الفصل الثاني

اللمسيات (حاسة اللمس)

مقدمة

نستخدم حاسة اللمس Touch لاستكشاف حرارة وبرودة الأجسام، أو مدى نعومتها وخشونتها، كما أننا نستشعر بها الضغط والألم. ويُخصَّص لكل نوع من الفئات الوظيفية السابقة مستقبلات خاصة بها. وعندما تُثار بمُثير خارجي فإن النبضات العصبية في الأعصاب الجلدية تتحرك، وتمرُّ هذه النبضات عبر الحبل الشوكي إلى جذع الدماغ؛ ومن ثَم تصل للدماغ لتحدث عنده عملية الإدراك.١
نتعرف من خلال حاسة اللمس على الأشياء لدى ملامستها، فنتعرف إلى شكل وصلابة الأشياء بوساطة هذه الحاسة. ونشعر بالدفء والبرودة والألم والضغط من خلال لمسنا للأشياء. ويوجد داخل أنسجة الجسم ألياف عصبية عائمة تجعلنا نشعر بالألم. ويُسمى اللمس والدفء والبرودة والألم الحواس الجلدية. وكان يُعتقد أن اللمس يُشكل إحدى الحواس الخمس الخارجية. أما الآن فإنها تُعتبر حاسةً عامة؛ لأن أعضاء اللمس توجد في جميع أجزاء الجسم.٢
في الواقع إنه عندما نلمس الأشياء فإننا لا نشعر بحرارتها، وإنما نشعر بمعدل ناقليتها (موصلتها) الحرارية؛ لأن جميع الأجسام الموجودة في مكان واحد لها درجة الحرارة نفسها تقريبًا، والإحساس أن المعادن أسخن أو أبرد لدى لمسها غير صحيح، وإنما سبب هذا الإحساس هو ناقليتها الحرارية العالية؛ حيث إنها تنقل الحرارة من أو إلى الجسم عندما نلمسها فيتهيَّأ لنا أنها أبرد أو أسخن.٣
الأعصاب التي تشعر بالحرارة والبرودة والألم ليست موزَّعة في الجسم بشكل متساوٍ. ويمكن معرفة ذلك بتمرير آلة معدنية مدبَّبة على الجلد. وهذه الآلة أبرد من الجلد، ولكن الجلد يشعر ببرودتها في بعض المناطق دون الأخرى، بينما تشعر الأجزاء الأخرى بضغطها على الجلد فقط دون الشعور ببرودتها. وتجعل بعض الأشياء الجلد يميز بين الحرارة والألم واللمس في آنٍ واحد. ومثال على ذلك المكواة الحارَّة؛ فإنها عندما تلامس الجلد تجعل الإنسان يشعر بهذه الأحاسيس الثلاثة في آنٍ واحد.٤

ما يميز حاسة اللمس عند الإنسان هو مقدرتها على اكتشاف مستويات مختلفة من حرارةٍ نسبية:

بارد، فاتر، دافئ، محرق. وكذلك فإن حس الضغط يمكنه أن يُسجل مستويات مختلفة؛٥ لذلك فإن استخدام هذه الحاسة على أنها «مقياس» للحرارة والبرودة يعد كيفيًّا وليس كميًّا، وقد يتسبَّب في بعض الأحيان إلى حدوث اللبس؛ فكلنا يعرف تجربة وضع ثلاثة أوعية أحدهما بارد والثاني حار والثالث فاتر، فإذا غمسنا إحدى اليدين في الماء البارد والأخرى في الحار يخبرنا كل واحدة بما تشعر، إلا أننا إذا قمنا بتغطيس كلتا اليدين في الوقت نفسه في الماء الفاتر فإن كل يد ستُخبرنا بعكس ما أخبرتنا به في الحالة الأولى؛٦ ولهذا لا يمكننا اعتبار حاسة اللمس «أمينةً» في نقل الإحساس المحيط بنا، وهو ما دعا إلى ظهور مقاييس وموازين الحرارة.
وفق أحدث الأبحاث العلمية التي تُحاكي وتتفوق على حاسة اللمس عند الإنسان، فقد توصَّل باحثون من معهد ماساتشوستس للتقنية (MIT) وجامعة نورثيسترن إلى تجهيز روبوت بحسَّاس لمسي أكثر دقة من إصبع الإنسان بمائة مرة.٧
سنُطلِق مصطلح «اللمسيات Tactilelogy»٨ على دراسة الظواهر المؤثرة على حاسة اللمس، وذلك على غرار المصطلحَين: السمعيات Audiology الخاص بحاسة السمع، والبصريات Optics الخاصة بحاسة البصر.
يعود تاريخ دراسة هذه الحاسة إلى جهود اليونانيين، لكننا سنجد الإسهام الأكبر من نصيب العلماء العرب والمسلمين، في حين أن العلماء الأوروبيين وفي القرن السابع عشر لم يقدموا ما هو جديد؛ فقد ذكر غاليليو (توفي ١٦٤٢م): أن «حاسة اللمس أكثر مادية من الحواس الأخرى، ولكنها تنشأ من صلابة المادة فيبدو أنها مرتبطة بالعنصر الأرضي.»٩

المبحث الأول: اليونانيون

لم يهتم العلماء والفلاسفة قبل أرسطو بدراسة هذه الحاسة، مع أن أغلبهم كان يعتبر اللمس الحاسة الأولية الرئيسة التي نشأت عنها الحواس الأخرى؛ إذ لم يحاول إنباذوقليس وديمقريطس وأتباعهما من الطبيعيين أن يفسروا وظيفة حاسة اللمس بأكثر مما قالوه عن الإحساس بشكل عام، بأنه انفعال مادي آلي يحدث بين أعضاء الحس والأبخرة المنبعثة من الأجسام. ومع أن أفلاطون تعرَّض لشرح الكيفيات الملموسة، فإنه لم يُعنَ بدراسة طبيعة عضو اللمس مثل اللاحقين.١٠

(١) أرسطو (القرن ٤ق.م.)

