الفصل الثالث

عباس باشا الأول

هو عباس باشا بن طوسون باشا بن محمد علي باشا، وُلد عام ١٢٢٨ﻫ أو ١٨١٣م ورُبي أحسن تربية، وكان محبًّا لركوب الخيل، فرافق عمه إبراهيم باشا في حملته إلى الديار الشامية، وشهد أكثر الوقائع الحربية، وفي سنة ١٢٦٥ﻫ تولى زمام الأحكام على الديار المصرية بعد وفاة عمه إبراهيم، وكان على جانب من العلم والمعرفة؛ لأن المرحوم جده كان يحبه كثيرًا فاعتنى بتعليمه في مدرسة الخانكاه.

ومن مشروعاته المهمة الشروع في إنشاء الخط الحديدي بين مصر والإسكندرية، وتأسيس المدارس الحربية في العباسية، ومد الخطوط التلغرافية لتسهيل سبل التجارة وغير ذلك.

fig8
شكل ٣-١: عباس باشا الأول (وُلد عام ١٢٢٨ وتولى سنة ١٢٦٥ﻫ وتُوفِّي عام ١٢٧٠ﻫ).

وكان له غلام يدعى البرنس إبراهيم إلهامي كان على جانب عظيم من الجمال، والذكاء، واللطف، والمعرفة، والعلم. زار الآستانة سنة ١٢٧٠ﻫ وتشرف بمقابلة جلالة السلطان عبد المجيد فأحبه وزوَّجه بابنته، وغمره بنعمه، فرجع إلى مصر شاكرًا حامدًا، والمرحوم إلهامي باشا هو والد ذات العفاف والعصمة حرم المغفور له توفيق باشا الخديوي السابق، ووالدة مولانا الخديوي الحالي.

وعباس باشا هو الذي وضع الحجر الأول لمسجد السيدة زينب بيده، وقد كان لذلك احتفال عظيم حضره كثير من الأعيان ورجال الدولة، وذُبحت فيه الذبائح، وفُرقت الصدقات على الفقراء كميات كبيرة.

وفي أيامه كانت بين الدولة العليَّة والروسيين حروب، فبعث لنجدة الدولة حملة كبيرة سارت عن طريق بولاق في البحر، وسار هو بنفسه لوداعها هناك، وقبل ركوبها النيل نهض لوداعها فألقى في الجمهور خطابًا بليغًا منشِّطًا.

وتُوفِّي عباس باشا في شوال سنة ١٢٧٠ﻫ أو يوليو سنة ١٨٥٤م في قصره في مدينة بنها العسل، ثم نُقل ودُفن في مدفن العائلة الخديوية في القاهرة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