الفصل الخامس

تبدل حالات الوعي

خرافات عن الوعي

(١) الخرافة رقم ١٩: التنويم المغناطيسي حالة مميزة من حالات «الغشية» تختلف في طبيعتها عن اليقظة

بينما تغرق أكثر وأكثر في مقعدك، يبدأ المنوم في التحدث بصوت منخفض: «إن يدك تصبح أخف أكثر وأكثر، إنها ترتفع من تلقاء نفسها، تعلو عن السطح الساكن.» تلحظ أن يدك ترتفع ببطء، وبحركات غير منتظمة، لتتماشى مع إيحاءاته. ثم يبدي لك إيحاءين تنويميين آخرين: أولهما أنك تشعر بتنميل في يدك، فيختفي شعورك بعدها بأي مسبب للألم، وثانيهما أن تتخيل قطة صغيرة تجلس على رجليك، وتبدو لك القطة حقيقية للغاية، حتى إنك تريد أن تربت عليها، فما الذي يحدث؟ إن ما مر بك كان غريبًا للغاية حتى إنه من السهل أن تقول إنك كنت في حالة غشية (ما بين اليقظة والمنام)، فهل هذا صحيح؟

المفهوم القائل إن حالة الغشية التي هي حالة خاصة من حالات الوعي هي من المتطلبات الضرورية لحدوث آثار التنويم المغناطيسي المذهلة يعود إلى المحاولات الأولى لفهم ظاهرة التنويم. يرتبط الفعل الإنجليزي mesmerize ومعناه «يسحر» أو «ينوم مغناطيسيًّا» بالتنويم المغناطيسي، وذلك لأن الطبيب النمساوي فرانز أنتون ميسمر (١٧٣٤–١٨١٥) قدم في فترة مبكرة إثباتات مثيرة للاهتمام عن قدرة التنويم المغناطيسي على علاج الأشخاص الذين يصابون بأعراض عضوية، مثل الشلل، سببها في الأصل عوامل نفسية. كان ميسمر يرى أن هناك سائلًا مغناطيسيًّا غير مرئي يملأ الكون، ويحدث الأمراض الناتجة عن التوتر النفسي عندما يصبح غير متوازن. ربما استوحى مؤلف مقطوعة «ساحر تحت التمرين» — التي عرضها عام ١٩٤٠ الفيلم الكرتوني «فانتازيا» من إنتاج شركة والت ديزني — شخصية الساحر في هذه المقطوعة من الطبيب ميسمر. كان ميسمر يرتدي رداءً واسعًا ولا يكون عليه إلا أن يلمس مرضاه المستعدين لتقبل الإيحاءات بعصا مغناطيسية لينخرطوا في نوبات من الضحك أو البكاء أو الصراخ أو التقلب يمينًا ويسارًا ثم يدخلون في غيبوبة وبعدها في حالة تعرف ﺑ «الأزمة». وأصبحت هذه الحالة من السمات المميزة لمذهب ميسمر واعتبرها أتباعه السبب الذي يقف وراء علاجاته المذهلة.

عام ١٧٨٤ فندت لجنة برئاسة بنجامين فرانكلين، الذي كان يشغل وقتها منصب السفير الأمريكي لدى فرنسا، نظرية ميسمر (وفي هذا الوقت كان ميسمر قد قرر أن يرحل إلى باريس ويترك فيينا إثر محاولة فاشلة لعلاج موسيقي من العمى.) انتهى الباحثون إلى أن تأثيرات ظاهرة ميسمر سببها هو التخيل والظن، أو ما نطلق عليه اليوم تأثير العلاج الوهمي، أي التحسن الناتج من توقع حدوثه فقط (راجع المقدمة). ومع ذلك، لا يزال المتعصبون يتشبثون بالادعاء القائل إن التنويم المغناطيسي يمنح الناس قدرات خارقة للعادة، ومنها القدرة على الرؤية بدون عيونهم، أو التعرف على الأمراض عن طريق رؤية ما وراء جلودهم. قبل أن يتوصل الأطباء إلى اكتشاف البنج في الأربعينيات من القرن التاسع عشر، روج جيمس إسدايل للادعاءات القائلة إن بإمكان الأطباء أن يجروا العمليات الجراحية بدون ألم باستخدام التنويم المغناطيسي وذلك عن طريق تصريحاته عن إجراء جراحات ناجحة في الهند باستخدام هذه الطريقة وحدها (شافيز، ٢٠٠٠). وبحلول منتصف القرن التاسع عشر أثارت الكثير من الادعاءات بعيدة الاحتمال المتعلقة بالتنويم المغناطيسي تشكك العلماء، ولكنها مع ذلك استمرت في تغذية هالة الغموض الشهيرة التي تحيط به.

اكتشف الماركيز دي بويسيجور ما عُرف فيما بعد بحالة الغشية المغناطيسية. لم يكن مرضاه يعرفون أنهم من المفترض أن يستجيبوا للمثيرات التي يستخدمها بالدخول في أزمة، لذا لم يفعلوا. ولكن بدلًا من ذلك دخل واحد من مرضاه، وهو فيكتور ريس، في حالة تشبه النوم عندما خضع للتنويم المغناطيسي. بدا سلوكه أثناء هذه الحالة لافتًا للنظر، ومع تزايد اهتمام المنوِّمين المغناطيسيين بما أطلقوا عليه «اصطناع المشي أثناء النوم»، اختفت بالتدريج حالة الأزمة التشنجية التي كان المرضى يدخلون فيها بعد جلسات التنويم المغناطيسي.

وبحلول نهايات القرن التاسع عشر انتشرت الخرافات عن التنويم المغناطيسي، ومنها فكرة أن الأشخاص الذين يخضعون للتنويم المغناطيسي يدخلون في حالة مشابهة للنوم يتنازلون فيها عن إرادتهم، ولا يدركون ما حولهم، وينسون بعدها كل ما حدث (لورانس وبيري، ١٩٨٨). الجزء الأول من كلمة hypnosis، أي التنويم المغناطيسي، هو مقطع إغريقي يعني النوم، ولعل ذلك ما ساعد على تعزيز هذه المفاهيم المغلوطة. انتشرت هذه المفاهيم الخاطئة على نطاق واسع لدى العامة عن طريق رواية «تريلبي» لجورج دو مورييه (١٨٩٤) التي استخدم فيها سفينجالي — الذي أصبح اسمه اليوم مرادفًا للشخص الاستغلالي متحجر القلب — التنويم المغناطيسي من أجل أن يسيطر على فتاة بائسة تُدعى تريلبي. وبإخضاع تريلبي لحالة غشية مغناطيسية دون إرادتها خلق سفينجالي بداخلها شخصية بديلة (انظر أيضًا الخرافة رقم ٣٩) كانت تتصرف بموجبها كمغنية أوبرالية، مما مكنه من أن يستمتع بحياة الرفاهية. إذا عبرنا إلى الأمام بسرعة فسنجد أن الأفلام والكتب الشهيرة عرضت منذ وقت قريب أفكارًا مماثلة بصورة درامية، حيث تُعرض حالة الغشية المغناطيسية بوصفها حالة قوية للغاية، حتى إن الأشخاص الطبيعيين عندما يخضعون لهذه الحالة يرتكبون جرائم الاغتيال (كما في فيلم «مرشح منشوريا»)، أو يقدمون على الانتحار (كما في فيلم «اغتيالات في الحديقة»)، أو يشوهون أنفسهم بالمياه الساخنة (كما في فيلم «العين المنومة»)، أو يساعدون في جرائم الابتزاز (كما في فيلم «في خدمة جلالتها السرية»)، أو يدركون جمال الشخص الداخلي فقط (كما في فيلم «هال السطحي»)، أو يسرقون (كما في فيلم «لعنة العقرب الأخضر»)، أو الفكرة التي يفضلها معظمنا وهي أن هؤلاء الأشخاص يتعرضون لغسيل مخ على يد واعظين من الفضاء الخارجي يستخدمون رسائل مضمنة في محاضرات دينية (كما في فيلم «غزو واعظي الفضاء»).