لعل أول تقدُّم علمي في دراسة حاسة اللمس أنجزه أرسطو، لكنه لم يتمكن من الحصول على نتيجة حاسمة؛ وذلك لقلة معرفته بالجهاز العصبي، ولقلة التجارب التي قام بها، إضافةً لدقة عضو اللمس وصعوبة الكشف عنه.١١
يعود الإحساس عند الإنسان بحسب أرسطو إلى حاسة اللمس، فهي أولى الحواس؛ إنها تميز بين الحار والبارد، كما أنها تميز بين اليابس والرطب.١٢ وقد نبَّه أرسطو إلى أن اللمس لا يتم إلا بالملامسة المباشرة؛ وبذلك تكون حاسة اللمس الحاسة الوحيدة التي تستجيب إلى المحسوس إذا وُضع على العضو المدرَك مباشرةً، وأيَّد قولَه هذا بأننا إذا وضعنا الشيء على القرنية فإنها لا تُبصر.١٣
ونجد في مكان واحد من كتاب «النفس» يذكر أرسطو بأن حاسة اللمس هي الحاسة الوحيدة الضرورية وغير المستغنى عنها للحفاظ على الحيوان، ثم في مكان آخر يعتبر أن حاسة الذوق شكلًا من اللمس؛ لذلك فهي ضرورية أيضًا لوجود الحيوان.١٤

يبدأ أرسطو بالتساؤل حول ضرورة وجود اللحم حتى تقوم هذه الحاسة بعملها، بمعنى هل يوجد أي دور للعضلات في حاسة اللمس؟

قال أرسطو: «ما يقال عن الملموس يمكن أن يقال عن اللمس؛ ذلك أنه إذا لم يكن اللمس حاسةً واحدة بل أكثر من حاسة واحدة، بل أكثر من حاسة، فمن الضروري أن تكون الملموسات كثيرة. ولكن السؤال الذي نضعه أولًا هو: أهناك حواس كثيرة للمس أم حاسة واحدة؟ وأيضًا فما عضو اللمس؟ أهو اللحم؟ وفي الكائنات [التي لا لحم لها] ما يشبه اللحم؟ أم إنه ليس شيئًا من ذلك، وإنما كان اللحم فقط متوسطًا، وكان عضو الحس الأول في الحقيقة عضوًا باطنًا آخر؟

ويظهر مع ذلك أن كل إحساس فهو إحساس بتضادٍّ واحد؛ فللبصر مثلًا هو البياض والسواد، وللسمع الحاد والثقيل، وللذوق المُر والحلو. أما الملموسات فإنها على العكس تشمل متضادات كثيرةً؛ الحار والبارد، واليابس والرطب، والصلب واللين، وما إلى ذلك.»١٥
«ومن جهة أخرى، هل عضو الحس باطن أم لا، وإنما هو اللحم نفسه مباشرةً؟ لا يمكن استخلاص أي دليل واضح على أن الإحساس يحصل مع الملامسة في وقت واحد؛ لأنه إذا مددنا حول اللحم غشاءً فإنه يوصل الإحساس عند الملامسة، ومع ذلك فمن الواضح أن عضو الحس ليس في هذا الغشاء، بل إذا اتَّحد الغشاء مع اللحم اتحادًا طبيعيًّا كان الإحساس أسرع؛ لذلك يظهر أن هذا الجزء من الجسم كأنه هواء محيط بنا إحاطةً طبيعية.»١٦
ويقرِّر أرسطو أخيرًا أن حاسة اللمس شاملة؛ إذ يمكنها تحسُّس الحار والبارد، واليابس والرطب، والأملس والخشن، والصلب واللين؛١٧ لذلك فإن الإحساس اللمسي يُعتبر أحد أنواع الانفعال؛ إذ إن المحسوس، أي الفاعل، يُخرج عضو الحس — وهو الجزء الذي به اللمس — من القوة إلى الفعل.١٨

(٢) جالينوس (القرن ٢م)

اشترط جالينوس وجود اتصال لإدراك كل أنواع الحس، وهو لا يقصد من ذلك الاتصال المباشر إلا للجلد وحسب، وإنما قرَّر أن اللسان يستجيب إلى ملامسة الرطوبة الموجودة عليه، والشم لملامسة مزيج الهواء وطبائع الروائح، والسمع لملامسة حركة الهواء.١٩
كما ميَّز بين بين أنواع مختلفة من اللمس ولم يربطها بأعضاء أو بأعصاب مختلفة؛ لذلك كان جالينوس يقطع الأعضاء كاملةً في تجاربه، ولم يكن له إلى التجربة على أوتار فردية سبيل؛ لذلك نراه لا يميز بين الأعصاب الناقلة لأنواع الحس المختلفة، إلا أنه خص نوعًا من الأعصاب — باستثناء أعصاب الحركة وأعصاب الحس العادية — بنقل الحس من الأحشاء الداخلية.٢٠

المبحث الثاني: العلماء العرب والمسلمين

تناول عدد من العلماء العرب والمسلمين حاسة اللمس منذ القرن ٤ﻫ/١٠م، وقد كانت لهم آراء متعددة؛ فمنهم من وافق اليونانيين الرأي ومنهم من خالفهم.

