الْأَرْنَبُ بيتر يَسْمَعُ الْأَخْبَارَ

جَاءَ الْخُلْدُ جوني رَاكِضًا إِلَى حَافَةِ مَجْمُوعَةِ شُجَيْرَاتِ الْوَرْدِ الْبَرِّيِّ الْعَجُوزِ وَأَنْفَاسُهُ مُتَقَطِّعَةٌ؛ فَكَمَا تَرَى، إِنَّهُ سَمِينٌ وَجَسَدُهُ مُمْتَلِئٌ بِالدُّهُونِ فَيَجْعَلُهُ الرَّكْضُ يَلْهَثُ. كَانَتْ عَيْنَا جوني تَرْقُصُ مِنَ الْإِثَارَةِ وَهُوَ يَنْظُرُ دَاخِلَ مَجْمُوعَةِ شُجَيْرَاتِ الْوَرْدِ الْبَرِّيِّ فِي مُحَاوَلَةٍ لِرُؤْيَةِ الْأَرْنَبِ بيتر.

نَادَاهُ قَائِلًا: «يَا بيتر، أَيُّهَا الْأَرْنَبُ بيتر، يَا بيتر!» وَلَكِنْ لَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ. كَانَتْ تَبْدُو عَلَى الْخُلْدِ جوني خَيْبَةُ الْأَمَلِ. كَانَ النَّهَارُ فِي مُنْتَصَفِهِ، وَكَانَ يَظُنُّ أَنَّ الْأَرْنَبَ بيتر سَيَكُونُ فِي الْمَنْزِلِ بِالتَّأْكِيدِ. حَاوَلَ مَرَّةً أُخْرَى.

وَصَاحَ بِصَوْتٍ عَالٍ وَكَأَنَّهُ يَصْرُخُ: «أَيُّهَا الْأَرْنَبُ بيتر!»

سَأَلَهُ صَوْتٌ نَاعِسٌ مِنْ مُنْتَصَفِ مَجْمُوعَةِ الْوَرْدِ الْبَرِّيِّ: «مَاذَا تُرِيدُ؟!»

صَاحَ جوني وَقَدْ أَضَاءَ وَجْهُهُ: «اخْرُجْ إِلَى هُنَا يَا بيتر، اخْرُجْ حَيْثُ أَرَاكَ.»

قَالَ الْأَرْنَبُ بيتر: «اذْهَبْ بَعِيدًا يَا جوني! أَنَا نَائِمٌ.» وَكَانَ يَبْدُو عَلَى صَوْتِهِ الِانْزِعَاجُ؛ فَقَدْ كَانَ بيتر فِي الْخَارِجِ طَوَالَ اللَّيْلِ كَعَادَتِهِ.

نَادَى جوني فِي حَمَاسٍ: «لَدَيَّ بَعْضُ الْأَخْبَارِ الَّتِي تُهِمُّكَ يَا بيتر.»

سَأَلَ بيتر: «وَكَيْفَ تَعْلَمُ أَنَّهَا أَخْبَارٌ تُهِمُّنِي؟!» وَلَاحَظَ جوني أَنَّ صَوْتَهُ لَمْ يَكُنْ مُسْتَاءً جِدًّا.

أَجَابَهُ جوني: «أَنَا مُتَأَكِّدٌ مِنْ ذَلِكَ؛ فَقَدْ سَمِعْتُهَا بِنَفْسِي وَجِئْتُ بِسُرْعَةٍ إِلَى هُنَا لِأُخْبِرَكَ؛ لِأَنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ تُرِيدُ سَمَاعَهَا.»

قَالَ بيتر مُسْتَنْكِرًا: «إِنَّهَا عَلَى الْأَرْجَحِ أَخْبَارٌ قَدِيمَةٌ مِثْلُ تِلْكَ التِّلَالِ بِالنِّسْبَةِ لِي؛ فَأَنْتُمْ، مَعْشَرَ الْكَائِنَاتِ الَّتِي تَخْرُجُ أَثْنَاءَ النَّهَارِ فَقَطْ، لَا تَسْمَعُونَ الْأَخْبَارَ إِلَّا وَهِيَ قَدِيمَةٌ. مَاذَا حَدَثَ؟!»

بَدَأَ جوني فِي الْكَلَامِ: «إِنَّهَا عَنِ الثَّعْلَبِ ريدي.» وَلَكِنَّ الْأَرْنَبَ بيتر قَاطَعَهُ.

