الفصل الثالث

سادة العالم الجُدد

التفوُّق الأمريكي

أمريكة الشمالية وحدها هي تشتمل، وسط الانقلاب العالمي، على سعادة نقصت قليلًا في الوقت الحاضر، ولكن مع زيادتها زمنًا طويلًا في الماضي، وتقوم هذه السعادة خاصةً على كون الولايات المتحدة قد لاءمَتْ بالتدريج مقتضيات الاقتصاد التي لم يُدرِك معظم الأمم أمرها حتى الآن.

وعَرَفَتْ أمريكة ما يُهدد الحضارات الأوربية من مخاصمات، فقد عانت حربًا أهليَّة هلك فيها صفوة مواطنيها، وكذلك عرفت ما بين رأس المال والعمل من نزاع، كما عرفت استبداد النقابات ووعيد الاشتراكيين، ثم خرجت الولايات المتحدة من دور الفوضى نهائيًّا واهتدت بذوي البصائر من أبنائها، فأحلَّتْ تعاوُن جميع الطبقات محل المنافسات والأحقاد التي ما فتئ الاشتراكيُّون يهددون بها أوربة، وتكاد الولايات المتحدة تجهل ديانة عديمي الالتئام هؤلاء، ويخضع عديمو الالتئام في الولايات المتحدة للقانون بدلًا من أن يضعوه.

وإذا حُكم في قيمة النظام بنتائجه لا بروعة نظريَّاته، اعتُرف بأن مبادئ الولايات المتحدة الحكومية أشدُّ تأثيرًا من مبادئ الاشتراكيين الأوربيين.

وأسفر تضامُن العمل ورأس المال عن منح الطبقات المُجِدَّة يُسرًا لا عهد لأكثرية البُرجواز الأوربيين الساحقة بمثله.

ويحاول قادة الولايات المتحدة إبقاء المُثُل العليا القائمة على ما فيها من وهمٍ لِما يعرفون من شأن المثل الأعلى في مصير الأمة، وهذا تطبيقٌ اجتماعيٌّ لذرائعية الجامعات الأمريكية القريبة من نفعية فلاسفة الإنكليز، وإذ أصبحت المنفعة مقاس القيم الاجتماعية فإن الأمريكي يعاني كثيرًا في المحافظة على معتقداته القديمة كما يعاني العقلي اللاتيني في تقويضها.

أجل، إن الولايات المتحدة لم تُدَوِّن حقوق الإنسان باحتفالٍ، غير أنها تجهل فروق الطبقات التي حافظت عليها أوربة بنظام المسابقات القائمة على الاستظهار، فالعامل والقاضي والمحامي والأستاذ يتمتعون باعتبارٍ واحد، ويَسهُل الانتقال من طبقةٍ إلى أخرى لأن معظم الوظائف انتخابيٌّ، وصار أُناسٌ من العَتَّالة حُكَّام ولايةٍ ورؤساء جمهوريةٍ أيضًا، ويرضى فِتيانٌ من أُسَرٍ صالحة أن يكونوا خَدَمة قهوةٍ مساءً ليدفعوا أجرة دروسهم.

وما تمَّ من تجديدٍ في العمل أدَّى إلى جعل العامل الأمريكي متخصِّصًا كثير الإنتاج بالتدريج، ويبقى هذا الوضع نافعًا جدًّا إلى أن يُسفِر عن فرطٍ في الإنتاج، ويؤدي إلى الاستهلاك الأدنى الموجِب للبطالة، ونُبصر بُداءةً هذا الدور، ومن الممكن أن يَنجم عنه استياءٌ شعبيٌّ شديد من النوع الذي كان مقدمةً للانقلابات السياسية في جميع أزمنة التاريخ.