(١) إخوان الصفا (القرن ٤ﻫ/١٠م)

لقد تأثَّر إخوان الصفا بما طرحه أرسطو وأفلاطون في كتابه «طيماوس» لشرح الكيفيات الملموسة، وذلك في إطار حديثه عن الإحساسات العامة للجسم.٢١ وقد قرَّر إخوان الصفا أن حاسة اللمس تدرك عشرة أنواع: «الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة والخشونة واللين والصلابة والرخاوة والخفة والثقل.»٢٢

إلا أن ما يميز شرح إخوان الصفا هو وصفهم لكيفية إدراك القوة اللامسة للحرارة والبرودة، حيث تنقل الأعصاب الأثر من الجسم إلى مركز الحاسة في الجبهة الأمامية للدماغ للقيام بالتصرف المناسب، وفي حال كانت درجة حرارة الجسم مقبولة فلن تتغير الاستجابة عندها، لكن يستحيل أن يتشابه جسمان في كل الصفات؛ إذ لا بد وأن تختلف بعضها عن بعض.

قال إخوان الصفا: «أولًا هو أن مزاج بدن الحيوان في دائم الأوقات يكون على قدرٍ ما من الحرارات والبرودات؛ فإذا لاقاه جسمٌ آخر فلا يخلو أن يكون ذلك الجسم أشد حرارةً من البدن أو أشد برودةً منه، أو مُساويًا له في ذلك؛ فإن كان أشد حرارةً منه زاد سخونةً ما عند ملاقاته له، وإن كان أبرد منه زاد برودةً ما، فتُحس القوة اللامسة بذلك التغيير والاستحالة، فتؤدي خبرها إلى القوة المتخيلة التي مَسكنها مقدم الدماغ. وإن كان ذلك مُساويًا لمزج البدن في الحرارة والبرودة جميعًا فلا يُغير منه شيئًا ولا يؤثر فيه، ولا تحس القوى بشيء، ولكن لا يخلو ذلك الجسم من أن يكون أخشن من البدن أو ألين منه، فتحس القوة بذلك التغيير والاستحالة. وإن كان مساويًا أيضًا في هاتين الصفتين، فلا يؤثر فيه شيئًا، ولا يقع الحس فيه، ولكن لا يخلو ذلك الجسم من أن يكون أشد صلابةً من البدن أو أشد رخاوةً منه، فيؤثر فيه، فتحس القوة بذلك التغيير. وقلما يوجد جسمان متساويان في هذه الصفات الست من الحرارة والبرودة واللين والخشونة والصلابة والرخاوة.»٢٣
وقد أدرك إخوان الصفا أن حاسة اللمس تكون أكثر حدةً في أيدينا؛ لأن مستقبلات اللمس أو الأعصاب الحسية شديدة التركيز هنا، وخصوصًا في أطراف الأصابع؛ فالإنسان يملك في المتوسط مائةً من أطراف الأعصاب في كل ١سم٢ على كلٍّ من أطراف الأصابع، في المقابل ينتشر خمسة أطراف في كل ١سم٢ في الأجزاء الأقل حساسيةً من جسم الإنسان.٢٤
قال إخوان الصفا: «القوة اللامسة مجراها في عامة سطح بدن الحيوان الرقيق الجلد، ولكنها في الإنسان أظهر وخاصةً في الأنملة.»٢٥ لكن «القوة اللامسة التي باليدين هي المتولية أمر الملموسات بالإدراك والتصرف فيها وتمييز بعضها عن بعض، وبإتيان أخبارها إلى القوة المتخيلة. ونسبتها إلى الشمس كنسبة إحدى أخواتها التي تقدم ذكرها.»٢٦

(٢) مسكويه (القرن ٥ﻫ/١١م)

تناول أبو علي مسكويه (توفي ٤٢١ﻫ/١٠٣٠م) في مقالته عن «النفس والعقل» الأخطاء التي يمكن أن تقع بها حاسة اللمس، وهذا واحد من أقدم النصوص التي تشير إلى عدم أمانة حاسة اللمس في قياسها لحرارة أو برودة الأجسام. قال: «وكذلك الأمر في اللمس لمن يألف الأشياء الخشنة إذا لمس لينًا، وكذلك حال اليد التي تكون حارَّة إذا لمست ما هو دونها في الحرارة وجدته باردًا؛ فأما من تكون يده باردةً فإنه يجد ذلك بعينه حارًّا.»٢٧

(٣) ابن سينا (القرن ٥ﻫ/١١م)

صحَّح ابن سينا بعض آراء أرسطو، فتوصَّل لنتائج أدق من نتائج أرسطو. ولعل مردَّ ذلك إلى أن معرفة ابن سينا وخلفيته العلمية كانت أغزر من معرفة أرسطو؛ فهو طبيب قرأ واستفاد من آراء الكثير من الأطباء والمشرِّحين الذي جاءوا بعد أرسطو أمثال جالينوس.٢٨
تتميز حاسة اللمس عند ابن سينا بأنها «تعين على معرفة أن الهواء المحيط بالبدن مثلًا محرق أو مجمد.»٢٩ ومن الأمور التي تحسها هذه الحاسة «الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة والخشونة والملاسة والثقل والخفة … فالحرارة والبرودة كلٌّ منهما يحس بذاته، لا لما يعرض في الآلة من الانفعال بها.»٣٠

أما عن آلية اللمس فيشرحها لنا ابن سينا بأنها مزيج من العضلات والأعصاب، وليس العضلات لوحدها أو الأعصاب لوحده.