تشير استطلاعات الرأي الحديثة (جرين، بيدج، راسخي، جونسون، وبرنهارد، ٢٠٠٦) إلى أن الطريقة التي تعرض بها وسائل الإعلام للتنويم المغناطيسي تنعكس على آراء الجماهير. ٧٧٪ من طلاب الجامعات على وجه خاص يؤيدون العبارة القائلة إن «التنويم المغناطيسي حالة من حالات تبدل الوعي، تختلف تمامًا عن الوعي الطبيعي في اليقظة». و٤٤٪ اتفقوا على أن «الأشخاص الخاضعين لحالة عميقة من التنويم المغناطيسي يتصرفون مثل الإنسان الآلي ويسيرون تلقائيًّا مع اتجاهات إيحاءات المنوِّم».

ولكن الأبحاث فندت هذه المعتقدات التي تحظى بقَبول واسع. فالشخص الخاضع للتنويم المغناطيسي لا يكون بأي حال من الأحوال إنسانًا آليًّا بلا عقل، فبإمكانه أن يقاوم إيحاءات المنوِّم، بل يعارضها (انظر لين، ريو، وويكيس، ١٩٩٠)، ولا يقوم الشخص بأي شيء يتنافى مع طبيعته — كأن يؤذي الأشخاص الذين لا يحبهم — أثناء التنويم أو بعده. ولهذا، بصرف النظر عن أفلام هوليوود المشوقة، لا يمكن للتنويم المغناطيسي أن يحول شخصًا مهذبًا ولطيفًا إلى قاتل بلا قلب. بالإضافة إلى أن التشابه بين التنويم المغناطيسي والنوم سطحي للغاية، حيث كشفت دراسات رسم المخ الكهربائي (الذي يبين موجات المخ) أن الأشخاص الخاضعين للتنويم المغناطيسي يكونون في يقظة تامة. والأكثر من ذلك أن الأفراد يمكن أن يستجيبوا للإيحاءات وهم متنبهون ويتمرنون على عجلة رياضية ثابتة بنفس قدر اتباعهم للإيحاءات المتعلقة بالنوم والاسترخاء (بانياي، ١٩٩١).

عروض التنويم المغناطيسي بالمسارح التي يصدر فيها المتطوعون الذين يتحركون بطريقة آلية بطيئة (مثل الزومبي في أفلام الرعب) أصواتًا مثل البط أو يتحركون وكأنهم يلعبون الجيتار على نغمات فرقة يو تو الموسيقية، تسهم في تعزيز الصور التقليدية عن التنويم المغناطيسي (الشكل ٥-١). ولكن الأفعال الغريبة التي تصدر من هؤلاء الأفراد على المسرح ليست بسبب حالة الغشية المغناطيسية. فقبل أن يبدأ العرض يختار المنوِّم المغناطيسي الأشخاص الذين يمكن أن يؤدوه عن طريق ملاحظة طريقة استجابتهم للإيحاءات في اليقظة. فهؤلاء الذين تنخفض أيديهم الممدودة إلى الأمام عندما يُطلب منهم أن يتخيلوا أنهم يحملون قاموسًا ثقيلًا هم في الأغلب من سيُطلب منهم الصعود إلى المسرح، وسينتهي الأمر ببقية الجمهور بمشاهدة العرض وهم جالسون في مقاعدهم. بالإضافة إلى أن المتطوعين الذين يكونون تحت تأثير التنويم المغناطيسي يفعلون أشياء غريبة لأنهم يشعرون بضغط رهيب لكي يستجيبوا للإيحاءات ويمتعون الجمهور. ويستخدم العديد من المنوِّمين المغناطيسيين الذين يقدمون عروضًا مسرحية «الهمس المسرحي»؛ إذ يهمس المنوم بالإيحاءات في أذن المتطوعين وهم على المسرح، كأن يقول مثلًا: «حسنًا، عندما أطقطق إصبعي انبحوا مثل الكلاب» (مييكر، وباربر، ١٩٧١).
fig14
شكل ٥-١: تغذي عروض التنويم المغناطيسي على المسارح الانطباعات الخاطئة عن كون التنويم المغناطيسي حالة «غشية» مميزة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالنوم. (المصدر: جورج سيلك/مجموعة صور تايم لايف بيكتشرز/موقع Getty Images.)

يمكننا بكل سهولة أن نولد كل الظواهر التي يربطها الناس بالتنويم المغناطيسي (مثل الهلاوس وعدم الإحساس بالألم) في المعمل باستخدام الإيحاءات وحدها، من دون اللجوء إلى التنويم المغناطيسي نفسه مطلقًا. فالأبحاث العلمية المنشورة واضحة في هذه النقطة: لا يوجد أي تأثير لحالة الغشية المغناطيسية أو أي حالة أخرى ينفرد بها التنويم المغناطيسي. والحقيقة هي أن معظم الأشخاص الذين يخضعون للتنويم المغناطيسي يدعون فيما بعد أنهم لم يمروا حتى بحالة غشية. اكتشف كيفن ماكوني (١٩٨٦) أنه مع أن ٦٢٪ من الأشخاص الذين شملتهم الدراسات كانوا قبل الخضوع للتنويم المغناطيسي يؤيدون المفهوم القائل إنه يمثل حالة يتبدل فيها الوعي، فإن ٣٩٪ منهم فقط استمروا في تأييد هذا الرأي بعد المرور بتجربة التنويم.

إذا كانت حالة الغشية ليست شيئًا ضروريًّا لحدوث التنويم المغناطيسي، فما الذي يحدد إيحائية التنويم؟ تعتمد إيحائية التنويم على دوافع الأشخاص ومعتقداتهم، وخيالهم، وتوقعاتهم، وتعتمد أيضًا على مدى استجابتهم للإيحاءات من دون التنويم المغناطيسي. والإحساس بحدوث تبدل في حالة الوعي هو واحد فقط من بين كثير من المؤثرات الوهمية للإيحاء، وهو ليس ضروريًّا للشعور بأي آثار أخرى للإيحاء.

إيجاد الدليل على حدوث حالة غشية مميزة أو حدوث تبدل مميز في الوعي أثناء التنويم المغناطيسي يتطلب من الباحثين أن يعثروا على مؤشرات نفسية مختلفة تميز استجابات الأشخاص الخاضعين للأبحاث لإيحاءات المنوِّم بالدخول في حالة غشية. وعلى الرغم من تضافر جهود الباحثين، لم تظهر أي أسانيد من هذا النوع (ديكسون ولورنس، ١٩٩٢؛ هازجاوا وجاميسون، ٢٠٠٠؛ ساربين وسلاجل، ١٩٧٩؛ واجستاف، ١٩٩٨)؛ لذا ليس هناك أي سبب يدفعنا للاعتقاد أن التنويم المغناطيسي يختلف في الطبيعة وليس في المقدار عن اليقظة الطبيعية. إن التنويم المغناطيسي هو واحد من ضمن إجراءات متعددة تستخدم لزيادة استجابة الأشخاص للإيحاءات.

ومع ذلك قد يؤثر التنويم المغناطيسي بالطبع في أداء المخ. تشير الدراسات التي تفحصت البيولوجيا العصبية للتنويم المغناطيسي إلى أن المناطق الحزامية الأمامية من المخ تلعب دورًا رئيسيًّا في تبدل حالة الوعي خلال التنويم (هازجاوا وجاميسون، ٢٠٠٠)، ومع أن هذه النتائج مثيرة للاهتمام فهي «لا تشير إلى تميز التنويم المغناطيسي بحالة مختلفة» (هازجاوا وجاميسون، ٢٠٠٠، ص١١٣)، إنها تخبرنا فقط أن التنويم المغناطيسي يغير من أداء المخ بطريقة ما. ولا يعد هذا شيئًا مثيرًا للدهشة، لأن أداء المخ يتغير أيضًا خلال الاسترخاء، والتعب، وزيادة التركيز، والعديد من الحالات الأخرى التي تختلف فقط في المقدار عن حالة اليقظة الطبيعية.

