الفصل الثاني عشر

صحافة المقالة وصحافة الخبر

كانت بلادنا في أيام إسماعيل مركزًا عالميًّا لهجوم رأس المال الأوروبي، ومن هنا مشروعات إسماعيل الكثيرة التي انتفعنا ببعضها كما وقعنا في الإفلاس بعد ذلك بسبب بعضها الآخر، وفي أثر هذه المشروعات، وفي تزاحم الدول والشركات، وفي التنبه العام الذي أنتجه تصادم الطبقة الحاكمة بالأجانب، ظهرت بعض الصحف.

ثم في أيام توفيق زاد التنبه العام للتصادم بين المصريين المحكومين وبين بقايا الأتراك والشركس الحاكمين، فظهرت صحف أيضًا تشايع الشعب، ثم جاء الاحتلال فأوعز الإنجليز لبعض الكُتَّابِ بإيجاد صحف أخرى تشايع الاحتلال ضد الدولة العثمانية.

ولذلك نرى روسيا القيصرية تؤسِّس جريدة يومية بالإسكندرية تجعل من دأبها الطعن في الدولة العثمانية والدعاية لروسيا القيصرية، وكانت تنوي القضاء على الدولة العثمانية بالاستيلاء عليها واختراق إلى البحر المتوسط

ثم نرى بعد ذلك، أيام الاحتلال البريطاني، جريدة يومية أخرى ينشئها الانجليز، ويغذونها بأموالهم، للطعن في الدولة العثمانية أيضًا والإكبار من نزاهة وعدل الدولة البريطانية.

وبقي الميدان الصحفي في مصر، باستثناء فترة قصيرة ظهرت فيها صحف الدعاية للثورة العرابية، وقفًا على هاتين الجريدتين.

ثم رويدًا رويدًا ظهرت الصحف الوطنية التي تدعو إلى الإحساس المصري والوعي القومي بالدعوة إلى الاستقلال، فكانت المؤيد ثم اللواء ثم الجريدة.

ولما كانت الدعاية هي الهدف، فإن هذه الصحف جميعها، مع الصحيفتين السابقتين، قبل الاحتلال وبعده، كانت صحف المقالة؛ لأن الدعاية ليست أخبارًا بقدر ما تكون مقالات.

المقالة الإنشائية في مدح روسيا، ثم فرنسا، ثم بريطانيا، ثم بعد ذلك على أيدي الوطن المصريين: علي يوسف، ومصطفى كامل، ولطفي السيد. المقالة الإنشائية في مكافحة الإنجليز، والدعوة بقلم لطفي السيد إلى الإصلاح الاجتماعي ومكافحة الرجعية.

وأصبحت «المقالة» أساس الفن الصحفي، أما الخبر فقد تقهقر إلى حد الإهمال التام أحيانًا، وبقينا على هذه الحال إلى حوالي سنة ١٩٣٠ حين اتخذ الفن الصحفي ميدانًا آخر للمباراة والتفوق بالخبر والصورة، وكان للتقدم المطبعي فضل كبير في ذلك؛ لأن للصورة بأناقة طبعها قوة جاذبية كبيرة، وهي في صميمها خبر.

كان موقعنا الوطني، فيما بين الثورة العرابية إلى حوالي سنة ١٩٣٠، موقف الكفاح السياسي للاستعمار البريطاني، وأيضًا للاستبداد الوطني الذي كان يمثله أمراء وملوك من أسرة محمد علي، والواقع أن كل كاتب مصري على شيء من الذكاء كان على وعي تام بأننا منذ الحركة العرابية إلى ١٩٥٢ كنا نكافح عباس أو حسين أو فؤاد أو فاروق، كما كان أسلافنا يكافحون توفيق والطغمة المحيطة به من أتراك وشركس.