قال ابن سينا: «ومن الخواص التي للمس أن الآلة الطبيعية التي يحس بها وهي لحم عصبي أو لحم وعصب تحس بالمماسَّة، وإن لم يكن بتوسطٍ البتة، فإنه لا محالة يستحيل عن المماسَّات ذوات الكيفيات، وإذا استحال عنها أحس، ولا كذلك حال كل حاسة مع محسوسها. وليس يجب أن يظن أن الحساس هو العصب فقط، فإن العصب بالحقيقة هو مؤدٍّ للحس اللمسي إلى عضو غيره وهو اللحم. ولو كان الحساس نفس العصب فقط لكان الحساس في جلد الإنسان ولحمه شيئًا منتشرًا كالليف، وكان حسه ليس بجميع أجزائه بل بأجزاء ليفية فيه، بل العصب الذي يحس اللمس مؤدٍّ وقابل معًا … فبين إذَن أن من طباع اللحم أن يقبل الحس؛ فإن كان يحتاج أن يقبله من مكان آخر ومن قوة عضو آخر توسَّط بينهما العصب.»٣١

والنص السابق يخالف فيه ابن سينا أرسطو الذي يعتبر فيه عضو اللمس هو القلب، وأن اللحم وسط للمس مثل الهواء بالنسبة للإبصار.

«ومن خواص اللمس أن جميع الجلد الذي يطيف بالبدن حساس باللمس ولم يفرد له جزءًا منه؛ وذلك لأن هذا الحس لما كان طليعةً تُراعي الواردات على البدن التي تعظم مفسدتها إن تمكنت من أي عضو وردت عليه، وجب أن يجعل جميع البدن حساسًا باللمس. ولأن الحواس الأخرى قد تتأدى إليها الأشياء من غير مماسة ومن بعيد، فيكفي أن تكون آلتها عضوًا واحدًا إذا ورد عليه المحسوس الذي يتصل به ضرر عرفت النفس ذلك فاتَّقته وتنحَّت بالبدن عن جهته؛ فلو كانت اللامسة بعض الأعضاء لما شعرت النفس إلا بما يماسها وحدها من المفسدات.»٣٢

(٤) ابن ماسويه (القرن ٥ﻫ/١١م)

يقرر ابن ماسويه (توفي ٤٦٩ﻫ/١٠٧٦م) أن طريقة إدراك الحرارة والبرودة يكون عن طريق اللمس الموضعي، والدليل على ذلك أننا قد نلمس أجسامنا.

قال ابن ماسويه: «ومتى قيل إنهما مدركان لمسًا فالمراد به ملامسة المحل؛ لأن اللمس لا يقع إلا بين الجسمَين، ويكفي في إدراكهما كل محل فيه حياة من دون الحاجة إلى حاسة مخصوصة. وإذا أدركناهما بمحل الحياة فإنما ندركهما في غيره فيفارق الألم الذي يدرك بالحياة في محلها. يبين ذلك أن أحدنا لا يتبين حرارة بعض بدنه إلا بأن يلمسه ببعض آخر. والمحموم إنما يدرك بالحياة حرارته؛ لأنه تجاوره أجزاء فيها نارية فيدرك حرارتها. وقد يجوز أن يقال إنها توجب التفريق فيجد ألمًا؛ فلهذا يقع له إدراك ذلك.»٣٣

(٥) ابن باجة (القرن ٦ﻫ/١٢م)

يعرِّف ابن باجة حاسة اللمس بأنها القدرة على معرفة الملموس، ومهما تعدَّدت أشكال الجسم الملموس (حار، بارد، خشن، ناعم …) فإن وظيفة هذه الحاسة تبقى واحدةً بالتعرف إليها. هذه الحاسة تعمُّ كل أنحاء الجسم، وهي موجودة في كل حيوان حي.

قال ابن باجة: «اللمس هو القوة على إدراك الملموس. والملموس قد يُظَن به أنه أصناف كثيرة، فتكون قوة اللمس أصنافًا كثيرةً، إلا أنها في موضوع واحد. وهذه الحاسة شائعة في بدن الإنسان، وليس لها عضو مخصوص كما لسائر الحواس، بل لها قابلٌ محدود النوع في كل حيوان، وهو اللحم أو ما يقوم مقامه فيما لا لحم له؛ فإن الجلد ليس فيه الحاس الأول؛ لأنه إذا كُشط أحسَّ اللحم ليس بأنقص من إحساس الجلد، بل هو أحرى أن يظن به أنه أشد لمسًا. وهذه الحاسة، على ما تقدم، هي التي لا يخلو منها حيوان، وبها يكون الحيوان حيوانًا؛ ولذلك متى فُقدت هذه الحاسة ارتفع معنى الحيوان عن ذلك الشخص. ولا تخلو [من] أن يكون لها لمس. ولما كانت الملموسات، على ما تبيَّن في الثانية من الكون والفساد، يرجع كلها إلى الحار والبارد والرطب واليابس، وكان هذان التضادان ليس يرجع أحدهما إلى الآخر، فإن كل حس فإنه لمتضادَّين.»٣٤

ولتفسير آلية الإحساس باللمس يعتبر ابن باجة أن هذه الحاسة تتصف بالاعتدال، وهي صفة تخصُّ الجلد وحده، وعندما قال جالينوس وغيره إن آلة حاسة اللمس هي اليد فقد كان يقصد جلد اليد الذي يتصل بالأعصاب مع الدماغ.