ادعى البعض أن حالات التنويم المغناطيسي تتميز بصدور سلوكيات غريبة من الأشخاص، ولكن لا توجد أسانيد علمية تؤيد هذا الادعاء. فعلى سبيل المثال: ادعى الطبيب النفسي الأمريكي ميلتون إريكسون (١٩٨٠) أن التنويم المغناطيسي يتميز بالعديد من السمات الفريدة ومنها «الحرفية»، أي أخذ الأسئلة بمعناها الحرفي مثل الإجابة ﺑ «نعم» عن سؤال يقول: «هل يمكنك أن تخبرني كم الساعة الآن؟» ولكن الأبحاث أثبتت أن الأشخاص الذين خضعوا لأعلى درجات التنويم المغناطيسي لم يظهر عليهم هذا العرض أثناء جلسات التنويم. والأكثر من ذلك أن الأشخاص الذين طُلب منهم أن يلعبوا دور المنوَّمين مغناطيسيًّا ظهرت عليهم الحرفية أكثر من الأشخاص الذين خضعوا بالفعل للتنويم (جرين وآخرون، ١٩٩٠).

إذن يجب أن تتشكك في المرة القادمة التي ترى فيها فيلمًا من أفلام هوليوود تحول فيه المخابرات المركزية رجلًا عاديًّا إلى إنسان آلي يمشي وهو نائم ويمنع حدوث حرب عالمية ثالثة عن طريق اغتيال ديكتاتور شرير. التنويم المغناطيسي مثله مثل الكثير من الأشياء التي تعرضها السينما؛ يختلف عما يبدو عليه في هذه الأفلام.

(٢) الخرافة رقم ٢٠: أثبت الباحثون أن الأحلام لها معنى رمزي

«عندما تفهم أحلامك … ستندهش من سرعة التغير «الدائم والإيجابي» الذي سيطرأ على حياتك! نعم، هذا صحيح! فاللاوعي يحاول جاهدًا أن «يخبرك» بشيء عن طريق أحلامك. كل ما عليك أن تفعله هو أن تعرف كيف «تفك رموزها».»

عام ٢٠٠٨ وضعت لوري كوين لوينبيرج العبارة السابقة على موقعها الإلكتروني لكي تروج لكتابها عن تفسير الأحلام الذي يحتوي على «٧ أسرار لفهم أحلامك». وموقعها هذا ليس سوى واحد من المواقع الأخرى الكثيرة التي تشيد بأهمية فك رموز الأحلام. وتعرض الكتب، ومواقع الإنترنت، وبرامج «الأحلام» التي يمكن للمستخدمين تحميلها على أجهزتهم ما يعرف بقواميس الأحلام التي تتضمن قواعد بيانات تحتوي على آلاف الرموز المتعلقة بالأحلام، وتعِد الجهات المقدمة لهذه القواميس القراء بأنها ستساعدهم على تفسير المعاني الكامنة في أحلامهم (أكرويد، ١٩٩٣). وكذلك تستغل الأفلام والمسلسلات التليفزيونية الاعتقاد الشائع بأن الأحلام تحمل معاني رمزية. في إحدى حلقات المسلسل الشهير «عائلة سوبرانو» الذي عُرض على شبكة «إتش بي أو» رأى توم سوبرانو صديقًا له في الحلم على هيئة سمكة متكلمة، مما دفع توم لأن يشك أن صديقه يشي به إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي («فالسمكة» تعني في اللغة الدارجة الواشي) (سبينوال، ٢٠٠٦).

قد لا يكون من المثير للدهشة أن ٤٣٪ من الأمريكيين، وفقًا لاستطلاع حديث للرأي أجرته مجلة نيوزويك، يعتقدون أن الأحلام تكشف عن رغبات اللاوعي (أدلر، ٢٠٠٦)، واكتشف الباحثون الذين أجروا استطلاعات للرأي في الهند وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة أنه في الثقافات الثلاث تتراوح نسبة الأشخاص الذين يعتقدون أن الأحلام تكشف عن الحقائق المدفونة داخلنا بين ٥٦٪ و٧٤٪ (مورويدج ونورتون، ٢٠٠٩)، وأجرى هؤلاء الباحثون دراسة أخرى اكتشفوا منها أن الأشخاص يميلون إلى ذكر أنهم سيتجنبون السفر بالطائرات إذا تخيلوا أنهم حلموا بتحطم طائرة ذاهبة في الرحلة التي خططوا لها أكثر من ميلهم إلى هذا الأمر عندما يفكرون وهم واعون في تحطم الطائرة، أو عند تلقيهم تحذيرات من الحكومة بشأن وجود احتمال كبير لحدوث هجوم إرهابي على أحد خطوط الطيران. وتكشف هذه النتائج أن العديد من الأشخاص يعتقدون أن الأحلام تكشف لنا معلومات مهمة للغاية وقيمة أكثر حتى من الأفكار التي تراودنا في اليقظة.

ولأن الكثير منا يرى أن رموز الأحلام يمكن أن تتنبأ بالمستقبل وتجعلنا أكثر فطنة بكوامن نفوسنا، قدمت قواميس الأحلام بسخاء الكثير من النصائح والتنبؤات. فوفقًا لقاموس «معقل الأحلام»: «إذا تخليت عن شيء سيئ في الحلم فهناك احتمال كبير أنك ستتلقى أخبارًا سعيدة من الناحية المالية.» وفي المقابل إذا أكلت المكرونة في الحلم فهذا يعني أنك «قد تتعرض للكثير من الخسائر البسيطة». أما «قاموس الأحلام الكبير» فيحذرنا من أن الحلم بقنفذ النمل «يشير إلى أنك قد تتعرض إلى عناصر، أو أشخاص، أو أحداث جديدة قد تهدد نظام عملك وأخلاقياته.» من الواضح أن الأفراد سيحاولون جاهدين أن يتجنبوا الأحلام التي تتضمن قنفذ النمل والمكرونة حتى لا يتعرضوا لمشكلات مالية.

وبعيدًا عن المزاح، يرى العديد من المعالجين الذين تدربوا وفقًا للطرق الفرويدية أن أجواء الأحلام المتغيرة دائمًا والغريبة في بعض الأحيان التي تزخر بالرموز يمكن — إذا فسرت بطريقة صحيحة — أن تكشف لنا عن الأسرار الكامنة داخل النفس. في رأي فرويد الأحلام هي «الطريق السهل والممهد» لفهم العقل الباطن، وهي «ملخص سيكولوجيا العصاب» (جزء من خطاب فرويد إلى فلايس، ١٨٩٧، أورده جونز، ١٩٥٣، ص٣٥٥). يقول فرويد إن دفاعات الأنا ترتخي أثناء الحلم، مما يجعل الدوافع المكبوتة في الهو تدق أبواب الوعي (يرى فرويد أن «الأنا» هو ذلك الجزء من شخصية الإنسان الذي يواجه الحقيقة، أما «الهو» فهو الجزء الذي يحتوي على دوافعنا الجنسية والعنيفة.) ومع ذلك نادرًا ما تنجح هذه الدوافع الغاضبة في الوصول إلى عتبة الوعي، هذا إن كانت تصل بأي حال، فهي تتحول بفعل الآلية التي يطلق عليها فرويد اسم «آلية الحلم» إلى رموز تخفي الرغبات الكامنة المحرمة مما يسمح للأشخاص بأن يناموا بسلام وهم يحلمون. أما إذا لم تخضع هذه الدوافع لمثل هذه الرقابة فسوف يفزع الأشخاص من نومهم عندما تنفجر هذه الأشياء المكبوتة — التي تكون غالبًا ذات طبيعة جنسية أو عنيفة — صاعدة إلى السطح في توتر.

