رواية «دولة الحظ»

بقلم: أمين صدقي
العرض الأول بتاريخ ٨ / ١٢ / ١٩٢٤١

(لحن الافتتاح):

الجميع :
خدوا بالكم يا جماعة، لحسن سمعنا اشاعة
إن أميرنا باباظ الأول، ألف اسم الله عليه
نزل من قصره متخفي، ولا حدش عارف ليه
وبيتحرش باللي فايتين، اللي رايحين واللي جايين
محدش عارف غرضه إيه، وبيتجنش علينا عليه
باباظ :
أنا الأمير باباظ الأول، داير متخفي أتجول
محدش عارف إيه غايتي، في كل رعايا مملكتي
آه ناس أهم أما أسألهم، هو أنت اسمع يأخينا
خد دول وتعا اقعد بينا
أحدهم :
لازم نحاذر منه
باباظ :
إيه رأيك كده بحرية، في أميركم ورئيسكم باباظ
أحدهم :
يحيا باباظ
الجميع :
يحيا باباظ
باباظ :
ياما أنا متغاظ، برضك نشايهم بالألفاظ
هو أنت اسمع يأخينا، خد آدي سجارة
بدي آخد رأيك في عبارة، لازم نحاذر منه
إيه رأيك أنت واخوانك، لا حكومتكو ديهي الباباظية
يحيا باباظ يحيا، أميرنا باباظ
يا سلام أما أنا متغاظ، وآدي ملعوبي أهه باظ
يحيا أميرنا يحيا، ملكنا يحيا كل رجال حكومتنا
اللي بهرهم كلنا فقنا من نومتنا، أسعدها أمير في الدنيا دي
مهما تكون أرواحنا في ايديه، يستحيل تتم سعادته
إلا برضا شعبه عليه

الفصل الأول

الأمير (بعد اللحن) : أخ يا ناري! بقى أنا الأمير باباظ الأول بجلالة قدري مانيش قادر أعتر في كل رعيتي دي، على واحد يذم في شخصي أو في حكومتي، أما أنا حاتجنن يا هو، معلوم؛ لأن النهاردة بعد تلات أربع ساعات، حايحتفل الشعب بتاعي هنا بعيد ميلادي والعادة بتاعتي في كل سنة إني أسلي شعبي المحبوب، وأشبرق أنظاره بإعدام واحد من المجرمين بآلة الخازوق ولكن السنة دي، مافيش في كل مملكتي جنس واحد مجرم؛ علشان كده تلاقوني داير من الصبح متخفي بالشكل ده، وبأتحرش بكل أفراد الشعب، يمكن ألاقي واحد يغلط في حقي؛ علشان أجد مبرر لإعدامه، لكن لا موش ممكن أبدًا، لازم النهاردة قبل الاحتفال بعيد ميلادي أكون عترت على الشخص اللي حايكون من نصيبه الخازوق (يهم بالخروج) آه، مرزا خان شور.
مرزا : مين مولاي الأمير؟
الأمير : أيوة، انزل حالًا.
مرزا : حاضر يا مولاي.
الأمير : دا أكبر عالم فلكي في كل مملكتي، ولازم آخد رأيه زي عادتي؛ لأن مرزاخان شور الدولة ده، دراعي اليمين في وقت المعضلات.
مرزا (يدخل) : ألف بردون يا أمير أمراء أفغانستان وكروستان ومرستان.
الأمير : اسمع هنا يا مرزاخان شور.
مرزا : مولاي.
الأمير : خلاص شوفت الطالع بتاعي النهاردة؟
مرزا : لا لسه فاضل شوية يا مولاي، حاكم اللي أخرني النهاردة أنه كان عندي طلبات كتير من الأهالي؛ علشان أشوف لهم طوالعهم.
الأمير : إزاي؟ أنت بتشوف طوالع الأهالي كمان؟
مرزا : لا موش كل الأهالي يا مولاي، العظماء منهم بس، وحتى جلالتك٢ اللي صرحت لي بكده ديك النهار.
الأمير : آه، أيوة صحيح، ودا علشان إن ماهيتك قليلة.
مرزا : قليلة قوي، يا أمير أمراء أفغانستان وكروستان ومرستان.
الأمير : أنت بتاخد ماهية كام دلوقت؟
مرزا : تلاتين جنيه في الشهر بس.
الأمير : أوه صحيح، قليلة قوي.
مرزا : إش لازم حايزودني.
الأمير : يعني موش ممكن أنتظر منك إخلاص كبير، في مقابل الماهية دي البسيطة موش تمام؟
مرزا : تمام قوي؛ لأن الإخلاص أبو تلاتين جنيه طبعًا يبقى إخلاص أورديناري يا مولاي.
الأمير : ولذلك أنا فكرت في طريقة كويسة علشان أضمن بها إخلاصك لي.
مرزا : طريقة إيه يا مولاي؟
الأمير : دخلتك في الوصية بتاعتي بعد موتي الملوكاني.
مرزا : بالذمة صحيح؟
الأمير : تحب أقول لك على البند اللي يختص بك في وصيتي؟
مرزا : دا يبقى تعطف من جلالتكم.٣
الأمير : البند فيه كده بالحرف الواحد، أنا الأمير باباظ الأول، إلى آخره.
مرزا : كويس.
الأمير : أريد أن المدعو مرزاخان شور أكبر عالماء وفلكيين الدولة.
مرزا : كويس.
الأمير : يدفن معي في قبر واحد، بعد وفاتي بربع ساعة.
مرزا : خبر أسود!
الأمير : وده لإعتقادي إن دا شيء يسرك، لما تلازم أميرك ومولاك حتى في عالم الأموات.
مرزا : مرسي يا مولاي!
الأمير : إيه موش مبسوط؟
مرزا : مبسوط قوي يا مولاي، الله يطول في عمرك قوي قوي يا مولاي.
الأمير : ودلوقت أنت عارف إن بعد كام يوم، جلالتي رايحة تتجوز موش كده؟
مرزا : أي نعم، حاتتجوز البرنسيسة شمس الشموسة بنت جارنا الأمير كعب الدولة الأفغاني.
الأمير : مظبوط، وحتى بلغني إن الأميرة زمانها جاية في السكة، أيوة لأني في نيتي حتمًا إني أجيب لي باباظ صغير، يكون خليفتي على العرش إذا مت.
مرزا : مت! الله لا يقدر، تف من بق جلالتك٤ يا مولاي.
الأمير : فدلوقت بالمناسبة دي عايزك تطلع الرصدخانة بتاعتك دي حالًا وتسأل لي الكواكب عما إذا كان صحيح حايجي لي ولي عهد من عروستي الجديدة ولا لأ.
مرزا : حالًا يا مولاي، بس اسمح لي جلالتك إني أوصل لحد بيتي أجيب النضارة الجديدة المعظمة التلسكوب.
الأمير : طيب روح، وأنا في الأثناء دي حالف لفة في البلد، يمكن أعتر في المجرم اللي حايكون من نصيبه الخازوق.
مرزا : تحب يا مولاي أوصلك؟
الأمير : طيب تعالى؛ لأن سكتنا واحدة بس اوعى تنسى يا عزيزي نص البند إن المدعو مرزاخان شور أكبر عالماء وفلكيين الدولة يدفن معي بعد موتي بربع ساعة.
مرزا : ألف بعد الشر عليك يا مولاي (يخرجان).

(يدخل السفير والسفيرة والأميرة شمس ويقولون لحنًا):

أدحنا أهه وصلنا، بعد ما دخنا من السفر
وحلنا انهد، والواحد كفر
وكل الشحططة دي، من غير كلام كثير
لازم سببها أنت، يا حضرة السفير
هي دلوقت إن حد جالنا، في سكتنا وسألنا
وقال لنا أنتوا إيه، نروح رادين عليه
إحنا تجار نيلة فصوص، سبح وأفمام كهرمان
منعنشات مفرفشات، منغمشات وشاي كمان
الأميرة :
أنا إن حد سألني أقوله، أنا تاجرة مباسم ولولي
مين شاف مبسم زي دأهه، ولولي زي دأهه قولوا لي
السفيرة :
وأنا إن حد سألني أقول له، دي بضاعتي دي تفك الضيعة
منعنشات مفرفشات، الحتة منها بحريقة
السفير :
وأنا إن حد سألني أقول له، أنا تاجر وبضاعتي جميلة
من غير لا كلام ولا غيره، محسوبكم أنا تاجر نيلة
السفير : دلوقت يا جماعة، خدوا بالكم كويس لأننا بقينا في مملكة الأمير باباظ الأول.
السفيرة : الحمد لله، إنما إيه رأيك في المشوار ده يا أميرة شمس؟
الأميرة : حقة، مشيتنا كتير يا حضرة السفير.
السفير : معلهش يا أميرة، امشوا تصحوا.
الأميرة : لكن أنا بأستغرب، بس إيه غرض الأمير باباظ من السفرية دي كلها ومارضيش يقول لي ليه، وإيه السبب في كوننا مسافرين متخفيين بالشكل ده؟!
السفيرة : صحيح، ماتفهمنا إيه السبب يا سي جوزي؟
السفير : هس أنت يا حضرة السفيرة، أنا بصفتي الجنرال مرزاخان خليل الدولة وسفير الأمير كعب الدولة الأفغاني، ومكلف من قبل مولاي الأمير بمأمورية سرية، لازم أنفذها بكل تكتم واحتياط أنا رجل سياسي.
شمس والسفيرة : إف! دا شيء يعل!
السفيرة : طيب وبرضه من مستلزمات السياسة بتاعتك دي إنك طول السكة واحنا مسافرين فضلت تقدم الأميرة شمس للناس بصفتها مراتك.
السفير : معلوم، دا برضه اسمه ضرب من ضروب السياسة، ماتعرفيش يا سفيرة عزيزة، أني إذا قلت الحقيقة زي ما هي على بساطتها وذكرت كل شيء بصراحة، ما أبقاش رجل سياسي؟!
الأميرة والسفيرة : آدي السياسة والَّا بلاش!
الأميرة : طيب دلوقت يعني موش في إمكانك أنت تقولي لي إيه المأمورية السياسية دي اللي أنت مكلف بها من بابا؟
السفير : لما يجي الوقت المناسب تعرفي كل شيء يا مولاتي.
السفيرة والأميرة : غريبة دي!
السفير : آه آدي لاجل بختنا لوكانده كويسة أهي تعالوا بنا ننزل فيها نستريح شوية، لحد ما أنتهي أنا من مهمتي، اتفضلوا.
الأميرة : طيب اتفضل قدامنا يا سي جوزي.
السفيرة : آه أنت بالك.
السفير : لا، دا موقتًا موقتًا (يخرجون).