قال ابن باجة: إن «المعتدل هو بوجهٍ ما ولا واحد من الطرفين بالقوة؛ فلذلك كانت آلة اللمس معتلة من الحار والبارد والرطب واليابس؛ ولذلك لما ظن جالينوس أن اليد هي آلة اللمس حكم بأن جلدة اليد هي المعتدلة بين الأطراف. فنقل ما للجسم الذي فيه القوة اللامسة إلى بعض آلات اللمس، وهذا الجسم الحار الغريزي. ولما لم يكن فيه الاعتدال لذلك وصلته الأجسام التي يُسميها جالينوس عصبًا؛ لأنها تأتي بالبرودة النفسانية من الدماغ؛ ولذلك فأي عضو لم يتصل به سيل من الدماغ لم يكن فيه لمس؛ ولذلك لا يلمس الكبد ولا الكلى ولا العروق الضوارب وهي مملوءة من الروح الغريزي.»٣٥

(٦) ابن ملكا البغدادي (القرن ٦ﻫ/١٢م)

قدَّم ابن ملكا رأيًا مخالفًا لمن سبقه بأن حاسة اللمس تعمُّ جميع أنحاء الجسم، لكن عملية إدراك الملموسات تتم في النفس وليس في الدماغ كما قال معظم الدارسين لها.

قال ابن ملكا: «فأما حس اللمس فإنا نراه يكون بجميع سطح البدن وأكثر أجزائه الباطنة والظاهرة، ونشعر منه بمثل ما شعرنا به من الإبصار والسمع من أن المدرك له هي النفس التي ذات الواحد منا، وإنها تدرك الملموس حيث يلاقيه العضو اللامس لا محالة.»٣٦

(٧) ابن رشد (القرن ٦ﻫ/١٢م)

يصرح ابن رشد ويميز قطعيًّا أن اللمس والذوق أساسيان لوجود الحيوان، في حين أن بقية الحواس ليست بأهميتهما؛ كونها لا تؤثر على حياته بشكل كبير.٣٧ ويعتبر ابن رشد أن حاسة اللمس هي أقدم الحواس، وقد تنفرد بها بعض الكائنات دون الحواس الأخرى كما هو الحال في حيوان الإسفنج البحري، والكائنات المتوسطة الوجود بين النبات والحيوان حيث يشترك معها بعض الحواس. واللمس حاسة ضرورية لوجود الحيوان؛ إذ لولاها لأفسدته الأشياء التي من خارج وخصوصًا عند حركته.٣٨ حاسة اللمس ندرك من خلالها الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة، وما يتولد عنها من الصلابة واللين، وهذا يعني أنها تدرك المتضادات من المحسوسات بخلاف ما عليه الحال في حاستَي السمع والبصر. وآلة حاسة اللمس هي اللحم كما تبيَّن له بالتشريح؛ وبذلك يردُّ ابن رشد على ثاميسطيوس Themistius (توفي ٣٩٠م) وأرسطو في كتاب «النفس» من أنه لا يُحَس بالأشياء بوساطة اللحم.٣٩
قال ابن رشد: «وهذه القوة هي القوة التي من شأنها أن تستكمل بمعاني الأمور الملموسة، والملموسات كما قيل في كتاب «الكون والفساد» إما أول، وهي الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة؛ وإما ثوانٍ، وهي المتولدة عن هذه كالصلابة واللين، وهذه القوة لما كانت إنما تدرك هذه الملموسات على نحو ترتيبها في وجودها فهي تدرك الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة أولًا وبالذات، وتدرك الكيفيات الأخرى المتولدة عن هذه بتوسط هذه؛ ولهذه العلة بعينها لزم أن تكون هذه القوة تدرك أكثر من تضادٍّ واحد بخلاف ما عليه الأمر في البصر والسمع؛ وذلك أنه لما كانت إنما تدرك هذه الملموسة على نحو كُنهها في وجودها، وكانت كل واحدة من هذه الكيفيات تقترن به كيفية أخرى كالحرارة التي تقترن بها اليبوسة والرطوبة، كان إدراكها لهذه القوى معًا.»٤٠

(٨) فخر الدين الرازي (القرن ٧ﻫ/١٣م)

لم يُضِف الإمام فخر الدين (توفي ٦٠٦ﻫ/١٢١٠م) على ما سبق وذكره السابقون فيما يتعلق بحاسة اللمس.