واليوم ترى الولايات المتحدة دائنةً لأوربة بعد أن كانت مدينةً لها، وهي إذ تبدو فخورًا بنجاحها فإنها تتعود مخاطبتها بالتدريج كما يخاطِب السيد مولاه، ناظرةً بازدراءٍ إلى هذه القارة القديمة التي يقرضها وعيد الصراع بين الأمم وتنازُع الطبقات في قلب كل أمة.

ولهم أن يُبدوا هذا الازدراء بلا عقاب بمقدار ما تؤدي إليه قروض الحرب المتتابعة من انتقال مُعظم الثروة الأوربية إلى الولايات المتحدة، وبفضل هذه القروض استطاعت ألمانية أن تؤدِّي قسمًا من دَينها كما أصاب مستر كولِدْج في ملاحظته.

بيد أن خطأ الولايات المتحدة يتجلَّى في زيادة التعريفات الجمركية التي تجعل الإصدارات متعذرةً تقريبًا في آخر الأمر، فكلٌّ يعلم أن الاستيراد عند كل الأمة لا يمكن دفع ما يقابله إلا بالإصدار، فإذا ما أغلقت أمريكة حدودها دون المنتجات الأجنبية جعلت من الصعب على أوربة دفع الديون المعقودة.

ومع ذلك فإن حكومات الولايات المتحدة تعرف جيدًا أن العالم القديم إذا كان لا يستطيع أن يستغني عن بعض المنتجات الأمريكية كالقطن، فإن أمريكة المشتملة على ١٢٣ مليون إنسانٍ تستطيع الاستغناء عن المبادلات التجارية ما دام ٩٢٪ من منتجات أرضها وصناعتها يُستهلك من قِبَل سكانها.

•••

ويستند ما يَدَّعيه الأمريكيُّون من تفوُّقٍ سياسيٍّ واقتصاديٍّ وأدبي إلى قوةٍ عسكريةٍ هائلة، تزيد كل يوم على الرغم من التصريحات السلمية الكثيرة، وبالكلمة الآتية أشار الرئيس كولِدْج إلى قوة بلده العسكرية قبل انتهاء سلطته:

«لدى بلدنا من الوسائل والأخلاق والروح اللازمة لجمع وتجهيز وحفظ ما يحتاج إليه جيشٌ وبحريةٌ، ساعَدَا بقذف أكثر من مليوني نفسٍ في ميادين القتال بأوربة على تقرير هُدنة ١١ من نوفمبر سنة ١٩١٨.»١

وإذ نُظر إلى قوة الولايات المتحدة البرية والبحرية التي هي نتيجة الحرب الأخيرة، لم يوجد إذن غير ما قد تخشاه في زمنٍ قريبٍ أو بعيد من أخطارٍ يُمكن أن تنشأ عن فضلة سكانٍ أو غزوٍ ياباني.

وكان اكتشاف قوة الولايات المتحدة الحربية إلهامًا نافعًا لأوربة وأمريكة معًا، فاسمع قول مستر كولِدْج:

«لا تجد بلدًا في موضوع القوة وموضوع وحدة بلدنا أبدى روحًا أروع مما أبدَينا، وأظهر شعورًا وطنيًّا أرفع مما أظهرنا، فما اتصف به أرباب صِناعتنا من قدرةٍ كبيرةٍ على التنظيم وما تنطوي عليه وسائلنا المالية من طاقةٍ لا ريب فيها، وما بذله الجميع من مساعدةٍ حول الخدمة العسكرية الإلزامية، والزراعة، والصناعة والخطوط الحديدية، والبنوك، وما كان من وجود أربعة ملايين رجلٍ تحت السلاح ووجود ستة ملايين رجل احتياطي، أمورٌ أسفَرَتْ عن قدرةٍ صائلة لمواصلة الحرب، وقد تألَّف من هذا المجموع قوةٌ أعظم مما قدرت على جمعه أية أمةٍ كانت.»

ومما لا مراء فيه أن نفقات أمريكة في سبيل الحرب كانت ضخمةً كما ذكر مستر كولدج، فقد مَثَّلَتْ «نصف مجموع ثروة البلد حين اشتراكه في الصراع».

