أدلةٌ هامة

قضى «جلجل» وقتًا ممتعًا وهو يجمع الأدلة على التل، وقد بدأ بالعثور على قطعة سجاد قديمة، ثم استمر يجمع وهو في غاية السعادة، كان يقول لنفسه: آه لو كان «تختخ» معي ليرى مهارتي في جمع الأدلة، ثم استمر يجمع الأدلة حتى جمع عشرة منها، برغم أن الأصدقاء لم يتركوا سوى خمسة فقط، وعندما عاد إلى البيت أعدَّ لنفسه كوبًا من الشاي، وفتح مفكرته على صفحة الأدلة، وبدأ يكتب:

الأدلة: (١) قطعة سجاد. (٢) قطعة قماش بها زرار. (٣) رباط حذاء قديم. (٤) عقب سيجارة. (٥) علبة سجاير خالية. (٦) علبة صفيح صدئة. (٧) قطعة ورق عليها رقم تليفون. (٨) منديل قديم عليه حرف «م». (٩) علبة كبريت محترقة. (١٠) قلم رصاص صغير جدًّا.

وأخذ «جلجل» يتأمل الأدلة بإعجاب شديد، ثم وضعها في جيبه، وفي هذه اللحظة سمع خطوات عمه، ودخل العم فوجده يجلس وحيدًا فسأله: لماذا تجلس هكذا لا تفعل شيئًا؟

جلجل: لقد ذهبت للنزهة على التلِّ وحدي، وعدت الآن.

أخذ الشاويش ينظر إلى «جلجل» في شكٍّ ثم قال: «جلجل» إنني أعلم أنك وأصدقاءك الخمسة تبحثون عن حلِّ لغزٍ ما، وعليك أن تخبرني به، إننا أقارب ويجب أن تساعدني.

جلجل: أيُّ لغز يا عمي؟ إنني لا أعرف شيئًا!

الشاويش: بل يجب أن تتكلم وإلا ضربتك، أنت تعرف أنني أحبك ولكن إذا أنكرت فلن أتردد في ضربك.

وأحسَّ «جلجل» بالخوف فأسرع يعترف: الحقيقة أنهم يقولون إن هناك عصابتَين للخطف والسرقة، وإنهم يستخدمون الأضواء في تبادل الإشارات.

وشعر الشاويش بقلبه يدقُّ بشدة، فقد رأى هو نفسه هذه الأضواء، فالقصة حقيقية، وسيقع على سرٍّ خطير، وهكذا قرَّر أن يسمح ﻟ «جلجل» بالخروج لمقابلة أصدقائه لعله يعود بملعوماتٍ جديدة.

وأسرع «جلجل» إلى منزل «عاطف»، وهو يشعر بالذنب؛ لأنه أخبر عمه بهذه المعلومات، ولكنه كان يشعر بالفخر أيضًا لأنه استطاع إخفاء الأدلة عنه.

أخرج «جلجل» الأدلة وأخذ يَعرضها على الأصدقاء بفخرٍ شديد، وكادت «لوزة» تضحك، ولكنها استطاعت بجهدٍ أن تَكتُم ضحكتها.

وأخذ الأصدقاء يُبدون إعجابهم بأدلة «جلجل»، مما دفَعَه في النهاية إلى أن يروي لهم ما حدث له مع عمه الشاويش، وكيف أخبَرَه بحكاية الأضواء.

تختخ: لقد أخطأت يا «جلجل» بالاعتراف لعمِّك، ولكن بالطبع نحن لا نرضى أن يضربك، المهم الآن أن تُخبرَنا عن تلك الليلة التي ضللت فيها الطريق في أثناء ذهابك إلى التل، هل أنت متأكِّد أن أحد الرجلين نادى على الآخر باسم «عشماوي»؟

جلجل: بالطبع، إنني أذكر هذا جيدًا.

تختخ: عظيم، إن هذه معلوماتٌ هامة، وعليك الآن أن تعود إلى منزلك حتى أستدعيك.

وعاد «جلجل» إلى منزله، كان متعبًا حتى إنه استغرق في النوم عندما استلقى على الفراش.

عاد الشاويش إلى البيت أيضًا، ودخل غرفة «جلجل» فوجده نائمًا، فمدَّ يده وأخذ المفكرة من جيبه، وذهل الشاويش «فرقع» وهو يقرأ عن كل هذه الأدلة التي عثر عليها «جلجل»، وقال في نفسه: سأَعثُر على العصابتَين قبل أيِّ شخص آخر، أُثبت للمُغامرين الخمسة أنهم لا شيء.

ولم يكن الشاويش يعرف أن كل هذه الأدلة لا معنى لها.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