قال الإمام: «ذكروا أن قوى اللمس أربع: الحاكمة بين الحار والبارد، والحاكمة بين الرطب واليابس، والحاكمة بين الصلب واللين، والحاكمة بين الأملس والخشن. وزاد بعضهم الحاكمة بين الثقيل والخفيف، وذلك بناءً على أن القوة الواحدة لا تصدر عنها أفعال مختلفة. [قالوا] لكن هذه القوى لانتشارها في البدن ظلت قوةً واحدة، ولا استحالة في أن تكون الآلة الواحدة آلةً للقوتين، كما أن الرطوبة الجليدية فيها قوة باصرة وقوة لامسة. [و]قالوا من خواص قوة اللمس أن حاملها هو الواسطة، ومن شروط الواسطة خلوُّها عن الكيفية التي تؤديها حتى تنفعل عنها انفعالًا جديدًا فيقع الإحساس به المدرك للحرارة والبرودة، مثلًا يجب ألا يكون موصوفًا بهما، وليس ذلك لأجل أنه لا حظ له منهما؛ لأنه مركب من العناصر الأربعة، فهو إذَن لأجل أن تكون الكيفيات فيه إلى الاعتدال حتى يحس بالخارج عنه؛ فالأقرب إلى الاعتدال أشد إحساسًا، ولم تكن العناصر الأربعة البسيطة معتدلة الكيفيات، لم تكن لها قوة اللمس؛ فليس لها حياة أصلًا.»٤١

(٩) عبد اللطيف البغدادي (القرن ٧ﻫ/١٣م)

وجد عبد اللطيف البغدادي (توفي ٦٢٨ﻫ/١٢٣١م) أن حاسة اللمس أقوى حاسة في عملية الإدراك، وأصدق ما يمكن الاعتماد عليه بين الحواس، لكننا سبق ووجدنا كيف أن مسكويه أشار إلى عدم أمانة وصدق هذه الحاسة؛ نظرًا لاختلاف الإحساس الذي تُعطيه لدى لمس الماء الحار ثم الماء البارد.

قال عبد اللطيف البغدادي: «وكل واحد من الحواس له عضو خاص به هو آلة له ما خلا حاسة اللمس؛ فإنها سارية في الجلد بأَسره، وفي كثير من اللحم الكائن تحته، وبالجملة في كل ما أنبت فيه عصب الحس. وهذه الحواس على طبقات؛ فأولها ما يدرك من محسوسه أعراضه القارَّة فيه والمتصلة به، وذلك عند مباشرته له كحاسة اللمس في إدراك الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة والخفة والثقل واللين والصلابة والملامسة والخشونة ونحو ذلك، وهذه الحاسة عامة للحيوان ومقدَّمة على سائر الحواس، وهي أثبت معرفة وأقوى إدراكًا وأصدق حكمًا.»٤٢
كما يؤخذ على البغدادي أنه صنَّف كل ما يحس باللمس تحت باب واحد، أما جالينوس فيبدو أقرب إلى الحقيقة العلمية التي نعرفها نحن اليوم؛ فقد قرَّر جالينوس أن اللمس والحرارة والبرودة تُدرَك بشكل مباشر، إلا أن الصفات الأخرى كالليونة واليبوسة والصلابة والرطوبة تحتاج إلى وظيفة أعلى من التنبيه المباشر للعصب؛ فهي أحد أعمال الذهن الذي يصدر حكمه بناءً على الخبرة. وقد بيَّن العلم المعاصر أنه توجد ثلاث صفات أساسية للمس هي الحرارة والبرودة والألم، ولكل واحدة منها أعضاؤه وأعصابه الخاصة، أما بقية الحواس فإنها ترتكز على عملية نفسية معقَّدة تتناول الأحاسيس الأولية بالتحليل والتركيب.٤٣

(١٠) سيف الدين الآمدي (القرن ٧ﻫ/١٣م)

كرَّر سيف الدين علي بن محمد الآمدي (توفي ٦٣١ﻫ/١٢٣٣م) ما قاله السابقون في تعريف الحرارة دون أية إضافة؛ إذ قال: «وأما قوة اللمس فعبارة عن قوة منبثَّة في كل البدن، من شأنها إدراك ما ينفعل عنه البدن من الكيفيات الملموسة، وهي الحرارة والبرودة واليبوسة.»٤٤

(١١) الأبهري (القرن ٧ﻫ/١٣م)

كذلك فقد كرَّر حسين بن معين الدين الميبدي (٨٩٠ﻫ/١٤٨٥م) في شرحه لكتاب «هداية الحكمة» لأثير الدين مفضل بن عمر الأبهري (توفي ٦٦٣ﻫ/١٢٦٤م): «واللمس هو قوة في العصب المخالط لأكثر البدن. وذهب الجمهور إلى أنها قوة واحدة، وقال كثير من المحققين، ومنهم الشيخ، إنها الأربعة الحاكمة بين الحرارة والبرودة، وبين الرطوبة واليبوسة، وبين الخشونة والملاسة، وبين اللين والصلابة، ومنهم من زاد الحاكمة بين الثقل والخفة.»٤٥

(١٢) نصير الدين الطوسي (القرن ٧ﻫ/١٣م)