(الجميع يدخلون ويقولون لحن استقبال عثمان وزقزوق):

يا حليلة تعالوا يا جماعة، شوفوا الاتنين الأغراب دول
لازم بياعين مصريين، من بلاد الأهرام وأبو الهول
يا ميت أهلًا يا ميت سهلًا، يا ميت مرحب يا مرحبتين
لازم نحتفي بهم خاﻟص، ونحييهم عالصفين
بنات :
عندكو إيه يا ادلعدي، فرجنا ع البضاعة دي
عثمان :
رد عليهم يا حبي بس، اوعى تقول حادي بادي
زقزوق :
إحنا نبيع يا نور عيني، شيلان ومناديل خفة وعصري
صنعة ولادنا وبنات بلادنا، بضاعة أبو عفان المصري
الجميع :
سيد من يستفتحك، لازم نبحبحك
يا عثمان يا خفة، تعالى بنا نفسحك
ما دام أنتم أغراب، وجيتوا لحد هنا
زقزوق :
دي جميلة منكم ما ننساهاش، كده الشهامة والإنسانية
كده الحفاوة والَّا بلاش، إيه رأيك إيه في الحفاوة ديَّة
عثمان :
دا شيء بسيط ما تستغربش، دول زينا موش غربيين
النخوة دي وحب الغريب، دا شيء في دم الشرقيين
الجميع :
يا ألف مرسي يا بو سمرة، يا خفة يا رايق
يا للي كلامك، ينعنش قلب المتضايق
شوفوا الظرافة شوفوا اللطافة، أهلًا بكم يا نور العين
الخفة دي جيبتوها منين
عثمان :
إحنا كده يا ولاد النيل، لطاف وذوق خفة وراسيين
أولاد كرام نرعى الزمام، كفاية أننا مصريين
الجميع :
تعا نزفك يا بربرينا، شيلوه ولفوا ويالله بينا

(يخرجون بعثمان)

زقزوق (بعد اللحن) : الله الله! دول واخدين عم عثمان ورايحين على فين؟! لكن مافيش خوف، دول لازم مبسوطين من شكله بس، يا سلام شوف الجماعة فرحانين بنا قد إيه لما عرفوا أننا أغراب ومصريين، إلا بلاد العجم دي كمان! أنا عارف إيه اللي كان طلع في عقل عم عثمان وخلاه يجيبنا هنا علشان نبيع البضائع المصرية اللي معانا دي، الغاية بقى، الحب دا كان شيء مقدر ومكتوب عليَّ.
عثمان (من الخارج) : الله يجازيكم، دا نتو ملاحيس قوي.
زقزوق : تعالى يا عم عثمان تعالى قول لي، إزاي عرفت تخلص من الجماعة دول؟
عثمان : دول كانوا عايزين ياخدوني لهم.
زقزوق : إزاي؟
عثمان : عارف الراجل القصير اللي كان هنا، بيقول للطويل إيه؟ هاته نحطه عالبروة.
زقزوق : يظهر إنهم هنا بيحبوا كل واحد يكون غريب عن البلد دي.
عثمان : أعوذ بالله! دول محدثين أغراب.
زقزوق : لكن إحنا فين هنا دلوقت يا عم عثمان؟ إيه يا ترى اسم البلد دي اللي دخلناها دلوقت؟
عثمان : إحنا هنا دلوقت في المملكة بتاع واحد اسمه الأمير باباظ الأول.
زقزوق : الأمير باباظ دا إيه كمان؟
عثمان : يعني زي ما تقول الأسطى الكوماندة اللي حاكم على كل البلاد دي.
زقزوق : آه، يعني ملك.٥ والله إن جيت للحق يا عم عثمان أنا مصر وحشتني قوي، وابتديت أتضايق من بلاد الأعجام دي.
عثمان : معلهش طول بالك، العبارة كله كام يوم، لحد ما نصرف البضاعة اللي ويانا دي، وتننا راجعين على مصر تاني.
زقزوق : آه يا ريتنا ما كنا جينا هنا يا ريت.
عثمان : آسف علشان إيه يا ولة؟ جيعان؟
زقزوق : يا ريت.
عثمان : تعبان؟ عيان؟
زقزوق : يا ريت.
عثمان : آه، لازم الولد بيحب الملعون.
زقزوق : في الحقيقة أيوة يا عم عثمان، أنا ما أخبيش عليك حاجة أبدًا؛ لأنك أنت اللي مربيني من صغري، وماليش حد غيرك بعد المرحومة أمي.
عثمان : معلهش، طول مأنا موجود في الدنيا دي، أمك وياك ما تزعلش، لكن قول لي، اللي أنت حبيتها هنا دي جنسها إيه؟ عجمية؟
زقزوق : يظهر كده.
عثمان : عجمية!
زقزوق : أيوة.
عثمان : برضها فكرة، علشان لما يجوع يروح واكلها.
زقزوق : بقى أنت ما خدتش بالك من الاتنين الستات اللي كانوا ماشيين قدامنا النهاردة، واحنا داخلين عالبلد دي؟
عثمان : الاتنين الستات! آه، اللي كان وياهم الراجل الأزرق أبو شنبات كبيرة ده.
زقزوق : آه، أما جمال صحيح.
عثمان : مين! الراجل الأزرق؟
زقزوق : لا يا شيخ، الشابة الصغيرة فيهم أم مشلح أزرق دي، اللي بقت تبص لي وضحكت لي يجي خمس ست مرات، إيه رأيك فيها؟
عثمان : آه، والله حبيب قراري يا مضروب، لكن دي حاتقدر توصل لها إزاي وأنا وأنت لسه على باب الله والدكان لسه ما استفتحش آهي!
زقزوق : أيوة أنا عارف غطسوا راحوا فين بس، أنا عارف تاهوا منا إزاي دول؟
عثمان : يعني وإيه الرأي دلوقت؟
زقزوق : الرأي إني أروح أدور عليهم في كل شوارع البلد دي، لحد ما أعتر فيهم.
عثمان : تعالى هنا، تدور عليهم فين واحنا أغراب في البلد ويمكن تتوه والَّا حاجة؟!
زقزوق : لا ما تخافش، خليك أنت هنا استناني لحد ما أرجع لك، لحظة واحدة بس.
عثمان : طيب روح أديني حاستناك هنا.
زقزوق : الله يخليك يا عم عثمان.
عثمان : بس حاسب على روحك، لما تلاقي نفسك تهت والَّا حاجة، تعالى أديني خبر، مسكين الولد، صعبان علي خالص؛ لأني أنا كمان مجرب الحب، دا ملعون لما يمسك في جسم الواحد يبقى فشر الرماتيزم.
مرزا (يدخل ومعه نضارة) : آه، أديني جبت أقوى نضارة لاستطلاع سر الكواكب.
عثمان : ودا إيه اللي عامل زي ورق الكتشينة ده؟ بردون يا والدي، أنت إيه ورا ولا فاليه؟
مرزا : أنا يا ابني عالم.
عثمان : عالم!
مرزا : أيوة.
عثمان : عالم بالحال؟
مرزا : لا، يعني أعرف كويس في الفلك.
عثمان : الفلك؟
مرزا : أيوة، وأنت؟
عثمان : لا والله أنا لسه ما وصلتش للفلك.
مرزا : شيء لطيف، إذًا بقى حضرتك ما نتاش عالم؟
عثمان : لا والله أنا موش عالم بحاجة أبدًا.
مرزا : يعني ما تضلعتش في العالم.
عثمان : تضلعت إزاي بقى؟
مرزا : يعني ما تجرتش؟
عثمان : لا ما تجرتش، أنا اتغربت أهه بس.
مرزا : آه، يظهر إن حضرتك غريب عن البلاد دي.
عثمان : أيوة غريب من مصر، وحضرتك بتشتغل في إيه هنا؟ عالم كده وبس؟
مرزا : أيوة يعني بأرصد الكواكب وأشوف فيها طوالع بني الإنسان.
عثمان : بالذمة؟!
مرزا : تحب أشوف لك الطالع بتاعك؟
عثمان : الطالع النازل، أهه شوف والسلام، باين عليه طيب الراجل الفلكاوي ده.
مرزا : قرب هنا بقى، كفك.
عثمان : مرحب.
مرزا : لا لا، كفك يعني بدي أقرأ الخطوط اللي في كفك أولًا.
عثمان : آه كويس، شوف كده إذا كنا حانجبر البضاعة اللي ويانا دي، والَّا حانعقد على وقف الحال كده.
مرزا : هو هو هو.
عثمان : خير إنشاء لله!
مرزا : أنت حاتعيش لحد ماية سنة يا بني.
عثمان : كويس.
مرزا : دا اللهم إلا إذا حصل لك مرض أو شيء في خلال المدة دي.
عثمان : إخص!
مرزا : ولكن الطالع في الكواكب، يكون أصدق من قراية الكف بكتير، بس إذا حبيت بقى لازم ترمي …
عثمان : أرمي إيه؟
مرزا : بياضك.
عثمان : بياضي والَّا سوادي؟
مرزا : لا يعني أجرة الطالع بتاعك، شيء بسيط، اللي يخرج من الذمة.
عثمان : والله الذمة مقرطة قوي اليومين دول، وياي جوز شراب صوف أهه.
مرزا : عظيم أهه يدفي في الشتا، إنما قل لي بقى، إيه اسم أبوك واسم أمك؟
عثمان : ضروري أمي؟
مرزا : أيوة علشان حساب الفلك.
عثمان : الفلك عاوز أمي؟
مرزا : أيوة.
عثمان : اسمي عثمان بن عبد الباسط.
مرزا : وأمك؟
عثمان : اسمها حليمة.
مرزا : كويس، أديني طالع على الرصدخانة دلوقت علشان أشوف طالع الأمير باباظ الأول أمير البلاد دي، وفي الوقت نفسه أشوف لك الطالع بتاعك كمان.
عثمان : بس نقي لي طالع يكون سمين على كيفك، الشراب اللي أنت واخده ده فلتكوسي، يا ترى الولد صبي زقزوق غاب كده ليه، ما داهية لا يكون جرى للولد حاجة، يا ولد يا زقزوق، يا زقزوق مرزاخان أفندي.
زقزوق (يدخل) : إيه يا عم عثمان؟
عثمان : آه، تعالى هنا يا ولة، أنت رحت فين؟
زقزوق : آه، أديني فضلت ألف لما قلت بس، موش عارف غطست راحت فين حبيبة قلبي دي.
عثمان : يا شيخ سيبك دلوقت من الحب والكلام الفارغ ده، خلي بالك على بال ما أروح وأشوف أي حاجة ناكلها.
زقزوق : طيب روح يا عم عثمان.
عثمان : بس حسك عينك تتعتع من هنا.
زقزوق : لا ما تخافش، أنا حتى حانام لي شوية.
عثمان : أحسن شيء تنام، دي مسألة مجربها أنا، كل ما يتقل عليك الحب نام له (يخرج).
زقزوق : آه يا ملاكي المعبود، الغاية أما أشوف أحاول يمكن يجيني نوم، يمكن أشوف طيفها في المنام وأبرد نار حبي، آه (ينام).
السفير (داخلًا) : أيوة، أديني بأنبه عليكم، اوعوا تنتقلوا من هنا لحد ما أرجع لكم، واحذروا أنكم تظهروا شخصيتكم لحد.
أميرة وسفيرة : لا ما تخافش.
السفير : بس مسافة ما أوصل لحد قصر الأمير باباظ الأول، وأبلغه المهمة اللي أنا جاي بخصوصها رسميًّا وتني جاي، أورفوار.
أميرة وسفيرة : أورفوار.
السفير : أما نسوق النفخة والعظمة بقى، السياسة عايزة كده (يخرج).

(رقص الملايكة في الحلم.)

زقزوق : آه يا إلهي، إيه الحلم اللذيذ اللي شفته دلوقت، آه يا ربي، يا ترى اللي بأحبها دي مين عارف إن كانت فقيرة زيي، ولا أميرة، ولا متجوزة ولا، آه يا إلهي، أما حقيقة الحب جنون ولا شك.