وفي الخُطبة نفسها أسهب رئيس الولايات المتحدة على الرغم من تحفُّظه السياسي في بيان اختلاف وجهات النظر بين أوربة وأمريكة، ومع ذلك فإن مبادئ الحكومة الأمريكية حول نزع السلاح تختلف كثيرًا عن المبادئ التي يُجادَل فيها في جمعية الأمم.

قال مستر كولِدْج: «تُثبت تجارب الإنسان كما يلوح أن البلد الذي يُعِدُّ دفاعه إعدادًا معقولًا يُعَرَّض قليلًا لهجومٍ مُعادٍ، كما يقلُّ تعرُّض حقوقه لانتهاكٍ مؤدِّ إلى حرب.

… وتقتضي سُنَّة التقدُّم الأولى أن يواجِه العالم الحقيقة، ومن الواضح أيضًا كون العقل والوجدان لم يُسيطرا على أمور البشر حتى الآن، ومن البعيد جدًّا أن تُلغَى غريزة الأثرة الموروثة عن الأجداد، فقُوى الشر بالغة القدرة.»

وحول أوربة وحدها يُصَرِّح عين الخطيب بأن من المفيد تحديد التسلح، فقد قال:

«إننا نتمنى السلم عن اعتقاد صوابها فضلًا عن أن الحرب تعوق تقدُّمنا، وقد بلغت مصالحنا في كل مكانٍ من العالم ما يَضُرُّ بها ضررًا بالغًا كلُّ صِراعٍ ساطعٍ حيثما يقع، ولو لم نشترك في الحرب العالمية — على الرغم من بعض الفوائد التي نُلناها منها بالإصدار — لأصابنا خُسرٌ كبير، وذلك بقطع النظر عن الفريق الغالب في نهاية الأمر.»

وهذا التصريح يوضح السبب في انضمام الولايات المتحدة إلى الحلفاء في الحرب الأخيرة، ومن السذاجة أَنِ افترضنا اشتراكها في الصراع العالمي دفاعًا عن النظريَّات اللاتينية الموصوفة بالحق والحرية. والواقع أن أمريكة ترددت حينًا من الزمن حول معرفة فريق المحاربين الذي تنحاز إليه، فإذا كانت قد انضمت إلى الحلفاء نهائيًّا؛ فذلك لأن مبدأ المنفعة — أي: الدفاع عن مصالحها الخاصة — قد أملى عليها هذا الخيار.

ونشأ دخول أمريكة في الحرب عن اضطرارها إليه كما اعترف بذلك الرئيس كولِدج نفسه، غير أن هذا القُطب السياسي أخطأ في توكيده في قسمٍ من خطبته أن أمريكة لم تَفُز بغير فائدةٍ قليلةٍ من وراء ذلك.

ومن فورها أصبحت هذه الأمة الصناعية والتجارية — المحمية بمليشيا ضعيفةٍ حتى ذلك الحين، والمهددة من قِبَل المكسيك، ولا سيما اليابان الراغبة أن تَصُبَّ عليها ما يفيض من سكانها — أولى دول العالم الحربية ببحريَّتها وجيشها، وذلك في مقابل نفقاتها التي عادت لا تعوقها اليوم، فصارت اليابان، التي كانت تخشاها كثيرًا فيما مضى، لا تبدو لها غير عَدُوَّةٍ صغيرة، ولم يبقَ على أمريكة إلا أن تَبسط يدها للاستيلاء على ثروات المكسيك الضخمة، وتخاطِب أمريكة العالم بلهجة السيد، وأصبحت لا تخاف أحدًا مع أن جميع العالم يخافها.

وإذا نُظر إلى الأمر من الوجهة التجارية حَصرًا وعُدَّ التفوُّق العالمي قدرًا تجاريًّا، أمكن الولايات المتحدة أن تقول إنها حققتْ، بنَيْلها مثل هذا التفوُّق، فائدةً واسعةً غير منتظرة.