كرَّر نصير الدين الطوسي (توفي ٦٧٢ﻫ/١٢٧٤م) في المسألة الخامسة من بحثه عن الملموسات ما قاله السابقون عن العلاقة بين الحرارة والبرودة واللمس معتبرًا أنها أساسية، في حين أن بقية الملموسات من خشونة ونعومة وغير ذلك فهي ثانوية؛ فقال: «فمنها أوائل الملموسات وهي الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة، والبواقي مُنتسِبة إليها.» وقد علَّق جمال الدين الحلي (توفي ٧٢٦ﻫ/١٣٢٥م) على ذلك بقوله: «لما كانت الكيفيات الملموسة أظهر عند الطبيعة لعمومها بالنسبة إلى كل حيوان قُدِّم البحث عنها. واعلم أن الكيفيات الملموسة إما فعلية أو انفعالية أو ما يُنسَب إليهما؛ فالفعلية كيفيتان هما الحرارة والبرودة، والمنفعلة اثنتان هما الرطوبة واليبوسة، ونعني بالفعلية ما تفعل الصورة بواسطتها في المادة، وبالمنفعلة ما تنفعل المادة باعتبارها. وإنما كانت الأُوليان فعليتَين والأُخريان منفعلتَين وإن كانت المادة تنفعل باعتبارهما؛ لأن الأُوليَين تفعلان في الأُخريَين دون العكس، وأما باقي الكيفيات الملموسة كاللطافة والكثافة واللزوجة والهشاشة والجفاف والبلة والثقل والخفة، فإنها تابعة لهذه الأربعة.»٤٦

(١٣) التفتازاني (القرن ٨ﻫ/١٤م)

إضافةً لما سبق وذكره الآخرون طرح سعد الدين التفتازاني (توفي ٧٩٣ﻫ/١٣٩٠م) أن حاسة اللمس تستوجب التماس بين الجلد والشيء الملموس، فالشيء البعيد عن التماس مع الجلد لا يمكن للحاسة إدراك هل هو نافع أم ضار.

قال التفتازاني: «أما الحواس الظاهرة فمنها اللمس، وهي قوة تأتي في الأعصاب إلى جميع الجلد وأكثر اللحم والغشاء، ومن شأنها إدراك الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة والخشونة والملاسة ونحو ذلك، بأن ينفعل عنها العضو اللامس عند المماسَّة بحكم الاستقراء، ولأنها لو أدركت البعيد أيضًا لم يحصل التمييز بين ما يجب دفعه وما لا يجب فيَفوت الغرض من خلق اللامسة؛ أعني دفع الضارب وجلب النافع، واللامسة للحيوان في محل الضرورة كالغاذية للنبات.»٤٧

(١٤) الأحمد نكري (القرن ١٢ﻫ/١٨م)

آخر من تناول الحديث عن حاسة اللمس هو الأحمد نكري في معجمه «دستور العلماء»، فقد جمع كل الأقوال بدءًا بابن سينا والطوسي وغيرهم ممن لم يذكرهم، لكن ما أضافه هو أن هذه الحاسة مركبة من العناصر الأربعة (الماء والهواء والتراب والنار)، لكن طبعًا دون أن يحدد نسبها؛ وهذا يعني أن لها أربع كيفيات (حرارة وبرودة ويبوسة ورطوبة). ويعود ويؤكد على فكرة أن حساسية هذه الحاسة تبلغ ذروتها في نهايات الأصابع، وهو ما أثبته العلم الحديث.