(يقول لحنًا):

ليه كل حبيب كده هه في حالتي، بيقول عيني سبب كربي
إيه ذنب عيني وحبيبتي، باشوفها وباسمعها بقلبي
من نظرة واحدة سحرتني، وخدرت كل حواسي
يا هلترى راح يسعدني، حظي بها والَّا أقاسي
كل نظرة من عيونها، فيها وعد لمهجتي
كل ابتسامة منها، زي بوسة لشفتي
الحب دا شيء لا بد منه، مافيش بقلوبنا غنى عنه
حتى الهمج دول حتى الوحوش، اللي في الجبال ما يجهلوش
حاجة اسمها حب ولا غرام
الحب دا شيء لا بد منه، مافيش لقلوبنا غنى عنه
ما دام بإخلاص وائتلاف، مبني على الشرف وعلى العفاف
السفيرة (بعد اللحن) : تعالي يا أميرة ما تخافيش، أما نشوف إيه الصوت الحلو ده.
زقزوق : إيه!
الأميرة : بس أنا خايفة لا …
زقزوق : آه، أهه، اصبر أما أشوف حايقولوا إيه.
السفيرة : أهه راجل بختنا مافيش حد هنا.
الأميرة : بس أنا خايفة لأن الجنرال نبه علينا، أننا ما نطلعش من هنا.
السفيرة : يا شيخة سيبك بلا جنرال بلا … آه، إيه اللي نايم ده؟
الأميرة : دا لازم الجدع اللي كان بيغني دلوقت.
السفيرة : تعرفي إن شكله موش بطال.
الأميرة : أيوة موش بطال أبدًا.
السفيرة : من حق اصبري اصبري، الجدع ده أنا موش فاكرة اتخايلت به فين؟
الأميرة : في السكة واحنا جايين على هنا النهاردة.
السفيرة : آه، أيوة مظبوط، على كده أنت كنت واخدة بالك منه؟
الأميرة : بكل تأكيد.
السفيرة : آه كده بقى.
الأميرة : بس يالله بنا نخش دلوقت، أحسن أنا خايفة لا يصحى واحنا كده جنبه.
السفيرة : أيوة لك حق.
زقزوق : امسك حرامي.
أميرة وسفيرة : آه.
زقزوق : أنا يستحيل أسيبكم دلوقت، إلا إذا قلتوا لي أنتو مين؟
الاثنتان : إحنا …
السفيرة : إحنا تجار يا مسيو، أنا تاجرة منعنشات ومفرفشات.
زقزوق : وحضرتك يا ملاكي؟
الأميرة : وأنا تاجرة مباسم ولولي.
زقزوق : يا وعدي، طيب ومين الراجل الأزرق أبو شنبات كبيرة اللي كان وياكم ده جوزك؟
الأميرة : لا دا واحد تاجر زينا.
زقزوق : تاجر إيه؟
السفيرة : تاجر نيلة.
زقزوق : إخيه! أنا خفت ليكون جوزك.
أميرة وسفيرة : دلوقت يالله سيبنا بقى.
زقزوق : آه يا حياتي (يقبل يدها).
الأميرة : يا خبر!
السفيرة : إزاي يا راجل أنت تبوس إيدها كده؟ بأي حق؟
زقزوق : بأنهي حق! بحق أننا أولاد طايفة واحدة.
أميرة وسفيرة : إزاي ده؟
زقزوق : لأني أنا تاجر زيكم، والدكان بتاعتي أهه.
أميرة وسفيرة : صحيح؟ وبتبيع إيه؟
زقزوق : بأبيع مناديل وشيلان بترتر شغل مصر بلادنا.
أميرة : يا سلام! بقى حضرتك مصري؟
زقزوق : أيوة يا ستي.
الأميرة : طيب اصبر أما أتفرج كده.
السفيرة : أيوة تعالى فرجنا.
زقزوق : يا سلام المحل تحت أمركم.
الأميرة : يا سلام! أما شال في غاية الخفافة، يا وعدي يا وعدي!
السفيرة : حاجة سمباتيك خالص.
السفير (يدخل) : أديني رحت مالقيتش الأمير في سرايته، يا خبر! مراتي والأميرة شمس مع راجل، ما شاء الله!
أميرة وسفيرة : يا خبر!
السفير : أنا موش منبه عليكم، أنكم ماتخرجوش من باب الأوتيل ده أبدًا؟ وأنت يا حضرة المسيو، اوعى تاني مرة توريني وشك، بعد ما كونك تتجرأ كده وتكلم الست مراتي دي.
زقزوق : مراته!
الأميرة : مراة مين؟
السفير : هي أنا في عرضك يا أميرة، أحسن بعدين تلخبطي لي كيان المهمة السياسية بتاعتي، يالله جوة، اتفضلي يا مراتي.
أميرة وسفيرة : الغاية أمرنا لله (يخرجون).
زقزوق : مراته قال مراته! آه يا خيبة أملي! بقى الملاك السماوي دي تبقى مراة الوحش ده؟! ولا رضيتش تقول لي، آه، لا، خلاص، حيث كده بقى يستحيل ما بقاش لي أقل أمل في الحياة (يبكي).
عثمان (يدخل) : إخص على دا بخت زي الطين! حتى الفلوس اللي حانجيب به أكل يقع لاخر، ولة يا زقزوق مالك بتعيط ليه؟ وقع منك فلوس أنت لاخر؟
زقزوق : آه يا عم عثمان، أنا خلاص راح نتجنن خلاص.
عثمان : علشان إيه راح تتجنن؟
زقزوق : علشان شفت اللي أنا بأحبها دلوقت أهه بس.
عثمان : وعلشان كده ناوي تتجنن؟
زقزوق : لا، وإنما اتضح لي أنها متجوزة، وتعرف متجوزة مين؟
عثمان : مين؟
زقزوق : الراجل الأزرق أبو شنبات كبيرة ده، أتابيه تاجر، تاجر نيلة.
عثمان : باين على وشه الزرقان الملعون.
زقزوق : يعني خلاص مافيش أمل في حبها، خلاص مافيش أمل (يهم بخروج).
عثمان : الله! رايح على فين يا ولة؟
زقزوق : رايح ألف في البلد شوية، لحد ما أروق وأرجع لك تاني (يخرج).
عثمان : الله الله! ولة يا زقزوق، إخص أنا خايف لا الولد يعمل في روحه حاجة، ويموت في الغربة كده فطيس.
الأمير (داخلًا) : أديني قلبت البلد ما أمكنيش ألاقي واحد من نصيبه الخازوق النهاردة.
عثمان : الله ينعل الحب، وسنة ما طلعوا الحب.
الأمير : أيوة، واحد زرابينه طالعة أهه.
عثمان : الله ينعل أبو دا كان مشوار على أبو اللي شار علي به (يهم بخروج).
الأمير : اسمع هنا يا …
عثمان : إيه عايز إيه أنت كمان؟ روح لحالك روح.
الأمير (لنفسه) : دا باينه قبيح، قل لي هنا يابو سمرة أنت.
عثمان : وبعدين وياك يا ثقيل أنت؟
الأمير : إيه رأيك في الحكومة الباباظية؟
عثمان : باباظية إيه، وزفتية إيه؟ أنا مالي ما تندعق أنت والحكومة بتاعتك سوا!٦
الأمير : إيه! أندعق أنا والحكومة بتقول؟٧
عثمان : ما هو إن ماكنتش تروح من وشي دلوقت، أرقع لك أصداغك وستين سنة.
الأمير : إيه؟ طيب رقع كده أما أشوف.
عثمان : اللهم اخزيك يا شيطان، يعني خلاص صمصمت على كده؟
الأمير : أيوة.
عثمان : طيب هه (يضربه).
الأمير : آه برافو برافو، يا مرزاخان شور، أديني لقيت الراجل اللي بأدور عليه.
مرزا : طيب، أما أخلص الطالع اللي في إيدي وآجي لك حالًا.
عثمان : أنت يا بتاع الفلك؟ جيب الشراب اللي وياك لأطلع أطبق الفلك على راسك.
الأمير : عايزه ليه بتاع الفلك؟ علشان يشوف لك الطالع بتاعك؟
عثمان : أنت مالك بس يا بارد، أنت جنسك إيه؟
الأمير : عايز تعرف جنسي إيه؟ يا عسكر يا حراس.

(يدخل الجميع ويقولون لحن ختام الفصل.)

الجميع :
مولاي أدحنا جينا أهه، فيه أمر إيه ننفذه
الأمير :
مولاكم اتلحس قلم، من الراجل الأسود دأهه
الجميع :
يا نهارك أسود دي وقعتك، حاتكون كده بلون خلقتك
إزاي تهين أميرنا ده، لازم نضحضح جتتك
عثمان :
طيب ما دام أنت الأمير، خليتني ليه أﻫزأك
ما قلتليش ليه أنت مين، من قبل ما ألذقك
الأمير :
دلوقت يا أولادي، أنا مبسوط وهايص
عيد ميلادي السنة دي، حايكون مستوفي خاﻟص
لازم حالًا نموته، هاتوا الخازوق لحضرته
عثمان :
يا ناس أنا في عرضكم، اعمل كمان بردون لكم
شوفوا لي موتة ثانية، وخلوا الخازوق لكم
الجميع :
حقة موتة الخازوق، ده مافيش أحسن من ﮐده
دي ألذ موتة يابو سمرة، يكفي بغددة
الأمير :
شايف الكرسي دا هه، دا سلاحه منه فيه
دا العلاج هنا في بلدنا، لكل مجرم أو سفيه
لما آجي أبتدي، بواسطة اليد دي
يطلع السلاح لفوق، تلبس الخازوق بذوق
هاتوه امسكوه، جرجروه وقعدوه
مرزا (يدخل) : مولاي، أنت بتعمل إيه؟ دلوقت وأنا بأرصد الكواكب شفت إن الطالع بتاعك مرتبط بطالع الراجل ده، يعني إذا مات حتمًا إنك حاتموت بعده بأربعة وعشرين ساعة.
الأمير :
شيلوا الخازوق دا هه، هاتوا الهودج بتاعي
وسندوه يا ﻫوه، اتفضل خد دراعي
الجميع :
سبحان المغيِّر من حال لحال، لكل أيام دولة ورجال
عثمان :
أهي الدنيا دايمًا ﮐده، من عشرميت مليون سنة
يوم عسل يوم بصل، يوم خازوق يوم هنا
واللي يكون زيي ضعيف، سلاحه قوة ربنا
ما دام مظلوم ما دام بريء، لا بد يوم يبلغ المنا
(ستار)

الفصل الثاني

(في قصر الأمير باباظ، رقص، الجميع يقولون لحنًا):

يا سلام سلم على دي حفلة، لازم ناخدها صباحي
إزاي تنام عيننا، دا القلب تهنى وصاحي
غنوا له وارقصوا له، الصفا ده مين يطوله
آدي الغزلان وآدي الخمرة، مين زيك أنت يابو سمرة
يالله زقطط وقوم اتنطط، ونقول كلنا يا سلام
يا سلام سلم على دي حفلة، لازم ناخدها صباحي
زقططم وفرحوا بنا، الحظوظ دي قوت قلوبنا
دولة الحظ مافيش غيرها، أنت ملكها وأميرها
ملحة في عين اللي مايسندنا، ويقول ويانا يا سلام
يا سلام سلم على دي حفلة، لازم ناخدها صباحي

(يخرجون ويبقى عثمان.)