تفسير الأحلام هو أحد الأجزاء التي ترتكز عليها نظرية التحليل النفسي، ولكن وفقًا لأنصار الفكر الفرويدي لا تكشف الأحلام عن أسرارها دون حدوث صراع. وتكون مهمة المحلل النفسي هي أن يتخطى التفاصيل السطحية للحلم، التي تعرف ﺑ «المضمون الظاهر»، ويفسر «المضمون الكامن»، وهو المعنى الأعمق والخفي والرمزي للحلم. على سبيل المثال: ظهور وحش مخيف في الحلم (المضمون الظاهر) يمكن أن يرمز إلى خطر يمثله رئيس في العمل يخشاه الشخص (المضمون الكامن). ويحصل المرء على الرموز التي يراها في أحلامه من مخزون التجارب الحياتية لديه، بما فيها الأحداث التي عايشها خلال اليوم السابق للحلم، التي يطلق عليها فرويد «آثار اليوم» (وهنا كان فرويد محقًّا بصورة شبه مؤكدة)، هذا بالإضافة إلى التجارب التي مر بها أثناء طفولته.

ووفقًا لفرويد، يجب أن يتم تفسير الأحلام في ضوء ما بأذهان المرضى من اقترانات حرة بملامح الحلم المختلفة، وبهذه الطريقة يفسح المجال للوصول إلى تفسيرات لمضمون الحلم رسم ملامحها المريضُ بمفرده. ومع أن فرويد حذر قراءه من أن الرموز التي تتضمنها الأحلام لا تحمل علاقات عامة ثابتة مع الأشياء أو الأشخاص أو الأحداث التي تمثل مغزى نفسي، كاد فرويد أكثر من مرة أن ينتهك هذه القاعدة عن طريق تفسير المعاني الرمزية للأحلام دون أن يستعين بآراء مرضاه أو دون أن يسمع منهم ما يكفي، فقد اقترح على سبيل المثال في كتابه الهام «تفسير الأحلام» (١٩٠٠) أن القبعة ترمز إلى العضو الذكري مع أن المرأة لم تنشأ لديها في الحلم أي اقترانات بصورة قبعة من القش منتصفها مثني للأعلى وجانبها متدلٍّ للأسفل. كذلك أشار فرويد إلى أن اختراق الفراغات الضيقة وفتح الأبواب المغلقة يرمز كثيرًا إلى العلاقة الجنسية، ويَرِد كثيرًا قص الشعر، أو سقوط الأسنان، والشنق كرمز لإخصاء الذكور. وهذا يعني أن فرويد تعامل مع الكثير من الرموز التي تتضمنها الأحلام على أنها في الأساس رموز عامة تنطبق على الجميع، على الرغم من التصريحات التي كان يطلقها.

مهدت كتابات فرويد الطريق لصناعة تفسير الأحلام المتنامية التي تدار من المنازل، ولا تظهر في الأفق أي بوادر على أن مثل هذه المنتجات قد ترخي قبضتها عن خيال الجمهور. ولكن معظم العلماء المعاصرين يرفضون المفهوم القائل إن هناك صورًا بعينها تظهر في الأحلام تحمل معاني رمزية عامة. إن التحقق الدقيق من روايات الأشخاص للأحلام يُظهر أن الكثير منها لا يبدو متخفيًا خلف الرموز. في المراحل الأولى من النوم — وقبل أن تبدأ أعيننا بالتحرك السريع جيئة وذهابًا في مرحلة النوم المصحوب بحركات العين السريعة — تعكس معظم أحلامنا النشاطات اليومية والأشياء التي تشغل حيزًا من تفكيرنا مثل الاستذكار من أجل الامتحانات، أو شراء البقالة، أو إعداد الإقرارات الضريبية (دوروس، دوروس وريتشتشافين، ١٩٧١).

خلال مرحلة النوم المصحوب بحركات العين السريعة يولد المخ — الذي يكون نشطًا للغاية — أحلامًا تبدو غير منطقية أحيانًا ومشحونة بالعواطف (فاولكس، ١٩٦٢؛ هوبسون، بيس-شوت، وستيك جولد، ٢٠٠٠). هل يحدث ذلك لأن الأشياء المكبوتة في الهو تهرب أحيانًا من الرقابة المفروضة عليها؟ لا يرى الطبيب النفسي جيه آلان هوبسون أن ذلك هو السبب، فنظرية هوبسون عن الأحلام، التي حصدت قدرًا كبيرًا من التأييد العلمي، تختلف اختلافًا جذريًّا عن أفكار فرويد حتى إن البعض أطلقوا عليه «العالم المضاد لفرويد» (روك، ٢٠٠٤). في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي بدأ هوبسون وروبرت ماكارلي أعمالهما في معمل هارفارد للفسيولوجيا العصبية وتوصلا إلى نظرية «التنشيط الكيميائي واصطناع الأحلام» التي تربط الأحلام بنشاط المخ وليس بالتعبير الرمزي عن الرغبات الكامنة في اللاوعي (هوبسون وماكارلي، ١٩٧٧).

تقول النظرية (هوبسون وآخرون، ٢٠٠٠) إنه مع تعاقب فترات النوم المصحوب بحركة العين السريعة كل ٩٠ دقيقة تقريبًا ونحن نائمون، تحدث العديد من النواقل العصبية (الخلايا التي تنقل المواد الكيميائية) كمًّا هائلًا من التغيرات تتولد عن طريقها الأحلام. وبصورة أكثر تفصيلًا، تحفز الارتفاعات الكبيرة التي تحدث في الأسيتايل كولين مراكز العاطفة بالمخ، ويثبط الهبوط الذي يحدث بمستوى السيروتونين والنوريبنيفيرين المراكز المسئولة عن التفكير والذاكرة والانتباه. يرى هوبسون أن الأحلام التي تراودنا خلال مرحلة النوم المصحوب بحركة العين السريعة هي أقصى ما يستطيع المخ أن يقوم به لكي يكون قصة ذات معنى من خليط من المعلومات العشوائية التي تنتقل عبر القنطرة، وهي منطقة موجودة في قاعدة المخ. وتفتقر الصور التي تطفو إلى السطح في مثل هذه الظروف إلى الدلالات الرمزية، لذا لا يعدو تفسير الأحلام في أفضل حالاته أن يكون إلا هراء، وكأننا نحاول أن نبحث عن لآلئ الحكمة وسط الثرثرة الفارغة.

ولكن لنوفِ فرويد حقه، علينا أن نقول إنه ربما كان على حق في نقطتين مهمتين على الأقل؛ الأولى: أن الخواطر والمشاعر التي نعايشها كل يوم يمكن أن تؤثر على أحلامنا، والثانية: أن العاطفة تلعب دورًا كبيرًا في الأحلام. ولكن كون المراكز العاطفية بالمخ تُشحذ أثناء مراودة الأحلام لنا وفي الوقت ذاته يقل نشاط الجزء الأمامي من المخ المسئول عن التفكير المنطقي (سولمز، ١٩٩٧، ٢٠٠٠) لا يعني أن الأحلام هي محاولات لتحقيق رغبات الهو، ولا يعني أيضًا أن الأحلام تخفي مغزاها الحقيقي وراء الرموز.

