روبين هود يصادق ألان إيه ديل
بعد مرور يومين على ارتداء ويل سكارليت وآرثر إيه بلاند للملابس الخضراء، تحدث روبين إلى ويل ستوتلي على انفراد: «يا ويل، قُد هذين الرجلين الجديدين إلى الطريق العام، وعلمهما كيف نصطاد الضيوف الذين يدفعون تكاليف الولائم الفاخرة التي نعدها.»
ابتسم ويل ستوتلي ابتسامة عريضة وقال: «يسعدني أن اصطحب هذين الرجلين للخارج في مثل هذه المهمة.» اجتمعت زمرة الرجال وانطلقت في طريقها، ولما عثر الرجال على بقعة عشبية إلى جانب الطريق العام، جلسوا عليها وانتظروا. فكانت تمر بهم الصبايا المليحات والرعاة الأقوياء. مرّ عبر الدرب سمكري يحمل أدواته، وأسرعت امرأة تبيع البيض نحو السوق، لكن الرجال لم يروا أحدًا يمكن سرقته. وعندما أخذت الشمس في المغيب، بدأ الظلام يعم الأرجاء.
همهم ويل ستوتلي: «يا له من حظ سيئ، لو كنت قد خرجت بلا هدف، لصادفت العشرات من الأثرياء البدناء والكهنة الأشرار، والآن وقد خرجنا خصوصًا لالتقاط الضيف المنتظر لنصطحبه إلى شجرة جرين وود، لم نر أحدًا. هيا يا أصدقائي، لنعد إلى الغابة.»
كان الرجال قد ساروا مسافة قصيرة عندما رفع ويل ستوتلي يديه وقال: «انتظرا، لقد سمعت شيئًا ما.» فتوقفوا جميعًا.
قال ويل سكارليت: «لا بدَّ أن نتحقق من هذا، هناك شخص في محنة.»
أجاب ويل ستوتلي: «لست واثقًا من هذا. فهذا صوت رجل، والرجل ينبغي له أن يتعامل مع مشكلاته الخاصة.»
أجاب ويل سكارليت: «هذه طريقة تفكير خاطئة، امكثا هنا إذا أردتما ذلك، لكنني سأذهب لأتقصى الأمر.»
رد ويل ستوتلي بحسم: «لم أقل إنني لن أذهب، كل ما هنالك أننا ينبغي أن نتوخى الحذر.» ثم أخذ يسير باتجاه الصوت، وتبعه الرجلان الآخران. كانت الغابة تطل على بركة مياه صغيرة مصدرها جدول مياه يصدر صوت خرير هادئ، وكان يجلس عند حافة البركة شاب صغير يبكي في هدوء، وتتدلى من الشجرة فوقه قيثارة جميلة من الخشب اللامع، وإلى جانبه قوس وجعبة سهام.
هتف ويل ستوتلي: «مرحبًا، من يبكي هناك، ويقتل العشب الأخضر بسيل دموعه الملحية؟»
وثب الشاب الغريب على قدميه، وجذب قوسه بسرعة وضبط سهمه قبالة الوتر.
حذره ويل ستوتلي قائلًا: «على رسلك يا رجل، نحن لا ننوي أن نؤذيك، أنزل هذا القوس وامسح عينيك، لا أحب أن أرى رجلًا كبيرًا قويًّا يبكي كالفتاة الصغيرة التي تبكي هرة ميتة.»
قال آرثر إيه بلاند: «أعرف هذا الشاب، إنه مغنٍ ذائع الصيت في هذه الأرجاء. لقد رأيته منذ ما يقرب من أسبوع، لقد كان يشدو كالطير ويقفز كالأيل الرضيع.»
قال ويل سكارليت للشاب الباكي: «لا تبالِ بهذين الرجلين، فهما فظان، لكنهما حسنا النوايا. تعال معي، لعله بمقدورنا أن نعينك على حل مشكلاتك، أيًّا كانت هذه المشكلات.»
أنزل الشاب الغريب قيثارته عن الشجرة وسار حزينًا مع الرجال، وقد ظل منكس الرأس ولم ينبس ببنت شفة.
ولمّا ارتفع القمر فوق قمم الأشجار، وصلوا إلى البقعة الفسيحة في الغابة حيث شجرة جرين وود. وكانت هناك وليمة عظيمة مُعدة في انتظار الضيف المحظوظ الذي يعثرون عليه؛ إذ كانت تُشوى شرائح لحم الغزال السميكة على النيران، فكانت الرائحة التي يسيل لها اللعاب تنتشر في أرجاء الغابة.
حيا روبين الشاب الغريب: «عمت مساء يا صاحبي الوسيم، هل جئت لتناول أطايب الطعام معي اليوم؟»
نظر الشاب حوله فاغر العينين وقال: «أظنني أعرف أين أنا. هل أنت روبين هود العظيم؟»
ضحك روبين وقال: «أصبت! ولأنك تعرفني، أنت تعرف أيضًا أنك لا بدَّ أن تدفع تكاليف هذه الوليمة. وأنا متأكد من أنك تملك كيس نقود ممتلئ عن آخره أيها الغريب الوسيم.»
اعترف الشاب الغريب: «لا أملك سوى شطر من عملة قيمتها ستة بنسات، ومحبوبتي الوحيدة التي أحبها حبًّا حقيقيًّا تملك الشطر الآخر من العملة، وهي تتقلده في خيط حريري حول عنقها.»
تكلم روبين هود بحدة إلى ويل ستوتلي: «هل هذه هي نوعية الضيف الذي تظن أنه سوف يملأ كيس نقودنا؟»
أجاب ويل: «لا يا سيدي العزيز، لقد أحضره ويل سكارليت، ومع ذلك أظن أن هذا الصبي قد يمنحنا الفرصة لفعل الخير.»
أخبر ويل سكارليت روبين كيف عثروا على الصبي يبكي بجانب بركة المياه، وكيف أنهم رأوا أنه في محنة ما.
وضع روبين يديه على كتفي الصبي ونظر في عينيه وقال له: «لقد حباك الله وجهًا جميلًا؛ وجهًا مخلصًا وعطوفًا.» اغرورقت عينا الشاب بالدموع فقال له روبين: «لا تبكِ أيها الصبي، أنا واثق من أنه يمكن حل مشكلاتك. ما اسمك؟»
دمدم الصبي: «ألان إيه ديل.»
سأله روبين: «ألست أنت المغني الشاب الذي كنت أسمع عنه؟»
رد ألان إيه ديل: «أجل سيدي، أنا هو.»
قال روبين: «هيا تناول الطعام معي وخبرني ما هي مشكلاتك؛ ستشعر بتحسن إذا تحدثت.»