عثمان : والله طيب على دولة الحظ دي ياخوي!
الأمير : آه، أنت هنا يا أمير عثمان أوغلي؟
عثمان : أيوة يا أمير بابازوغلي.
الأمير : يا مرزاخان شور.
مرزا : مولاي.
الأمير : الراجل ده شاغل فكري ومخوفني قوي، المهم عندي بس أنه يكون قوي البنية، وصحته جيدة.
مرزا : ربنا يسمع منك يا مولاي.
الأمير (يقترب من عثمان) : هس، اقف دوغري.
عثمان : هيه، نلزقه.
الأمير : يا مرزاخان شور.
مرزا : مولاي.
الأمير : خبط له على ضهره.
مرزا : حاضر (يخبط).
عثمان : أنت رايح فين يا بتاع الفلك؟
الأمير : هس، طول بالك.
عثمان : لا يا سيدي أنا بأغير من ضهري.
الأمير : اصبر شوية، خد نفسك، كويس خالص، صدره في غاية العال، أنت حاتصمد كتير يا ابني.
عثمان : لا صحة صمولي على كيفك.
مرزا : آه يا فرحتي يا فرحتي (يقبله).
الأمير : آه يا حبيبي يا روحي (يقبله).
عثمان : آه، والله وقعت في إيد العجمورغلية يابو عفان!
الأمير : قول لي بقى، أنت موش لابس تحت هدومك دي فانلات؟
عثمان : لا، لابسهم كده عاللحم.
الأمير : عاللحم بتقول؟
مرزا : ما داهية ليطوله برد!
الأمير : لازم تلبس فانلات، إلا موش لابس فانلات دي كمان! أنا عارف إزاي أهلك بس عودوك على كده!
عثمان : لا مانا ما لياش أهل يا مولاي.
الأمير : إزاي؟
عثمان : اتوفوا كلهم.
أمير ومرزا : خبر أسود!
مرزا : كان عمرهم قد إيه لما اتوفوا؟
عثمان : إشي أربع سنين وإشي ستة.
أمير ومرزا : يادي الداهية!
عثمان : وأبوي مات عمره خمس سنين.
الأمير : إنما إيه المرض اللي ماتوا به أهلك دول؟ إيه؟
مرزا : أيوة إيه؟
عثمان : لا ماماتوش مرضانين، ماتوا غرقانين.
الاثنين : الحمد لله!
الأمير : يا مرزاخان شور.
مرزا : مولاي.
الأمير : أهله ماماتوش إلا غرقانين بس، يا فرحتي يا فرحتي!
مرزا : يا حلولي يا حلولي!
عثمان : الله الله! عن الجنان فلا تسل، هه إخص! دول بيسكوا عليَّ البيبان خازوق! والولد زقزوق مسكين زمانه داير يدور عليَّ لما داخ، مسكوك، برضه شرحه مسكوك، ومن الناحية دي فيه الحراس، وبعدين بقى يابو عفان آه؟ اصبر أما ننط من الشباك ده، برضه الشباك عالي وتحته بحيرة ما يهمش أنا في العوم زي العفريت، أما ناخد الملاية دي ونربطه هنا في حرف الشباك، وننزل نشوف الولد صبي جرى له إيه، لا ولا يكون عندك فكرة يابو الزقازيق، أنا يستحيل أتخلى عن واحد صاحبي، وخصوصًا ابن جنسي في بلاد الغربة، آه، حقة لو رجلي ازلفط، قول عليَّ يا رحمن يا رحيم (يختفي).
مرزا (داخلًا) : آه يا خبر! الحقوا يا ناس، الحقوا يا هو، الحق يا مولاي.
الأمير (يدخل) : إيه فيه إيه؟
مرزا : تعالى بص يا مولاي تعالى.
الأمير : يا خبر أسود! اطلع يا حبيبي، اطلع يا روحي، اطلع واحنا نسيبك حر على كيفك اعمل في المملكة زي ما أنت عايز.
مرزا : آه، أيوة أهه طالع أهه.
الأمير : بشويش يا حبيبي، على أقل من مهلك يا روحي.
عثمان : هه، أطلع لكن على شرط تنفذوا لي كل طلباتي.
الأمير : حاضر حاضر، بس.
عثمان : بس إيه؟
الأمير : بس يعني لاحظ يا عزيزي، إن فيه حاجات، ربما يكون تنفيذها ما يخلصناش.
عثمان : ما يخلصكوش!
الأمير : أيوة.
عثمان : نرجع ثاني.
الأمير ومرزا : آه، لا لا لا، تعالى يا حياتي.
عثمان : هه، فاكرين إحنا بنلعب هنا ولا إيه؟
الأمير : دلوقت قول لي، إيه طلباتك يا عزيزي؟ إيه بس مزعلك؟ اتكلم.
عثمان : اللي مزعلني حاجة واحدة.
الأمير : إيه بس اتكلم.
عثمان : الولد صبيي زقزوق، اللي جنابك بعت علشان يدوروا عليه، ويجيبوه لي هنا.
الأمير : أيوة ماله؟
عثمان : بيحب واحدة عجمية من بتوعكم، وكان عنده أمل إنه يتجوزها، وبعدين اتضح له المسكين إن الشابة دي متجوزة.
الأمير : طيب وإيه اللي يهمك أنت في كده يا عزيزي؟
عثمان : اللي يهمني إن الولد ده إذا ما اتجوزش البنت دي، يمكن يعمل في روحه موش كويس، وإذا جرى له حاجة، قول عليَّ أنا كمان يا رحمن يا رحيم.
الأمير ومرزا : بعد الشر عليك وعليه، وعلينا إحنا الاتنين.
الأمير : دلوقت حيث إن جوازة صبيك ده بتهمك للدرجة دي، مافيش قدامي دلوقت غير أننا ناخدها من جوزها غصب عنه، ونجوزها لزقزوقك ده.
مرزا : أحسن حل.
الأمير : وإذا جوزها عصلج نحبسه، إيه رايك؟
عثمان : ولكن جنابك تديني كلمة شرف إنك تعمل كده.
الأمير : أيوة، وأقسم لك بشرف باباظ.
عثمان : الله يسوقك بقى يابو الزقازيق.
خادم (يدخل) : مولاي الأمير.
الأمير : إيه فيه إيه؟
الخادم : جناب الجنرال مرزاخان خليل الدولة، وسفير الأمير كعب الدولة الأفغاني عايز يتشرف بالمثول بين أيادي مولاي.
الأمير : آه، دا الجنرال اللي جايب الأميرة شمس خطيبتي وياه، خليه يخش.
الخادم : أمرك يا مولاي، اتفضل يا جنرال.
السفير (يدخل) : بونجور مولاي الأمير باباظ.
أمير ومرزا : بونجور.
عثمان (لنفسه) : ارمي! دا الراجل جوز البنت اللي بيحبها زقزوق.
الأمير : إيه، حضرتك تعرف جناب السفير؟
عثمان : سفير! أنت سفير والَّا تاجر نيلة؟
السفير : هاهاها، أنا مرزاخان خليل الدولة.
عثمان : خان خليل الدولة؟
السفيرة : أي نعم.
عثمان : ما تشوف لنا كام فص معاك أمال.
السفير : هس اخرس (يجرر سيفه).
عثمان : ارمي (يُغمى عليه).
مرزا : يا ساتر يا رب!
الأمير : لا لا في عرضك يا حضرة السفير.
عثمان : مولاي، شوف كده مافيش فيَّ حاجة ماتت، طيب طول بالك أنا أفرجك يا حضرة السفير النيلة أنت.
السفير : بتقول إيه؟
الأمير (لعثمان) : بس بس يا عزيزي حقك عليَّ، وآدي راسك.
مرزا : وآدي إيدك.
السفير : ما شاء الله! بقى كده كويس، إنكو تلطعوني هنا؟!
الأمير : لا لا بردون يا عزيزي، هه، قول بقى كمل حديثك.
السفير : أكمل إيه، أنا لسه قلت حاجة؟
الأمير : معلهش كمل والسلام.
السفير (لنفسه) : طيب أنا بعدين أعرف شغلي (للأمير) دلوقت يا حضرة الأمير، أنا بصفتي سفير مولاي الأمير كعب الدولة الأفغاني، جاي بكل اختصار لإتمام مهمة بنته الأميرة شمس الشموسة.
الأمير : يا ألف أهلًا وسهلًا.
السفير : فإذا سمحت يا مولاي، بعد عشر دقايق حاكون هنا مع الأميرة، وبعدها نعمل المقابلة الرسمية، ونتبادل جوابات الاعتماد.
الأمير : وهو كذلك.
السفير : عشر دقايق بس؛ لأن الأميرة بره هنا في انتظاري، أورفوار.
الأمير ومرزا : أورفوار.
الأمير : أما غريبة دي! أنت فيه بينك وبينه حاجة يا عزيزي؟
عثمان : حاجة وبس! دي حاجات مهمة يا مولاي.
الأمير : إزاي؟
عثمان : لأن الراجل ده هو جوز البنت اللي بيحبها صبيي.
الأمير : وإيه العمل دلوقت، بعد ما حلفت لك بشرف باباظ إني لازم أحبس لك جوز الشابة دي؟
عثمان : والله اللي تشوفه ياسي مولاي، آدي الراجل جوزها أهه، وآدي الشباك أهه.
الأمير ومرزا : لا لا في عرضك.
الأمير : حيث كده، دلوقت مافيش قدامي غير حل واحد، إني أصدر أمري حالًا بالقبض على الجنرال ده.
عثمان : براوة على أفكارك الباباظية.
الأمير : يا مرزاخان شور.
مرزا : مولاي.
الأمير : تعالى وراي أما أمضي لك الأمر.
مرزا : أمرك يا مولاي.
عثمان : لكن إزاي الراجل الملعون ده يبقى سفير، وكان مخبي نفسه وعامل تاجر نيلة؟ الغاية دلوقت ما دام الأمير تعهد بحبسه، بعدها يخلى لنا الجو ونجوز البنت مراته للولد زقزوق.
زقزوق (من الخارج) : فين هو فين؟
عثمان : زقزوق؟
زقزوق (يدخل) : شوف لبسوني إيه يا عم عثمان!
عثمان : كل سنة وأنت طيب يا ولة، سيبونا لوحدنا أنا والأمير.
الجنديان : أمرك يا مولاي (يخرجان).
عثمان : اطلع يا واد.
زقزوق : الله! إيه هو اللي أمير ومولاي؟ إيه العبارة يا عم عثمان؟
عثمان : دلوقت خلينا في المهم.
زقزوق : مهم إيه؟
عثمان : البنية اللي أنت بتحبها دي، بتحبها بشرف وإخلاص، والَّا كان حب علشان غاية كده وبس؟
زقزوق : أبدًا يا عم عثمان، وأنا أحلف لك بكل مقدس على الأرض، إنها لو ما كانتش متجوزة، كنت عملت مالا يُعمل علشان أتجوزها بكل احترام وبكل شرف.
عثمان : عظيم! دلوقت ما دام ظهر لي إن غايتك شريفة، أقدر أعمل اللي راح أعمله وضميري مرتاح.
زقزوق : إيه، راح تعمل إيه؟
عثمان : تعالى وياي وأنا أفهمك كل حاجة، على بال ما يكون الأمير باباظ أصدر أمر بحبس الجنرال.
زقزوق : جنرال مين بس فهمني؟
عثمان : أنت مالك، أنت لك جواز والَّا بحلقة، موش عاوز تتجوز اللي بتحبها؟!
زقزوق : أيوة.
عثمان : تعالى، وأنا أجوزك أبوها كمان (يخرجان).
السفير (يدخل مع الأميرة والسفيرة) : اتفضلوا يا ستات.
الأميرة : الله! فين الأمير أمال؟
السفيرة : إزاي ده؟
السفير : آه! لازم بقى جلالته٨ راح يستعد لمقابلتنا بصفة رسمية.
الأميرة : أيوة، لازم أنت هوشته وجيت له من العالي خالص.
السفير : من أعلا ما يمكن، أنا رجل سياسي.
السفيرة : آه، ناس جايين أهم.
السفير : لازم هم، احنوا القوس، السياسة عايزة كده.
مرزا (داخلًا مع جنود) : يا حضرة السفير.
السفير : أفندم، أنا بصفتي الجنرال مرزاخان خليل الدولة، وسفير مولاي الأمير كعب الدولة الأفغاني، ومكلف من قبل مولاي الأمير بمأمورية سياسية.
مرزا : بس، أنا أُمرت بأمر الأمير، إني أقبض عليك يا أمير.
السفير : علي أنا؟
أميرة وسفيرة : عليه هو؟
مرزا : أي نعم.
السفير : لا يستحيل، لازم حصل غلط؛ لأني أنا جاي هنا لعمل المعاهدات التجارية مع الأمير باباظ، وعلى الأخص لنهو مسألة جواز الأميرة.
الأميرة : جوازي أنا؟
السفير : أي نعم، مع الأمير باباظ.
الأميرة : إيه! أنا أتجوز الأمير باباظ ده؟
السفيرة : أما عجيبة دي!
السفير : هس، دي يا مولاي إرادة الأمير بابا؛ لأن جوازتك دي هي الشرط الأساسي لعمل المعاهدات التجارية بين الدولتين.
الأميرة : ما شاء الله! يعني بقى على كده بابا عاملني أنا زي عربون؛ علشان المعاهدات التجارية بتاعته!
السفيرة : شيء لطيف خالص!
السفير : هس قلنا، دا شيء لا بد منه.
الأميرة : آه يا ربي يا ربي (يُغمى عليها).
السفيرة : يا خبر دي أغمى عليها!
مرزا : ودلوقت اتفضل قدامنا بقى يا حضرة الجنرال.
السفير : لا أبدًا، يستحيل!
مرزا : جرْجره.
السفير : طيب، أنا أعرف شغلي، لازم أبعت احتجاجات للدول٩  (يخرج والجنود).
مرزا : جرجر، احتجاجات ودول قال!١٠ إحنا نعض في بعض يا جنرال (يخرج).
السفيرة : آه يا ربي! أنا عارفة إيه السفرية الزفت دي! هو يا أميرة، يا أميرة شمس، فوقي أمال ما تضحكيش الناس علينا.
عثمان (يدخل مع زقزوق) : تعالى أما نشوف إيه اللي جد هنا يا ولة.
السفيرة : الله! الاتنين التجار المصريين!
زقزوق : حبيبتي.
السفيرة : لا لا ارجع، سيبها سيبها لحد ما تفوق لوحدها.
عثمان : لا، ما هو ده اللي حايفوقها يا ست.
السفيرة : إزاي؟
عثمان : دا أصله كُدْية حب (يقولون لحنًا).
زقزوق : فوقي يا روحي يا نور عيني قولي لي أنت مين ماتخبيش عليَّ.
عثمان : قولي لي أنت مين ماتخبيش عليَّ، هس.
الأميرة : آه يا إلهي!
السفيرة : أيوة أهه فاقت من كلمة واحدة فرفشت وراقت.
الأميرة : أنا زي بأحلم بحلم لذيذ.
عثمان : وأنا واقع فيك واقعد دليز.
السفيرة : بس بقى هس.
عثمان : طيب هس.
الأميرة : من نظرة واحدة دبت فيك.
زقزوق : يا فرحتي!
الأميرة : أهي قسمتي.
زقزوق : قسمتك بيضا.
عثمان : قسمتك سودة.
السفيرة : يا شيخ اختشي.
زقزوق :
حبك في قلبي لساعة مماتي، أنت في دمي أنت في حياتي
عثمان :
أنت في حياتي، أنت في بطاطي
زقزوق :
دلوقت موش وقت الهزار، دا وقت اهتمام وجد
كل شيء وله نهاية، كل شيء لازم له حد
الجميع :
ما دمنا قلب واحد، مافيناش حد جاحد
في الشدة يد واحدة، وعمادنا على السلاح ده