بدلًا من اللجوء إلى أحد قواميس الأحلام لكي تتنبأ بمستقبلك أو لتساعدك على اتخاذ قرارات مهمة بحياتك، ربما كان الأمر الأكثر حكمة أن توازن جيدًا بين مزايا القرارات المختلفة وعيوبها، وتطلب نصيحة من تثق فيهم من الأصدقاء والمستشارين. وفيما يخص أحلامك، لا مانع من أن تتجنب أن تحلم بقنفذ النمل وهو يأكل المكرونة.

(٣) الخرافة رقم ٢١: بإمكان الإنسان أثناء نومه اكتساب المعرفة، كأن يتعلم لغة جديدة

تخيل لو أنه بإمكانك أن تتعلم كل المعلومات التي يحتوي عليها هذا الكتاب أثناء بضع ليالٍ من النوم الهانئ. بإمكانك أن تدفع لأحد الأشخاص لكي يسجل لك الكتاب بأكمله، ثم تشغل المادة المسجلة أثناء الليل في أيام العمل، وبذلك تستغني عن تلك الليالي التي تبقى فيها ساهرًا تقرأ عن المعتقدات الخاطئة في علم النفس.

وكما هو الحال في العديد من مناحي علم النفس، لا ينقطع الأمل أبدًا، إذ قدم العديد من أنصار «التعلم بمساعدة النوم» — أي تعلم أشياء جديدة أثناء النوم — الكثير من الادعاءات القوية بشأن قوة هذه التقنية. تطالعنا هذه الفقرة بأحد المواقع الإلكترونية (http://www.sleeplearning.com/):

التعلم أثناء النوم وسيلة لاستغلال الطاقة الكامنة في اللاشعور أثناء النوم، مما يمكنك من تعلم لغات أجنبية، والنجاح في الامتحانات، وإجراء دراسات احترافية، وتنمية نفسك باستخدام تقنيات مستمدة من أبحاث أجريت في كل أنحاء العالم وشهدت نجاحًا كبيرًا … إنه أروع ما ظهر على مدار سنوات من تقنيات المساعدة على التعلم.

يقدم هذا الموقع مجموعة من الأسطوانات التي من المفترض أن تساعدنا على تعلم اللغات، والإقلاع عن التدخين، وإنقاص الوزن، والتقليل من التوتر، أو الارتقاء بحياتنا العاطفية، كل ذلك ونحن ننعم بالنوم العميق. ويتمادى القائمون على الموقع الإلكتروني في ادعاءاتهم قائلين إن هذه الأسطوانات تعمل بصورة أفضل حينما يكون الفرد نائمًا عنها حينما يكون مستيقظًا. ويعرض موقع أمازون Amazon.com مجموعة من المنتجات التي تساعدنا على التعلم أثناء النوم، منها أسطوانات لتعلم اللغات الإسبانية، والرومانية، والعبرية، واليابانية، والصينية عن طريق تشغيل رسائل لاشعورية (انظر الخرافة رقم ٥) موجهة إلينا أثناء استغراقنا في النوم. لذا قد لا نندهش حينما نعرف أن أحد استطلاعات الرأي أظهر أن ٦٨٪ من طلاب المرحلة الجامعية يعتقدون أن بإمكاننا أن نتعلم أشياء جديدة أثناء النوم (براون، ١٩٨٣).

تعتبر ظاهرة التعلم أثناء النوم من الأفكار الثابتة التي تعرضها العديد من الكتب، والبرامج التليفزيونية، والأفلام الشهيرة. في روايته المبتكرة والمرعبة في الوقت ذاته «البرتقالة الآلية» (١٩٦٢) التي تحولت فيما بعد إلى فيلم من إخراج ستانلي كوبريك حصل على العديد من الجوائز، يعرض أنتوني بيرجس لهذه الفكرة عن طريق محاولات المسئولين الحكوميين الفاشلة استخدام تقنيات التعلم عن طريق النوم لتحويل أليكس، الشخصية الرئيسية بالرواية، من شخصية كلاسيكية مضطربة نفسيًّا إلى عضو محترم بالمجتمع. وفي إحدى حلقات المسلسل التليفزيوني الشهير «الأصدقاء» حاول تشاندلر بينج (الذي لعب دوره ماثيو بيري) أن يقلع عن التدخين عن طريق تشغيل شريط تسجيل أثناء النوم يحتوي على إيحاءات للإقلاع عن التدخين، ولكنه لم يكن يعلم أن الشريط كان يتضمن هذا الإيحاء: «أنت امرأة قوية وواثقة بنفسك.» مما جعله يتصرف في حياته اليومية بطريقة بها أنوثة.

ولكن هل المفهوم الشائع عن التعلم خلال النوم يرقى إلى الادعاءات المبهرة التي يقدمها أنصاره؟ أحد الأسباب التي تقف وراء الشعور المبدئي بالتفاؤل بتقنية التعلم خلال النوم هي نتائج الأبحاث التي أظهرت أن الناس بإمكانهم أن يدمجوا المؤثرات الخارجية في أحلامهم. الأبحاث التقليدية التي أجراها ويليام ديمنت وإدوارد وولبيرت (١٩٥٨) بينت أن تعريض الأشخاص الذين خضعوا لهذه الأبحاث إلى مثيرات خارجية — مثل رشهم بالمياه عن طريق حقنة بلاستيكية — وهم يحلمون دفعهم إلى تضمين هذه المثيرات في أحلامهم. رش ديمنت وولبيرت واحدًا خضع لهذه الأبحاث بالمياه وهو نائم، وحينما أيقظوه بعدها بقليل حكى لهما أنه رأى في منامه المياه تتساقط من شرخ بأحد الأسقف. وأظهرت الأبحاث التي أجريت فيما بعد أن الأشخاص الذين خضعوا لهذه الدراسات ضمنوا المثيرات الخارجية — مثل الأجراس، والأضواء الحمراء، والأصوات — في أحلامهم بنسبة تبدأ من ١٠٪ وتصل إلى ٥٠٪ (كوندوي وكولمان، ١٩٩٨؛ تروتر، دالاس، وفيردون، ١٩٨٨). ولكن هذه الدراسات لا تدلل على ظاهرة التعلم خلال النوم، لأنها لم تظهر أن الأشخاص بإمكانهم أن يدمجوا المعلومات الجديدة المعقدة — مثل الصيغ الرياضية أو الكلمات الجديدة في اللغات الأجنبية — في أحلامهم، ولم تثبت أيضًا أن هؤلاء الأشخاص بإمكانهم أن يستدعوا إلى حياتهم اليومية المثيرات الخارجية التي تعرضوا لها إذا لم يوقظوا من أحلامهم.

ولكي يتحقق الباحثون من الادعاءات المتعلقة بالتعلم خلال النوم، لا بد أن يعرضوا بعض المشاركين لسماع مثيرات مسجلة على شرائط — على سبيل المثال كلمات من لغة أجنبية — أثناء النوم، ويعرضوا مجموعة أخرى لسماع شريط يحتوي على مثيرات ليس لها صلة بالمثيرات الأولى، ثم بعد ذلك يختبر الباحثون معرفة المجموعتين بهذه المثيرات عن طريق اختبار معياري. من المثير للاهتمام أن النتائج التي توصلت إليها بعض الدراسات الأولى التي أجريت على التعلم خلال النوم كانت مشجعة. ففي دراسة شملت مجموعة من البحارة عرض الباحثون بعضًا منهم أثناء النوم لشرائط عن شفرة مورس (طريقة اتصال مختزلة يستخدمها عمال اللاسلكي في بعض الأحيان)، واستطاع هؤلاء البحارة أن يتقنوا شفرة مورس في ثلاثة أسابيع أكثر من غيرهم (سايمون وإيمونز، ١٩٥٥). وأيدت دراسات أخرى أجريت في الاتحاد السوفييتي السابق الادعاء القائل إن بإمكان الأشخاص أن يتعلموا أشياءً جديدة، مثل الكلمات والجمل، عن طريق الاستماع إلى شرائط مسجلة أثناء النوم (أرونس، ١٩٧٦).

