لقاء زوج ليلى بقيس بن الملوح

لما زاد وجد ليلى بقيس بن الملوح وهاجت لذلك آلامها صارت تُبدي لزوجها صدًّا وإعراضًا، فعجب زوجها لذلك وسأل فعلم كنه الأمر وأن قيسًا يهواها وتهواه وهو هائم لأجلها في واسع الفلاة ينشد فيها الأشعار ويأنس بالظباء الساريات في القفار، فاشتاق إلى رؤية قيس ومنادمته ومال إلى معرفته، فخرج يومًا للصيد فلقيه وهو في روضة خضراء ينظر في بعض الغزلان، فتقدم زوج ليلى وسلَّم عليه وأنشد يقول:

ومن عجب جنونك في فتاة
مزوجة سواك ولن تراها
أيا مجنون كم تهوى بليلى
كأن الله لم يخلق سواها

فعلم قيس أنه بعلها فخر مغشيًّا عليه ثم أفاق فأنشد:

بعيشك هل ضممت إليك ليلى
قُبيل الصبح أم قبَّلت فاها
وهل دارت يداك بمنكبيها
وهل مالت عليك ذؤابتاها

فرَّق زوج ليلى لحالة قيس وحذَّره من أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان ثم عاد إلى الحمى.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