تمهيد

قد انبسطت تخوم سورية تارةً، وانقبضت أخرى بحسب تقلب الأيام والدول عليها، فكانت تشمل أحيانًا ما بين النهرين وأرمينية وبعض آسيا الصغرى وبعض بلاد العرب، وتضيق أحيانًا عن هذه التخوم، والذي نتعمد الآن الكلام فيه: يحده شمالًا آسيا الصغرى وشرقًا نهر الفرات والبادية إلى بلاد العرب، وجنوبًا قسم من بلاد العرب إلى تخوم مصر وغربًا البحر المتوسط.

وقد اختلف العلماء في مأخذ اسم سورية، وذهبوا فيه مذاهب أظهرها وأمثلها مذهبان: الأول أنها سُميت سورية نسبة إلى صور مدينتها، وأول من سماها بهذا الاسم إنما هم اليونان … فكأنهم عرفوا أهل صور لكثرة ترددهم إليهم للتجارة، فسموهم سوريين وبلادهم سورية، بإبدال الصاد بالسين لعدم وجود حرف الصاد باليونانية، والثاني أن اليونان سموا أهل هذه البلاد سوريين نسبة إلى أسيريَّا بلاد الآشوريين الذين كانوا يلون سورية، وحذفوا الهجاء الأول من الكلمة تخفيفًا، والبدل بين السين والشين والثاء مستفاض.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