ولكن هناك تفسيرًا آخر بديلًا أغفلته هذه التصريحات الإيجابية: أن تكون التسجيلات قد أيقظت الأشخاص الذين خضعوا لهذه الدراسات! تكمن المشكلة في أن كل الدراسات التي توصلت إلى نتائج إيجابية تقريبًا لم تراقب موجات المخ للتأكد من أن الأشخاص الذين أجريت عليهم التجربة كانوا نائمين بالفعل وقت الاستماع للشرائط (دراكمان وبيرك، ١٩٩٤؛ دراكمان وسويتس، ١٩٨٨). أما الدراسات التي حظيت بدرجة أعلى من التقنين إذ راقب القائمون عليها موجات المخ ليتأكدوا من أن من خضعوا للتجربة كانوا نائمين بالفعل، فقد قدم بعضها أسانيد علمية ضعيفة لهذه التقنية والبعض الآخر لم يقدم أي دلائل على ذلك (لوجي وديلا سالا، ١٩٩٩). لذا فدرجة «نجاح» شرائط التعلم خلال النوم ترجع غالبًا إلى أن من خضعوا للتجارب التي استخدمت هذه التقنية قد استمعوا إلى مقتطفات من هذه الشرائط وهم يتأرجحون بين اليقظة والمنام.

الاستماع إلى هذه الشرائط في اليقظة التامة ليس خطوة أكثر كفاءة فقط، بل أكثر فعالية أيضًا. وإذا كنت تريد حلًّا سريعًا لتعلم لغة جديدة أو تقليل التوتر، فنحن ننصحك بأن توفر ما تنفقه على شراء هذه الشرائط وتستمتع بنوم هانئ أثناء الليل.

(٤) الخرافة رقم ٢٢: أثناء تجارب «الخروج من الجسد» يغادر الوعي الجسد

منذ العصور التوراتية، إن لم يكن قبل ذلك، والناس يعتقدون أن تجارب الخروج من الجسد توفر دليلًا قاطعًا على أن الوعي يمكن أن يغادر الأجسام. فلنلقِ نظرة على هذا المثال لإحدى تجارب الخروج من الجسد روته سيدة أصيبت بنزيف داخلي بعد أن خضعت لجراحة لاستئصال الرحم:

كنت مستيقظة وواعية بما حولي. كل نصف ساعة كانت إحدى الممرضات تدخل إلى الغرفة لتقيس ضغط الدم، وأتذكر أنها في إحدى المرات قاسته ثم جرت خارجة من الغرفة، واعتقدت أن هذا أمر غير طبيعي. لا أتذكر أي شيء بعد ذلك، إذ فقدت وعيي، ولكنني أدركت وقتها أنني كنت معلقة فوق جسدي وكأنني أسبح بسقف الغرفة وأنظر إلى أسفل إلى نفسي وأنا نائمة على فراش المستشفى يحيط بي عدد كبير من الأطباء والممرضات. (بارنيا، ٢٠٠٦، ص٥٤)

وهذا وصف لتجربة أخرى مرت بها سيدة وهي على طاولة الجراحة:

… بينما يجري الأطباء لي الجراحة، رأيت أضواء غريبة تومض وسمعت صوت نحيب عالٍ، ثم أصبحت أعلو كل الموجودين بغرفة الجراحة. كنت أعلوهم بمسافة تتيح لي أن أطل من فوق أكتاف الجميع وأرى ما يفعلونه. اندهشت إذ رأيت الجميع يرتدون زيًّا أخضر … نظرت إلى الأسفل وتساءلت إلامَ ينظرون وماذا هناك تحت الغطاء المفروش على المنضدة الطويلة، رأيت جسدًا مربعًا وقلت في نفسي: «ترى من يكون هذا الشخص وماذا يفعلون؟» ثم أدركت أن هذا هو جسدي. (بلاكمور، ١٩٩٣، ص١)

هذه الروايات تقدم وصفًا تقليديًّا لتجارب الخروج من الجسد التي يسبح فيها الأشخاص فوق أجسادهم أو ينفصلون عنها بأي طريقة أخرى ويشاهدون أنفسهم من بعد. هذه التغيرات المذهلة في الوعي دفعت القدماء المصريين والإغريق — وكل من مر بتجارب الخروج من الجسد عبر التاريخ — لأن يستنتجوا أن الوعي يمكن أن يستقل عن الأجسام.

يحكي أناس من كل الثقافات تقريبًا عن تعرضهم لتجارب الخروج من الجسد (ألكوك وأوتيس، ١٩٨٠)، وهي روايات شائعة لدرجة تثير الاستغراب؛ فحوالي ٢٥٪ من طلاب الجامعات و١٠٪ من عموم الناس صرحوا بأنهم مروا بتجربة أو أكثر من تجارب الخروج من الجسد (ألفارادو، ٢٠٠٠). الكثير من الأشخاص العاديين يعتقدون أن تجارب الخروج من الجسد تحدث عند اقتراب الشخص من الموت؛ عند الغرق مثلًا أو الإصابة بأزمة قلبية، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ. فعلى الرغم من أن بعض تجارب الخروج من الجسد تحدث عندما تكون حياة الشخص في خطر (ألفارادو، ٢٠٠٠)، فمعظمها يتكرر حدوثه عندما يكون الأشخاص مسترخين، أو نائمين يحلمون، أو يتعاطون الأدوية الطبية أو العقاقير المخدرة، أو تحت تأثير البنج، أو أثناء نوبات الصرع أو الصداع النصفي (بلاكمور، ١٩٨٢، ١٩٨٤؛ جرين، ١٩٦٨؛ بوينتون، ١٩٧٥). تحدث هذه الظاهرة أيضًا للأشخاص الذين يمرون تلقائيًّا بتغيرات متعددة في حالات الوعي (ألفارادو، ٢٠٠٠)، ويعد الأشخاص الذين يطلقون العنان لخيالهم في الحياة اليومية إلى الحد الذي يصبحون فيه غير واعين بأجسامهم، وهؤلاء الذين يمرون بتجارب غريبة مثل الهلاوس، والتشوهات الإدراكية، وتتعرض أجسامهم لأحاسيس غير معتادة، عرضة للمرور بتجارب الخروج من الجسد (بلاكمور، ١٩٨٦).

يروي بعض الأشخاص أنهم يستطيعون أن يدخلوا في تجارب الخروج من الجسد بإرادتهم وأنهم يزورون بأذهانهم أماكن بعيدة أو «عوالم روحية» أثناء رحلات خروجهم من أجسامهم، وتعرف هذه الظاهرة «بالخروج النجمي» أو «السفر النجمي». يطلق أحد المواقع الإلكترونية على دراسة تجارب الخروج من الجسد «علم دراسة الخروج» ويزعم قائلًا: «بناء على البيانات المتعلقة بعلم الخروج، يعد خروج الوعي تجربة حقيقية تحدث في بعد آخر غير البعد المادي، إذ يتمكن الأشخاص الواعون الذين يمرون بعملية الخروج من أن يتحرروا لفترة مؤقتة من قيود أجسامهم المادية ويدخلوا إلى أبعاد غير مادية حيث يكتشفون ملامح جديدة لطبيعة الوعي» (فيرا، ٢٠٠٢). ويؤكد الأشخاص الذين يؤمنون باﻟ «إكنكار» الذين يزعمون أنهم يمارسون «علم سفر الروح» أنهم يرتقون بحواسهم ويشعرون بنشوة الإدراك الروحي أثناء تجارب الخروج من الجسد التي ينشئونها بإرادتهم. وتتوافر على الإنترنت بكثرة التوجيهات المتعلقة بالدخول في تجارب الخروج من الجسد للوصول إلى الاستنارة الروحية ومشاهدة الأماكن الروحية مثل عوالم الكائنات الغريبة عن بعد، وتتوافر أيضًا هذه المعلومات بالكتب والمقالات.