(يشيروا لقلوبهم)

بالوئام من غير كلام، لازم مهمتنا تنجح ونبلغ المرام
الأميرة (بعد اللحن) : آه يا عزيزي، لو كنت تعرف إيه اللي حصل؟
زقزوق : عارف كل شيء، عم عثمان قال لي دلوقت.
الأميرة : قال لك على إيه؟
عثمان : على عبارة الجنرال جوزك وعلى كل حاجة.
الأميرة : جنرال جوزي!
السفيرة : جوز مين يا شيخ أنت؟ دا الجنرال السفير ده يبقى جوزي أنا، أنا السفيرة عزيزة.
عثمان : إيه؟ أنت مراة الجنرال الأزرق ده؟
السفيرة : أيوة أنا.
عثمان : إخص! أمال جنابها تبقى مين؟
السفيرة : حضرتها تبقى الأميرة شمس.
عثمان : الأميرة؟
الأميرة : أيوة، وحضرتهم أتابيهم كانوا جايبني هنا من غير ما أعرف؛ علشان يجوزوني للأمير باباظ.
زقزوق : باباظ؟
أميرة وسفيرة : أيوة.
عثمان : لا، ما دامت الجوازة للباباظ، كل ترتيبنا أهه باظ.
زقزوق : بتقول إيه يا عم عثمان؟
عثمان : أهي الحكاية بقت شقلباظ.
زقزوق : طيب وأنت إيه اللي يضطرك للجوازه دي يا أميرة؟
الأميرة : اللي يضطرني بابا.
السفيرة : ما هي المصيبة إن الأميرة شمس موقفها هنا وحش خالص؛ لأنها دلوقت زي عربون المعاهدات التجارية اللي حاتعمل بين الدولتين.
زقزوق : يا حول الله! آه يا أميرة شمس!
عثمان : آه يا سفيرة عزيزة! آه يا بنت صندوق الدنيا!
الأمير (يدخل) : آه، هاهاها!
السفيرة : مين دا يا ترى؟
الأمير : برافو يا مونشير، دا صبيك ده باين عليه في غاية الكهربا.
عثمان : لا دا فلفلة على كيفك.
الأمير : أديني حبست له جوز حبيبته؛ علشان ياخد كل حرية.
عثمان : البركة فيك يا مولاي.
السفيرة : مولاي!
عثمان : بست.
أميرة وزقزوق : إخص! مين ده؟
عثمان : جناب الأمير باباظ.
الثلاثة : خبر أسود!
عثمان : مخترع الجمباز.
الأمير : هيه، إيه رأيك بقى يا جنرالة أديني حبست لك جوزك حبسة لكن في غاية المكن.
الأميرة : جوزي؟
السفيرة (لعثمان) : الله! جوز مين؟
الأمير : في الحقيقة أنا صعبان علي قوي الجنرال ده، ولكن، آه من حق، على كده بقى حضرتها، لازم خطيبتي الأميرة شمس؟
زقزوق وسفيرة : أي نعم.
عثمان : أيوة الأميرة شمس بس مكسوفة.
الأمير : يا سلام في غاية الخفافة والظرافة، بس كنت عايزها أفتح من كده هه.
عثمان : يا سيدي بناقص هه، أنت بتدقق.
الأمير : الغاية، الجوازة دي سياسية لا بد منها، اتفضل يا عزيزي وصَّلها لمخدعها الملوكاني.
عثمان : اتفضلي يا أميرة لمخدعك الملوكاني، وكاني وماني ودكان الزلباني (يخرجان).
الأميرة : آه يا ربي! إيه اللخبطة دي؟!
زقزوق : معلهش ما تخافيش، البركة في عم عثمان.
الأمير : ودلوقت يا حضرات الحبيبة، مافيش قدامكم غير الهرب.
الأميرة : إزاي يا مولاي؟ حضرتك اللي عايزني أهرب وياه؟!
الأمير : أيوة أنا، أمال خيالي؟ دلوقت تعالوا بقى زوغوا من الباب ده، وانزلوا تلاقوا تحت على حرف البحيرة بتاعة القصر، فلوكة حضرتها لكم مخصوص.
الاثنين : مرسي.
الأمير : تركبوا الفلوكة دي، وتروحوا فاكين على الآخر.
السفير (من الخارج) : إزاي تحبسوني، سيبوني بأقول لكم.
الأميرة : يظهر إنهم سابوه.
زقزوق : يالله نهرب قوام.
الأمير : آه، اصبروا جاتني فكرة عال.
الاثنين : إيه؟
الأمير : أظن أحسن شيء، أننا نخلي عثمان هو اللي يهرب صاحبتك دي، وأنت تبقى تخرج تقابله من الناحية الثانية من البحيرة.
الاثنين : أيوة أحسن شيء.
السفير (من الخارج) : سيبوني أنزل فيكم حتتك بتتك.
عثمان (يدخل) : إيه، إيه الزنبليطة دي؟
الثلاثة : آه، عم عثمان.
الأمير : جيت في وقتك، خليك أنت هنا مع حضرتها؛ علشان تهربها دلوقت، وأنت يا عزيزي، يالله زوغ من باب القصر حالًا.
زقزوق : حاضر، أورفوار يا حياتي، خلي بالك يا عم عثمان (يخرج).
عثمان : ما تخافش يا ولة، استناني أنت بره، وأنا أحصلك بالحداقة.
الأمير : وأنتوا يالله يا عزيزي، اهربوا حالًا، الفلوكة أهي تحت يالله.
السفير (داخلًا) : اوعى كده أنت وهو (يتبعه مرزا والجنود).
الأمير : ارجعوا سيبوه، هدي أخلاقك يا حضرة السفير، المسألة كان فيها سوء تفاهم بسيط.
السفير : إزاي؟ بقى تحبسوني وتقولوا سوء تفاهم بسيط؟!
الأمير : معلهش حقك عليَّ.
السفير : الغاية، اللي فات مات يا مولاي، دلوقت تحب تنهي لي المأمورية اللي أنا جاي بخصوصها، والَّا لأ؟
الأمير : أيوة حالًا، دلوقت لازم أقدم عروستي الملوكية لشعبي بصفة رسمية باباظية.
السفير : وهي فين الأميرة شمس عروستك يا مولاي؟
الأمير : أهي جوة، بعتها لمخدعها الملوكاني، على يمينك في آخر الدهليز ده.
السفير : الناحية دي، اصبر أما أروح أجيبها (يخرج).
الأمير : يا مرزاخان شور.
مرزا : مولاي.
الأمير : دخل حالًا كل رجال البلاط؛ علشان يحتفلوا باستقبال خطيبتي الأميرة شمس.
مرزا : ادخلوا كلكم (يدخل الجميع ويقولون لحنًا):
فين هي الأميرة عروسة الأمير، اللي من قوامها غصن البان يغير
لازم نحتفل بها ونفرح قلبها، ونغني ونهني ونخليها حفلة مالها من نظير
الأمير : عجيبة! دي ما جاتش ليه الأميرة؟
السفير (يدخل) : إيه اللخبطة دي يا مولاي؟
الأمير : إيه جرى إيه، فين الأميرة شمس؟
السفير : الأميرة هربت يا مولاي، إيه الحكاية بس، أنا حاتجنن ياهو؟
السفيرة (تدخل) : طول بالك يا جنرال.
الأمير : الله، ما هي الأميرة أهي (يشير للسفيرة).
السفير : أميرة مين؟ دي مراتي يا مولاي.
الأمير : الله! ودُكها أمال تبقى مين؟
السفير : خطيبتك.
الأمير : يادي الداهية! وأنا اللي هربتها قال مع حبيبها.
السفير : إزاي؟ أنت!
الأمير : أيوة أنا، بفكرة أنها مراتك أنت!
السفير : إيه، مرسي.
الأمير : ما هو أنت اللي الحق عليك، ليه فهمتني إن الأميرة تبقى مراتك أنت؟
السفير : حاعمل إيه بقى، السياسة عايزة كده.
الأمير : أما عبيط صحيح!
السفير : هه.
الأمير : معلوم؛ لأن بسبب سياستك البايخة دي، دلوقت موقفي مهزأ جدًّا، وقال أنا اللي كنت محضرلهم الفلوكة علشان يركبوها ويهربوا.
السفير : لا، ولا يكون عندك فكرة يا مولاي.
الأمير : إزاي؟
السفير : لأني أنا دلوقت لما دخلت أدور على الأميرة شمس ولا لقيتهاش اديت أمر للحراس أنهم يطلقوا النار على الراجل اللي هربها ويجيبوا الأميرة.
الأمير : خبر أسود!
مرزا : آه يا حياتي ياني!
السفير : دلوقت حالًا يقتلوه.
الأمير : يقتلوه! ماتعرفش أنهم حايقتلوني أنا يا مغفل؟! آه سندوني (يرتمي).
السفير : الله! دول اتجننوا ولا إيه؟!
الأمير : يالله حصلوهم، الحقوهم، هاتوهم (طلقات نارية).
الجميع :
طلقة نار طلقة نار، يا سلام سلم عقلنا طار
الأمير :
بس يا جماعة بس، مابقاش فيَّ نفس
مرزا :
وأنا كمان عقلي زل، ووسطي قرب ينحل
الجميع :
المسألة دي لازم فيها، سر موش عارفينه
بعد الشر عليك، يا أميرنا يا فينو
إيه بس اللي يفرفشك، ويبسطك وينعنشك
ما دمنا كلنا هنا إيه، بس اللي موغوشك
أمير ومرزا :
يا ترى مات والَّا ماماتشي
الجميع :
مين هو اللي مات وماماتشي
إيه الحكاية يا أميرة فهمينا جرى إيه، فين جلنارنا البربري اسم الله عليه
الأميرة :
يا دوب جينا زايغين، في الفلوكة وراكبين
راحم ضاربين علينا، رصاص رحنا واقفين
البربري راح ناطط، غطس دوغري في المية
مسكين يا عبد الباسط، كبدي عليك وعلي
هو اللي كان الواسطة، لي في تحقيق آمالي
وبين ايديه الرابطة، بيني وبين اللي في بالي
الجميع :
حيث كده يالله بنا، يا حسن يا حسين
نعزي مولاتنا الأميرة، ونواسيها بكلمتين
مولاتي كلنا أسفين، وحق من أمرك
دي كانت واقعة زي، الطين الله يصبرك
الأمير :
لله فوضت أمري، عيطوا يا جماعة
اللي فاضل في عمري، أربعة وعشرين ساعة
الجميع :
حيث كده يالله بنا، يا حسن يا حسين
مرزا :
وأنا يا بتاع الفلك، ربع ساعة وأحصلك
إهيء إهيء إهيء، إهيء إهيء إهيء
الأمير :
يالله تعالى أودعك، الله يرحمني ويرحمك
إهيء إهيء إهيء، إهيء إهيء إهيء
(ستار)
(انتهى الفصل الثاني.)

