محنة ألان إيه ديل
أخبر المغني الشاب روبين هود بقصته أثناء تناولهما العشاء، في بادئ الأمر كانت الكلمات تخرج من فمه ببطء، ولكن عندما رأى أن روبين هود ورجاله يصغون إليه باهتمام بدأت الكلمات تتدافع.
سافر ألان إيه ديل عبر الريف يشدو بأغانيه ويداعب قيثارته. وفي يوم من الأيام توقف عند منزل أحد المزارعين حيث أخذ يغني للفلاح وابنته التي تُدعى إيلين، وكانت الفتاة غاية في الحسن حتى إن ألان رجع وراقبها من بعيد. في بداية الأمر شعر ألان بالخجل من أن يتحدث إليها، لكن عندما تأججت مشاعره، تجرأ حتى سار معها، وجلسا معًا على ضفاف النهر وباح لها بمشاعره، وجاهرته هي أيضًا بحبها، وكسر ألان إيه ديل عملة قيمتها ستة بنسات وأعطاها نصفها كي تتقلده حول عنقها.
ولمّا علم الفلاح أن ابنته واقعة في غرام ألان إيه ديل، حمى غضبه؛ إذ كان قد وعد بالفعل بتزويجها من سير ستيفن أوف ترنت، الفارس الطاعن في العمر. لكن إيلين لم تحب الفارس. وكان ألان قد عرف في صباح هذا اليوم أن محبوبته سوف تتزوج من السير ستيفن في غضون يومين.
قال جون الصغير: «إني لعاقد العزم على ضرب سير ستيفن ضربًا مبرحًا! لا يحق لرجل عجوز كهذا أن يتزوج مثل هذه الفتاة الصغيرة.»
سأله روبين: «هل أنت واثق من أنها ستتزوجه؟»
أجاب ألان في حسرة: «ستذعن لمشيئة أبيها، لكنها ستموت من الحسرة.»
استغرق روبين في التفكير وعليه سيماء الجدية ثم لمعت عيناه وقال: «أظن أن لدي خطة. أخبرني يا ألان، هل تظن أن إيلين الجميلة سوف تتزوجك لو أحضرناها أمام الكاهن وحصلت على بركة والدها؟»
أجاب ألان إيه ديل: «بلا ريب سوف تتزوجني.»
قال روبين: «إذن ستفلح خطتي، كل ما هنالك نحن في حاجة إلى كاهن، لكنني لا أعرف أي كهنة في الجوار ممن يكنون لي عظيم الحب، هذا هو المحك الحقيقي أمامنا.»
قال ويل سكارليت: «أعرف كاهنًا سيقوم بالتأكيد بتأدية مراسم الاحتفال، الراهب المسئول عن البوابة دير فاونتنز، الذي يقع على مقربة من هنا.»
قرر روبين: «إذن سنذهب للقائه غدًا. لا تقلق يا ألان؛ المتاعب التي تزعجك تحت السيطرة.»
عندئذ توقفت دموع ألان إيه ديل؛ فلقد تناهت إلى مسامعه الكثير من القصص التي تفاخر بمساعدة روبين هود للناس، ولقد رغب في أن يصدق أن روبين يستطيع أن يساعده. انتعشت روح ألان، وأمسك بقيثارته ليداعبها، وكان صوته حلوًا للغاية حتى إن الرجال بدأوا يطلبون منه أن يغني أغنية تلو الأخرى حتى وقت متأخر من الليل، إلى أن فضّ روبين الأمسية.
قال روبين: «لا بدَّ أن نعثر على راهب دير فاونتنز غدًا، ولا بدَّ أن نرحل باكرًا إذا أردنا أن نساعد الشاب ألان.» آوى روبين إلى فراشه، وقد تبعه الجميع للحصول على قسط من الراحة هم في أمسّ الحاجة إليه.