قال الأحمد نكري: «واعلم أن اللمس لما كانت ذات كيفيات لكونها مركبةً من العناصر الأربع فبقدر ما يقرب من التوسط الاعتدالي يكون إدراكه؛ فكلما كان أقرب كان إدراكه أكثر لكون تأثره من الكيفيات أكثر. ولما كان قوة اللمس في الجلد من بين الأعضاء أكثر، ثم في جلد البدن من سائر الجلود، ثم في جلد الكف، ثم في جلد الراحة، ثم في جلد الأصابع، ثم في جلد أنملتها، كان كلٌّ من تلك الأعضاء أعدل مما دونها على الترتيب.»٤٨
١  دبس، محمد، معجم أكاديميا للمصطلحات العلمية، ص٥٦٢.
٢  الموسوعة العربية العالمية، مدخل «الأذن».
٣  عن موقع: http://www.syr-res.com.
٤  الموسوعة العربية العالمية، مدخل «حاسة اللمس».
٥  هاينز، مايكل، القوى العقلية الحواس الخمس، ترجمة عبد الرحمن الطيب، ط١، دار الأهلية، عمان، ٢٠٠٩، ص٢٨٣.
٦  أينشتاين، ألبرت؛ وأنفيلد، ليوبولد، تطور الفيزياء، ط١، ترجمة علي المنذر، أكاديميا، بيروت، ١٩٩٣م، ص٣٤.
٧  Rui Li, Robert Platt Jr., Wenzhen Yuan, Andreas ten Pas, Nathan Roscup, Mandayam A. Srinivasan, Edward Adelson. Localization and Manipulation of Small Parts Using GelSight Tactile Sensing, Northeastern, 2014.
٨  هذا المصطلح العلمي الأجنبي من وضعِنا.
٩  جاليليو جاليلي، اكتشافات وآراء جاليليو، ترجمة كمال محمد سيد وفتح الله الشيخ، ط١، دار كلمة، أبو ظبي، ٢٠١٠م، ص٣٠٤.
١٠  النشار، مصطفى، نظرية المعرفة عند أرسطو، ط٣، دار المعارف، القاهرة، ١٩٩٥م، ص٤٨.
١١  نجاتي، محمد عثمان، الإدراك الحسي عند ابن سينا: بحث في علم النفس عند العرب، ط٣، دار الشروق، القاهرة، ١٩٨٠م، ص٨٤.
١٢  بدوي، عبد الرحمن، أرسطو، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، ١٩٤٣م، ص٢٢٥.
١٣  البغدادي، عبد اللطيف، مقالتان في الحواس ومسائل طبيعية، هامش ص٧٧.
١٤  ابن رشد، أبو الوليد، تلخيص كتاب الحس والمحسوس، حرَّره وعلَّق عليه صبي بلومبرج، الأكاديمية الأمريكية للقرون الوسطى، ماساشوسيتس، ١٩٧٢، ص١٠.
١٥  أرسطو، كتاب النفس، ترجمة أحمد فؤاد الأهواني، ط١، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، ١٩٤٩، ص٨١.
١٦  المرجع السابق نفسه، ص٨٢.
١٧  كرم، يوسف، تاريخ الفلسفة اليونانية، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، ١٩٣٦م، ص٥٠.
١٨  أبو ريان، محمد علي، تاريخ الفكر الفلسفي، ج٢، ط٣، دار المعرفة الجامعية، ١٩٧٢م، ص١٤٦.
١٩  البغدادي، عبد اللطيف، مقالتان في الحواس ومسائل طبيعية، هامش ص٧٧.
٢٠  المرجع السابق نفسه، هامش ص٧٧.
٢١  نجاتي، محمد عثمان، الإدراك الحسي عند ابن سينا: بحث في علم النفس عند العرب، ص٩١.
٢٢  إخوان الصفا، رسائل إخوان الصفا، ج٢، ص٤٠٢.
٢٣  إخوان الصفا، رسائل إخوان الصفا، ج٢، ص٤٠٣.
٢٤  قراءة الكف، مكتبة لبنان ناشرون، ط١، بيروت، ٢٠٠٤م، ص٢٠.
٢٥  إخوان الصفا، رسائل إخوان الصفا، ج٢، ص٣٣٩.
٢٦  المرجع السابق نفسه، ص٤٧٠.
٢٧  مسكويه، رسالة في النفس والعقل، دراسات ونصوص في الفلسفة والعلوم عند العرب، عبد الرحمن بدوي، ط١، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ١٩٨١م، ص٦٣.
٢٨  نجاتي، محمد عثمان، الإدراك الحسي عند ابن سينا: بحث في علم النفس عند العرب، ص٨٤.
٢٩  ابن سينا، الشفاء، الطبيعيات، تحقيق جورج قنواتي وسعيد زايد، ج١، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، ١٩٧٥م، ص٥٨.
٣٠  المرجع السابق نفسه، ص٥٩.
٣١  المرجع السابق نفسه، ص٦١.
٣٢  المرجع السابق نفسه، ص٦٢.
٣٣  ابن ماسويه، الحسن، التذكرة في أحكام الجواهر والأعراض، تحقيق سامر نصر لطف، فيصل بدير عون، دار الثقافة، القاهرة، ١٩٧٥م، ص٣٠١–٣٠٢.
٣٤  ابن باجة، كتاب النفس، ص١٢٢–١٢٣.
٣٥  ابن باجة، كتاب النفس، ص١٢٥.
٣٦  ابن ملكا البغدادي، كتاب المعتبر، ج٢، ص٣٣٧.
٣٧  ابن رشد، أبو الوليد، تلخيص كتاب الحس والمحسوس، حرَّره وعلَّق عليه صبي بلومبرج، الأكاديمية الأمريكية للقرون الوسطى، ماساشوسيتس، ١٩٧٢، ص١٠.
٣٨  عفيفي، زينب، العالم في فلسفة ابن رشد الطبيعية، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، ١٩٩٣م، ص١٦٢.
٣٩  المرجع السابق نفسه، ص١٦٢–١٦٣.
٤٠  ابن رشد، رسالة في النفس، ص١٢.
٤١  الرازي، فخر الدين، المباحث المشرقية في علم الإلهيات والطبيعيات، ج٢، ص٢٧٩–٢٨٠.
٤٢  البغدادي، عبد اللطيف، مقالتان في الحواس ومسائل طبيعية، ص٧٧–٧٩.
٤٣  البغدادي، عبد اللطيف، مقالتان في الحواس ومسائل طبيعية، ص٧٩.
٤٤  الآمدي، سيف الدين، المبين في شرح ألفاظ الحكماء والمتكلمين، تحقيق حسن محمود الشافعي، ط٣، مكتبة وهبة، القاهرة، ١٩٩٣م، ص١٠٣.
٤٥  الميبدي، حسين بن معين الدين، قاضي مير على الهداية، مطبعة الحاج حسين أفندي، إسطنبول، ١٣١٣ﻫ، ص٧٦.
٤٦  الطوسي، نصير الدين، كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد، شرح جمال الدين الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر المشتهر بالعلامة الحلي، تحقيق آية الله حسن زاده الآملي، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، ١٩٩٦م، ص٣١١.
٤٧  التفتازاني، سعد الدين، شرح المقاصد في علم الكلام، ج٢، تحقيق: عبد الرحمن عميرة، عالم الكتب، ط٢، بيروت، ١٩٩٨م، ص٢٣٠.
٤٨  الأحمد نكري، عبد النبي بن عبد الرسول، ج٣، ص١٢٦–١٢٧.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