الفصل الثالث

(في قصر الأمير، الجميع يقولون لحنًا):

فرحونا زقططونا يا جماعة غنوا، نعنشوا أميرنا واحدفم الكرب عنه
بالحانكم اطربوه بكلامكم فرفشوه، الحدق فينا اللي يظهر قوته وفنه
الأمير :
أيوة غنولي واطربوني يمكن أنسى، وواسوني واشغلوني بالمجانسة
الجميع :
سيد مين يجانسك ويآنسك يأميرنا، أنت سيد الكل فينا
أنت كل خيرنا افرح بقى زقطت بقى، مالهم عين جلالتك كده هه مبرنقة
الأمير :
سيبك ما دام قسمتنا أننا نتوفى، روحوا افرشوا قرافتنا واقلبوها بزفة
الجميع :
زفتكوا حاتكون أبهة، مالهاش مثيل ولا ثمن
لازم نهتم لكم بها، يا مرحومين مقدمًا
الله يرحم أميرنا كان، راجل عادل محترم
زي الرجل الحر، ولا فيش زيه في الأمم
الأمير :
الغاية حظونا شوية
خشوا بنا في خد وهات
جيبوا لنا كاسين شمبانيا
هاتوا الرقاصات

(رقصة)

الأمير (بعد الرقص) : بزيادة سيبونا لوحدنا.
الجميع : أمرك يا مولاي.
مرزا : مولاي.
الأمير : مرزاخان شور.
مرزا : تحب تتمشى شوية كده نلين رجلينا؟
الأمير : مافيش مانع المشي ملين (تدق الساعة ٣) يا خبر الساعة ٣!
مرزا : قوام كده!
الأمير : والمصيبة إن من إمبارح لحد النهاردة لسه ماحدش عتر في الراجل البربري ده، لازم مات.
مرزا : بكل تأكيد مات؛ لأن الجماعة ماخلوش ولا حتة في بحيرة القصر إلا وفتشوا فيها.
الأمير : الله يرحمنا بقى، إحنا إمبارح لما سمعنا إطلاق النار على البربري ده، موش كانت الساعة ٥ مساء؟
مرزا : أيوة.
الأمير : وبما إن الحساب الفلكي بتاعك بيقول إني لازم أموت بعده بأربعة وعشرين ساعة لازم أنا حاتوفى النهاردة الساعة خمسة مساءً.
مرزا : مظبوط، وأنا الساعة ٥ وربع.
الأمير : دلوقت الساعة ٣ يعني مالياش في الدنيا دي غير ساعتين بس.
مرزا : ومحسوبك ساعتين وربع.
الأمير : مدة قليلة قوي آه من حق اصبر، الساعة دي لازم بتقدم، تعالى ما نأخرها … الساعة ٢.
مرزا : لا الساعة ١.
الأمير : أيوة كده، أقله الواحد يشبع من حياته شوية.
مرزا : أمال إيه، نموت فطيس؟
الأمير : يعني كان لازم إن الطالع بتاعي يرتبط بطالع واحد بربري زي ده؟
مرزا : آه، أهه جه يا مولاي.
الأمير : مين البربري؟
مرزا : لا رئيس البوليس، أروم أوغلي.
الأمير : تعالى يا أروم أوغلي تعالى، طمني فيه إيه (يدخل أروم).
مرزا : طمنا أنا في عرضك.
أروم : أديني يا مولاي جايب لك أخبار لسه بشوكها.
الاثنين : الحمد لله!
الأمير : ولكن أنت شخصيًّا مبسوط من الأخبار دي يا أروم أوغلي؟
أروم : والله من جهتي أنا يا مولاي، حافرقع من الانبساط.
الأمير : عال عال طمني.
أروم : بقى الحكاية باختصار يا مولاي، دلوقت حيث إن ده شيء انتهى، أقدر أقول لكم إني في الأول، كنت كاشش من المهمة دي ومخضوض حتة دين خضة.
الاثنين : شيء لطيف.
أروم : أي نعم؛ لأني كنت خايف لا الناس يقولوا، أروم أوغلي مانجحش.
الأمير : خلينا في المهم.
أروم : المهم دلوقت إني عرفت الشيء اللي يهمنا إحنا بخصوص المرحوم البربري ده.
الاثنين : إيه المرحوم؟
أروم : أيوة لأنه مات؛ والدليل على كده أنهم لقوا هدوم المرحوم على شاطيء البحيرة.
الأمير : آه! يا بختي الأسود!
مرزا : يا بختي الأسود من باطنه!
أروم : إزاي! جلالتك١١ موش مبسوط يا مولاي؟
الأمير : آه يا مغفل!
مرزا : آه يا لوح!
الأمير : امشي روح من وشي.
مرزا : روح من وشنا إحنا الاثنين.
أروم : الله! موش المطلوب مني يا مولاي، إني أجيب لكم خبر عن البربري ده، أديني جبت لكو خبره حاعمل لكو إيه؟
الأمير : روح من وشي بأقول لك.
أروم : حاضر حاضر، إخيه! دول زرابينهم طالعة قوي (يخرج).
الأمير : مرزاخان شور.
مرزا : مولاي.
الأمير : مانتاش حاسس بحاجة دلوقت؟
مرزا : أيوة بطني، زي اللي واخد شربة.
الأمير : وأنا كمان زيك، آه من حق، ما رأيك في شيء مقوي، واحد كونياك؟
مرزا : واحد كونياك!
الأمير : أيوة؛ علشان نتشجع على استقبال الموت.
مرزا : دونك والكونياك.
الأمير : تعالى حط دراعك في دراعي، تاتة تاتة (يخرجان).
عثمان (يدخل) : أما أنا رصرصت خالص على حرف البحيرة الزفت دي، أيوة لأن إمبارح أول ما ضربوا علينا النار، رحت غاطس على طول، وهات يا عوم لحد ما طلعت في آخر البحيرة من جهة الخلا، أهه من ساعتها وأنا لا بد في وسط الشجر ده، وسامع كل الكلام اللي حصل بين الباباظ، والراجل بتاع الفلك، أيوة فكرة، أما نغيظهم ونقدم لهم الساعة اللي أخروها، قال عاوزين يغالطوا ربنا في عمرهم ولاد الملعون (يقدم الساعة ﻟ ٤) آه، الباباظ أهه جاي، أما نستخبى هنا لحد ما نعرف السر (يختفي).
الأمير : آه، أديني خدت واحد كونياك، لكن لسه حاسس بأن ركبي ملخلخة، يا خبر الساعة ٤! الساعة دي بتقدم كده ليه؟ ساعة سبق دي والإيه؟! (يؤخرها للساعة ٣) اصبر بقى أما أقعد أقرا شوية في الوصية بتاعتي.
مرزا (يدخل) : آه ياني! الله الساعة دي بتقدم كده ليه؟! اصبر أما نأخرها للساعة ٢ أيوة كده، آه يا خسارتك في الموت يابو الخناشير، آه بردون يا مولاي.
الأمير : إيه يا مرزاخان شور، نفسك في حاجة قبل ما تموت؟
مرزا : نفسي يا مولاي، بس لو سمحت.
الأمير : سمحت بإيه؟
مرزا : دلوقت جلالتك١٢ بحكم الطالع بتاعك، ميت ميت غصب عنك.
الأمير : مظبوط.
مرزا : ولكن أنا يا مولاي.
الأمير : أنت إيه؟
مرزا : موش ممكن جلالتك بس تطلعني من الوصية؟
الأمير : إيه؟
مرزا : أنا في عرضك يا أمير أمراء أفغانستان وكردستان ومرستان.
الأمير : يستحيل! دا هه إذا قلت كلمة واحدة بعد كده، حاقدم موتك ربع ساعة.
مرزا : لا لا لا حاضر حاضر.
الأمير : دلوقت اصبر بقى، أما أعيد نظري على وصيتي الملوكانية.
مرزا : عيد يا مولاي.
السفير (من الخارج) : هم فين الجماعة؟ آه مولاي الأمير.
مرزا : هس، مولاي، الجنرال خان خليل الدولة أهه.
الأمير : موش وقته دلوقت، قول له أنا موش هنا.
مرزا : مولاي بيقول لك إنه موش هنا دلوقت.
السفير : بتقول إيه؟
مرزا : هس قلنا يا أخينا، روح دلوقت وتعالى بعدين.
السفير : لا يستحيل! أنا جاي هنا دلوقت علشان أعرف إيه اللي ناوي يعمله مولاي بخصوص جوازته مع الأميرة شمس.
الأمير : الأميرة شمس، بس بس ما تجيبليش السيرة دي يا جنرال.
السفير : الله ليه يا مولاي؟
الأمير : لأني خلاص موش فاضل لي في عالم الحياة دي غير تلات ساعات بس.
السفير : إزاي ده؟!
الأمير : ولاحظ إن كل دا من تحت راسك أنت؛ لأنك أنت اللي أمرت الحراس، بإطلاق النار على البربري المسكين ده.
عثمان : آه يا سفير الكلب أنت.
السفير : عجيبة دي! طيب وإيه علاقة حياتك بحياة البربري ده يا مولاي؟
الأمير : العلاقة، إن نجمي أنا ونجمه مرتبطين ببعض، يعني بعد وفاة المرحوم عبد الباسط ده، حتمًا لازم أموت بعده بأربعة وعشرين ساعة.
عثمان : أهه هنا السر بقى يا خوي.
السفير : أما غريبة الحكاية دي! مسكين يا مولاي!
مرزا : لا والألعن من كده إن حياة محسوبك كمان، مرتبطة بهم هم الاثنين.
عثمان : براوة عليك يا بتاع الفلك، حلال عليك الشراب يا عم.
الأمير : الغاية دلوقت يا حضرة الجنرال، حيث إن الظروف جات بالشكل ده، أرجوك تبلغ المسألة لمولاك الأمير، وترد له بنته، وتقول له المرحوم باباظ الأول يستحيل ينسى عطفك عليه.
السفير : يصل يا مولاي، أديني رايح أعد معدات السفر، وبعدين نجي نودعكم قبل موتكم.
الأمير : أيوة قبل موتنا.
السفير : أورفوار يا أمير الحروبات والغزوات (يخرج).
الاثنين : أورفوار يا سفير الأموات.
الأمير : يا سلام سلم، دماغي لسه بتلف يا مرزاخان شور.
مرزا : دونك والكونياك يا مولاي.
الأمير : دونك يا بو الخناشير، تعالى سندني وأسندك، هه، واحدة واحدة تاتة تاتة (يخرجان).
عثمان (يدخل يضحك) : إلا حياتي اللي مرتبطة بحياتهم دي كمان، أخ يا ناري لو كنت عارف كده من الأول، كنت خربت بيت أبوهم، بس أنا زعلان علشان الدكان بتاعي اللي مانيش عارف راح فين، مابقاش فاضل غير دول، القصد ما دام السر ده بقى في إيدي، يمكني أتحصل على دكاني وأجوز الأميرة شمس دي للولد زقزوق صبي.
زقزوق (داخلًا) : آه عم عثمان.
عثمان : زقزوق، إيش جابك من الناحية دي يا ولة؟ مانتاش خايف للباباظ يشوفك؟
زقزوق : لا ولا يهمني يا عم عثمان؛ لأني من إمبارح وأنا بأدور عليك، ويستحيل أتخلى عنك ولو كان في دخولي هنا أكبر خطر على حياتي.
عثمان : براوة عليك يا تربية أبو عفان.
زقزوق : معلوم دا واجب يا عم عثمان.
عثمان : آه، آهي لأجل بختك الأميرة جاية أهي مع مراة الجنرال.
زقزوق : فين فين؟
عثمان : تعالى نتدارى الناحية دي، أما نشوف إيه العبارة.
زقزوق : أيوة فكرة.
السفيرة (داخلة والأميرة) : كفاية ما تزعليش نفسك يا أميرة، دلوقت مافيش غير كونك تنسي الجدع حبيبك ده بالمرة، وخصوصا البربري المسكين اللي غرق ده.
عثمان : إحم.
أميرة وسفيرة : آه، عم عبد الباسط!
عثمان : هس أنا دلوقت موش عمكوا عبد الباسط.
أميرة وسفيرة : أمال إيه؟
عثمان : أنا المرحوم عبد الباسط.
الأميرة : آه من حق قول لنا أنت إزاي مامتش؟
عثمان : والله حمرقت تاني؛ علشان ما رضيوش يقبلوني في القرافة، قالوا لي أنت شقي وبتعاكس الميتين.
السفيرة : دلوقت بقى، حيث إن المسألة جات سليمة كده، أما أحسن أبلغ المسألة دي للأمير.
عثمان : لا لأ، إذا كانت العبارة حاتوصل للأمير، نروح نترجى الأموات يقبلوني ونموت تاني.
الأميرة : إزاي ده؟
عثمان : بقى أنتوا موش فاهمين العبارة، طول ما أنا ميت في نظر الباباظ ده، الجوازة بتاعتكم حايكون مسوجر.
الأميرة : إزاي مانيش فاهمة؟
زقزوق : ما تفهمنا إيه الحكاية؟
عثمان : موش ضروري تفهموا غير أنا ميت وخلاص.
أميرة وسفيرة : غريبة دي!
عثمان : وحضرته لاخر أموت مني.
أميرة وسفيرة : هو لاخر؟!
عثمان : أيوة، يعني أنا ميت في البحيرة.
الأميرة : وهو؟
عثمان : ميت في حضرتك.
الأميرة : الله يجازيك يا عم عثمان.
عثمان : يعني بالمفتوح، النهاردة الأمير باباظ راح يشحنك تاني على مملكة أبوك كعب الدولة ده والَّا كعب الغزال.١٣
الأميرة : لا، كعب الدولة.١٤
عثمان : الغاية كعب الدولة١٥ أنت دلوقت ما عليك إلا تقابلي باباظ الحظ ده، وأنت ترسي منه على كل حاجة.
الأميرة : الله يبشرك بالخير يا عم عثمان.
عثمان : وأنا دلوقت حانلبد هنا لحد ما نشوف النهاية.
الثلاثة : كويس.
عثمان : وأنت اطلع من هنا من مطرح ما جيت، ونبقى نتقابل كلنا على باب المدينة (يخرج).
الجميع : مع السلامة.