وكلمة الكفاح تعني في النهاية تنبيهًا وتحميسًا وتحريضًا، وكل هذه المعاني كانت تستوعبها المقالة، وظهرت مقالات مصطفى كامل الالتهابية في التحميس لتنبيه الشعب إلى ضرورة السعي والجهاد للاستقلال، ومقالات علي يوسف المنطقية ضد الإنجليز، وأخيرا مقالات لطفي السيد في مكافحة الرجعية والدعوة إلى الإصلاح الاجتماعي، وعلى هذه الأقلام نشأ عبد القادر حمزة، فنقل المقالة إلى المناقشة الحزبية.

وأصبحت المقالة من تقاليد الصحف المصرية، لا ينشد صحفي التفوق بدونها، ولا يفكر أحد في البراعة الصحفية عن طريق الخبر الداخلي أو درس السياسة الخارجية. وما زلنا — نحن المسنين — نذكر كيف كانت الأخبار الخارجية أخبار العالم والإنسانية، تهمل إهمالًا كبيرًا في صحفنا القديمة، اللواء والمؤيد والجريدة، حتى كانت تلغرافات رويتر توجز في نحو عشرين سطرًا في عمود ناءٍ خفي من أعمدة الصحيفة.

وظهرت فيما بين الاحتلال الإنجليزي و١٩٣٠ مدرسة الصحافة المقالية، يكتبها كتَّاب برعوا في الأسلوب والجدل المنطقي، واستوعبوا مقدار كبيرًا من الثقافة العامة التي يجهلها كثير من الصحفيين المحدثين في وقتنا؛ ولذلك كان معظم هؤلاء الكتَّاب مؤلفين أو كانت مقالاتهم الصحفية من القيمة والخطورة بحيث صارت تجمع وتضم بين دفتي كتاب، وما زال بعضها يُقْرَأُ إلى الآن كما نرى مثلًا في مقالات لطفي السيد في الجريدة أو غيره من الكتَّاب القدامى.

وفضل هؤلاء الصحفيين المقاليين أنهم استطاعوا أن يبتدعوا أسلوبًا كتابيًّا سهلًا يستطيع أفراد الشعب الذين لم يحصلوا على مقدار كبير من الثقافة أن يفهموه ويسيغوه، وصار لهذا الأسلوب قيمته في إيجاد القراء للصحف، كما أن لغتنا لانت ومرنت بعد ذلك للتأليف الشعبي.

ويمكن أن نصف صحف المقالة بأنها كانت صحفًا «شخصية»؛ ذلك لأنها حين أهملت الخبر وعنيت بالمقال أصبح صاحب المقال «بطلًا» عند القراء، يشترون الصحيفة من أجله لقراءته وحده ثم يطرحونها بعد ذلك. ثم هو كان — لتوالي مقالاته — عُرْضَةً لاضطهاد المستعمرين والمستبدين؛ ولذلك كثيرًا ما كان يحبس فيعود شهيدًا أمام الجمهور. ولم نكن نشتري اللواء أو المؤيد مثلًا فيما بين ١٩٠٠و١٩١٠ إلا لنقرأ مقالات مصطفى كامل أو علي يوسف.

ويجب أن أنبه هنا أيضًا إلى أن صحف المقالات سبقت صحف الأخبار لأنها كانت تعاني ضعفًا في ممكناتها ومقتنياتها، فلم يكن جمهور القراء كبيرًا، وخاصة عندما نذكر أن التعليم كان محدودًا، وكانت اللغة الإنجليزية تعلَّم بدلًا من العربية منذ السنة الأولى الابتدائية؛ ولذلك لم يكن دخل الجريدة يمكِّنها من استخدام عشرات المخبرين الذين تستخدمهم الصحف في وقتنا، كما أن التقدم المطبعي لم يكن قد تحقق ولهذا التقدم قيمته الكبرى في جعل الصحيفة خبرية بدلًا من أن تكون مقالية، وفي وصولها إلى أكبر عدد ممكن من القراء للقوة الإغرائية فيها.