وعلى العكس خَرِبَتْ أوربة بالحرب، واجتِيحَتْ أغنى ولايات فرنسة فتعيش اليوم بالقروض، وسيتم خرابها إذا ما دفعت إلى أمريكة ما هي مدينةٌ به من المبالغ تجاريًّا، ولكن مع كون استخدامها أوجب قدرة هذا البلد العظيم الحاضرة على الخصوص.

وفي الكلمات الآتية الصائبة بَيَّنَ السياسيُّ الفرنسيُّ النفَّاذ مسيو تارديو ما يفصل بين القارتين في الوقت الحاضر من اختلاف:

«تفصل هُوَّةٌ من الأحوال المتناقضة بين العالم الجديد والعالم القديم الدامي المُعْوِز … وكسبت أمريكة كلَّ ما خسرته أوربة، وكانت الحرب نافعةً لها قبل دخولها وأيام اشتراكها فيها وبعد خروجها منها، فبالحرب أصبحت قوتها أكثر من ضعفين، ووضعت أُسس إمبراطوريةٍ جديدة، وبالحرب أسفر رخاؤها الذي أُثني عليه منذ زمن السلم السعيد عن معارضة تقدمها بفاقة أوربة … وتزيد قدرتها على الإنتاج ويزيد إنتاجها نفسه زيادةً متوازية، وتنقص مدة العمل الأسبوعية على حين تزيد الأجور التي يسبق ارتفاعها ارتفاع الأثمان … ويوجد بين القارتين تفاوُتٌ يفوق الحد … وتُحِسُّه الأمزجة، وتقلق أوربة كالضعفاء، وتتحكَّم أمريكة كالأقوياء … ويسكن الصراع الاجتماعي، وتثق ملايين العمال بالمستصنعين الذين أوجبوا رفاهيَّتها بعبقريتهم، ولا تنال الاشتراكية غير آخر مكانٍ في الولايات المتحدة حينما تُوَسِّع رُقعتَها في أوربة.»

وبما أن المبادئ الموجِّهة لسياسة الولايات المتحدة جعلت من هذه الجمهورية العظيمة أول دولةٍ سياسيةٍ في العالم، فقد نشأ عن هذا ذلك الميل إلى الصدارة التي يؤدي حدوثها حس القوة.

غير أن النتيجة النهائية لصدارة إحدى الأمم هو أن تتألَّب على هذه الأمة جميع الأمم التي تذهب ضحيَّتها، وقد شعر بهذا كلٌّ من إسبانية وإنكلترة وفرنسة وألمانية مناوبةً، وستُجرِّب الولايات المتحدة ذلك ذات يومٍ لا ريب، ومن المحتمل أن تساعد الهيمنة الشديدة الوطأة بالتدريج على إحداث ولاياتٍ متحدةٍ أوربية مع صعوبة هذا، وذلك على الرغم من المزاحمات العميقة والأحقاد المتأصلة التي تُفَرِّق بين أجزاء القارة القديمة في هذه الأيام.

•••

أُوضِحَت المبادئ الموجِّهة لسياسة الولايات المتحدة في الوقت الحاضر، والتي هي أساسُ عظمتها إيضاحًا حسنًا من قِبَل الرئيس مستر هوفِر، وذلك في نشرةٍ أستعير خُلاصتها من السيد فِرْمِن روز:

«يُشتقُّ التقدُّم الجماعي من التقدم الفردي، ويقوم خطأ الاشتراكية على الاعتقاد بأن محبة الآخرين واستبداد الدولة يكونان دوافع كافيةً للنشاط، فيجب أن يُضرَب بكل رغبةٍ في تأميم الصناعة عُرض الحائط.

