الفصل الخامس

أساتذة الغزالي وأصحابه

وبعد الذي قدمناه من ورود الغزالي للمناهل الفلسفية والشرعية والصوفية: لا نجد بدًّا من التنبيه إلى أنه اغترف كذلك من المنهل الذي ورده أساتذته وأصحابه. وقد لاحظنا أن الذين تتلمذ الغزالي لهم كانوا في الأغلب صوفية، كما أن أكثر من صحبهم كانوا صوفية.

فمن أساتذته الإمام أحمد بن محمد الرذاكاني، وكان من فقهاء الصالحين، وقد تلقى عنه دروسه الأولى في طوس.

ومن أساتذته الإمام أبو نصر الإسماعيلي، وكان من الأمثلة النادرة في الورع والتقوى، وقد تلقى عنه الغزالي في جرجان، وعلق عنه التعليقة، كما كانوا يقولون.

ومن أساتذته إمام الحرمين، وكان من أتقى أهل زمانه، وقد تلقى عنه الغزالي في نيسابور، ويقال إنه كان يحسد الغزالي، بالرغم من شهادته له بالتفوق والنبوغ.

ومن أساتذته الإمام الزاهد أبو علي الفارمذي من أعيان تلامذة أبي القاسم القشيري وكان أستاذه في التصوف وقد عده السبكي من أصحابه.

هؤلاء وغيرهم من أساتذة الغزالي وأصحابه أثروا في حياته العقلية تأثيرًا غير قليل، وطبعوا نظره إلى الحياة بطابع خاص، وفي مقدور القارئ أن يرجع إلى تفصيل حياة هؤلاء الذين اختصرنا أخبارهم في طبقات الشافعية. أما تلامذة الغزالي فسنعود إليهم في غير هذا الباب.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