صحيح أن الاعتقاد في أن وعينا يمكن أن يتحرر من القيود المادية لأجسامنا شيء مغرٍ، ولكن البحث العلمي لا يقدم أي أسانيد لهذه الفرضية. أحد الطرق المباشرة لاختبار المفهوم القائل إن الوعي يغادر الجسد فعلًا هو أن نستكشف هل بإمكان الأفراد أن يذكروا بدقة ما «رأوه» في أحد المواقع البعيدة خلال تجربة الخروج من الجسد. يختبر الباحثون غالبًا الأشخاص الذين يدعون أنه بإمكانهم أن يدخلوا في إحدى تجارب الخروج من الجسد بإرادتهم، إذ يطلبون منهم أن «يسافروا» إلى مكان محدد مسبقًا ويصفوا ما رأوه عندما يعودون إلى أجسامهم. بإمكان العلماء أن يحددوا مدى دقة الأوصاف التي يقدمها هؤلاء الأشخاص لأنهم يعرفون المحتويات المادية لهذا المكان. غالبًا يذكر المشاركون في هذه الاختبارات أنه بإمكانهم أن «يغادروا أجسامهم» حينما يُطلب منهم ذلك، وأنه بإمكانهم أن يروا ما يحدث في المكان المستهدف، كأن يروا مثلًا عارضة خشبية معلقة في شقتهم فوق الفراش بعشرة أقدام. ولكن الباحثين اكتشفوا أن معظم ما يرويه هؤلاء الأشخاص غير صحيح عندما يُقارن بأوصاف المحتويات المادية الفعلية للأماكن المستهدفة. وأفضل ما يمكن أن يقال عن هذه التصريحات في الحالات النادرة التي يدلي فيها المشاركون بأوصاف صحيحة أنها «تخمين صحيح». وحتى النتائج التي تبدو إيجابية التي صرح قلة من الباحثين هنا وهناك أنهم توصلوا إليها، لم ينجح أي باحثين آخرين في أن يتوصلوا إلى نتائج مماثلة لها (ألفارادو، ٢٠٠٠).

إذا كان الأشخاص لا يغادرون بالفعل أجسامهم أثناء تجارب الخروج من الجسد، فما تفسير التغيرات المذهلة في الوعي التي يمرون بها؟ يعتمد إحساسنا ﺑ «الذات» على التفاعل المعقد بين المعلومات الحسية. تقول إحدى الفرضيات إن تجارب الخروج من الجسد تعكس وجود انفصال بين إحساس الأفراد بأجسامهم والأحاسيس التي يشعرون بها. وفيما يتوافق مع هذه الاحتمالية تشير الأبحاث إلى أن تجارب الخروج من الجسد تنشأ نتيجة عجز مناطق المخ المختلفة عن دمج المعلومات المستمدة من الحواس المختلفة معًا (بلانكي وثوت، ٢٠٠٧). فعندما نمسك بسكين ونتحسس نصله الحاد يكون لدينا إحساس قوي ليس بالسكين فقط، بل بأنفسنا كأشخاص فاعلة في الحدث.

تشير دراستان إلى أنه حينما تختلط حاستا اللمس والبصر لدينا، يختل أيضًا شعورنا المعتاد بأجسامنا. أجرى هنريك إرسون بحثًا عام ٢٠٠٧ تضمن ارتداء المشاركين فيه لنظارات تعرض لهم صورة تليفزيونية لأنفسهم تبثها كاميرا مثبتة خلفهم. هذا الإجراء جعلهم يتوهمون أن أجسامهم — التي تصورها الكاميرا من الخلف — تقف أمامهم، أي كان بإمكانهم فعلًا أن «يروا» أجسامهم في موقع آخر، منفصلة عن كياناتهم المادية. لمس إرسون المشاركين بعصا في صدورهم، مستعينًا بالكاميرات الموضوعة خلفهم لكي تظهر أن الصورة التي يرونها لُمست في الوقت ذاته. وقد عبر المشاركين عن شعورهم بالدهشة والخوف من أن صورتهم التي يرونها لُمست أيضًا، وبذلك شعروا أنهم موجودون بمكان ما خارج أجسامهم.

بيجنا لينجنهاجر ومجموعة من زملائها (لينجنهاجر، تادي، ميتزينجر، وبلانكي، ٢٠٠٧) اختلقوا مناخًا افتراضيًّا مماثلًا للحقيقة. وبعد أن رأى المشاركون صورتهم المماثلة للواقع لمس الباحثون ظهورهم في الوقت ذاته الذي لمست فيه ذواتهم الأخرى التي تعرضت للخروج، ثم غمى الباحثون عيونهم وحركوهم من مواضعهم الأصلية وطلبوا منهم أن يعودوا إلى البقعة الأصلية التي كانوا فيها، ومن المثير للدهشة أن المشاركين عادوا إلى مواضع أقرب إلى الموضع الذي عرضت فيه صورهم المماثلة أكثر منها إلى مواضعهم الأصلية. وتشير حقيقة أن المشاركين قد انجذبوا إلى صور ذواتهم الأخرى إلى أنهم شعروا بوجودهم خارج أجسامهم.

حاول العديد من الباحثين أن يحددوا الموضع المسئول عن الخروج من الجسد بالمخ. في المعامل دخل العديد من الأشخاص في تجربة خروج من الجسد (وقد عرف ذلك عن طريق تصريحاتهم بأن إحساسهم بأنفسهم قد انفصل عن أجسادهم)، وذلك عن طريق تحفيز الفص الصدغي، وبالتحديد ذلك المكان الذي يلتقي فيه الفص الصدغي الأيمن للمخ مع الفص الجداري (بلانكي، أورتيج، لانديس، وسيك، ٢٠٠٢؛ وبيرسينجر، ٢٠٠١؛ رايدر، فان لاري، دوبونت، مينوفسكي، وفان دي هاينينج، ٢٠٠٧).

يمكننا بالطبع أن نشك في مدى ارتباط النتائج المعملية بتجارب الخروج من الجسد التي تحدث كل يوم، ومن المحتمل أن الأخيرة تنشأ من أسباب مختلفة عن أسباب الأولى. ومع ذلك فإن تَمَكُّن العلماء من خلق تجارب تشبه تجارب الخروج من الجسد التي تحدث تلقائيًّا دليل على أن وعينا لا يغادر بالفعل أجسامنا، على الرغم من القناعة الوهمية القوية بذلك.

