانية للمشتبه فيهم.

جلجل: وهل هناك مشتبهٌ فيهم؟ ومن هم؟

تختخ: سوف تعرف في الوقت المناسب.

وبدأ «جلجل» يُعدُّ المفكرة، عندما ظهر شبحٌ عند النافذة، ثم أطلَّ عليهم الشاويش «فرقع» وصاح بابن أخيه: ماذا تَفعل هنا يا «جلال»، اخرج فورًا، هناك أعمالٌ في انتظارك!

وأسرع «جلجل» بالخروج مذعورًا.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