ثُمَّ قَالَ مُسْتَهْجِنًا: «كَمْ أَنْتَ بَطِيءٌ أَيُّهَا الْخُلْدُ جوني! خَبَرُ إِطْلَاقِ ابْنِ الْمُزَارِعِ براون النَّارَ عَلَى الثَّعْلَبِ ريدي مُنْتَشِرٌ فِي أَرْجَاءِ الْمُرُوجِ الْخَضْرَاءِ مُنْذُ اللَّيْلَةِ الْمَاضِيَةِ! هَذِهِ لَيْسَتْ أَخْبَارًا، وَقَدْ أَيْقَظْتَنِي لِتُخْبِرَنِي بِشَيْءٍ أَعْرِفُهُ قَبْلَ خُلُودِكَ إِلَى النَّوْمِ اللَّيْلَةَ الْمَاضِيَةَ! إِنَّ الثَّعْلَبَ ريدي يَسْتَحِقُّ ذَلِكَ. أَتَمَنَّى أَنْ يَسِيرَ بِعَرَجٍ لِمُدَّةِ أُسْبُوعٍ.»

صَاحَ الْخُلْدُ جوني فِي نَشْوَةِ الِانْتِصَارِ: «إِنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ الْمَشْيَ عَلَى الْإِطْلَاقِ!» فَقَدْ كَانَ مُتَأَكِّدًا الْآنَ أَنَّ الْأَرْنَبَ بيتر لَمْ يَسْمَعْ بِتِلْكَ الْأَخْبَارِ.

سَأَلَ بيتر: «مَاذَا؟!» وَكَانَ يُمْكِنُ لِلْخُلْدِ جوني سَمَاعُهُ يَقْفِزُ قَادِمًا عَلَى إِحْدَى طُرُقِهِ الَّتِي صَنَعَهَا دَاخِلَ قَلْبِ مَجْمُوعَةِ الْوَرْدِ الْبَرِّيِّ. كَانَ يَعْلَمُ الْآنَ أَنَّهُ أَثَارَ فُضُولَ الْأَرْنَبِ بيتر، وَابْتَسَمَ لِنَفْسِهِ.

بَعْدَ بِضْعِ دَقَائِقَ، ظَهَرَ وَجْهُ بيتر النَّائِمُ مِنْ دَاخِلِ مَجْمُوعَةِ الزُّهُورِ الْبَرِّيَّةِ وَهُوَ يَضْحَكُ بِخَجَلٍ. سَأَلَ مُجَدَّدًا: «مَا هَذَا الَّذِي كُنْتَ تَقُولُهُ عَنِ الثَّعْلَبِ ريدي؟!»

هَتَفَ الْخُلْدُ جوني: «لَدَيَّ سَبَبٌ وَجِيهٌ أَلَّا أُخْبِرَكَ، يَا سَيِّدُ «أَعْرِفُ كُلَّ شَيْءٍ».»

تَوَسَّلَ الْأَرْنَبُ بيتر: «أَرْجُوكَ، أَرْجُوكَ أَيُّهَا الْخُلْدُ جوني.»

اسْتَسْلَمَ الْخُلْدُ جوني أَخِيرًا، وَقَالَ: «قُلْتُ إِنَّ الثَّعْلَبَ ريدي لَا يَسْتَطِيعُ الْمَشْيَ، أَلَسْتَ مَسْرُورًا يَا بيتر؟!»

سَأَلَ بيتر: «كَيْفَ عَرَفْتَ ذَلِكَ؟!» فَقَدْ كَانَ بيتر مُتَوَجِّسًا مِنَ الثَّعْلَبِ ريدي، وَكَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَحْتَرِسَ مِنْ خُدَعِهِ طَوَالَ الْوَقْتِ.

«أَخْبَرَنِي الظَّرِبَانُ جيمي؛ فَقَدْ كَانَ عِنْدَ مَنْزِلِ الثَّعْلَبِ ريدي فِي الصَّبَاحِ الْبَاكِرِ وَشَاهَدَ ريدي وَهُوَ يُحَاوِلُ الْمَشْيَ. لَقَدْ حَاوَلَ مِرَارًا وَلَمْ يَسْتَطِعْ. لَنْ يَكُونَ عَلَيْكَ الِاحْتِرَاسُ مِنَ الثَّعْلَبِ ريدي لِفَتْرَةٍ مِنَ الْوَقْتِ يَا بيتر. إِنَّهُ يَسْتَحِقُّ ذَلِكَ! أَلَيْسَ كَذَلِكَ؟!»

قَالَ بيتر فَجْأَةً: «لِنَذْهَبْ وَنَرَ إِذَا كَانَ الْأَمْرُ حَقِيقَةً!»

قَالَ الْخُلْدُ جوني: «حَسَنًا!» وَانْطَلَقَا مَعًا.