وقد كَذَّبَتْ جميع المشاهدات مبدأ المساواة، فبإمكان التقدم يتوقف على التفاوُت.

ويُعدُّ اصطفاء القابليَّات الموجِّهة أمرًا ضروريًّا لازدهار البلاد.

ويتم التقدم بصفوة الرجال، ولا عمل للجماعة في التقدم، فالجماعة لا تخضع لغير اندفاعات الإحساس، ولا يتمسَّك زعماء الفتن بغير هذه الاندفاعات، ويُحَرِّك هؤلاء الزعماء رغائب الشعب التي لا تُعَبِّر عن الاحتياجات الحقيقية.

ولا تُدْرَك احتياجات الشعب إلا من قِبَل القادة الذين يتصفون بروح البناء.

ويُعَدُّ حق التملُّك الذي يريد الاشتراكيُّون هدمه من أقوى عوامل نشاط الأفراد.

وتُصبح المصانع التي يزيد نموُّها على إمكانيَّات الأفراد جماعيَّةً قسرًا، وتُوَزَّع الأسهم التي تُمَثِّلُ رءوس الأموال الضرورية لإنشائها، بين كثيرٍ من الناس، فترى لبعض الأعمال من المُسهِمين من يبلُغ عددهم مئتي ألف.

وليس التعاوُن سيرًا نحو الاشتراكية مطلقًا.

ووجود صفوةٍ من القادة أمرٌ ضروريٌّ، وليست الاشتراكية والجذرية غير شكلين من أشكال الحكومية، ولا يصدر التقدُّم عن الدولة، بل عن ارتقاء الفرد باستمرار.»

وتدلُّ الخلاصة القصيرة السابقة على أن العالم إذا كان يواجه مُعضِلاتٍ أكثر تعقيدًا من جميع التي يُحَدِّث عنها التاريخ فإنه يظلُّ خاضعًا لبعض المبادئ الموجِّهة النفسية، فمن تطبيق هذه المبادئ تنشأ عظمة الأمم وانحطاطها.

•••

ولا ريب في أن الكتب الخاصة بتاريخ القرن الذي نرى سَيْرَه ستُحَدِّث عن الانقلابات، ولا ريب في أن أكثر هذه الانقلابات تعقيدًا سينشأ عن صعوبة الحكم بتواصل الأمم الزائد والأوهام السياسية الشاملة، وتزول أشكال الحكومة القديمة واحدًا بعد الآخر بتطور الأفكار وسرعة تبادلها، وقد حلَّتْ عزائم الشعب محل نفوذ الخواص المتأصل في كل مكان، بيد أن عجز الحكومات الديموقراطية يتجلَّى بالتدريج مع مصاعب الزمن الحديث، وبما أن العدد لم يُوَفَّق للقيام مقام الذكاء فقد وجب أن يُبحَث عن الوسائل التي يُجتنب بها عجز الجماعات، وهنالك ظهر في كثيرٍ من بلدان أوربة طُغاةٌ كثيرون أُعِدُّوا للحلول محل الحكومات العاجزة، ومن دواعي الأسف أن عُدِّلَتْ فوائدهم بمحاذير بالغةٍ من الشدة ما تَحول دون بقائهم زمنًا طويلًا.

إذن قُصِرَت الأمم الحديثة الكبرى على مواصلة البحث في الأشكال الجديدة للحكومة، ويَندُر أن تُسفر الأصوات الشعبية عن قابليَّات، وكان بعض الفلاسفة الأنْسِكْلوبيديين يحلمون بمجامع العلماء، وما تمَّ لهم من زيادة التخصص لم تَبدُ به أبصارهم الضيقة أعلى من أبصار الجماعات؛ ولذلك ظلَّتْ مُعضلة الحكومات ذات الصلة باحتياجات العالم الحديث أمرًا يتطلَّب حلًّا.

١  من الخطبة التي ألقاها مستر كولدج في ٣ نوفمبر سنة ١٩٢٨.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