(٥) الفصل ٥: خرافات أخرى تستحق الدراسة

الخرافة الحقيقة
«الاسترخاء ضروري من أجل حدوث التنويم المغناطيسي.» يمكن إدخال الأشخاص في حالة من التنويم المغناطيسي أثناء تأديتهم للتمارين العنيفة.
«لا يعي الناس الأشياء المحيطة بهم أثناء جلسات التنويم المغناطيسي.» يعي الأشخاص الخاضعون للتنويم المغناطيسي ما يدور حولهم وبإمكانهم تذكر تفاصيل المحادثات التي سمعوها أثناء التنويم المغناطيسي.
«لا يتذكر الناس ما يحدث أثناء التنويم المغناطيسي.» «فقدان الذاكرة بعد التنويم المغناطيسي» لا يحدث إلا إذا توقع الأشخاص حدوثه.
«معظم المنومين المغناطيسيين المعاصرين يستخدمون ساعات ذات سلاسل طويلة ويؤرجحونها من أجل تحفيز المرضى على الدخول في حالة نوم مغناطيسي.» لا يستخدم المنومون المغناطيسيون المعاصرون أي نوع من الساعات.
«بعض مثيرات التنويم المغناطيسي أكثر فعالية من غيرها.» العديد من مثيرات التنويم المغناطيسي تتساوى فعاليتها تقريبًا.
«الأشخاص الذين يستجيبون إلى الكثير من الإيحاءات التنويمية سذج.» الأشخاص الذين يستجيبون إلى الكثير من الإيحاءات التنويمية ليسوا أكثر سذاجة من هؤلاء الذين يستجيبون إلى قدر قليل من هذه الإيحاءات.
«في استطاعة التنويم المغناطيسي أن يدفع الأشخاص إلى ارتكاب أفعال منافية للأخلاق لم يكونوا ليرتكبوها بأي طريقة أخرى.» ليست هناك أدلة قوية، إن وجدت أدلة من الأساس، على أن بإمكان المرء أن يقحم الأشخاص الخاضعين للتنويم المغناطيسي في أعمال لاأخلاقية رغم إرادتهم.
«يتيح التنويم المغناطيسي للناس الإتيان بأفعال تتطلب قدرًا عظيمًا من القوة البدنية أو المهارة.» نفس هذه الأفعال يمكن للأفراد ذوي الحافز القوي أداؤها دون أن يخضعوا للتنويم المغناطيسي.
«لا يستطيع الأشخاص أن يكذبوا وهم خاضعون للتنويم المغناطيسي.» تشير الدراسات إلى أن الكثير من الأشخاص الذين خضعوا للتنويم المغناطيسي بإمكانهم أن يكذبوا.
«العامل الرئيسي في تحديد نجاح التنويم المغناطيسي هو مهارة المنوِّم.» العامل الرئيسي في تحديد نجاح التنويم هو مدى قابلية الشخص للاستجابة للإيحاءات التنويمية.
«قد يبقى الأفراد «عالقين» إلى الأبد بوضع التنويم المغناطيسي.» يستطيع الفرد أن يخرج من حالة التنويم المغناطيسي حتى لو تركه المنوِّم.
«مستويات التحفيز العالية للغاية يمكن أن تمكن الناس من السير بأقدام عارية فوق الفحم الساخن.» أي شخص يسير بسرعة كافية يمكنه أن يسير فوق الفحم المشتعل بقدمين عاريتين، لأن الفحم موصل رديء للحرارة.
«تستمر الأحلام ثواني قليلة، ولكننا نستغرق وقتًا أطول بكثير لكي نعيد روايتها مرة أخرى.» هذا المفهوم الذي يعتقد فيه سيجموند فرويد وآخرون هو مفهوم خاطئ؛ إذ تستمر الكثير من الأحلام لنصف ساعة أو أكثر.
«يأخذ المخ «قسطًا من الراحة» أثناء النوم.» خلال النوم المصحوب بحركة العين السريعة يرتفع مستوى نشاط المخ.
«الأقراص المنومة علاج جيد للأرق على المدى الطويل.» استخدام الأقراص المنومة فترات طويلة يؤدي غالبًا إلى أرق انتكاسي.
«إشغال الذهن بأي عملية مملة مثل تخيل عدد من الخراف وعدها يساعد على النوم.» تشير نتائج إحدى الدراسات إلى أن تخيل الأشخاص الذين يعانون الأرق لعدد من الخراف وعدها لم يساعدهم على النوم.
«الاستغراق في النوم في نفس اللحظة التي يضع فيها الشخص رأسه على الوسادة يعد علامة من علامات النوم الصحي.» الاستغراق في النوم في نفس اللحظة التي يضع فيها الشخص رأسه على الوسادة يعد علامة على الحرمان من النوم، فمعظم الأشخاص الذين يتمتعون بنوم صحي يتطلب منهم الأمر فترة تتراوح من ١٠ إلى ١٥ دقائق بعد الدخول إلى الفراش لكي يناموا.
«الكثير من الناس لا يحلمون أبدًا.» مع أن كثيرًا من الناس يزعمون أنهم لا يحلمون أبدًا، فكل الناس تقريبًا يقولون إنهم يحلمون عندما يوقظون أثناء النوم المصحوب بحركات العين السريعة.
«تدور معظم الأحلام عن العلاقات الجنسية.» قلة قليلة من الأحلام، ربما ١٠٪ أو أقل، هي التي تتضمن محتوى جنسيًّا صريحًا.
«تتضمن معظم الأحلام محتوى غريبًا.» تشير الدراسات إلى أن معظم الأحلام هي صدى للحياة التي نعيشها أثناء اليقظة.
«يرى الأشخاص الأحلام باللونين الأبيض والأسود فقط.» ترد الألوان المختلفة في روايات معظم الأشخاص عن الأحلام.
«لا يحلم فاقدو البصر.» يرى فاقدو البصر الأحلام، ولكنهم لا يرون صورًا بصرية في أحلامهم إلا في حالة ما إذا كانت حاسة الإبصار كانت سليمة لديهم قبل سن السابعة.
«إذا رأينا في المنام أننا نموت، فهذا يعني أننا سنموت بالفعل.» الكثير من الأشخاص حلموا بموتهم، وظلوا على قيد الحياة وحكوا للآخرين عن أحلامهم.
«يرى الإنسان الأحلام خلال النوم المصحوب بحركة العين السريعة فقط.» يرى الإنسان الأحلام أيضًا في مراحل النوم التي لا تصحبها حركة سريعة بالعين، ولكنها تكون أقل حيوية ويكون محتواها ذا طبيعة تكرارية أكثر من الأحلام التي يراها الإنسان في مرحلة النوم المصحوب بحركات سريعة للعين.
«يمكن استخدام الأحلام التي نتحكم فيها في تحسين التكيف العقلي.» لا توجد أدلة بحثية على أن إدراك المرء لأنه يحلم — واستخدام هذا الإدراك في تغيير أحلامه — يمكن أن يعزز الصحة النفسية.
«معظم الأشخاص الذين يمشون أثناء النوم يمثلون ما يرونه في أحلامهم، ويروي الأشخاص الذين يتكلمون أثناء النوم أحلامهم شفهيًّا.» المشي والكلام أثناء النوم اللذان يحدثان خلال النوم غير المصحوب بحركات العين السريعة لا يرتبطان بالأحلام ذات التفاصيل الواضحة.
«ليس للمشي أثناء النوم أي تأثير ضار.» يتعرض الأشخاص الذين يمشون أثناء النوم غالبًا للإصابات نتيجة التعثر والسقوط أو الاصطدام بالأشياء.
«يرتبط المشي أثناء النوم بمشكلات في أعماق النفس.» لا توجد دلائل على ارتباط المشي أثناء النوم بمشكلات مرضية نفسية حادة.
«إيقاظ شخص يمشي أثناء النوم أمر ينطوي على خطورة.» إيقاظ شخص يسير أثناء النوم ليس أمرًا خطيرًا على الرغم من أن الأشخاص الذين يسيرون أثناء النوم قد لا يعرفون أين هم عندما يستيقظون.
«التأمل خارج نطاق الواقع وسيلة فعالة للغاية لتحقيق الاسترخاء.» تشير دراسات كثيرة إلى أن التأمل لا يحقق تأثيرات نفسية أكثر فعالية من التي تحققها الراحة أو الاسترخاء.

(٦) مصادر وقراءات مقترحة

للتعرف أكثر على هذه الخرافات وغيرها عن الإدراك، انظر: كاردينا، لين، وكريبنر (٢٠٠٠)؛ هارفي وباين (٢٠٠٢)؛ هاينز (٢٠٠٣)؛ هولمز (١٩٨٤)؛ ناش (١٩٨٧)؛ ناش (٢٠٠١)؛ ماهولد وشينك (٢٠٠٥)؛ بيبر (١٩٩٣)؛ سكواير ودومهوف (١٩٩٨)؛ واجستاف (٢٠٠٨).

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