زقزوق : وأنا حيث كده بقى عن إذنك يا روحي، أما أروح أنتظركم على باب المدينة.
الأميرة : طيب، بس أنا خايفة لا الأمير يشوفك وأنت خارج.
السفيرة : لا ما تخافيش هو يظهر إن الأمير تملي في الجهة دي من القصر، ومع ذلك اصبروا أما أروح أتأكد لكم.
الأميرة : أيوة، أنا في عرضك يا عزيزتي (تخرج السفيرة).
زقزوق : آه يا أميرة شمس، سبحان من حايخلصنا من إيد الأمير الفظ ده!
الأميرة : لا ولا يكون عندك فكرة يا حبيبي؛ لأن قلبي ده أصبح ملك لك، ويستحيل حد غيرك يستحوذ عليه أبدًا (يقولان لحنًا).
زقزوق :
يا فرحتي مين في غرامه شاف هنا، في كل تاريخ اللي حبه زيي أنا
أنت ملاكي ومين سواكي يحتكم في مهجتي
الأميرة :
أنت حبيبي أنت نصيبي القرب منك جنتي
زقزوق :
إيمتى نتهنى ونسود، نطفي نيران الجوى
إيه العزول إيه الحسود، ما دمت أنا وأنت سوا
الأميرة :
بس آه لو كنت زيي ابن أمير، كانت تمت فرحتي وهان العسير
زقزوق :
دولة الحب يا روحي، ما فيهاش أبدًا كبير
تجتمع فيها الملوك ويا الرعية، الفقير وابن الأمير
العبرة ماهيش باللقب، أو بالنياشين والرتب
الراجل اللي بهمته، وعلو نفسه ونخوته
من غير لقب من غير رتب، يجعل له شأن في أمته
إن عاش يعيش عرضه نضيف، وإن مات يموت حر وشريف
السفيرة (تدخل) : يالله يا جماعة أهه مافيش حد تقدر تزوغ من الناحية دي يا عزيزي.
زقزوق : طيب أديني حاكون في انتظارك يا أميرة.
الأميرة : مع السلامة يا حبيبي.
السفيرة : مسكين الجدع ده بيحبك قوي يأميرة.
الأميرة : أيوة، بس يا خسارة لو ما كانش من عامة الشعب!١٦
السفيرة : الغاية، دلوقت المهم عندنا، إن الأمير باباظ ده يردك تاني للأمير أبوك آه، أهه جاي أهه.
الأميرة : تعالى نتدارى الناحية دي، أما نشوف حايقول إيه.
السفيرة : لا مافيش لزوم.
الأمير (يدخل) : آه، أديني خدت واحد كونياك لكن دوبل الدوبل، آه وآدي الأميرة الهربانجية أهه.
الأميرة : مولاي.
الأمير : أخ يا خسارة! والله البنت موزونة قوي، لا وبياض خالص على دين ذوق جلالتي.١٧
الأميرة : العفو يا مولاي.
الأمير : ياخي عفو إيه بقى وغيره إيه، لأ وعينها عسلية كمان، تمام زي مانا عايز.
الأميرة : العفو يا أمير.
الأمير : يا سلام! قد إيه كنت أدوب في العيون العسلية.
الأميرة : كنت إزاي يا مولاي، ودلوقت لأ.
الأمير : دلوقت، دلوقت.
السفيرة : يا حفيظ دا بيزغرها كده ليه؟
الأمير (لنفسه) : دلوقت مافيش مانع.
الأميرة : مانع من إيه؟
الأمير : آه يا أميرة، أنا دلوقت جات لي فكرة، حاتغير كل ترتيبي.
أميرة وسفيرة : يا ساتر يا رب!
السفير : هي فين الأميرة (يدخل).
الأمير : آه، تعالى يا جنرال جيت في وقتك يا بطل.
السفير : أديني يا مولاي رحت جهزت كل شيء للسفر.
الأمير : روح لخبط كل شيء، أنا غيرت رأيي، ودلوقت حالًا لازم أخش على عروستي.
الثلاثة : يا خبر!
السفير : إزاي الكلام ده يا مولاي؟ جنابك موش قلت لي من لحظة بس إنك حاتتوفى بعد ساعتين ثلاثة.
الأمير : أيوة، ولكن شفت دلوقت، أننا إذا استعجلنا شوية، يكون عندي الوقت الكافي، وبعدها أتوفى على مهلي.
الأميرة : آه يا إلهي!
الأمير : أهي الساعة دلوقت ثلاثة، يعني لسه ساعتين علشان ادخل دنيا غير دي الدنيا.
السفيرة : يا دي الداهية!
الأميرة : آه، أنا في عرضك يا جنرال.
الأمير : يالله سيبونا لوحدنا أنا والعروسة، وأنتو يا جماعة ابعتوا هاتوا حالًا مأذون الدولة.
الأميرة : أنا في عرضك يا جنرال، اوعى تفوتني.
السفير : وأنا إيه اللي في إيدي يا أميرة؟
الأمير : النهاية أمرنا لله (يخرجان).
الأميرة : آه، يا ربي، فين عم عثمان دلوقت؟
الأمير : آه، أدحنا بقينا لوحدنا، العروسة والعريس.
الأميرة : لا أنا في عرضك يا أمير، أنت موش بتقول أنك خلاص حاتموت بعد شوية؟
الأمير : أيوة يا حياتي، ولكن قبل ما أفارق حياتي بدي أتمتع زي الناس، بدي في ساعة واحدة، أعمل عمل سنين، عمل قرون بزيها.
الأميرة : يا حفيظ يا رب!
الأمير : قولي لي إنك بتحبيني، أنا في عرضك.
الأميرة : يا خبر!
الأمير : تعالى في حضن باباظك يا شموستي، ما تعرفيش إني أنا بدي أملا البند حداشر من القانون الباباظي.
الأميرة : بند حداشر دا إيه كمان؟
الأمير : إني أترك لك أعظم تذكار بعد وفاتي.
الأميرة : تذكار زي إيه؟
الأمير : زي باباظ صغير، نسميه باباظ الثاني.
الأميرة : آه يا مصيبتي (ضجة).
الأمير : الله! إيه الزيطة دي؟ آه دول الجماعة أمراء البلاط جايين علشان الاحتفال بعقد الزواج.
الأميرة : آه، رحت بلاش (يدخل الجميع ويقولون لحنًا):
أهلًا بالأميرة عروسة الأمير، اللي من قوامها غصن البان يغير
لازم نحتفل بها ونفرح قلبها، ونغني ونهني ونخليها زفة مالهاش نظير
الأمير : اسمحي لي يا أميرة أقدم لك الحاج شيش بيش جهار مأذون الدولة.
المأذون : مبروك أفندم وألف مبروك.
الأمير : يالله بقى اعقد يا حضرة المأذون.
مرزا (داخلًا) : آه يا إلهي، الحق يا مولاي الحق.
الأمير : إيه فيه إيه؟
مرزا : خلاص دنت الساعة الرهيبة بتاعتنا، الساعة دلوقت خمسة إلا خمسة.
الأمير : إزاي؟ أنت مجنون الساعة قدامك أربعة أهه.
مرزا : أبدًا يا مولاي الساعة دي مظبوطة على ساعة الرصدخانة.
الأمير : خبر أسود! يظهر بقى إن الفرق ده جاي من كوني أنا من الصبح نازل تأخير في الساعة الزفت دي.
مرزا : وأنا كمان أخرتها يا مولاي.
الأمير : الله يرحمك بقى يا باباظ.
مرزا : ويرحمك يا خنشور.
الأمير : حيث كده يا أميرة روحي حرة مني من كل قيد، أمام الله والأمراء دول.
الأميرة : مرسي يا مولاي.
الأمير : واحنا يا مرزاخان شور.
مرزا : مولاي.
الأمير : ما يجيش منه بقى، دونك والموتان، هاتوا لي كاكولة الحداد بتاعتي، ودلوقت يا جماعة شوفوا إزاي تنتهي حياة عظماء الرجال.
مرزا : وحياة الخناشير (يركعون) مولاي مولاي.
الأمير : إيه فيه إيه؟
مرزا : تخزيش الشيطان بقى يا مولاي، وتخرجني من الوصية؟
الأمير : بقى مانتاش مبسوط وعندك ربع ساعة زيادة عني في عالم الحياة (تدق الساعة ٥) واحد، اثنين، ثلاثة، أربعة، آه، اركعوا يا جماعة خلاص آن الآوان.
عثمان (يدخل) : آه، اصبر بقى أما نهوشهم، آدي وقتك يابو العثامين.
الأميرة : آه آه آه.
عثمان : هس اسكت، يا رجال مملكة باباظ، وكنتراباظ، ومعمل القزاز والحمام الهزاز.
الجميع : يا خبر!
مرزا : آه، دا خيال المرحوم عبد الباسط يا مولاي.
الأمير : يا حفيظ! اركعوا يا جماعة أمام شبح المرحوم.
عثمان : أيوة اركعوا، اركعوا واهجعوا وكلوا واشبعوا، وفي دولة الحظ برطعوا.
الأمير : آه يا ربي! إيه بس طلباتك يا قداسة الخيال؟ قول اتكلم يا روح المرحوم.
عثمان : نعم، أنا روح المرحوم عبد الباسط مرزاخان ابن يمك خان ابن أدنجان ابن دوخان.
الجميع : رحمة الله عليه وعليه وعليه.
الأمير : طمنا قبلة يا قداسة الخيال، قول لنا إذا كان المرحوم مات موتة ربه والَّا مات غريق؟
عثمان : أيوة مات غريق في البحيرة بتاعتكم دي وابتلعته سردينة، ودخل في بطنها ابن المسكينة.
الجميع : مسكين!
الأمير : هيه، وبعدين؟
عثمان : وبعدين فتحنا بطنها بالسكينة، وجدنا خلقة ممسوخة ورجله اليمين مسلوخة، وبطنه زي القربة المنفوخة.
الجميع : لا حول الله!
الأمير : طيب ودلوقت ضروري يعني من كوني أموت أنا كمان؟
عثمان : أي نعم؛ لأن حياتك مرتبطة بحياة المرحوم من قديم الأزل، ولكني تشفعت لك في مجلس الأموات، وأخيرًا قررنا بما هو آت.
أمير ومرزا : بإيه؟ بإيه؟
عثمان : بأننا بعد ما نستأنف الحكم قدام محكمة الأموات، نرجع لكم المرحوم عبد الباسط لكن على شرط أنكم تنفذوا له كل طلباته.
الأمير : يا سلام! فين هو بس فين؟
عثمان : وإذا خالفتم الشرط ده، نربط نجومكم كلكم مع بعضكم، وعلى الآخرة نجركم وهناك نلعن أبو جدكم.
الأمير : أبدًا أبدًا، أنا أقسم لك بشرف باباظ إني أنفذ كل طلبات المرحوم.
عثمان : عظيم، بعد ثلاث دقايق يكون عندكم المرحوم.
الجميع : يا ألف مرحبا.
عثمان : ارقدوا، دلوقت شبكوا إيديكم، وغمضوا عينيكم، افضلوا كده راكعين مغمضين، الثلاث دقايق مبلمين (يخرج).
الأمير : مرزاخان شور.
مرزا : مولاي.
الأمير : أنا بأحلم والَّا إيه؟ اقرصني كده في قفايا أما أشوف.
مرزا : حاضر يا مولاي (يقرصه).
الأمير : آي!
مرزا : لا صاحي يا مولاي، الحمد لله على سلامتك.
الأمير : يكون في معلومك دلوقت يابو الخناشير، إنه إذا ما جالناش عثمان البربري ده حسب كلام الخيال، أخوزقك هنا بحسب الوصية الساعة ٥ وربع تمام.
مرزا : لا لأ، أنا في عرضك يا مولاي.
أروم (يدخل) : آه، الحق يا مولاي الأمير الحق.
الأمير : إيه فيه إيه؟
أروم : الدورية بتاعة الحراس، كانت بتلف حوالين القصر، وبعدين عترت في البربري وصبيه.
الأمير : فين هم فين؟ هاتوهم قوام.
أروم : أهم جايين أهه.
عثمان (يدخل) : أنتوا باعتين لي ليه؟ أنا كنت نايم مبسوط في التربة.
الأمير : آه، دلوقت يا جماعة، حيث إن حياتي بقت مسوجرة بوجود عم عثمان ده جنبي، لازم نهيص بقى ونعقد بالمرة عقد زواجي على الأميرة.
سفيرة وأميرة وزقزوق : يا خبر!
عثمان : زواجك؟
الأمير : أيوة.
عثمان : أما نرجع للأموات تاني، أيوة؛ لأني أنا جاي من الآخرة على شرط وأنت أقسمت أنك تنفذ لي كل طلباتي.
الأمير : طلباتك إيه بس اتكلم؟
عثمان : طلباتي أنك تجوز الأميرة شمس لصبيي زقزوق؛ لأنه إن ماكانش يتجوزها راح يموت نفسه، ولما يموت نفسه، أموت أنا لأن حياتي مرتبطة بحياته، وأنت حياتك مرتبطة بحياتي.
مرزا : وحياتي مرتبطة بحياتكم أنتو الاثنين.
عثمان : أهه كده، دلوقت شوفوا لكم طريقة، يا تجوزوا زقزوق للأميرة شمس، يا تدور الشوطة فينا كلنا.
الأمير : طيب طيب وأنا قبلت.
زقزوق (للأميرة) : آه يا روحي!
الأميرة : آه يا حياتي!
السفير : الله الله! إيه التصرف ده يا مولاي؟ دلوقت حاقول إيه لمولاي أبو الأميرة؟!
الأمير : قول له إني جوزتها لواحد تاني.
السفير : كده من عامة الشعب؟١٨
الأمير : لا من الأمراء.
الجميع : إزاي ده؟
الأمير : لأن ما دام دي رغبة عم عثمان، أنا من النهاردة حاجعل الشاب ده ولي عهد الدولة.
عثمان : ليحيا الأمير زقزوق.
الجميع : ليحيا الأمير زقزوق.
الأمير : وأنت يا عم عثمان.
عثمان : مولاي.
الأمير : اتمنى علي، تحب أسلمك مملكتي في إيدك؟
عثمان : على إيه يا مولاي، كفاية إن روحك في إيدي.
الأمير : طيب أقول لك، روح من الآن نديمي.
مرزا : ليحيا الأمير عثمان خان.
الجميع : ليحيا الأمير عثمان خان.