ومع أني لا أنكر أن للخبر قيمته في تربية القارئ، وأن الصحيفة العصرية تستطيع بالخبر الدال أن تربي قراءها، فإني مع ذلك آسف على أن صحيفة المقال قد اختفت واختفى معها الكتاب الكبار الذين كانت تُجْمَعُ مقالاتهم الصحفية كتبًا تُقْرَأُ وتُحْفَظُ، وأمامي هذه اللحظة أربعة مجلدات للطفي السيد هي بعض مقالاته الصحفية في الجريدة، ولي أنا ستة مجلدات عن موضوعات ثقافية مختلفة نشرت جميعها بالصحف اليومية حين كانت صحف مقالات، ثم جُمعِت كتبًا تُقرأ وتحفظ لقيمتها الثقافية، وكذلك الشأن مع غيري من الكتاب القدامى.

كنا نكتب للتفسير والتثقيف والتعليم، وكانت بضاعتنا رائجة، ولا أنكر أن الصحف العصرية «الخبرية» لا تزال تقدرنا، ولكني أحس أنها تفعل ذلك تفضلًا وليس ضرورة؛ لأنها تستطيع أن تستغني عنَّا إذا كان الهدف هو الانتشار وعدد ما يطبع من الصحيفة فقط.

ثم إن هناك ذلك الشطط الذي يحيل صحيفة الخبر أحيانًا إلى اختيار الخبر المغري لغرابته، وإن لم يكن له أي مغزًى أو دلالة؛ وذلك جريًا وراء المثل الصحفي المعروف، وهو أن خبر الرجل الذي يعض الكلب خير من خبر الكلب الذي يعض الرجل، وقد شاع هذا الطراز من الأخبار في أيامنا، وكان خبر الجمل الذي فر من المجزر إلى قصر عابدين كي يستغيث بفاروق حتى لا يذبح، بعض هذه الأخبار.

•••

وانتقلت الصحافة في مصر من صحافة المقالة إلى صحافة الخبر، وكان هذا تطورًا أو انتقالًا طبيعيًّا؛ وذلك أنَّنا منذ الثورة العرابية كنا في كفاح لا ينقطع لأعداء هذه الثورة.

وكان احتلال الانجليز للقاهرة قد صعق الشعب وجمد إحساسه، كأنه قد ارتضى الهزيمة يأسًا؛ ومن هنا التفسير لرواج الإشاعات التي أشاعها أعداء الشعب بأن عرابي كان خائنًا. وصحيح أن جمهور الشعب لم يصدق هذه الإشاعات، ولكن إلحاح الطبقة الحاكمة من الأتراك والشركس على ترويجها جعلها مستساغة عند بعض الوطنيين الذين تساءلوا عقب الهزيمة عن مقدار الحكمة في رجال الثورة، ومن هنا اجتراء الشاعر شوقي عل ذم عرابي ومدح الخديو توفيق، وإن يكن هذا الشاعر نفسه قد عاد، في الطبعة الثانية لديوانه فخذف أبيات السباب التي سب بها عرابي. وذلك بضغط الرأي العام.

وفي هذه الحال تعين على الصحفيين المصريين، عبد الله نديم ومصطفى كامل وعلي يوسف، أن يعيدوا الثقة إلى الشعب، وأن يحملوه على استئناف الكفاح ليس ضد الخديو فقط بل ضد الإنجليز أيضًا، وسبيل ذلك المقالة.

وازدادت قيمة المقالة في ثورة ١٩١٩؛ فإن جميع جرائدنا وقتئذٍ كانت جرائد الدعوة الوطنية لا أكثر، ولم نكن نشتري الصحيفة كي نقرأ خبرًا بقد ما نشتريها كي نقرأ مقالًا لأحد الكتاب، الا إذا كان هذا الخبر خاصًّا بالثورة.

كان الصحفي الفذ في ١٩١٩ وما قبلها هو كاتب المقالة، في حين أن الصحفي الفذ في ١٩٥٨ هو راوي الخبر، وكانت الصحيفة المصرية إلى ١٩١٩ تفتتح صفحتها الأولى بمقال وطني في حين هي في ١٩٥٨ ترصد هذه الصفحة للأخبار الداخلية والخارجية.

ثم هناك سبب آخر لإيثار المقال على الخبر في صحفنا القديمة؛ ذلك أن قدرتها المالية وإمكانياتها الفنية المطبعية كانت صغيرة، فقد كان القراء قليلين لقلة المدارس، وكانت الأمية فاشية تعم نحو ٩٠ في المئة من أفراد الشعب أو أكثر؛ لأن الاستعمار كان يحرص على ألَّا يفشي التعليم بيننا حتى لا يؤدي إلى وعي وطني ينقلب إلى عداء شعبي عام للمستعمرين، وحسب القارئ أن يعرف أن وزارة «المعارف» لم تنشئ مدرسة ثانوية للبنات إلا سنة ١٩٢٥.

ولما كانت صحيفة الخبر تتكلف من النفقات نحو خمسين بل مئة ضعف ما تتكلفه صحيفة المقالة، فإن الصحف القديمة قبل انتشار التعليم كانت صحفًا فقيرة لا تجد العدد الكبير من القراء الذين يمكنونها من الإنفاق بسخاء على جميع الأخبار؛ فكانت لذلك صحف المقالات هي الصحف العامة.

ولكن ثورة ١٩١٩ أوجدت وعيًا صحفيًّا جديدًا لاهتمام الشعب بحركة الاستقلال وما تخللها من حوادث القمع والحبس والنفي والإعدام التي قام بها الإنجليز، وكانت هذه الحوادث أخبارًا تواليها الصحف بالعناية وتنشر تفاصيلها يومًا بعد يوم، وتخلل هذه الحوادث دسائس قام بها القصر لتحطيم الحياة النيابية البازغة بمؤازرة الكتَّاب المارقين، ومع أن هؤلاء الكتاب كانوا متخصصين في المقالات فإن للتقزز العام ويقظة الشعب احتاج كلاهما إلى صحف جديدة للأخبار تغدو تلهُّف القراء على الجديد في الحركة الوطنية.

وظهر حوالي ١٩٢٥ نوع جديد من المقالات، ذلك أننا كنا نقرأ المقالة قبل ذلك فنجد تحمسًا وتنبيهًا يشبه إلى حد كبير مقالات مصطفى كامل، وكانت اللهجة الخطابية تغلب عليها؛ إذ كان الكاتب يخاطب عواطفنا كي يلهب إحساسنا لمكافحة الاستعمار وتحقيق الدستور، ولكننا شرعنا حوالي هذا التاريخ نقرأ المقالة الخبرية أو الخبر المقالي.

وكان بطل هذا الابتداع محمد التابعي الذي أستطيع أن أصفه بأنه أبو الصحافة المصرية الحديثة بكل ما فيها من ميزات وعيوب؛ ذلك أنه شرع في مجلة «روز اليوسف»، ثم بعد ذلك مجلة «آخر ساعة»، يجذب أكبر عدد من القراء بنشر التفاصيل المغرية عن المسرح والطبقة العليا من الشعب، أو ما يُسَمَّى المجتمع الراقي، ثم انتقل من هذه الموضوعات إلى الأخبار السياسية التي لم يكن ينشرها أخبارًا وإنما مقالات مفصلة، وبهذه الطريقة ربط بين الشعب وبين السياسة وأوجد المقال الخبري بدلًا من المقال الخطابي، وعاونه على ذلك التقدم الفني في الطبع.

ذلك أن المقال الخطابي العاطفي الذي كنا نجده في توفيق دياب، أو المقال السياسي النقاشي الذي كنا نجده في عبد القادر حمزة، لم يكن أحدهما يحتاج إلى الصورة أو اللون، ولكن الخبر الذي يحتاج إلى الصورة الكاريكاتورية، ثم صورة الممثلة التي تتلألأ في جمالها المطبوع أو المصنوع، وإتقان الطبع والإخراج بالآلات المطبعية الحديثة، كل هذا قد رفع من شأن الصحف الخبرية وجعل لها المقام المفضل على الصحف المقالية، وهنا ظهرت طائفة الصحفيين المخبرين.