(لحن ختام الرواية):

أهي دولة الحظ كملت، واتهنى العريس بعروسته
مين زي أبو سمرة، ياختي على بطته وعلى ننوسته
يالله افرحم وغنوا، وهيصوا واتهنوا
الحظ قوت قلوبنا، ومالهاش غنى عنه
يالله خدوا العريس والعروسة على قصري
هي حلوة وشرقية وهو خفة وعصري
يالله خدوا عم عثمان وودوه على قصري
فليحيا كل شرقي وليحيا كل مصري
(ستار)
(انتهت بعون الله)
١  مكتوب على غلاف مخطوطة المسرحية الخارجي عام ١٩٢٤. ولكن تصريح الرقابة المكتوب على الصفحة الأولى من المخطوطة مؤرخ في ٢٥ / ٣ / ١٩٢٦، كما أن الرقيب قام بشطب بعض الكلمات والجمل والعبارات، وحدد صفحات ذلك في تصريحه، والصفحات هي: ٢، ٤، ٥، ٦، ٧، ١٠، ١٩، ٢٢، ٢٣، ٣٤، ٣٦، ٤٣، ٤٧، ٤٩، ٥٥، ٥٦، ٥٧، ٦٥، كما يوجد أيضًا تصريح رقابي آخر مؤرخ في ٢٧ / ١١ / ١٩٤٣.
٢  كلمة «جلالتك» مشطوبة من قبل الرقيب، ومكتوب بدلًا منها كلمة «سموك».
٣  كلمة «جلالتكم» مشطوبة من قبل الرقيب، ومكتوب بدلًا منها كلمة «سموكم».
٤  كلمة «جلالتك» مشطوبة من قبل الرقيب، ومكتوب بدلًا منها كلمة «سموك».
٥  كلمة «ملك» مشطوبة من قبل الرقيب، ومكتوب بدلًا منها كلمة «أمير».
٦  العبارة «أنا مالي ما تندعق أنت والحكومة بتاعتك سوا» مشطوبة من قبل الرقيب.
٧  العبارة «أندعق أنا والحكومة بتقول» مشطوبة من قبل الرقيب.
٨  كلمة «جلالته» مشطوبة من قبل الرقيب.
٩  كلمة «للدول» مشطوبة من قبل الرقيب.
١٠  كلمة «دول» مشطوبة من قبل الرقيب.
١١  كلمة «جلالتك» مشطوبة من قبل الرقيب، ومكتوب بدلًا منها كلمة «سموك».
١٢  كلمة «جلالتك» مشطوبة من قبل الرقيب، ومكتوب بدلًا منها كلمة «سموك».
١٣  عبارة «كعب الدولة ده الا كعب الغزال» مشطوبة من قبل الرقيب.
١٤  عبارة «لا كعب الدولة» مشطوبة من قبل الرقيب.
١٥  عبارة «كعب الدولة» مشطوبة من قبل الرقيب.
١٦  عبارة «من عامة الشعب» مشطوبة من قبل الرقيب، ومكتوب بدلًا منها عبارة «من عامة الناس».
١٧  كلمة «جلالتي» مشطوبة من قبل الرقيب، ومكتوب بدلًا منها كلمة «سموي».
١٨  عبارة «من عامة الشعب» مشطوبة من قبل الرقيب، ومكتوب بدلًا منها عبارة «من عامة الناس».

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