وليس معنى قولي هذا أن صحف المقالات، مثل اللواء والجريدة والبلاغ، لم تكن تبالي بالأخبار وتعنى بها، فقد كان لها مخبرون ولكن مراكزهم الصحفية كانت ثانوية إلى جنب مكانة المحرر كاتب المقال الافتتاحي أو المقال الأوسط أو المقال الأدبي، وكان معظم نشاطهم يتجه نحو موظفي الحكومة، وتنقلاتهم وترقياتهم، وما يستطيعون الحصول عليه من دوائر البوليس والنيابات، يكتبون ذلك كله في إيجاز وجفاف ليس فيها أي إغراء فني صحفي، ولكن بعد حوالي ١٩٢٥ برزت الأخبار وتفوقت على المقالات، بل أخذت صيغة المقالات، وصارت الجريدة توفد أحد مخبريها لحادث يقع في السويس أو أسوان، بل في بغداد أو الظهران، فيوافيها بتفاصيل أحد الحوادث يومًا بعد يوم، ويرسل إليها الصور، التي لم تكن تعرفها صحفنا القديمة، والتي تشوق القارئ مثلما تشوقه سائر التفاصيل، وهذا المخبر لم يعد يكتب الخبر في الإيجاز الذي كان يكتبه سلفه، إذ هو يحيله إلى مقالة أو مقالات.

وظهرت المجلات الفنية التي تحيا على الأخبار فقط، ولكن كل خبر داخلي أو خارجي يستغرق الصفحة الواحدة أو الصفحتين أو أكثر مع الصور؛ ولذلك لا نكاد نجد مقالًا واحدًا في «آخر ساعة» مثلًا من تلك المقالات التي كنا نجدها في الصحف قبل ١٩٢٥، وإنما نجد أخبارًا مقالية أو مقالات خبرية.

وقد يسأل القارئ هنا هل هذا خير أم شر؟ هل هو كسب أم خسارة؟

والجواب أنه كِلَا الاثنين، ومع ذلك أنا أؤثر صحفنا الحديثة التي تعنى بالأخبار على صحفنا القديمة التي كانت تعنى بالمقالات؛ فان للأخبار قيمتها الكبرى في زيادة الوعي الإنساني، فضلًا عن الوعي الوطني، وقد يقال إن الصحف العصرية تعنى كثيرًا وتسرف في نشر الأخبار الخاصة بالجرائم والجنس، وهذا صحيح. ولكن يقابله انعدام هذه الأخبار من الصحف القديمة، وما دامت الأخبار صحيحة فنحن نحتاج إلى الوقوف عليها، ولكن بلا إسراف في التفاصيل التي لا تزيدنا نورًا وفهمًا.

ثم إن عناية الصحف العصرية بالأخبار قد حملتها على العناية بأخبار العالم، وهي أخبار لم نكن نعرفها في جرائدنا القديمة؛ ولذلك صارت تخص صفحتها الأولى بهذه الأخبار وصرنا نجد كل صباح صورة حية لأحوال العالم الذي نعيش فيه والذي يجب ألَّا نجهله، والصحفية هي — بعد كل شيء — للعالم وليست للوطن وحده.

ثم هناك ميزة أخرى لصحف الأخبار الحديثة، هي أنها لاعتمادها على المخبرين المتصلين بالشعب في أحواله الارتزاقية والثقافية والسياسية والاجتماعية، قد أوجدت أسلوبًا شعبيًّا في الكتابة لم يكن يعرفه كتاب المقالات القديمة الذين كانوا يستلهمون الكتب أكثر مما كانوا يستلهمون الشعب، وهذا كسب كبير.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